أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عادل احمد - مجزرة نيوزيلاندا والصراع بين الارهابيين














المزيد.....

مجزرة نيوزيلاندا والصراع بين الارهابيين


عادل احمد

الحوار المتمدن-العدد: 6176 - 2019 / 3 / 18 - 07:28
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


المجزرة التي حصلت بحق المصليين في نيوزيلاندا والتي راح ضحيتها حوالي خمسين شخصا من قبل مسلح ارهابي عنصري صدمت العالم من بشاعتها كما صدم ارهاب ومجازر داعش العالم في حينها.. ان تصوير المجزرة وبثها بشكل مباشرة على مواقع التواصل الاجتماعي والرسالة التي تقف من ورائها، تعكس الواقع السياسي والاجتماعي لظروفنا الحالي وما يجري في العالم في المرحلة الراهنة. ان من يريد ان يفهم اساس هذه الجرائم البشعة والتي تحدث يوميا سواء في الشرق او في الغرب، ليس عليه الا ان يراجع لفترة من الزمن وان يمعن النظر قليلا في سياسات الطبقة البرجوازية العالمية وخاصة الغربية في العقدين الاخيرين، والتي ظهر وبرز فيها تيارات وأطراف من الطبقة السياسية البرجوازية والتي تتسم بطابع العنصرية والفاشية العلنية والمناهض للانسانية.
ان تدخلات الدول الغربية وخاصة امريكا وبريطانيا وفرنسا وروسيا في شؤون الدول واسقاط الحكومات وبناء القواعد العسكرية وارسال الجيوش والطائرات والصواريخ والاساطيل البحرية، وتحويلهم منطقة الشرق الأوسط وبعض المناطق الأخرى في العالم الى ميادين لصراعهم من أجل الحصول على أكثر ما يمكن من مناطق النفوذ، هي السبب الرئيسي لظهور الحركات الارهابية وأنتشار المجازر في الشرق الاوسط والتي تغذي الصراع من اجل النفوذ. ان وجود الجيوش والطائرات والصواريخ الغربية في الشرق يواجهها في المقابل الارهاب الاسلامي والقومي في الغرب ويتبادلون المجازر أحدهما مع الاخر. في الشرق تستخدم التيارات الاسلامية والمجموعات الارهابية لتأجيج الصراع وفي الغرب يستخدم العنصريين والفاشيين الجدد لادامة الصراع. ان المجزرة التي وقعت في نيوزيلاند هذه الايام والمجزرة التي وقعت قبلها في مدينة مونتريال الكندية او المجازر التي تحدث يوميا في المساجد في امريكا، تتماشى مع نفس الخط وهو الصراع مع التيارات الاسلامية، وبالمقابل التيارات الاسلامية ترتكب المجازر بحق الحكومات والمجموعات الموالية للغرب من اجل النفوذ والسيطرة. وان هذا الصراع هو صراع دموي بين طرفي الارهاب يدفع ثمنه الناس الابرياء في كلا الجانبين.
ان ظهور الترامبية في امريكا والتيارات اليمينة في اوروبا هي احدى سمات الاوضاع العالمية والواقع الراسمالي العالمي، ان العنصرية والفاشية والتفريق بين البشر حسب لون بشرتهم هي السمات الرئيسية لهذا التيار الرجعي، وبالمقابل المجازر الوحشية وحمامات الدم من قبل الاسلاميين هي السمات الرئيسية لهذا التيار ايضا. بعبارة واضحة الارهاب بشقيه الغربي والاسلامي هي سمات الاوضاع العالمية والتي تحمل في طياتها تعفن النظام الراسمالي والطبقة البرجوازية العالمية.
ليس في جعبة الطبقة البرجوازية العالمية من اجل ادامة عمرها الا خلق هذه الاوضاع وأخضاع المجتمع البشري لدوامة صراعاتها المتخلفة والمناهضة للبشرية وليس لديها حلول الا بهذه الطريقة الوحشية لادامة محرك الاقتصاد والاستمرار في السلطة. وصل النظام الراسمالي في عصر التكنولوجيا الى مرحلة ليس بامكانه الاستمرار الا الحكم بطريقة وحشية.. واذا يوجد احد مايزال يؤمن بديمقراطية الطبقة البرجوازية فليسمع الى اقوال فوكوياما اليوم بصدد النظام الراسمالي. ان حتى مهندسي ومفكري الطبقة البرجوازية ليس بامكانهم الدفاع العلني والصريح عن النظام البرجوازي وانما عليهم تقييم العيوب والماسي لهذا النظام.
ليس من الغريب بان برينتون تارانت المنفذ للمجازر على المسجدين في كريست تشرج في نيوزيلاند تأثر بدونالد ترامب كرمز لعقيدته بعد المجزرة، وليس نادما على ما فعله من اجل عرقلة الهجرة الى البلدان الغربية كما يفعل ترامب بحق المهاجرين، تلك المجزرة هي امتداد للسياسات الترامبية وسياسات الحكومات في هنغاريا وسلوفاكيا وبعض الدول الاوروبية الاخرى ايضا.. والان بدلا لوم الاعلام البرجوازي لسياسات الفاشيين والعنصرين امثال ترامب وغيره، يوجه لومه لقوانين الشركات مالكة مواقع التواصل الاجتماعي لعدم منع بث هذه الاجرام على الهواء اي ليس الاجرام نفسه مدان وانما وسائل نشره. يا لفضاعة الطبقة البرجوازية والتي تخفي الوحشية والهمجية والبربرية في دبلوماسية خطابها.. ان المجزرة بحق المصليين المسلمين ليس محض صدفة فيوجد في نيوزيلاند المهاجرين من غير المسلمين ايضا ولكن استهداف المسلمين دلالة على نوع الصراع اي اشعال الصراع بين التيارات الاسلامية والفاشية العنصرية. في الشرق الاوسط ايضا هناك استهداف للغرب ومصالحه ولكن تتم هذه العملية عن طريق العملاء احيانا اي المجموعات الموالية للغرب كما في اليمن وسورية والعراق وافغانستان.. وفي الغرب تغذي السياسات الترامبية المجموعات الفاشية والعنصرية والنازيين الجدد.
طالما لم تحضر الطبقة العاملة والاشتراكيين والقوى التحررية والانسانية للمواجهة وان تناضل بالضد من هذه السياسات البربرية سوف تتكرر هذه المجازر، كل مرة وفي كل مكان وبدرجة اكثر قساوة ووحشية. وبموازاة مع ما تخلفه الصواريخ الامريكية والبريطانية والفرنسية والروسية في تدمير لحياة الابرياء.. ليس امام البشرية الا التصدي لهذه السياسات الهمجية والوحشية عن طريق نضال عنيد ومتواصل بالضد من الطبقة الراسمالية العالمية وممثليها السياسيين البرجوازيين. ان انهاء العنف والارهاب هو من واجبات الطبقة العاملة والتي ليس لها أية مصلحة في ذلك وحسب وانما هي من اول المتضررين ومن اول الضحايا لهذه السياسات. ان هذه المجازر والوحشية هي مدانة وعلى التحررين ان ينددوا هذه السياسات على مستوى العالم.



