أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل احمد - الاحتياج الى الإرادة اللينينية















المزيد.....

الاحتياج الى الإرادة اللينينية


عادل احمد

الحوار المتمدن-العدد: 6326 - 2019 / 8 / 20 - 20:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



عادل احمد

لم يصل الرأسمال العالمي الى حالة من عدم الاستقرار شكلا كما نراه اليوم. ولم تصل الفوضى وعدم الرؤية الواضحة لتخطي العالم الرأسمالي ومحنة الخروج من الأزمة الحتمية الاقتصادية للرأسمالية كما نشاهده اليوم.. ولم نر الوجه الحقيقي والوحشي والغير الإنساني للنظام الرأسمالي بهذا الوضوح والعبارات الصريحة والجريئة لممثليه وقادته من السياسيين كما نسمعها اليوم في جميع ارجاء العالم! ان لهذه الدرجة من الأشكال والصور من مرحلة بلوغ النظام الرأسمال العالمي لها دلائلها ولها أسبابها الموضوعية. أولا ان النظام الرأسمالي بعد ان سيطر على العالم واخضع جميع علاقات الإنتاج السابقة الى قوانينه ورحمته وحركها وفق قوانينه ومصالحه، بدأ بتقسيم العالم بين الاقطاب الراسمالية في الحربين العالميين المدمرين والتي راح ضحيتها عشرات الملايين من البشر من اجل استقرار وتقاسم مناطق النفوذ بينهم و الاستقرار في توازن القوى ونهب الثروات حسب النصر والخسارة والقوة العسكرية والاقتصادية .. وشكلت بعد هذه الحروب المعاهدات والأحلاف العالمية وأنشأت الأمم المتحدة ومجلس الأمن بين الدول المنتصرة من اجل تشكيل فترة زمنية طويلة لإدامة الصراعات السياسية والاقتصادية تحت مظلته وإمكانية حلها بينهم ان أمكن حتى وان كانت بلغة التعصب والهستيريا السياسية.. وكانت هذه الرؤية على الدرجة من الوضوح والتي بات بأمكان النظام الرأسمال العالمي التأقلم معها وحقا كانت فترة من الاستقرار السياسي والاقتصادي نوعا ما بين اللصوص الرأسماليين الكبار وخاصة في الغرب الرأسمالي. ولكن بعد ان اختل هذا التوازن وفقد مجموعة دول وخاصة انهيار الاتحاد السوفيتي والكتلة الشرقية وتباطؤا الاقتصاد الياباني ونشؤ العملاق الاقتصادي الصيني والألماني بدأ العد التنازلي لدور ومكانة اكبر دولة راسمالية من حيث الحجم والقوة الاقتصادية ، أمريكا ، اصبح العالم تحت نير التغيرات الحتمية الجديدة التي لابد منها من اجل إعادة تقسيم العالم وتقسيم المناطق من جديد حسب التوازنات الجديدة. ولكن في العالم المتحضر اليوم وفي حالة تجارب الشعوب فأن الحروب مثل الحربين العالميتين لم يكن من الأمور المرغوبة والسهلة ان تمر على المجتمع البشري مرة اخرى .. وهناك عوائق سياسية واجتماعية لحدوث مثل هذه الحروب ولكن الهيئات الدولية مثل الأمم المتحدة ومجلس الأمن والأحلاف أمثال الأطلسي والناتو والحلف الأوراسي واللاتينية ليس بإمكانها ان تجد طريقا واضحا لتوازن القوى ان كل هذه الأحلاف قد تشكلت من اجل إدامة مرحلة معينة من العمر السياسي والاقتصادي للنظام الرأسمال العالمي وبأنتهاء هذه المرحلة ليس بأمكانها ان تجاوب على المرحلة التاريخية الجديدة بروحها القديمة.. ولهذا برزت مرحلة جديدة لا يمكن اختيار الطرق القديمة لحل الأزمة الاقتصادية الرأسمالية العالمية والتي نحن نخطو سنواتها الحادية عشرة بدون حلول لمرور خطورتها. ان عدم اعتراف أمريكا بالمنظمات العالمية التي شكلت بعد الحرب العالمية الثانية مثل الأمم المتحدة ومجلس الأمن وعدم اعتراف أمريكا بمنظمة التجارة الحرة العالمية والتعرفات الگمركية وعدم اعتراف كل من روسيا وأمريكا بالمعاهدات العسكرية والسياسية السابقة بينهما مثل الحد من الأسلحة الفتاكة وعدم التمسك الدول بألاحلاف السابقة مثل الحلف الأطلسي والخلافات الحادة بينهما حول نشر الأسلحة والصواريخ العابرة للقارات .. وتفكك التدريجي لمكونات الحلف من الدول ذات المصالح المختلفة مثل تركيا وألمانيا و بدرجة اقل فرنسا.. ان هذه الوضعية جعلت من الرأسمال العالمي ان يمر بمرحلة عدم اليقين في حالة مسيرته ومستقبله ولن يجد طريقا من اجل استقرار الرأسمال العالمي.
ثانيا لم نر الوجه الحقيقي والوحشي بهذه الدرجة من الصراحة والوضوح للراسمالية كما نراه في أفعال وأقوال ممثليها السياسيين في شتى أنحاء العالم من ترامب وبوتين وماكرون وجونسون والتي تتسم بأقل قدر من الأدب والمتشبعة بالعنصرية والكراهية والتعصب القومي المتعفن في خطاباتهم وتعاملاتهم وتشريعات قوانينهم المناهضة للروح الإنسانية ... ونرى معاركهم وقتالهم بأحدث الأسلحة الفتاكة والصواريخ في عمليات القتل الجماعي في العراق وسورية واليمن وفي ليبيا وفي بعض المناطق أوكرانيا ونرى تعاملهم مع المجموعات الإرهابية ومساندتها بالخفاء والعلن و تدفق السلاح والمال اليها بطرق عديدة ودعم جماعات دينية متطرفة في كل من الهند والباكستان وبورما والدعم الصريح لليمين المتطرف المناهض لحقوق المهاجرين في أوروبا الشرقية ومحاولة عدم مساعدة المهاجرين العالقين في البحار وغرقهم بسبب عدم إرسال السفن لإنقاذهم وتقليص الأموال اللازمة لمنظمات الإغاثة العالمية لللاجئين في شتى أنحاء العالم.. وإبراز الطائفية والاثنية وصب الزيت على صراعاتها الرجعية.. كما رأينا نماذجها في بورما والهند والعراق وسورية واليمن. وان هذه الوجه الوحشي للرأسمالية هي الوجه الحقيقي لهذا النظام والتي كشفت عنها بوضوح بسبب موقعها الموضوعي في التاريخ وموقعها في الصراع الطبقي وقوانينه الموضوعية وصراعاتها التي تناهض الحضارة والقيم الإنسانية المعاصرة.
ان دفن هذا النظام الى الأبد هو الحل الأمثل والواقعي ، ولكن لايزال هذا النظام يمتلك الإمكانية والقوة لبقائه ولإيزال يمتلك الأدواة والوسائل للتأثير على مجرى الأمور وكتم الأصوات المعارضة له ولايزال بأمكانه قمع الحركة العمالية وخلق مئات المشاكل امام الحركة الاشتراكية والشيوعية العالمية من اجل عرقلة نهوضها من جديد.. ولا يزال قادرا على تغيير صورة الثوريين وتشبيههم بالإرهابيين .. ولكن كل هذه الإمكانيات والمقدرة متوقفة على الحركة العمالية وطليعتها السياسية الحركة الشيوعية وتنظيمها وقادتها ورثة اللينينية. اللينينية ليس بمعيارها التاريخي وانما بمعيار استخدام الإرادة السياسية لخلق ظروف تؤدي الى حتمية انتهاء عمر الرأسمال ونظامه.. ان اللينينية كانت من الناحية التاريخية خاصة بالأوضاع في روسيا ولكن كانت لها ارادتها السياسية العظيمة لقلب الأوضاع مهما تكن قوة الرأسمالية ومهما تكن وحشية الرأسمالية فان بأمكان الطبقة العاملة هدم قلعتها وتحطيم أسطورتها وقلع سلطتها المالية والاقتصادية هذه المهام التي تقع على كاهل الطبقة العاملة العالمية وهذا ما يحتاجه المجتمع البشري المعاصر من الطبقة العاملة من اجل إنهاء آلامه ومعاناته الى الأبد .



