التجنيد إجباري والسبب مجهول

عبد الوافي العزوزي

الحوار المتمدن-العدد: 5970 - 2018 / 8 / 21 - 15:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

بعد ما رأينا نقاشا واسعا حول مشروع التجنيد الإجباري للشباب المغاربة .وانقسام الآراء حول مؤيدين ومعارضين له. وذلك نظرا للقرارات المتعددة والمختلفة حول هذا المشروع. فهناك من حبذ الفكرة وهو متفق على أن يطبق مشروع الخدمة العسكرية باعتبار أن الشباب لا يتحملون مسؤولياتهم وان الإجرام والسرقة والتشرميل كثر في الشوارع المغربية بالإضافة إلى ظاهرة التحرش الجنسي ومضايقة الفتيات في الشوارع من طرف الشباب العاطل عن العمل "وقلت ميدار " . في حين نجد بأن الدولة لم تفصح عن هذه النية للقضاء على هؤلاء بل أخذت مبررها في ذالك من أجل الاستعداد لأخطار محتملة قد تهدد أمن وسلامة الدولة.
لكن هنا يمكن أن نتساءل هل فعلا التجنيد الإجباري يخدم مصلحة الدولة ؟ ومن اي ناحية ؟ ولماذا الدولة لم تفتح مبارة للتجنيد وتترك الاختيار للشباب في تقرير مصير مستقبلهم المهني ؟ هل الدولة تعيش أزمة اقتصادية غير معلن عليها؟ ام ان سياسة التجنيد الإجباري هي سياسة لإعادة تربية الشباب كما ينظر إلى ذلك الرأي العام؟
هل فعلا سراويل الهيبهوب هي السبب في التفكير في إعادة التجنيد؟ هل توجه الشباب نحو الاحتجاج والمطالبة بالحق في الثروة هو سبب أيضا للتجنيد من أجل الانصياع والطاعة والاحتواء؟ هل الدفاع عن الوطن أمر إجباري ام هو قناعة واختيار؟ إذا كانت التجنيد لازما لحب الوطن أين ذهب دور المدرسة في ذلك؟
هل فعلا المغاربة لا يحبون وطنهم؟
كل هذه الأسئلة وغيرها تدفعنا للتفكير مليا في هذا المشروع و في النتائج المرتقبة منه . لكن الجواب عنها يبقى مبهما كل له جواب خاص به وكل له رؤيته الخاصة لا يمكن لي أن أترك جوابا حتى لا أجبر أحدا على أن يقتنع بجوابي بدل الجواب الذي يعده لنفسه بنفسه .
فإذا رأيت المدرسة فشلت في التربية ربما تكون هناك حلول أخرى بدلا من حل التجنيد الإجباري. وإذا رأيت أن أمن الدولة مهدد فإن المغاربة مجندون جميعا للدفاع عن وطنهم في اي لحظة والدليل على ذلك المقاومة المسلحة زمن الاستعمار . لهذا فالتجنيد الاختياري كان أقوى من التجنيد الإجباري . لذا كل المبررات لا يمكن لها أن تعطي لنا السبب الحقيقي وراء هذا المشروع. لأن للدولة مصلحة في عدم معرفة السبب الرئيسي وراء ذلك. ولدواعي أمنية يجب إخفاء السبب، للدولة الحق في ذلك.

#عبد_الوافي_العزوزي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل