أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - كامل النجار - العرب…الإسلام…والإرهاب















المزيد.....

العرب…الإسلام…والإرهاب


كامل النجار

الحوار المتمدن-العدد: 973 - 2004 / 10 / 1 - 02:05
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


"هل العرب مسلمون؟" سؤال سأله الدكتور شاكر النابلسي في موقع " إيلاف " الإلكتروني يوم الجمعة 24 سبتمبر 2004، وأجاب عليه بما يفيد أن العرب ليسوا مسلمين ولا يطبقون تعاليم الإسلام.
ونفي الدكتور داء الإرهاب عن كل الشعوب الأخرى ما عدا العرب. ورغم احترامي الزائد للدكتور النابلسي أود أن أستميحه العذر في أن اختلف معه اختلافاً كاملاً فيما ذهب إليه.
وقبل الخوض في هذا الموضوع يجب أن نكون واضحين في تعريفنا للإرهاب، رغم صعوبة هذا التعريف. فتعريف الرئيس الأمريكي بوش للإرهاب يختلف عن تعريف " قاموس أكسفورد " الذي يقول: " الإرهابي هو الشخص الذي يحاول نشر معتقداته وآرائه عن طريق إرعاب وتخويف الآخرين " وأعتقد أن هذا التعريف يكفي لاحتواء أغلب الأعمال الإرهابية التي نراها اليوم. واختلافي مع الدكتور يبدأ من الفقرة الأولى في مقاله، إذ قال: " عندما جاء الإسلام إلى العرب قبل خمسة عشر قرناً، كان العرب في أشد الحاجة إليه. ولولا خوفهم من أن الدين الجديد سوف يهدد أمنهم ويقضي على تجارتهم والسياحة الدينية التي كانت تجلبها الأصنام لهم، ويثوّر عليهم العبيد والأُجراء والمستخدمين والمعذبين في الأرض، وهو ما عبّر عنه القرآن بقوله: (وقالوا ان نتبع معك الهدى نتخطّف من أرضنا) (سورة القصص، آية 58) لدخلوا في دين الله أفواجاً منذ اللحظة الأولى لظهور الإسلام، ولما بقي الرسول يدعوهم في مكة طيلة خمس عشرة سنة، دون أن يستطيع ادخال أكثر من 150 مسلماً فقط في الإسلام. " وهذا في رأيي افتراض لا يقبله الجميع. فالاكتساب من التجارة والسياحة الدينية لم يكن حرفة الغالبية العظمى من عرب الجزيرة إذ أن التجارة كانت محصورة في بعض بيوتات مكة وكانت سقاية الحجاج ورفادتهم في يد بني عبد الدار بن قصي بن كلاب، وكان هؤلاء فخذاً من قريش، أما بقية القبائل العربية فلم تكن التجارة تعنيهم أو تمنعهم من اتباع الدين الجديد. وعرب ما قبل الإسلام لم يكونوا في أمس الحاجة للإسلام لأن عرب الشمال والجنوب كانوا قد اعتقوا المسيحية، وقبائل الوسط كانوا راضين بأصنامهم وكانوا متسامحين في اعتقاداتهم بدليل أن الكعبة كان بها ثلاثمائة وستون صنماً، لكل قبيلة أصنامها، ولم يتحارب العرب يوماً بسبب أصنامهم.
قبائل البادية كانوا يغيرون على بعضهم البعض من باب الافتخار بالشجاعة ولكسب الغنائم من أنعام ونساء. وبعضهم كان يقطع الطريق على القوافل التجارية الرومانية والقرشية. ولكن لم يكن هناك قتل للآخر من أجل نصرة أحد الأصنام. والعرب المسيحيون لم يحاربوا غير المسيحيين لإدخالهم في المسيحية عنوةً. وعرب قريش الذين لم يعتنقوا الإسلام كانوا من أقرب الناس للرسول ولم يكونوا من أهل السقاية والرفادة، ولم تمنعهم تجارتهم من اعتناق الإسلام، ومنهم عم الرسول أبو طالب الذي مات كافراً وعمه العباس الذي حاربه في واقعة بدر ولم يسلم إلا قبل أعوام بسيطة من موت الرسول، وزوج ابنته زينب الذي أسلم عام ثمانية هجري، وعمه أبو لهب وأبناء عمومته آل سفيان بن حرب وأغلب الحنيفيين الذين لم يروا جديداً في الإسلام. وحتى عندما فتح الرسول مكة قال أبو سفيان للعباس عم الرسول " أرى أن مُلك ابن أخيك قد اتسع " فالذي منع عرب مكة من اعتناق الإسلام هو عدم تصديقهم أنه دينٌ جديد.
