أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - جورج حداد - التحالف الستراتيجي الروسي الصيني سيغير وجه العالم















المزيد.....

التحالف الستراتيجي الروسي الصيني سيغير وجه العالم


جورج حداد

الحوار المتمدن-العدد: 6268 - 2019 / 6 / 22 - 15:13
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


في الحرب العالمية الثانية خرج الاتحاد السوفياتي (وقلبه روسيا) بوصفه المنتصر الاعظم في تلك الحرب. لان الجيش الاحمر السوفياتي استطاع، بمساعدة المقاومة الشعبية التي كان يقودها الشيوعيون في مختلف دول اوروبا، ان يسحق الافعى النازية والفاشية، وان يقتحم وكر الافعى في برلين ويرفع العلم الاحمر المرصع بالمنجل والمطرقة فوق الرايخستاغ الالماني الهتلري. ولو تأخر الجيش السوفياتي في دخول برلين لكان العلماء الالمان انجزوا التجارب والاختبارات على الصواريخ والقنابل الذرية التي كانوا يعدونها لضرب الاراضي الاميركية البعيدة.
وبعد استسلام المانيا الهتلرية في ايار 1945، فإن الجيش الاحمر السوفياتي هو الذي قضى ايضا لوحده على الجيش الياباني الفاشستي الملاييني الذي كان لا يزال يحتشد في منشوريا الصينية حتى اب 1945. ولكن النصر السوفياتي في الحرب العالمية الثانية كان شديد المرارة ايضا لان الاتحاد السوفياتي وخاصة روسيا تكبدا دمارا لا يوصف وما يتراوح بين 26 و30 مليون شهيد (اغلبهم من الروس) في ادنى التقديرات. وللمقارنة فإنه لم يتهدم حائط واحد في اميركا وبلغ عدد القتى الاميركيين 420.000 قتيل. اي مقابل كل 42.000 قتيل اميركي سقط اكثر بكثير من 1.100.000 قتيل سوفياتي وروسي، اي مقابل كل 1 قتيل اميركي سقط اكثر من 300 قتيل سوفياتي وروسي.
وطبعا بمثل هذه النتائج خرجت اميركا من الحرب سالمة معافاة وبوصفها اقوى واغنى دولة في العالم.
ومباشرة ما بعد الحرب العالمية الثانية انتصرت الثورة الصينية العظمى، بعد حرب اهلية طاحنة استمرت من 1927 حتى سنة 1949، وتخللتها الفترة السوداء للاحتلال الاستعماري الياباني الوحشي من 1931 حتى 1945.
وفتحت الطريق امام نشوء التحالف الستراتيجي التاريخي بين روسيا السوفياتية والصين الشعبية. وبعد ان جربت الولايات المتحدة القنبلة الذرية في هيروشيما وناكازاكي باليابان، كانت، وبالتنسيق مع بريطانيا، تخطط لضرب الاتحاد السوفياتي بالقنابل الذرية، للتخلص النهائي من "البعبع الشيوعي" ولاستعمار ونهب روسيا وباقي البلدان السوفياتية حينذاك. ووضعت اميركا لذلك "بنك اهداف" يشمل كبريات المدن والمرافق الاقتصادية الروسية والسوفياتية. ولكن القيادة السياسية والعسكرية الاميركية تقاعست عن توجيه ضربتها الذرية المنفردة، لانها خشيت من القوات السوفياتية المحتشدة بالملايين حينذاك في المانيا الشرقية واوروبا الشرقية ان تقوم بـ"قفزة النمر" المباغتة وتجتاح المساحة الاوروبية بمجملها. وفي 1949 وبفضل جهود العلماء والشعوب السوفياتية، وبالاضافة الى حصول الاتحاد السوفياتي على اسرار القنبلة الذرية من الشيوعيين الاميركيين والانكليز، فجر الاتحاد السوفياتي قنبلته الهيدروجينية الاولى، وسقط الى الابد امتياز امكانية توجيه الضربة الذرية الاميركية المنفردة ضد الاتحاد السوفياتي. وبدأ عصر سباق التسلح والحرب الباردة بين الاتحاد السوفياتي (وقلبه روسيا) وبين اميركا وكتلتها الغربية.
وفي حزيران 1950 اندلعت الحرب الكورية التي استمرت حتى 1953، وكانت اول اختبار قوى بين المعسكرين الشرقي والغربي، وهي لا تزال تلقي بظلالها على العالم حتى اليوم. وفي البداية ومع الطلقات الاولى، فإن الجيش الشعبي الكوري الشمالي الذي كان يمتلك خبرة صلبة في القتال ضد المستعمرين اليابانيين الفاشست، تقدم بقوة وحرر سيؤول عاصمة كوريا الجنوبية بعد ثلاثة ايام فقط ودحر القوات الاميركية الموجودة على البر الكوري والقاها في البحر. ودعت اميركا لعقد اجتماع لمجلس الامن الدولي. وعقد الاجتماع بغياب المندوب السوفياتي الذي امتنع عن الحضور، واتخذ الاجتماع قرارا بتشكيل قوات دولية ترفع علم الامم المتحدة لمحاربة كوريا الشمالية. وارسلت 18 دولة وحدات عسكرية للمشاركة في القوات "الاممية"، من تركيا الى اوستراليا. وحتى لبنان تبرع بمبلغ من الدولارات كبير على لبنان (لا اذكر الرقم الان) لدعم المجهود الحربي "الاممي" ضد الشعب الكوري المظلوم. وطبعا ان القوات الاميركية شكلت العمود الفقري للقوات "الاممية" حيث حشدت اميركا مئات الالاف من خيرة قواتها وافضل واحدث اسلحتها لمحاربة الثوار والشعب الكوريين، وهو ما لم تفعله ضد المانيا واليابان في الحرب العالمية الثانية. وبفعل هذا الحشد الاميركي الهائل تمكنت قوات اميركا وحلفأئها من دحر الجيش الشعبي الكوري الشمالي الذي اخذ يتراجع شبرا شبرا وهو يقاتل ببطولة منقطعة النظير، مما ادى الى تدمير كوريا الشمالية تدميرا تاما، وصولا الى الحدود الكورية ـ الصينية. وبدأت القنابل الاميركية تتساقط على الاراضي الصينية ذاتها. وحينذاك قررت القيادة الصينية مساعدة الكوريين بواسطة المتطوعين الصينيين الذين تدفقوا بالملايين لنصرة الشعب الكوري الشقيق. ومرة اخرى دُحر الاميركيون حتى البحر، ثم تراجع المتطوعون الصينيون والجيش الشعبي الكوري طوعا الى خط العرض 38 (الفاصل بين الكوريتين) ومترسوا هناك. وكان الصينيون يرسلون المتطوعين بالملايين، والروس يرسلون الاسلحة والخبراء العسكريين. وطوال سنتين واكثر حاول الاميركيون ان يزحزحوا الكوريين الشماليين والمتطوعين الصينيين من خط العرض 38 ولكنهم فشلوا فشلا ذريعا.
وحينذاك انبرى قائد القوات المتحالفة الجنرال الاميركي دوغلاس ماك ارثر (وهو من ابرز الجنرالات الاميركيين في الحرب العالمية الثانية) واقترح استخدام القنبلة الذرية ضد الصين. فتم عزله من القيادة فورا وألزم بالخروج الى التقاعد قبل الاوان. ذلك ان القيادة الاميركية كانت تدرك ان ذلك يعني قيام الاتحاد السوفياتي بالرد بالمثل على اميركا، وان الدفاعات الاميركية البرية والجوية لا تملك القدرة على منع القاذفات السوفياتية الستراتيجية من الوصول الى الارض الاميركية ذاتها وتحويلها الى جحيم نووي. وقد اضطرت اميركا للقبول بوقف اطلاق النار في كوريا عند خط العرض 38. ولو استمرت تلك الحرب لكانت كل الجيوش الاميركية قد تحطمت على صخرة التعاون العسكري الروسي ـ الصيني.ولسقطت اميركا كبناء من كرتون.
ان الحرب الكورية كانت مناسبة تاريخية للاختبار العملي الميداني لمفاعيل التعاون العسكري الروسي ـ الصيني. وقد تأكد منذ ذلك الوقت المبكر انه لا يوجد قوة في العالم المعاصر يمكن ان تقف بوجه التحالف الستراتيجي الروسي ـ الصيني. وانه اذا انسحب هذا التحالف على المجالات الاقتصادية والسياسية والعلمية والثقافية، فإن من شأنه ان يغير وجه العالم المعاصر تماما، لما تتمتع به الدولتان من عدد سكان هائل ومساحة جغرافية لا تغيب عنها الشمس وثروات طبيعية غير محدودة وقدرات علمية فائقة وديناميكية حضارية ـ اجتماعية خارقة.
وقبل سنة من وفاته عام 2017، فإن الستراتيجي الاميركي الشهير والعدو اللدود لروسيا سبيغنيو بريجينسكي، كتب محذرا من ان "أسوأ سيناريو" يمكن ان تتعرض له الولايات المتحدة الاميركية هو تشكيل "تحالف كبير بين الصين وروسيا".
والسياسة الغبية المعادية لروسيا والصين، التي تنتهجها القيادة الاميركية الحالية، والتي تعبر عن الازمة الوجودية للنظام الاميركي، انما تدفع روسيا والصين الى تحقيق هذا السيناريو "الاسوأ لاميركا" الذي حذر منه سبيغنيو بريجينسكي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*كاتب لبناني مستقل



