أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد يعقوب الهنداوي - القوميون أعداء شعوبهم وأوطانهم (5) - مذكرات شيوعي















المزيد.....

القوميون أعداء شعوبهم وأوطانهم (5) - مذكرات شيوعي


محمد يعقوب الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 6339 - 2019 / 9 / 2 - 11:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في أوائل أيلول 1996 كنت مشدودا الى شاشة التلفزيون أتابع من بيتي في لندن ما يجري في العراق، حيث قامت قوات الحرس الجمهوري لصدام حسين التكريتي باجتياح أربيل بناءً على نداء استغاثة من مسعود البارزاني شخصيا لانتزاع المدينة من جلال الطالباني.

وفي 2/9/1996 اقتحمت المخابرات العراقية برفقة جماعة الملا مسعود البارزاني مقرات الاتحاد الإسلامي، والجبهة التركمانية، والمؤتمر الوطني العراقي، والاتحاد الوطني الكردستاني، والمجلس الإسلامي الأعلى، والحركة الملكية الدستورية، ومنظمة العمل الإسلامي، والحركة الآشورية، والحزب الشيوعي العراقي.

وتمخضت المهزلة عن سقوط مئات القتلى ونزوح مئات آلاف المواطنين صوب إيران، واعدام أتباع الطالباني أمام عوائلهم، إضافة الى إعدام المئات غيرهم في منطقة (عين كاوة) بأربيل.

كانت تلك الأحداث فصلا جديدا في نزاع الضباع المتوحشة هذي، وسيجرّ لاحقا الى معارك طاحنة دامت خمس سنين قتل فيها الأكراد بعضهم بعضا وعانت أكثر من سبعين ألف عائلة كردية من التهجير من بيوتها وقراها التي أصبحت "أرضا محرّمة" عليها.

وسارعت قيادة العمليات الإقليمية للمخابرات الأمريكية الى نقل أكثر من خمسة آلاف من أتباعها ومرتزقتها ومجنديها، من الأكراد والتركمان والعرب، الى تركيا ومنها الى جزيرة (گوام) التي تمتلكها الولايات المتحدة الأمريكية وتقيم فيها إحدى أهم قواعدها العسكرية غرب المحيط الهادئ قريبا جدا من استراليا.

وتمّ إسدال الستار على تلك المسرحية الدموية مع إعلان الصحف العراقية ببغداد، وفي طليعتها جريدة "العراق" التي كان يتولى رئاسة تحريرها البعثي الكردي (أحمد محمود الجزراوي)، يوم 2/ 9 / 1996:

"مسعــود البــارزاني يشـكر القيادة لاستجابتـها لنـــــداء تحرير أربيــل من عبث جلال وزمرته العميلة لإيران!"
و

"إنهاء دور جلال القذر انتصار للشعب العراقي المجيد!"

وعلى شاشة القناة الثالثة البريطانية ظهر ثلاثة:

المذيع البريطاني الشهير جيريمي باكسمان ومعه وزير الخارجية الامريكية وارن كريستوفر وهوشيار زيباري مسؤول العلاقات الخارجية لحكومة ابن أخته الصغير ملا مسعود البارزاني آنذاك.

كان السؤال الساخن هو:

كيف سمحت الولايات المتحدة الأمريكية لقوات صدام بدخول "المنطقة الآمنة"؟

حاول (وارن كرستوفر) أن يشرح ان "هدف المنطقة الآمنة" هو حماية الاكراد. لكن حين تقوم قيادات كردية بدعوة جيش صدام لدخولها فليس هناك أي مبرر أو إلزام لأية قوة خارجية للاعتراض، وان القيادات الكردية التي دعت جيش صدام لدخول "المنطقة الآمنة" تتحمل كامل المسؤولية عن كل ما حصل ويحصل.

وهنا تدخل هوشيار زيباري قائلا: لقد خذلتنا الولايات المتحدة لأنها لم توقف جلال الطالباني عند حدّه....

وقبل أن يكمل جملته صرخ به وارن كرستوفر غاضبا:

"عليك أن تخرس أنت ومن وراءك... أنت وسيدك مسعود خونة الأكراد. نحن نسعى لحماية الأكراد من صدام وأنتم تأتون به وبقواته الى قلب "المنطقة الآمنة" التي وضعناها لحمايتكم أنتم يا خونة..."!

وابتلع زيباري يومها لسانه وسكت...

ومن يتحدثون عن علاقة الملا مصطفى البارزاني بإسرائيل طوال عشرات السنين يغفلون حقيقة كبرى مهمة، وهي ان الملا مصطفى كان يدرك، كما يدرك الغرب والقوى العالمية الكبرى جميعا، ان إسرائيل ليست دولة، وانما هي قاعدة عسكرية متقدمة للنفوذ الأمريكي في المنطقة والعالم. بهذه الصفة، تنال أولوية في كل شيء يضمن حمايتها وديمومتها وأنها ذراع أمريكا الفاعلة في المنطقة.

كان البارزاني الأب يعرف ذلك تماما واختار أن يكون جنديا وفيا مخلصا في تلك القاعدة العسكرية وملتزما بشروطها وبقواعد اللعب التي وضعتها، ولم يحاول يوما ان يكشف أوراقه كلها كما لم يبذل جهدا مهمّاً لإخفائها على الاطلاق.

