أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد الوافي العزوزي - الشك عند ديكارت واشكالية الثقة بالنفس














المزيد.....

الشك عند ديكارت واشكالية الثقة بالنفس


عبد الوافي العزوزي

الحوار المتمدن-العدد: 6345 - 2019 / 9 / 8 - 20:16
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ديكارت فيلسوف فرنسي غني عن التعريف يعد " أبو الفلسفة الحديثة" ومن الفلاسفة العقلاء الذين اعتمدوا عن العقل في منهجهم الفلسفي عكس الذين سبقوه في تفلسفهم الحسي المادي ، وقد تميز أسلوب ديكارت في تفلسفه بأسلوب الشك من اجل تأكيد أي شيء وقد اقر على أن "الشك أساس الحكمة" وقد كان هذا الشك منطلق فلسفة ديكارت ويرى على انه إذا أردت أن تكون باحثا صادقا عن الحقيقة فمن الضروري أن تشك في كل شيء لأقصى درجة ممكنة . فمن هنا نجد أنفسنا نحن البسطاء بفلسفتنا الفطرية قد نشك مرة في شيء ما . لكن لا نستطيع أن نشك في كل شيء ، أن نشك في أنفسنا وذواتنا ووجودنا ... الشك في الذات يمكن أن نعتبرها سفسطائية وليست فلسفة تبحث عن الحقيقة المطلقة .
لكن ما فعله ديكارت كان تحديا قويا ونكرانا للذات حيث أكد وجوده بنكران ذاته والشك في وجودها " أنا اشك إذا أنا موجود " بطريقة ذكية وبارعة استطاع ديكارت أن يكشف حقيقة وجوده ويتيقن من انه موجود . على حد تعبيره يمكن القول على أن الشك يوصلنا إلى اليقين . وأكد ديكارت على ضرورة الشك في حواسنا لأنها يمكن أن تخدع الإنسان باستمرار وفي أي وقت ولذالك من الأفضل عدم الثقة بها . وفي هذا الصدد يذهب تشارلز بوكوفسكي إلى القول على أن" مشكلة عالمنا تكمن في أن الأذكياء يغلب عليهم الشك ، في حين أن الأغبياء يغلب عليهم طابع الثقة بالنفس " .
إذن من هنا تظهر الإشكالية واضحة ألا وهي كيف ينبغي أن يعيش المرء حياته ، شكاكا في ذاته وفي كل شيء من حوله ، أم انه ينبغي عليه أن يكون واثقا من نفسه لكن دون أن تلحقه لعنة الغباء ؟
كما قلت سابقا نحن البسطاء لا نستطيع أن نشك في وذاتنا نمتلك ثقة لا متناهية في الذات ربما هي ثقة عمياء لكنه على الأقل هذه الثقة توفر لنا نوع من الراحة النفسية والاطمئنان والرضا عن الذات ، عكس الشك الذي يبعث القلق والاضطراب وينتهي في كثير من الأحيان إلى الإنكار والجحود ، وهنا نجد جان جاك روسو يتضامن معنا نحن البسطاء الواثقون من أنفسنا ويقر على أن "الشكاكون إما لا وجود لهم وإما هم أشقى سكان الأرض" ، من هنا يظهر انه لا انسجام للذكاء مع الشقاء فليس من المنطق أن يكون الإنسان الشقي هو نفسه إنسان ذكي ، إذا ربطنا الشك بالذكاء كما فعل تشارلز ، لكن قد يقبل العقل الذي اعتمد عليه ديكارت في فلسفته على أن الشك في كل الأشياء يسبب الاضطراب للإنسان في حياته وان الشك في اليقينيات وضع شاق بالنسبة للعقل البشري .
إذن بعيدا عن الشك فالحقيقة المطلقة تكمن في اليقين لا في الشك حيث الشك يذهب بنا إلى نفي كل ما هو موجود من حولنا وبالتالي نفي ذواتنا ليؤكد وجودها بعد أن يتيقن على انه غير قادر على نفيها فمقولة" أنا اشك إذا أنا موجود " يمكن أن تبدل بمقولة" أنا موجود والشك في وجودي باطل " .



#عبد_الوافي_العزوزي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التجنيد إجباري والسبب مجهول
- الحقيقة مرة ام الصراحة راحة
- طالب مريض لم يشخص الأطباء مرضه
- موسم الغش في الامتحانات
- فلسفة التربية: اهميتها خصائصها تاريخها
- الدولة الفاضلة عند اخناتون و كونفوشيوس
- ظاهرة الكتابة على جدران المراحيض
- التربية الجنسية بين اغتصاب العقل واغتصاب الجسد


المزيد.....




- مصر.. حكم قضائي بإيداع نجل محمد رمضان في دار رعاية
- ترامب لديه -مشكلة صغيرة- مع رئيس آبل تيم كوك بشأن خطط تصنيع ...
- دردشة حول أصول التورتيلا المدريدية بين إيفا لونغوريا ومراسل ...
- بالصور.. من رافق ترامب بزيارة بيت العائلة الإبراهيمية في أبو ...
- اللقطات الأولى من داخل المفاوضات الروسية الأوكرانية في إسطنب ...
- قاعدة العديد في قطر: أكبر قاعدة جوية أمريكية في الخارج
- هدايا واستثمارات وصفقات بتريليونات الدولارات: هكذا عاد ترامب ...
- 70 مهنة محظورة على اللاجئ الفلسطيني في لبنان.. تعرّف عليها
- لقاء روسي أمريكي قبيل المفاوضات المباشرة مع أوكرانيا في إسطن ...
- وفاة متسلقين هندي وفلبيني على جبل إيفرست


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد الوافي العزوزي - الشك عند ديكارت واشكالية الثقة بالنفس