ولم يظهر الإرهاب، بتعريفة السابق، في الوسط العربي إلا بعد ظهور الإسلام.
والإرهاب عموماً بدأ مع بداية الأديان السماوية. وأول بدايته كانت مع ظهور الديانة اليهودية إذ حث موسى أتباعه من بني إسرائيل على قتل كل القبائل غير اليهودية في فلسطين. فنجده يقول لموسى عندما أقام بنو إسرائيل في " شطيم" وأُعجب رجالهم بنساء مُواب وأحبوهن وسجدوا لآلهتهن: " فحمى غضب الرب على إسرائيل {4} فقال الرب لموسى: خذ جميع رؤوس الشعب وعلقهم للرب مقابل الشمس فيرتد حمو غضب الرب عن إسرائيل " (سفر العدد، الإصحاح 25 )
وبعد أن قتل موسى رؤساء القوم وعلق رؤوسهم في الشمس، طلب منه الإله أن يعتبر جميع أهل مدين أعداء وعليه أن يقتلهم: " فَتَجَنَّدُوا عَلى مِدْيَانَ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ وَقَتَلُوا كُل ذَكَر{7}ٍ. وَمُلُوكُ مِدْيَانَ قَتَلُوهُمْ فَوْقَ قَتْلاهُمْ. أَوِيَ وَرَاقِمَ وَصُورَ وَحُورَ وَرَابِعَ. خَمْسَةَ مُلُوكِ مِدْيَانَ. وَبَلعَامَ بْنَ بَعُورَ قَتَلُوهُ بِالسَّيْفِ {8}. وَسَبَى بَنُو إِسْرَائِيل نِسَاءَ مِدْيَانَ وَأَطْفَالهُمْ وَنَهَبُوا جَمِيعَ بَهَائِمِهِمْ وَجَمِيعَ مَوَاشِيهِمْ وَكُل أَمْلاكِهِمْ {9}. وَأَحْرَقُوا جَمِيعَ مُدُنِهِمْ بِمَسَاكِنِهِمْ وَجَمِيعَ حُصُونِهِمْ بِالنَّارِ{10}. وَأَخَذُوا كُل الغَنِيمَةِ وَكُل النَّهْبِ مِنَ النَّاسِ وَالبَهَائِمِ {11} وَأَتُوا إِلى مُوسَى وَأَلِعَازَارَ الكَاهِنِ وَإِلى جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيل بِالسَّبْيِ وَالنَّهْبِ وَالغَنِيمَةِ إِلى المَحَلةِ إِلى عَرَبَاتِ مُوآبَ التِي عَلى أُرْدُنِّ أَرِيحَا {12} ( سفر العدد، الإصحاح 310 ) وعندما علم موسى أنهم لم يقتلوا النساء غضب عليهم غضباً شديداً: " فَسَخَطَ مُوسَى عَلى وُكَلاءِ الجَيْشِ رُؤَسَاءِ الأُلُوفِ وَرُؤَسَاءِ المِئَاتِ القَادِمِينَ مِنْ جُنْدِ الحَرْبِ {14}. وَقَال لهُمْ مُوسَى: «هَل أَبْقَيْتُمْ كُل أُنْثَى حَيَّةً؟ {15} " (نفس السفر ونفس الإصحاح ) وأمرهم موسى أن يقتلوا كل طفلٍ ذكرٍ وكل امرأة ضاجعت رجلاً وسمح لهم أن يحتفظوا بالعذارى لأنفسهم، فكان نصيبهم من العذارى 32000 عذراء. وفيما بعد تطور الإرهاب اليهودي حسب تطور الأزمان، فرأينا مناحم بيغن وموشى دايان يفجران فندق الملك داود بالقدس ويقتلان عشرات الجنود الإنكليز داخل الفندق. ويستمر الإرهاب الإسرائيلي الآن بأن يستعمل الإسرائيليون العقاب الجماعي ضد الفلسطينيين وبهدم بيوت أهل " الإرهابيين " وتشريدهم.