* * *

ودارت الأيام، وبعدما هدم صدام التكريتي وبقية أقاربه من أبناء العوجة، ومرتزقته من الشيعة أكثر من سواهم، كل أركان العراق كدولة، ثم زاد الإسلاميون تغطيسه في وحل التخلف ومستنقعات الفساد والتبعية، أصبحت بلادنا قاعدة متقدمة أخرى للقوات الأمريكية التي تستثمر وتبتزّ المواطن ودافع الضرائب الأمريكي كما تنهب ثروات بلادنا لمنفعة الكارتلات الرأسمالية الكبرى التي للامبرياليين الأمريكان الكبار فيها حصة الأسد.

وصرنا رسميا رقعة شطرنج رئيسية وحقل تجارب لا تكاد تغفله نشرات الاخبار العالمية. وصار نفطنا، كما كان دائما، نهبا لتلك القوى بعدما حسمت فيه لعبة تقاسم مناطق النفوذ والحروب بالنيابة وأصبح معرضا كونياً لتسويق السلاح الأمريكي وملحقاته.

لكن الملا مسعود الصغير لم يكُ يمتلك حكمة أبيه الملا الكبير، فأعلن عن ولائه المطلق لإسرائيل وصار يتبجح بذلك دون أن يدرك أن ساعته البيولوجية متأخرة عن عصره بخمسة وعشرين عاما ونيف، إذ لم يعد لهذه التهريجيات أية قيمة منذ أعلن صدام الأحمق ركوعه واذعانه العلني المطلق لإرادة الدول الخليجية التي لا تعدو كلها، هي أيضا، أن تكون قواعد عسكرية متقدمة للإمبريالية الامريكية.

وفي حماسة اللص الشحاذ التافه الذي لم يصدّق أنه وجد نفطا في أرض هو أصلاً ليس إلا محض مستحوذٍ غير شرعي فيها، ركض الملا مسعود ليعرض بضاعته المسروقة على إسرائيل بأسعار تقلّ عن أسعار سوق النهب العالمي متخيّلا أن تلك السوق أكثر منه حمقاً وأقلّ منه ومن أبيه وعياً وإدراكا.

واشترت منه إسرائيل، نيابة عن أمريكا، بعض النفط لترى مآل لعبته البليدة ولتثبت بالدليل القاطع أن الملا مسعود خان شعبه للمرة الألف قبل ان يخون سواه وانه لم يكُ يخدع الاّ نفسه.

في هذه اللحظات العسيرة خرج علينا لقلق الهراء الأجوف إبراهيم الجعفري، وزير خارجيتنا العتيد، المتعسّر بحب الاستعراض دائما، بتصريح هو أشبه بمقولة: "بـــــــــــــــلّاع....... الموس"، فلا هو صمت ولا هو أبان، بل قال:

"نحن نعطي النفط مجانا للأشقاء الأردنيين لدعم اقتصادهم...."،

ولم يجرؤ على القول صراحة:

"إذا كان مسعود يبيع النفط لإسرائيل بأسعار مخفّضة، فإننا نمنحها النفط مجانا من خلال الأردن، واسألوا الشريف جداً ملك الأردن... سمسار صفقاتنا الدائم"!

وأثبتت جميع القوى القومية الكردية على الدوام انها ليست سوى ورقة ضغط على أية سلطة تحكم في بغداد لفرض مزيد من التنازلات عليها لصالح القوى المحلية والدولية المموّلة لقيادات الحركة، أي لصالح السوق الامبريالية العالمية في نهاية المطاف، ولضمان توازن مصالح محاورها المختلفة في العراق.

* * *



#محمد_يعقوب_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تماهي الشيوعيين مع الممارسات الفاشية (4) مذكرات شيوعي
- السجن والحرية والقبلة الأولى (3) مذكرات شيوعي
- رسائل الضبع وعواقبها (2) مذكرات شيوعي
- الحقيقة دائما ثورية (1) مذكرات شيوعي
- المَوتُ مَعْشُوقي
- تاريخ علم المسرح
- مصائب المرأة في الشرع الاسلامي
- لولا الهوس الجنسي لاضمحلّت العمائم
- الحياة اليومية بين العلمانية والدين
- حدائق الدهشة - ملحمة الخلق
- الحزب الشيوعي العراقي وتخريب الوعي الطبقي
- أُرجوحًةُ الضائعين
- ربيعُ الفؤوسْ
- مع الأكراد ضد الكورد... تقنياً
- جنونُ الماء
- لا تعطوا الشحاذين
- برستو
- الحرب العراقية الإيرانية (1980 – 1988) - رؤية من قلب الجحيم
- قطوف الروح
- حروب الفُرَقاء القدامى وحروب الحُلفاء الجدد


المزيد.....




- الشرطة الأسترالية تعتقل صبيا طعن أسقفا وكاهنا بسكين داخل كني ...
- السفارة الروسية: نأخذ في الاعتبار خطر ضربة إسرائيلية جوابية ...
- رئيس الوزراء الأوكراني الأسبق: زيلينسكي ضمن طرق إجلائه من أو ...
- شاهد.. فيديو لمصري في الكويت يثير جدلا واسعا والأمن يتخذ قرا ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر جريمة طعن الأسقف في كنيسة سيدني -عمل ...
- الشرطة الأسترالية تعلن طعن الأسقف الآشوري -عملا إرهابيا-
- رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يقول إنّ بلاده سترد على الهجوم ا ...
- زيلينسكي لحلفائه الغربيين: لماذا لا تدافعون عن أوكرانيا كما ...
- اشتباكات بريف حلب بين فصائل مسلحة وإحدى العشائر (فيديوهات)
- قافلة من 75 شاحنة.. الأردن يرسل مساعدات إنسانية جديدة إلى غز ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد يعقوب الهنداوي - القوميون أعداء شعوبهم وأوطانهم (5) - مذكرات شيوعي