#عادل_احمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المقابر الجماعية والمشكلة الكوردية!
- حول انتشار الجريدة العمالية!
- محافظ كركوك الجديد والصراعات القومية!
- التنظيم العمالي والوعي الطبقي! على هامش الاتفاقات الأخيرة في ...
- موسم موجة الحرارة في العراق والاحتجاجات!
- التأكيد العملي لمبادئنا
- الحرب الاقتصادية بين الصين وأمريكا ودور الطبقة العاملة!
- كركوك و كيفية إنهاء الصراعات!
- بصدد التهديدات الأمريكية لإيران !
- حول شعار - يا عمال العالم اتحدوا-
- الهدف الطبقي للاول من ايار
- التجربة المصرية ودور الجيش في السودان والجزائر !
- مأساة غرق العبارة في الموصل
- مجزرة نيوزيلاندا والصراع بين الارهابيين
- بيرني ساندرز وصعود اليسار الامريكي!
- أنهاء التمييز ضد المرأة يمر عبر بوابة النضال اليومي للعمال
- مؤتمري وارشو وسوتشي وصراع النفوذ
- دكتاتورية ديمقراطيات البرجوازية!
- حول عنجهية امريكا ضد فنزويلا!
- السودان والتغيير السياسي المحتمل!


المزيد.....




- ثلاثة أيام بلياليها في البندقية.. احتفالات زفاف جيف بيزوس ول ...
- -أداة ابتزاز-.. البيت الأبيض يرد على تصريحات ماكرون بشأن الر ...
- حكم جديد بالسجن عامين بحق المحامية والإعلامية التونسية سنية ...
- الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستقبل المشير الليبي خليفة ح ...
- -بوابة دمشق-.. سوريا تطلق مشروعها الإعلامي الأكبر بدعم قطري ...
- متمردو الكونغو الديمقراطية يستولون على منجم في إقليم كيفو
- ترامب يوقع أمرا تنفيذيا لإنهاء العقوبات على سوريا
- -ما وراء الخبر- يناقش مستقبل المفاوضات الإيرانية مع الغرب
- أكسيوس: أميركا تجري مباحثات تمهيدية بشأن اتفاق أمني بين سوري ...
- سجل إجرامي للمستوطنين بالضفة ضمن لعبة تبادل الأدوار


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل احمد - الاحتياج الى الإرادة اللينينية