وكل هذا يحدث باسم الدين لأن الله وعد اليهود أرض فلسطين. وطبعاً فكرة العقاب الجماعي نفسها مأخوذة من الدين اليهودي إذ كان الله يعاقب مجموعة من الناس بما فيهم الأطفال والنساء، بجريرة رجل واحد. فعندما اختلف بعض الناس، ومنهم مريم أخت هارون، وفورح بن يصهار، مع موسى، لم يتردد الإله من أن يخسف بهم الأرض، كما يخبرنا في سفر " العدد" : " قال الرب لموسى وهارون: إفترزا من بين هذه الجماعة فإني أفنيهم في لحظة. فخرا على وجهيهما وقالا: اللهم إله أرواح جميع البشر هل يخطئ رجلٌ واحد فتسخط على كل الجماعة ؟" (سفر العدد، الإصحاح 16، الآيات 21-22 ) ولكن إله موسى كان غاضباً ولم يهتم لتوسلاتهما، وطلب منهما الانفصال عن الجماعة المحكوم عليها بالإعدام، فطلع فورح وداثان وإبرام ووقف داثان وإبرام مع نسائهما وبنيهما وأطفالهما أمام خيمتيهما. " فلما فرغ من التكلم بكل هذا الكلام انشقت الأرض التي تحتهم وفتحت الأرض فاها وابتلعتهم وبيوتهم وكل من كان لفورح مع كل الأموال" (سفر العدد، الإصحاح 16، الآيات 30-31 )
وجاء الإسلام وردد قصصاً مثل قصة لوط وأضاف قصة صالح وقوم عاد، حيث عاقب الله الجميع وأخذهم بجريرة المذنب. فلأن رجلاً واحداً عقر ناقة صالح، أخذت الصيحة كل المدينة بأطفالها وحيواناتها.
وقد ذكر القرآن احتجاج موسى على هذا النوع من العقاب الجماعي إذ قال موسى لربه: " أتؤاخذنا بما فعل السفهاء منا " ولم يكتف الإسلام بتكرار القصص بل حث العرب على قتال غير المسلمين وفرض الآراء الجديدة عليهم:
*قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قومٍ مؤمنين
*قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرّم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون
*(أيها النبي حرّض المؤمنين على القتال).
*كتب عليكم القتال وهو كره لكم
*(واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم
*فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب
فأصبح قتل المخالف في الرأي والذي لا يعتنق أفكارنا شعاراً من شعائر الإسلام قتلنا من أجله الآلاف، إن لم نقل الملايين من النصارى واليهود والهنود والفرس والأوربيين من إسبانيين وبلغار وغيرهم، عندما كان المسلمون أقوياء. ولما أصبح المسلمون ضعفاء في القرن العشرين، وأراد علماؤهم الدينيون إشعال الحماسة الدينية فيهم لإلحاق الهزيمة بالدول الأقوى منهم، كان لا بد من اللجوء إلى القرآن لاستنباط الآيات التي تجعل من ذلك شيئاً ممكناً، فوجدوا آيات الشهادة وعلموهم المتفجرات للتعويض عن ضعفهم إذ لم يعد عشرة صابرون بقادرين على الانتصار على ألف من المشركين " الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفاً فإن يكن فيكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين"
-2-
يقول الدكتور: " على العرب أن يعترفوا الآن بأنهم غير مسلمين، وأنهم أبرياء من الإسلام، والإسلام بريء منهم براءة الذئب من دم ابن يعقوب، حماية وصيانة لشرف الاسلام، ولكي يفوّتوا على الغرب اتهام "الإسلام العربي" بالارهاب، ولكي تبقى الحقيقة ساطعة وهي أن العرب - بعيداً عن الإسلام - هم الارهابيون، وليس الإسلام ورسالته الإنسانية التي لم تعرف الارهاب.
