أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - جورج حداد - اميركا بدأت بالتراجع امام روسيا وامام الصين وايران















المزيد.....

اميركا بدأت بالتراجع امام روسيا وامام الصين وايران


جورج حداد

الحوار المتمدن-العدد: 6342 - 2019 / 9 / 5 - 16:13
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


إعداد: جورج حداد*


بعد انهيار الاتحاد السوفياتي بفعل خيانة الستالينيين الجدد (الغورباتشوفيين)، ومجيء العميل بوريس يلتسين الى السلطة في روسيا السوفياتية سابقا، عمت فوضى عارمة في جميع نواحي الحياة في روسيا. وعملت الاحتكارات الرأسمالية العالمية وبالاخص اليهودية على تخريب روسيا ونهب ثروات وخيرات هذه البلاد العظيمة بهدف ارجاعها قرونا الى الوراء وتحويلها الى مستعمرة عالمثالثية يقوم وجودها على تزويد المتروبولات الغربية بالخامات الطبيعية والنفط والغاز، وتحويل شعبها الى شعب عبيد على النسق "الافريقي" و"الروماني القديم". ولكن الشعب الروسي سرعان ما نهض من كبوته، وشق التيار القومي الروسي بقيادة بوتين طريقه الى السلطة بشكل سلمي وحازم، مدعوما من الجيش وقوات الامن والمخابرات ومختلف التيارات الشعبية الروسية. وبدأت السلطة القومية "البوتينية" تعمل لبناء نظام "رأسمالية دولة" تحدّها وتوجهها ثلاث سيرورات تاريخية روسية هي:
الاولى ـ الجذور التاريخية الاورثوذوكسية العميقة والعريقة للشعب الروسي، وما ينشأ عنها من عنفوان قومي ـ حضاري، ونبذ العبودية للغرب، ودعوة صادقة للتآخي بين جميع الشعوب والاديان والاتنيات الشرقية الفقيرة والمظلومة.
الثانية ـ ان الشعب الروسي هو الشعب الذي قام بأعظم ثورة اشتراكية في التاريخ المعاصر سنة 1917، وقام بتجربة بناء النظام الاشتراكي وتغيير المسار التاريخي للعالم، وقدم التضحيات الجسام في هذا السبيل. واذا كانت تجربة بناء الاشتراكية قد فشلت في المرحلة التاريخية الراهنة، بفعل الحصار والمؤامرات الدولية، خارجيا، والانحرافات والخيانات الستالينية والنيوستالينية، داخليا، فهذا لا يلغي ابدا بل يؤكد ان الشعب الروسي هو مشبّع بالفكر الاشتراكي بكل تلاوينه.
والثالثة ـ ان الاتحاد السوفياتي السابق (وقلبه روسيا السلافية) تعرض لابشع وافظع عدوان استعماري واستعبادي غربي، بشخص المانيا النازية التي كانت ترفع شعار (المانيا فوق الجميع) والشعار الروماني القديم (السلافيون هم عبيدنا). وبالرغم من النكسة الكبرى التي مني بها الاتحاد السوفياتي في بداية الحرب بفعل الخيانة الموصوفة لستالين الذي ترك الحدود مفتوحة امام الجحافل الهتلرية، حيث قتل واصيب ملايين المواطنين وتم اسر ثلاثة ملايين جندي سوفياتي في الايام الاولى للحرب، فإن المارد الشعبي الروسي سرعان ما نهض من كبوته، ورد الهتلريين على اعقابهم واقتحم جحورهم ورفع علم النصر فوق الرايخستاغ الالماني واضطر هتلر ذاته للانتحار حتى لا يقع في ايدي الروس. ولكن ذلك تم بثمن غال جدا حيث استشهد ما لا يقل عن 26 ـ 30 مليون جندي ومحارب ومناضل ومواطن سوفياتي وروسي. ولا يوجد في روسيا بيت واحد ليس فيه شهيد واكثر. من هنا ان الشعب الروسي لا يمكن ان يتساهل ابدا مع "الثقافة" العنصرية الغربية التي تقسم العالم الى: اسياد وعبيد؛ الى دول سوبرمانية ودول دونية.
وفي العقد الاول من القرن 21 عملت "روسيا القومية" الجديدة بشكل حثيث على اعادة التوازن الى العلاقات الدولية، واستعادة دورها كدولة شرقية عظمى في الجيوستراتيجية الدولية.
ووجدت الدول الغربية انه ليس من مصلحتها، وليس في مقدورها، متابعة سياسة محاولة استعمار واستعباد دولة نووية عظمى كروسيا، تمتلك ليس فقط الاسلحة النووية بل والغواصات والطائرات الستراتيجية وشتى انواع الصواريخ الكفيلة بنقل وتفجير القنابل النووية في اي بقعة في العالم الغربي كله.
