أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - توني جرجس توفيق - لغة الرموز














المزيد.....

لغة الرموز


توني جرجس توفيق
(Tony Girgis Tawfik)


الحوار المتمدن-العدد: 6340 - 2019 / 9 / 3 - 22:19
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


للرموز لغة... نعم للرموز لغة، ولكن الرغبة في التحدُّث أهم من معرفة مرادِفات تلك اللغة. وتلك الرغبة لا تتولد إلا بعد الاقتناع بوجود مَن يتحدَّث بتلك اللغة (الرموز) ووجود رغبة من قِبَل ذلك الكيان بالتحدُّث، وبالتالي الرغبة ثم إتقان اللغة.

إنّ مَن بدأ باللغة قبل تولُّد الرغبة بالتحدث كمن يقول بالصدفة "How are you" (هاو آر يو) دون معرفة معناها أو معرفة بأن هناك مَن يُتقن الإنكليزية يقف بجانبه، وبالتالي سيلتفت إليه كل مَن يتحدث بالإنكليزية ظناً منهم أنه يتحدث إليهم (إلتفات الرموز لمن يتحدث)، وذلك كبدء الرحلة ولكن بدون الرغبة في الإبحار، وهذا ما يأتي بالطاقة دون إدراك نوعها.

لتولد الرغبة، على الإنسان أن يدرك دون أن يدرك... يرغب دون أن يتحدَّث... وعند التحدُّث باللغة يتطابقالأعلى مع الأسفل فيصير الكل واحداً (يصير المستويان واحد)، فيدرك الرمز ذاته و يعي الإنسان حقيقته، حينها يرى الإنسان ما وراء الكون (تقاطُع المستويان).

لكن مَن يحيا حياة الرموز يُنكر وجوده... حتى أنه يتعامل مع ثلاثة: واحد يفعل وواحد لا يفعل، أما الثالث فيتمرد عليهما... تلك هي الخطوة الأولى لتولد الرغبة بالتحدُّث...

لقد خُلِق هذا الكون على الحب والحكمة، لذلك نجد أنه حتى الرموز تقع جميعها في مستويات مختلفة. تحتل الرموز سادة المادة الدرجات الدّنى، أما الرموز الروحية فتحتل درجات أعلى... ترى القِصَّة و تعلم أن في وجودها معنى أعظم... وكل ذلك يرتبط بعلاقتها مع ذلك الكائن الذي يرتدي المرآة (الإنسان).

إن الصادق دائماً خائب الرجاء، ولكنه دائماً يشعر بالراحة... هكذا ترتبط الأمور ببعضها، هكذا ترتبط الرموز ببعضها. للإنسان القدرة على الاختيار (مُخَيَّر)، وذلك باستسلامه الكامل لكل الرموز، فينتج الفعل العشوائي الذي هو إرادة الرب... فِعل لم يتوقعه رمز ولم يصنعه أحد... أما الفهم فليس بالفهم... تلك هي قمة ما قد يصل إليه الفهم... الحكمة سيدة جميلة.

بحق إن كلمة الرب تصنع كوناً... فما بالك بصفاته؟! تلك الصفات وحدها أيضاً تصنع كيانات. ولكن الكل في الواحد والواحد في الكل، لذلك لا يجب فصل تلك الصفات بالتحديد عن الرب وتسميتها بكيانات لا تعي وجوده... إلا أنه في الحقيقة لكلٍّ منها فهم وقوة وقدرة كونية... كالضوء المكوَّن مِن فوتونات لا يمكن إدراك كتلتها إلا عند تحرُّكها، ولكن عند فصل تلك الكتلة لدراستها في حالة سكون الفوتون تصير عدماً... مع الاختلاف العظيم... كل لحظة راقية هناك ما هو أرقى منها، وبكل لحظة حب نرى أكثر.

هل إدراكك لكل ذلك يصنع اختلافاً؟

ليست كل الطيور مثل بعضها، ولكن مَن أدرك الرموز صنع اختلافاً، له و للرموز أيضاً... ولذلك عليه أن ينسى أو يتناسى كل ما قرأ، وأن ينسى أو يتناسى إذا فهِم، لأن الفهم لا يأتي هنا بالإدراك بل بوجود مشاعر ذلك الفهم في الخلفية.

ومَن أراد لِقوَّةٍ أن تعمل فيه ، يجعلها في خلفيته وليس أمامه... الكل في الواحد والواحد في الكل.



#توني_جرجس_توفيق (هاشتاغ)       Tony_Girgis_Tawfik#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرموز
- الرغبة المادية والرغبة الروحية
- الوهم.. الإيحاء..الإلهام
- القدر
- إعادة التجسّد
- ظروف في عملية التنبؤ التأملي
- عندما حاورَ الوعي
- حوار مع الوعي


المزيد.....




- ظبي بأنف غريب.. ما حكاية السايغا الذي نجا بأعجوبة من الانقرا ...
- مصدر إسرائيلي يكشف لـCNN تطورات مفاوضات وقف إطلاق النار في غ ...
- حسام أبو صفية لمحاميته: هل ما زال أحد يذكرني؟
- -إكس- و-واتساب- في قلب جدل جديد: تحقيق يرصد حسابات يمنية ترو ...
- الوحدة الشعبية: استهداف سورية العربية حلقة لاستكمال مشروع ال ...
- مبادرة -صنع في ألمانيا-: أكثر من 60 شركة ألمانية تتعهد باستث ...
- لماذا لم تكشف بغداد عن هوية المتورطين بهجمات المسيرات؟
- بدء خروج العائلات المحتجزة من السويداء -حتى ضمان عودتها-
- عاجل| وسائل إعلام إسرائيلية: سلاح الجو يهاجم أهدافا للحوثيين ...
- شاهد.. مطاردة مثيرة وثقتها كاميرا من داخل دورية الشرطة تعبر ...


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - توني جرجس توفيق - لغة الرموز