أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل النجار - تعارض الدين مع العلم والمنطق















المزيد.....

تعارض الدين مع العلم والمنطق


كامل النجار

الحوار المتمدن-العدد: 1549 - 2006 / 5 / 13 - 11:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


منذ أن جاء موسى حوالي عام 1300 قبل الميلاد وقال إن الله قد خلق آدم في الجنة ثم أخرجه منها قبل حوالي خمسة آلاف عام، ظل رجال الدين اليهودي والمسيحي والإسلامي يرددون هذه المقولة التي تطير في وجه الحقائق العلمية الحديثة التي أثبتت لنا أن الإنسان عمّر هذه الأرض قبل ما لا يقل عن خمسمائة ألف عامٍ مضت (أدوات إنسان بكين في الكهف الصيني عمرها 400 ألف عام). وقبل هذا التاريخ كانت الأرض مأهولةً بالحيوانات التي منها ما اندثر ومنها ما زال عايشاً. ومن هذه الحيوانات القرد الشمبانزي الذي اشتق منه الإنسان. والهياكل العظمية التي عثر عليها علماء الحفريات تُثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن الإنسان الأول كان يشبه الشمبانزي في حجم وشكل الجمجمة وفي بقية الهيكل العظمي. وبعد مرور آلاف السنين تطور الإنسان وأصبح سوياً قائماً على رجلين بدل الأربعة. فهل يمكن أن يكون الله قد خلق الإنسان في هذا التطور الجسدي الذي استغرق آلاف السنين؟ القرآن يخبرنا أن الله قد خلق الأرض كلها في يومين، بما فيها النبات والحيوانات وآدم، وهذا القول يعارض منطق التطور هذا ويخبرنا أن الله قد خلق الإنسان في أحسن تقويم ثم رده أسفل سافلين. بل زاد القرآن وقال إن الله رد بني إسرائيل من أناس أسوياء إلى قرود، أي عكس فكرة التطور هذه. وليس هناك أي دليل علمي أو تاريخي على مسخ بني إسرائيل إلى قرود. ولو كان الله قد خلق آدم وحواء كأول شخصين على الأرض، كما يقول رجال الدين، فهو قد سنّ سنةً غير أخلاقية إذ جعل أبناء آدم يعاشرون أخواتهم ليعمرّوا هذا العالم، وكان من الأفضل أن يخلق عائلتين في نفس الوقت حتى يتفادى هذا الحرج الذي شرّع فيما بعد القوانين ليمنعه وجعله عملاً غير أخلاقي. فهل يُعقل أن يفعل الإله الكامل عملاً ثم يتراجع عنه؟

المنطق يحتّم علينا إن افترضنا أن هناك إلهاً خلق هذا العالم، أن يكون هذا الإله مكتملاً في قدرته وعلمه ومعرفته بالأشياء (ليس كمثله شيء كما يقول القرآن). فإذا كان هذا الإله موجوداً فهل من المعقول أن يكون قد تعلّم من تجاربه وأخطائه كما يتعلم الإنسان؟ الجواب لا بد أن يكون بالنفي. فإذاً كيف نفسر أن يكون الله قد خلق الإنسان بدائياً لا يعرف النطق بالكلمات ولا يعرف استعمال الآلات التي تساعده على معيشته ويأكل اللحم نيئاً قبل أن يكتشف النار ويتجول عارياً من أي لباس يغطي جسمه؟ فالإنسان الأول كان يستعمل الحجارة لقتل الحيوان ولتقطيع اللحم على مدي آلاف السنين ولم يخترع آلات البرونز إلا في حوالي عام 3500 قبل الميلاد، أي قبل حوالي ستة آلاف عام من عمره الطويل على الأرض الذي يمتد إلى أكثر من أربعمائة ألف عام؟ ولم يكتشف الإنسان الحديد إلا حوالي عام 1900 قبل الميلاد، ومع ذلك يتجاهل القرآن كل هذه الأزمان الطويلة من حياة الإنسان ويقول "أنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس". والإنسان استعمل البرونز أطول مما استعمل الحديد ولكن لا ذكر للبرونز في القرآن. ويقول كذلك عندما يتحدث عن النبي داود "ولقد آتينا داود منا فضلاً يا جبال أوبي معه والطيرُ وألنا له الحديد". ويقول المفسرون إن الله علّم داود صناعة الدروع وألان له الحديد ليصنعها. ولكن الموسوعة العلمية البريطانية تخبرنا أن الإنسان عرف صناعة الأسلحة الحديدية والدروع حوالي عام 1900 قبل الميلاد، أي بمئات السنين قبل داود. ومن أين أنزل الله الحديد؟ الغلاف الأرضي ملئ بالحديد الخام فليس الله بحاجة أن ينزله من السماء.