فالمسلمون من غير العرب ليسوا ارهابيين. فالاتراك ليسوا ارهابيين، وكذلك الباكستانيون، والإندونيسيون، والماليزيون، والبنجلادشيون، وكافة مسلمي العالم. وما جرى في تركيا والباكستان وإندونيسيا ليس من فعل المسلمين الآسيويين ولكنه من فعل العرب المسلمين وبأموالهم وبتخطيطهم. فتركيا وشعوب آسيا المسلمة لم تعرف الارهاب قبل ظهور جماعة الإخوان المسلمين، وجناحها العريض والطويل: "القاعدة"، وقبل انتشار العُربان الأفغان في العالم. " وما أبعد مقولة الدكتور عن الحقيقة. فالإرهاب والأديان السماوية صنوان.
حتى المسيحية التي لم تعرف العنف والإرهاب في نشر رسالتها في القرون الأولى، سخّر قساوستها بعض الآيات الإنجيلية مثل " لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً بَلْ سَيْفاً " (سفر متى، الإصحاح 10، الآية 34 ) اتخذوا من هذه الآية ذريعة لشن الحروب الصليبية لإجبار الآخر على اعتناق المسيحية ولاسترجاع الأراضي المقدسة من المسلمين.
فالعرب لو كانوا غير مسلمين ربما لجأوا وربما لم يلجؤوا إلى الإرهاب، الذي لم يكن معروفاً لديهم قبل ظهور الإسلام. فالإرهاب أصبح كالعدوى التي تنتقل من شخص إلى آخر. فأول ظهور الإرهاب الحديث كان في الستينات، عندما كان الشباب مبهوراً بالأفكار الاشتراكية وأراد بعضهم تغيير نُظم الحكم في بلادهم، ابتداءً بألمانيا التي شهدت ظهور عصابات ماينهوف المتطرفة التي لجأت إلى الاغتيالات والتفجيرات. ثم تبعتها منظمات الألوية الحمراء في اليابان التي عانت من اغتيالاتهم وتفجيراتهم، وأخيراً نقوا بضاعتهم الكاسدة إلى مطار" اللد " في إسرائيل وحاولوا تفجير المطار تعاطفاً مع الفلسطينيين الذين كانوا قد بدؤوا اختطاف الطائرات والتهديد بتفجيرها بما تحمل من ركاب أبرياء، رغم أنهم إسرائيليون، وقد يكون في إسرائيل أبرياء متعاطفون مع قضية الشعب الفلسطيني. فقول الدكتور إن المسلمين غير العرب ليسوا إرهابيين لا يمكن الموافقة عليه إذ رأينا كيف فجّر الإسلاميون الأتراك الكنائس والسفارات ومعابد اليهود في إسطنبول، حتى بعد أن هرب الإرهابيون العرب بعد التفجيرات الأولى. وكيف فجّر المهندس الماليزي أزهري حسين وزميله نور الدين توب السفارة الأسترالية في جاكارتا، وكذلك فندق ماريوت الذي مات فيه اثنا عشر شخصاً وجُرح العشرات. وهما متهمان بتفجيرات الأندية الليلية في جزيرة بالي عام 2002 حين مات أكثر من مائتي شاب وشابة أغلبهم من أستراليا. وما زالت السلطات الإندونيسية تطارد عالم الدين أبو بكر باعشير قائد الجماعة الإسلامية الإندونيسية لاتهامهم إياه بالوقوف وراء هذه الأعمال الإرهابية.
وفي الفلبين تطارد السلطات جماعة " أبو سيّاف " التي اتقنت فن اختطاف المصطافين الأجانب لتتقاضى الفدية من حكوماتهم وقد شجعهم القذافي، بطريقة غير مباشرة، بدفعه تعويضاً لهم لإطلاق سراح المخطوفين الأجانب.
وفي تيمور الشرقية فجرت الجماعات الإسلامية الإندونيسية الكنائس وقتلت واغتصبت المسيحيين.
وفي الهند أشعل المسلمون النار في قطار ليلي كان يحمل الحجاج السيخ الراجعين من مدينة أرمستار المقدسة بعد أداء شعائرهم الدينية، فقتلوا جميع من كان بالقطار، مما أدى إلى انتقام السيخ فحرقوا مساجد المسلمين.
وفي كاشمير يزرع المسلمون القنابل في الجانب الهندي ويهجمون على القرى الصغيرة فيقتلون جميع من بها.