ولكن مع هذا التراجع فإن الدول الغربية وعلى رأسها اميركا لم تتخل عن سياستها الامبريالية المعادية لجميع شعوب العالم. بل هي غيرت تاكتيكها في التعامل مع روسيا، ووضعت نصب عينيها العمل لاستمالة روسيا للانضمام الى السياسة الامبريالية للدول الغربية وان تصبح شريكتها في هذه السياسة، وتحصل على حصتها "الشرعية" من فوائد وعوائد السياسة الامبريالية الدولية في مواجهة شعوب الصين والهند والشرق الاقصى والشرق الاوسط وافريقيا واميركا اللاتينية. ولهذه الغاية تم دعوة روسيا لارسال ممثلين دائمين من قبلها لدى حلف الناتو والاتحاد الاوروبي، وأنشئت لهذا الغرض لجنة تنسيق دائمة ناتوية ـ روسية، ولجنة اخرى اتحاد اوروبية ـ روسية. وتم ضم روسيا الى مجموعة الـ20 الكبار G-20 ومجموعة الـ7 الكبار G-7 التي تحولت الى الـ8 الكبار G-8 بعد ضم روسيا اليها. واتيح لروسيا ان تترأس مرتين مجموعة الـ8 الكبار G-8، وطرحت على جدول الاعمال مسألة ضم روسيا الى "منظمة التجارة العالمية". واعلنت اميركا، ولو ظاهريا،، امتناعها عن تطبيق برنامج نشر شبكة الصواريخ المضادة للصواريخ في اوروبا الشرقية، مما يهدد الامن القومي الروسي.
ولكن سياسة الملاينة هذه لم تؤد الى استمالة روسيا لتنضم الى نادي الدول الامبريالية وتغدو شريكا للكتلة الغربية بزعامة الامبريالية الاميركية واليهودية العالمية.
وحينذاك رفعت اميركا وكتلتها الغربية البطاقة الحمراء في وجه روسيا، وبدأ استبعادها من هيئات التنسيق المشتركة، وتجددت الحرب الباردة، ونظم الانقلاب الاوكراني الفاشستي المعادي للروس ولروسيا مما ألزم روسيا بقبول عودة القرم للانضمام اليها بعد اجراء استفتاء شعبي قررت فيه الاغلبية الساحقة من سكان القرم العودة الى احضان الوطن الام روسيا. ووقف العالم على شفير اندلاع الحرب العالمية الثالثة حينما ارسلت اميركا والناتو الغواصات والسفن الحربية الى البحر الاسود لاسترجاع شبه جزيرة القرم بالقوة. ولكن سفن الاسطول الحربي الروسي وقفت امامها بثبات وكاد الحديد يقرع الحديد، وجاء الطيران الستراتيجي الروسي وحلق فوق حوض البحر الاسود وأمر جميع الغواصات والسفن الحربية الاميركية بالصعود الى سطح الماء وأمر بحارتها بالصعود الى سطوح غواصاتهم وسفنهم والا... فنفذ الاميركيون ما طلب منهم صاغرين، وهم لا يصدقون انهم سينفدون بجلودهم.
على اثر ذلك بدأت اميركا تطبيق سياسة المقاطعة والحصار وفرض العقوبات الاقتصادية والمالية الشديدة ضد روسيا، كما هو الحال ضد ايران. وطبعا انه جرى استبعاد روسيا من مجموعة الـ8 الكبار G-8 التي عادت الى صيغتها السابقة الـ7 الكبار G-7 وهي: بريطانيا، المانيا، ايطاليا، كندا، اميركا، فرنسا واليابان.
وفي الوقت ذاته بدأت اميركا حربا تجارية قاسية ضد الصين. كما قامت حكومة جبل طارق الخاضعة لبريطانيا باحتجاز غير مشروع لناقلة نفط ايرانية بناء لطلب اميركي.
ولكن ماذا جنت اميركا من هذه السياسة الامبريالية الرعناء؟
انها لم تجن سوى الفشل. حيث بدأت الهيبة الدولية لاميركا في الترنح واقتصادها يتزعزع. وقد اضطرت أخيرا لاغماض العين عن الافراج عن ناقلة النفط الايرانية في جبل طارق.
وفي الاجتماع الاخير لمجموعة الـ7 الكبار G-7 الذي عقد مؤخرا في فرنسا، اعلن عن رغبة اميركا في التفاوض مع ايران وتجديد المفاوضات التجارية مع الصين. وعبر الرئيس الاميركي ترامب عن تأييده لاعادة ضم روسيا الى مجموعة الـ7 الكبار، والعودة الى صيغة مجموعة الثمانية الكبار G-8. واعلن ترامب عن اعتقاده ان المشكلات العالمية لا يمكن حلها بدون روسيا. وصرح وزير الخارجية الروسي سيرغيي لافروف ان روسيا لا تتمسك بصيغة الـ8 الكبار. وانها تدعم فكرة توسيع هذه الصيغة لتضم ايضا الصين والهند لما لهما من اقتصاد كبير وتأثير كبير على السياسة الدولية.
ويرى بعض المحللين ان اميركا انما تهدف من وراء العودة الى استمالة روسيا الى دق اسفين بينها وبين الصين. في حين ترى غالبية المحللين ان هذه علامة اخرى من علامات تراجع اميركا امام الصلابة التي ابدتها كل من روسيا والصين وايران بوجه السياسة العدائية لاميركا وكتلتها الغربية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
*كاتب لبناني مستقل