ونحن نعرف الآن أن أشعة الشمس تسافر من الشمس وهي تحمل معها طاقةً هائلة أتت بها من الشمس، ولكن هذه الأشعة لا تطلق هذه الطاقة إلا عندما ترتطم بسطح الأرض. وقتها تتولد حرارة عالية من هذا الارتطام بالأرض تنتج عنه الرمضاء. وعندما ترتد أشعة الشمس إلى أعلى تفقد طاقتها تدريجياً فتقل الحرارة في طبقات الجو العليا حتى تصل إلى ما تحت الصفر. فإذاً الحرارة أكثر ما تكون عند سطح الأرض. وبما أن الحفريات الحديثة أثبتت لنا أن الإنسان بدأ حياته في إفريقيا قبل أن ينتشر في بقية العالم، وبما أن إفريقيا عند خط الاستواء حيث الحرارة في أشدها، فالمنطق يحتم أن يخلق الله الإنسان طويلاً حتى يُبعد الدماغ عن حرارة الأرض لأن الدماغ لا يعمل إلا في مجال ضيق جداً من درجات الحرارة. فهل كان الله يجري تجارباً عندما خلق البجميز Pigmies الذين لا يزيد طولهم عن ثلاثة أقدام، في غابات إفريقيا الوسطي؟ لا بد أنه كان يجرب في الخلق لأنه عاد وخلق أفراد قبيلة الماساي الذين يبلغ طولهم في المتوسط ستةً أقدام أو أكثر. ومفسرو القرآن يقولون إن الله قد أنزل آدم في الهند وكان طوله ستين ذراعاً وأنه عاش أكثر من ألف عام. وبما أن ظهور البجميز قد سبق خلق آدم بآلاف السنين، لو كان آدم شخصيةً حقيقية. فلا بد أن يكون الله قد تعلم من خلق البجميز فخلق آدم طويلاً لأنه أنزله في الهند التي لا تبعد عن خط الاستواء كثيراً. ونحن نعرف من دراسات هياكل الإنسان القديم أنه كان لا يعيش أكثر من حوالي ثلاثين عاماً لتفشي الأمراض والحيوانات المفترسة ولصعوبة الحياة عامةً. وقد زاد عمر الإنسان تدريجياً بتحسن وتطور الطب والغذاء فأصبح الإنسان الأوربي يعيش في المتوسط ثمانين عاماً بينما يموت إنسان العالم الثالث في الخمسين من عمره. والقرآن يقول بعكس ذلك إذ جعل آدم ونوح وغيرهم يعيش أكثر من ألف عام وتدريجياً نقص عمر الإنسان وطوله مع تقدم الطب وسهولة الحياة.

وفي عالمنا الصناعي الذي نعيش فيه اليوم إذا صمم مهندس سيارة أو أي ماكينة تهدر ستين بالمائة من الطاقة التي نضعها فيها في شكل حرارة لا تفيد ما صُممت الماكينة من أجله، لطرد صاحب المصنع هذا المهندس. ولكن إذا أخذنا الإنسان فإن جسمه يُعتبر أكثر ماكينة غير اقتصادية إذ أن ستين بالمائة من الطعام الذي نأكله يتبدد في شكل حرارة لا نستفيد منها وقد تُجهد الجسم ليتخلص منها. فلو أن الله قد خلق هذا الإنسان، أما كان المتوقع منه أن يجعل جسمه أكثر اقتصاداً في استعمال الطاقة، والقرآن يقول "لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم"

وإذا تركنا الإنسان ونظرنا إلى الحيوان، نجد أن من أوائل الحيوانات ظهوراً على الأرض حيوان الديناصور الذي انقرض قبل حوالي ستين مليون سنة. هذه الحيوانات كان يبلغ طولها 127 قدماً وبعضها له أجنحة لكنه لا يطير. هذه الحيوانات الضخمة كانت تعيش على الحشائش وتبيض كالطيور. ولا بد أن حيواناً بهذا الحجم يحتاج إلى كمية ضخمة من الحشائش يومياً بحيث لا يمكن توفرها لأعداد كبيرة منها وعلى مدى ملايين السنين، فكان لا بد لها أن تنقرض. فلماذا خلق الله حيواناً بهذا الحجم لا يمكن أن يطير وأعطاه أجنحة؟ وهل كان ممكناً لمثل هذا الحيوان أن يستمر في الحياة دون أن يتغير؟ فعملية التطور الطبيعي كان لا بد لها أن تغيّر من حجم وشكل هذا الحيوان أو أن ينقرض هذا الحيوان، وقد انقرض. وحدث نفس الشيء مع أفيال الماموث Mammoth الضخمة التي انقرضت وأصبحنا نضرب بها المثل عن المهمة الضخمة فنقول Mammoth Task. وطائر الدودو الضخم الذي لم يكن يطير ولذلك انقرض لأن حجمه الضخم كان يعوق حركته وبالتالي لم يتمكن من النجاة من الحيوانات المفترسة ولم يستطع أن يطير فينجو من الصيادين. فلا بد أن الله لو كان هو خالق هذه الحيوانات لكان قد خلقها في أحسن هيئة تساعدها على البقاء والعيش، خاصة أن القرآن يقول "فتبارك الله أحسن الخالقين". فهل هذه الحيوانات التي انقرضت كانت أحسن الخلق؟

