أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صادق إطيمش - فصل المقال فيما بين البقرة والبعير من اتصال














المزيد.....

فصل المقال فيما بين البقرة والبعير من اتصال


صادق إطيمش

الحوار المتمدن-العدد: 6344 - 2019 / 9 / 7 - 17:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اولاً وقبل كل شيئ اعتذر شديد الإعتذار من القاضي والفيلسوف ابن رشد لإستعارتي بعض مفردات عنوان كتابه المعروف " فصل المقال فيما بين الحكمة والشريعة من اتصال " الذي حاول ان يفند فيه اطروحات بعض فقهاء عصره حول بعد الفلسفة عن الدين والفصل الكامل بينهما . لقد جعل ابن رشد من الفلسفة التي سماها الحكمة في كتابه هذا نهجاً يصب في ذلك النهج الذي يسلكه الدين وذلك من خلال تقارب المحتوى الفكري الذي لم ينظر له الفقهاء بتلك النظرة الثاقبة التي نظر فيها الفلاسفة ، لذلك فإن تأويلات رجال الدين جاءت بعكس ما يريده الفكر الفلسفي في معالجته للمساءل الدينية التي يواجهها الإنسان .
وموضوعنا هذا اليوم لا يختلف كثيراً في توجهه لمعالجة مسألة تتعلق بالنظرة الدينية الفلسفية ، إلا انها مقتصرة هنا على رموز هذه النظرة وموقع هذه الرموز في عبادات الأديان التي تتعامل مع هذه الرموز.
الرمز الأول يتعلق بالبقرة التي اكتسبت مرتبة مقدسة في الديانة الهندوسية تطورت بوتائر مختلفة منذ القرن الخامس عشر قبل الميلاد وحتى يومنا هذا. وقد وردت تفسيرات كثيرة لهذا التقديس اهمها يتعلق بالعطاء الذي توفره البقرة للإنسان والمتمثل بالحليب وتوظيفه للمنتجات الغذائية الأخرى . الغور في هذا الموضوع يقود الى ضرورة التعمق بفلسفة تقييم البقرة في الديانة الهندوسية ، وهذا ليس مجال حديثنا الآن . ان ما نريد الخوض به في هذا الموضوع هو مسألة الدور الجديد الذي تكتسبه الجِمال في المجال الديني ومساهمتها في تأدية بعض العبادات والشعائر الدينية ، خاصة في المناسبات الدينية الشيعية في العراق.
لقد عشت شخصياً بعض مظاهر هذا الدور للجِمال في احدى المناسبات الدينية المُقامة في الكاظمية حينما دخلت مواكب الجِمال الى بغداد متجهة الى مرقد الإمام تاركة وراءها مخلفاتها على الشوارع ، دون ان يشكل ذلك ادنى اهتمام لأصحاب العلاقة من منظمي هذه المواكب وبالتالي لا يعنيهم طبعاً ما ينشأ من مناظر للشوارع التي تمر بها هذه الجمال بكل ما تحمله من اشخاص او متاع .
ويبدو ان ظاهرة استخدام الجِمال كجزء من ممارسة الشعائر الدينيةالشيعية اصبحت غير مقتصرة على الإحتفال بمولد او وفاة إمام معين ، بل انها اصبحت جزءً من الشعائر الدينية الحسينية يجري توظيفها في اهم مناسبة دينية لدى الشيعة في العراق والمتمثلة بالعشرة الأولى من شهر محرم ويوم العشرين من شهر صفر.
لقد توالت مواكب الجِمال على كربلاء في الأيام الماضية وبهيئات مختلفة والوان يغلب عليها اللون الأخضر تيمناً بهذا اللون الذي يشير الى قدسية من عليه عمامة كانت او غطاء رأس آخر. الجمال المقدسة التي تقبعت بالأخضر تتدلى النقود من على رقابها كنذور من البائسين الى قادة هذه الجمال ليجعلوا منها اكثر قدسية واروع مظهراً قدسياً في المناسبات القادمة ، ومناسبة الأربعين ليست بعيدة عنا.
قدسية الجِمال عندنا ، في وطننا العراق المليئ اليوم بكل ترهات الإسلام السياسي وتجار الدين ولصوصه، اصبحت تظاهي ، لا بل وتتغلب على مقومات قدسية البقرة في الهند التي لم يربط الهندوس قدسيتها بولي او قديس بقدر ربطها بالفائدة المادية التي يجنيها الإنسان منها واعتبارها ، استناداً الى هذا العطاء ، بمثابة الأم التي تساعد على الحياة . وهذا ليس بصعب على فقهاءنا حينما يظاهون التراث الهندوسي فيضفون على قدسية الحيوان بعيراً كان ذلك الحيوان ام ذبابة ام حماراً وغيرها مما خلق الله من أنعام .
فالبعير الذي يجتاح ارض كربلاء اليوم لينشر الخشوع والبركات في مناسبة دينية يعتبرها الشيعة من اهم مناسباتهم سبق وان مارس هذه القدسية في مناسبات اخرى تجلت بشكل اكثر وضوحاً في شوارع بغداد والكاظمية في شهر نيسان الماضي من هذا العام. إلا ان لهذا البعير عطاءات اخرى تفوق عطاءات الأبقار الهندية . فبول البعير اكتشفته المختبرات العالمية على انه يحتوي على المقاومات الحيوية التي لا يقف مرض صامداً حيالها مهما كانت شدة تأثيره على جسم الإنسان . لذلك اصبح التبرك ببول البعير وشربه والإغتسال به من الممارسات التي جعلت مجتمعاتنا تنعم بالصحة التي لا تضاهيها صحة اكثر شعوب العالم تقدماً . وقبل البعير برزت عندنا الذبابة التي تحمل الشفاء من الأمراض في احد جناحيها الذي لابد من تغطيسه وعصره في السائل الذي وقعت فيه الذبابة للحصول على المادة الشافية . اما الحمار عيفور او طيفور كما تسميه بعض المراجع العلمية العالمية فقد فاق كل حيوانات الأرض حينما تكلم مع راكبه مؤيداً رسالته التي اخبره فيها ابيه عن جده عن ابيه بالحديث المعنعن المشهور عن هذا الحمار.ولا نريد ان نُكثر من المقدسات التي لا تقتصر على البقرة ، كما في الهند ، فحيواناتنا لها قدسية خاصة لأنها إضافة الى منافعها المادية ، كما في بقرة الهند ، فإنها تحتل موقعاً إعجازياً لا تقدر عليه كل ابقار الهند مجتمعة . فها هي البومة التي كانت تعيش كطير عادي كبقية الطيور تتمتع بالأشجار والطبيعة، فحولت حياتها الى السكن في الخرائب حزينة كئيبة لأنها لم تتحمل نفسياً مأساة ما حدث في كربلاء عام 61 للهجرة فتوارثت اجيالها هذا الحزن الذي لم يسمح لها بترك الخرائب والحياة على الأشجار كبقية الطيور . وها هو العصفور الذي اصبح مثلاً مُنذراً لكل الحيوانات التي ترتكب المعاصي في حياتها ، فقد كان اسمه الحقيقي فور وحينما عصا ربه وانبياءه وأولياءه قيل عنه عصا فور التي تحولت بمرور الزمن الى عصفور تسهيلاً للفظ . وهكذا يمتلئ قاموس حياة المسلمين بتلك الحيوانات التي لا تضاهي قدسيتها ومقدرتها على المعجزات اي حيوانات اخرى خارج المجتمعات الإسلامية حتى وإن كانت بعضاً لبعض ظهيرا. نعم فنحن خير امة أُخرجت للناس.