وماذا عن الأمريكي الذي أسلم فركب طائرة إلى أمريكا وكان يحمل في حذائه متفجرات حاول أن يفجر بها الطائرة، فسموه Shoe Bomber وماذا عن الأسترالي الأبيض الذي أسلم وذهب إلى أفغانستان وقابل بن لادن والظواهري ورجع إلى أستراليا مكلفاً تفجير السفارة الإسرائيلية بكانبرا؟ كل هؤلاء ليسوا عرباً ومع ذلك هم مسلمون ضالعون في الإرهاب.
وإذا نظرنا إلى الأديان غير السماوية مثل البوذية و والشنتية والهندوسية نجد أن التسامح واحتضان الغير منتشرٌ عندهم ولا نسمع بأي أعمال إرهابية عندهم إلا ما ندر، كما ذكرنا في اليابان في الستينات وحديثاً عندما حاولت مجموعة دينية قتل أكبر عدد من الناس في طوكيو بنشر غاز السارين في إحدى محطات المترو. والبلاد التي لا يدين أغلب سكانها بأي دين، مثل الصين وروسيا، لم تعرف إرهاب المدن إلا عندما بدأ مسلمو الشيشان بتفجير البنايات وتفخيخ السيارات. ولا شك أن الشيشان شعب مقهور مثله مثل الفلسطينيين، ولكن التفجيرات والإرهاب لن يكونا الحل لقضايا سياسية. وفي اعتقادي أن الأديان السماوية، خاصة اليهودية والإسلام، هي السبب الرئيسي لانتشار الإرهاب والعنف في العالم. ويصعب على الإنسان أحياناً تصور كمية الحقد والكراهية التي تزرعها الأديان السماوية في أتباعها. فإذا أخذنا مثلاً وصية رب موسى له في سفر التثنية، الإصحاح 13: " فَضَرْباً تَضْرِبُ سُكَّانَ تِلكَ المَدِينَةِ بِحَدِّ السَّيْفِ وَتُحَرِّمُهَا بِكُلِّ مَا فِيهَا مَعَ بَهَائِمِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ {15).
تَجْمَعُ كُل أَمْتِعَتِهَا إِلى وَسَطِ سَاحَتِهَا وَتُحْرِقُ بِالنَّارِ المَدِينَةَ وَكُل أَمْتِعَتِهَا كَامِلةً لِلرَّبِّ إِلهِكَ فَتَكُونُ تَلاًّ إِلى الأَبَدِ لا تُبْنَى بَعْدُ {16}. وَلا يَلتَصِقْ بِيَدِكَ شَيْءٌ مِنَ المُحَرَّمِ لِيَرْجِعَ الرَّبُّ مِنْ حُمُوِّ غَضَبِهِ وَيُعْطِيَكَ رَحْمَةً {17}
" نجد أن الرب لا يهدأ غضبة بقتل غير المؤمنين وقتل أطفالهم وبهائمهم، بل لا بد من حرق أمتعتهم ومدينتهم حتى لا تقوم لها قائمة أبداً.
ويصعب على الإنسان تخيّل كراهية للآخر أكثر من هذا. وكل هذا الحرق والدمار جاء لأن الآخر لا يعتنق نفس العقيدة. ولا أرى داعياً أن يعتذر العرب لتبييض وجه الإسلام في الغرب، فالغرب يعرف تعاليم الإسلام واليهودية جيداً، وأول من انتقد الإسلام كانوا رجالاً غربيين مثل نولدكة ومنتجمري واط وغيرهم.




#كامل_النجار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل فلسطينيين اثنين في جنين بعد مهاجم ...
- رئيسي يندد بالعقوبات الغربية المفروضة
- إزالة 37 مليون طن من الحطام المليء بالقنابل في غزة قد تستغرق ...
- توسع الاتحاد الأوروبي - هل يستطيع التكتل استيعاب دول الكتلة ...
- الحوثيون يعرضون مشاهد من إسقاط طائرة أمريكية من نوع -MQ9-.. ...
- -الغارديان-: أوكرانيا تواجه صعوبات متزايدة في تعبئة جيشها
- هجوم صاروخي من لبنان يستهدف مناطق في الجليل الأعلى شمال إسرا ...
- السيسي يوجه رسالة للعرب حول فلسطين
- الأمن المصري يضبط مغارة -علي بابا- بحوزة مواطن
- نائب نصر الله لوزير الدفاع الإسرائيلي: بالحرب لن تعيدوا سكان ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - كامل النجار - العرب…الإسلام…والإرهاب