وإذا كان الله قد خلق الإنسان في أحسن تقويم، لماذا خلق له أشياء إضافية بجسمه لا فائدة منها مثل شعر العانة والشارب وشعر الإبط ثم طلب منه أن يزيلها كلها؟ ألم يكن بمقدور الله أن يخلقه كما يريد دون هذه الزوائد؟ فالمعروف أن الشعر يحبس طبقة من الهواء تعمل كعازل للحرارة، فشعر الرأس يحفظ حرارة الدماغ في درجة أقل من الحرارة الخارجية لأن الهواء المحجوز بين شعر الرأس يكون عازلاً Insulator يمنع الحرارة من الوصول إلى الدماغ. أما شعر العانة فلا وظيفة له. أيخلق الله للإنسان أشياء لا حاجة له بها؟

والقرآن يقول لنا "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون" (الذاريات 56)، ونحن نعلم أن الإنسان ظهر على الأرض منذ مئات الآلاف من السنين، وأول نبي نعرفه هو إبراهيم الذي جاء حوالي عام 1800 قبل الميلاد أي حوالي قبل أربعة آلاف عام. فماذا كان الإنسان يفعل في الأربعة آلاف سنة قبل أن يتعلم اللغة والكلام وقبل أن يأتي النبي إبراهيم ليعلمه كيف يعبد الله، والله لم يخلق الناس إلا ليعبدوه؟ فحتماً لو خلق الله الإنسان لخلقه متكلماً عارفاً لواجبه نحو خالقه وعلى استعداد لعبادته.

وبما أن القرآن يقول لنا إن الله خلق الإنسان في أحسن تقويم يحق لنا أن نسأل: هل يمكن لله أن يُحسّن في كمال جسم الإنسان بعد أن قال إنه خلقه في أحسن تقويم؟ فإذا كان الجواب بالإيجاب فإن الله لم يخلق الإنسان في أحسن تقويم كما قال لأن كلمة "أحسن" تعني أنه لا يمكن أن يتحسن أكثر من ذلك. وإذا كان الجواب بالنفي فسوف تقابل رجالات الدين مشكلة كبرى لأن الطبيعة تجبر جسم الإنسان على التأقلم والتغير. فالإنسان الإفريقي أجبرته الطبيعة أن يتأقلم مع حرارة خط الاستواء التي تمدد الهواء عندما يسخن، وعندما يتمدد الهواء تقل نسبة الأوكسجين فيه، وإذا كان الإنسان يحتاج أن يتنفس عشرة لترات هواء بارد ليحصل على الأوكسجين اللازم لجسمه في الدقيقة الواحدة، فإن الإنسان الإفريقي يحتاج أن يتنفس عشرين لتراً من الهواء الساخن ليحصل على نفس كمية الأوكسجين التي يحصل عليها غيره في عشرة لترات. وحتى يتمكن الإنسان الإفريقي من تنفس عشرين لتراً من الهواء في الدقيقة لا بد أن تصير أنفه كبيرة بدرجة تسمح له بتنفس هذه الكمية. وعندما هاجر الإنسان الإفريقي إلى الدول الإسكندنافية قبل عشرات الآلاف من السنين، لم يعد في حاجة للأنف الكبير لأن الهواء بارد ومتقلص ولذلك صارت أنفه صغيرة. ثم أنه تخلص من اللون الأسود في جسمه وفي شعره لأن اللون الأسود يعكس الحرارة، والإنسان الإسكندنافي يحتاج الحرارة ولذلك تخلص من السواد. فالطبيعة تجبر جسم الإنسان على التغيير. ويتنبأ العلماء بأن إنسان المستقبل سوف يكون ذا رأسٍ كبيرة وسوف يفقد شعر الوجه والجسم بالكامل وسوف تزداد مقدرته العقلية مع زيادة حجم دماغه ورأسه. وعليه إما أن يكون الله هو الذي يغير جسم الإنسان بعد أن قال إنه خلقه في أحسن تقويم، وإما أن يكون الله لا دخل له في الخلق والطبيعة هي التي تفعل ذلك.

هذه أسئلة تحتاج إلى إجابات من رجال الدين غير جوابهم المعروف الذي يقول لنا " وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً" أو "التفكر في ذات الله كفر".



#كامل_النجار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قد أخطأ الشيخ العبيكان
- مؤتمر مكة يُثبت أن الإسلام يدور حول الجنس
- احتضار عيد العمال
- الترابي ليس مرتداً
- العرب…الإسلام…والإرهاب


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل النجار - تعارض الدين مع العلم والمنطق