#عادل_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيرني ساندرز وصعود اليسار الامريكي!
- أنهاء التمييز ضد المرأة يمر عبر بوابة النضال اليومي للعمال
- مؤتمري وارشو وسوتشي وصراع النفوذ
- دكتاتورية ديمقراطيات البرجوازية!
- حول عنجهية امريكا ضد فنزويلا!
- السودان والتغيير السياسي المحتمل!
- حول رحيل الرفيق جلال محمد
- النظرة الاشتراكية لقوات وحدات الحماية الشعبية في سوريا!
- حول الانسحاب الامريكي في سوريا..!
- السترات الصفراء الفرنسية والعراقية
- باريس تنهض من جديد!
- هل كان كارل ماركس على حق؟
- كابينة عادل عبدالمهدي وتحدياتها!
- دروس من تجربتين للثورة العمالية، كومونة باريس واكتوبر الروسي ...
- قضية خاشقجي وزيف الادعائات الديمقراطية!
- الاعتراف الصريح!
- ما هو الهدف الحقيقي وراء قتل النساء في العراق؟
- الماركسية والشيوعية العمالية!
- ماذا نقصد ب-فصل صفوفنا- عن البرجوازية؟
- المصالح الحقيقية للاحزاب الشيعية


المزيد.....




- بايدن يرد على سؤال حول عزمه إجراء مناظرة مع ترامب قبل انتخاب ...
- نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق CNN في شو ...
- ليتوانيا تدعو حلفاء أوكرانيا إلى الاستعداد: حزمة المساعدات ا ...
- الشرطة تفصل بين مظاهرة طلابية مؤيدة للفلسطينيين وأخرى لإسرائ ...
- أوكرانيا - دعم عسكري غربي جديد وروسيا تستهدف شبكة القطارات
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- الشرطة تعتقل حاخامات إسرائيليين وأمريكيين طالبوا بوقف إطلاق ...
- وزير الدفاع الأمريكي يؤكد تخصيص ستة مليارات دولار لأسلحة جدي ...
- السفير الروسي يعتبر الاتهامات البريطانية بتورط روسيا في أعما ...
- وزير الدفاع الأمريكي: تحسن وضع قوات كييف يحتاج وقتا بعد المس ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عادل احمد - مجزرة نيوزيلاندا والصراع بين الارهابيين