أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميلاد عمر المزوغي - الربيع يزهر شوكا














المزيد.....

الربيع يزهر شوكا


ميلاد عمر المزوغي
(Milad Omer Mezoghi)


الحوار المتمدن-العدد: 6340 - 2019 / 9 / 3 - 16:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



مع احراق البوعزيزي نفسه التهبت المنطقة بأسرها فتهاوت انظمة وسقطت هامات وقدمت آلاف الضحايا وآلاف الجرحى والمعوقين, هدمت مبان ودور عبادة, شلت عمليات البناء, انتشر السلاح بين العامة كانتشار النار في الهشيم ووقع في ايد لا تعرف قيمته او لنقل اساءت استخدامه, تحولت المنطقة الى ساحة معارك بين ابناء الوطن الواحد لمجرد الاختلاف في الرأي واستخدمت كافة انواع الاسلحة ,اهدرت اموال كثيرة بقصد وعن غير قصد, فلم يعد هناك حسيب او رقيب وحجتهم في ذلك ان الانظمة السابقة سرقت الكثير ,تردّى الوضع الامني, انخفت مداخيل السياحة لبعص الدول بسبب اعمال العنف,اقفلت مصانع ,نهبت محتوياتها توقفت الخدمات العامة, انقطعت المياه والكهرباء نتيجة اعمال التخريب الممنهجة, كثرت المظاهرات المطالبة برفع الاجور وتحسين الوضع المعيشي, فأصبحت الخزائن خاوية تستجدي صندوق النقد الدولي لترتمي في احضانه او لتأخذ هبات من دول اخرى وبالتأكيد ليست بدون مقابل.
هذه حال الدول التي كانت شعوبها تتوق الى مستقبل واعد حافل بالإنجازات التي لم تتحقق على مدار عقود, وتخيّل المواطن انه سيعيش ربيعا دائما بعد سنوات الظلم والجور,اصيب بخيبة امل مما يجري, فعلى الرغم من مرور اكثر من خمسة أعوام لم تتحسن الامور بل ازدادت سوءا افاق من هول الصدمة, ايقن انه يعيش في صحراء قاحلة اقتلعت ما بها من اشجار بفعل البشر المتحررين حديثا,انها غابات عامة لم يعد من يهتم بها, المطر لم يعد ينزل كما كان, بل ارتفعت الاتربة في عنان السماء بدل بخار الماء, تكونت حبيبات اكبر من قطرات المطر لم يستطع الهواء حملها, تساقطت في كل الارجاء غطت الطرقات,اجبرت الطائرات على عدم الاقلاع او الهبوط, فصارت حجارة من سجيل من تصب تمته, تمددت اسلاك الكهرباء فأحدثت تماسا تسبب في انقطاع التيار الكهربائي, انقطعت المياه والأخبار, اصبح المواطن في سجن اختياري ,اصوات الاسلحة المختلفة عابرة للزمان والمكان,تصرفات البشر لم تعد كما كانت (يا اخي قد اصبح الشعب إله!) في بلادي صار أكثر من نمرود، المواطن العادي هو العصفور المقصف الجناحين وصار يعيش خارج الزمان والمكان، في بلادي صار أكثر من قارون وأكثر من فرعون، اصبحت بلادي بلد الجبارين والعتاه والمجرمين.
ارتوت الارض بدماء كلا الجانبين المتناحرين وبدلا من ان تنبت الورود والرياحين(روضة الشهداء) انبتت شوكا يدمي من يمتد اليه, فانعزل كل فريق عن الاخر وأصبح التواصل بينهما شبه مستحيل ازداد الحقد الاعمى وصار كلا منهما يدبر المكائد والدسائس ليوقع بالطرف الاخر ويقضي عليه نهائيا وكأنما البلد خلق لأحدهما ولا يتسع لكليهما ففي كل يوم ينزف دم جديد ويسقط جريح او قتيل على مذبح العبودية وامتهان الغير والإنقاص من قيمته وكأن الفريقين من كوكبين مختلفين, الربيع لم يزر بلادي منذ اعوام فلا ازهار ولا ثمار ولا اودية سالت, بل اشواكا على امتداد تراب الوطن, فمن يزرع الشوك يحصده ويظل حبيس افكاره الجهنمية وقد يكون اول من يدفع الثمن ان لم يعد الى رشده.



#ميلاد_عمر_المزوغي (هاشتاغ)       Milad_Omer__Mezoghi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صلّى عليك الجمع في عليائك
- غرّد
- العرب وجيرانهم....لماذا لا يكون هناك تكامل بدلا عن التنازع؟
- الإعلام المعاصر ودوره في نشر ثقافة الرأي الآخر


المزيد.....




- مسؤول صحي لـCNN: مقتل عشرات جراء غارة إسرائيلية على مقهى على ...
- -أقود سيارة كهربائية لأنني فقير-
- جدل في سوريا بعد حظر الحكومة استيراد السيارات المستعملة
- الناتو يتحصن خلف -جدار المسيّرات- في مواجهة روسيا
- القضاء البريطاني يرفض طلبا لوقف تصدير معدات عسكرية إلى إسرائ ...
- موقع إيطالي: الهند وإسرائيل وستارلينك من يُدير لعبة التجسس ا ...
- بسبب الجرائم في غزة.. الجمعية الدولية لعلم الاجتماع تعلق عضو ...
- غينيا تصدّر 48 طنا من البوكسيت في الربع الأول من عام 2025
- كيف تفاعلت المنصات مع فقدان أوكرانيا مقاتلة جديدة من طراز -إ ...
- -برادا- تقلد صنادل كولهابوري الهندية.. ومغردون: هذه سرقة ثقا ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميلاد عمر المزوغي - الربيع يزهر شوكا