#جورج_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- افريقيا: من صيد البشر الى نهب الذهب والموارد الطبيعية
- الابعاد الجيوستراتيجية للمواجهة المصيرية بين اميركا والصين
- اوكرانيا على عتبة تحول مصيري جديد
- فشل سياسة العقوبات الاميركية
- تصدع العلاقات بين الاتحاد الاوروبي ودول اوروبا الشرقية
- العلاقات الصينية الاوروبية الى أين؟
- آفاق المواجهة بين اميركا والغرب وبين روسيا والشرق
- تباطؤ الاقتصاد العالمي وحرب تجارية اميركية ضد اوروبا
- بدأ زمن العد العكسي لهيمنة الدولار
- روسيا تعمل بثبات لنزع السيادة السياسية الدولية لاميركا
- روسيا قوضت السيادة العسكرية العالمية لاميركا
- -صراع البقاء- بين روسيا واميركا
- -اسرار- الهيمنة العالمية للدولار
- اميركا تغرق في دوامة الدين العام والعجز المالي
- بعد فشل النظام العالمي الجديد لاميركا... اورروبا الى أين؟
- الادارة الترامباوية تأخذ الاقتصاد الاميركي الى الانتحار
- خطوة تصعيدية اميركية وروسيا ترد بالمثل وأكثر
- تفاقم الازمة الاقتصادية السياسية الاميركية
- على نفسها تجني براقش الاميركية
- خطوة الى الامام أم خطوتان الى الوراء؟


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - جورج حداد - التحالف الستراتيجي الروسي الصيني سيغير وجه العالم