#جورج_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسرحية الكراكوزية المعادية للشيوعية في المؤتمر الثاني للحز ...
- ضرورة تقويض نظام الهيمنة العالمية للدولار
- السياسة العدائية لاميركا تدفع روسيا والصين الى التحالف ضدها
- ظهور المسيحية وانشقاقها من منظور اجتماعي قومي تاريخي
- العثمانو اتاتوركية الجديدة المأزومة تبحث عن دورها الضائع
- المبادرة الصينية الكبرى وتقويض الدور الاميركي
- الصين الشعبية تتقدم لاحتلال مركز الصدارة في الاقتصاد العالمي
- الصراع بين كارتيلات صناعة الاسلحة لاميركا والاتحاد الاوروبي
- السياسة الاستفزازية الاميركية ستؤدي الى تدمير الاقتصاد الامي ...
- التحالف الستراتيجي الروسي الصيني سيغير وجه العالم
- افريقيا: من صيد البشر الى نهب الذهب والموارد الطبيعية
- الابعاد الجيوستراتيجية للمواجهة المصيرية بين اميركا والصين
- اوكرانيا على عتبة تحول مصيري جديد
- فشل سياسة العقوبات الاميركية
- تصدع العلاقات بين الاتحاد الاوروبي ودول اوروبا الشرقية
- العلاقات الصينية الاوروبية الى أين؟
- آفاق المواجهة بين اميركا والغرب وبين روسيا والشرق
- تباطؤ الاقتصاد العالمي وحرب تجارية اميركية ضد اوروبا
- بدأ زمن العد العكسي لهيمنة الدولار
- روسيا تعمل بثبات لنزع السيادة السياسية الدولية لاميركا


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - جورج حداد - اميركا بدأت بالتراجع امام روسيا وامام الصين وايران