#صادق_إطيمش (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القال والقيل في القامة والزنجيل
- وسقطوا اخلاقياً ايضاً .......
- درس في الإسلام
- تهافت الخطاب في ذي قار الآداب
- ارحلوا القسم الخامس والأخير
- ارحلوا القسم الرابع
- ارحلوا القسم الثالث
- ارحلوا القسم الثاني
- ارحلوا ....
- صحوة النائبات النائمات
- كفانا مغالطة انفسنا
- عفارم ....صيادو الكلمات
- رغم انوفكم ... نحتفل مع المرأة بعيدها الأممي
- جرائم شباط يكررها عُشاقها
- مع الصديق ضياء الشكرجي وحديثه حول النبوة
- علي الشوك ... حصاد فكري في مزرعة يانعة
- عقيدة التثليث في المسيحية ..هل هي شِرك حقاً ؟
- المتحجرات الفكرية
- السلفية اليسارية
- صادق إطيمش - اكاديمي وكاتب يساري عراقي- في حوار مفتوح مع الق ...


المزيد.....




- إعادة فتح أبواب المسجد الأقصى أمام المصلين
- بزشكيان: القواعد الأمريكية تسعى لزرع الفتن بين الدول الإسلام ...
- الداخلية السورية: خلية جاءت من مخيم الهول وفجرت الكنيسة بدمش ...
- -سرايا أنصار السنّة- تتبنى الهجوم على الكنيسة في دمشق
- خبراء: فلسطين قضية محورية في تجديد الأمة الإسلامية
- مفتي القاعدة السابق يروي تفاصيل خلاف بن لادن والملا عمر
- تفجير الكنيسة يُفجع عائلة سورية.. ومناشدة للشرع
- “ماما جابت بيبي” استقبل دلوقتي تردد قناة طيور الجنة 2025 Toy ...
- أضبطها الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سات وعرب سات ...
- لليوم الـ12: الاحتلال يواصل إغلاق المسجد الأقصى وكنيسة القيا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صادق إطيمش - فصل المقال فيما بين البقرة والبعير من اتصال