أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - شادي كسحو - تأملات فلسفية 12














المزيد.....

تأملات فلسفية 12


شادي كسحو

الحوار المتمدن-العدد: 6323 - 2019 / 8 / 17 - 10:10
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    




1- الانحياز للعدم: تعليق 2 حول سيوران :
يسألني صديق عزيز: لماذا كل هذه العودات الفلسفية نحو سيوران؟
أقول: لقد أعفاني سيوران من مهمة تملق التاريخ. سددت عبر سيوران كل ديوني للكينونة. تعلمت من سيوران كيف أتجاوز فكرة فيلسوف الدولة بشكله الكوميدي وأنحاز للعدم والقلق والسأم واللايقين.علمني هذا الهرطوق النبيل كيف تسقط كل الأنواع الأدبية إلى أن تتحول الكتابة إلى صحراء شاسعة تختصر كل شيء. بكلمة واحدة: تعلمت من سيوران أن العدم ليس كلمة سيئة بل مسألة سرعة والتقاط ونشل.

2- عن المحايد
بعيدًا عن النقطة التي يمتد فيها الوجود، والنقطة التي يستريح فيها العدم. ثمة نقطة ثالثة قاحلة تمامًا يمتزج فيها كل شيء بنقيضه، ويشتبك فيها الوجود والعدم بكل انسجام. إنها نقطة العطالة.
من نقطة العطالة هذه يمتد خيط متعرج، متشنج، متوتر اسمه الكتابة الخالدة. الكتابة الأبدية قبل تورطها في الألعاب القذرة للوجود والعدم.
تلتقي كل النصوص الخالدة في هذه النقطة. نقطة العطالة. نقطة الحرية. النقطة التي تتحرر فيها الكتابة من بهاء الوجود وخواء العدم ليصير كل نص بعدها إلى مجرد تمارين في مكان محايد.
المحايد الذي لا يؤذي أحدًا..
الأسماء قبل أن تتورط في المسمى..
الآلهة قبل أن تعتقل في صفاتها..
الأفكار قبل أن تنزلق إلى السرد..
الصور قبل أن تأسرها القوافي..
المحايد:
أو ذاك الحق بغير حقيقة..
تلك النوافذ..
قبل أي مرسوم انطولوجي
يسمح او يمنع
انفتاحها..

3- كينونة بلا نسب
يجب أن نحيا كما لو أننا بلا نسب. نسبنا الحقيقي لا ينتمي للبشرية، بل ينتمي للكاوس والعماء والفوضى الأزلية السابقة لكل معنى، او بالأحرى حيث كان لكل شيء معنى.

4- غسق الآلهة
لا يوجد في الحياة كلها أجمل من لحظة الغروب. من مشاهدة إله يحتضر.

5- ضد التواضع
لا يتحدث عن تواضع سوى عجوز أو مريض أو مخنّث تداعت قوته وترهلت إرادته وانطفأت جذوته فإذا به خرقة بالية. التواضع مرض شرقي بامتياز لاستعباد الناس وإرغامهم على القبول بالأمر الواقع. لم أرى في حياتي متواضعًا إلا وكان يخفي وراءه مشروع جلّاد. أنتم تحدثونني عن العفة والتواضع وأنا أحدثكم عن المجن والقوة. أنتم تريدون ( تغنيم ) الناس, وأنا أبحث عن الجد أنكيدو.

6- ضد الرغبة
لا تجد الأشياء معانيها النهائية في الرغبة بل تجد مسارب هروبها اللا نهائية. شتان بين عالم نبحث عنه وعالم آخر نهرب إليه. أقول: منذ أن فقدنا معنى العالم صارت الرغبة إسمًا جديدا للفكر لكن الخطير في الأمر، أو ما فات أغلب الفلاسفة، أن الرغبة لا تصل. أو بالاحرى لا تهمها اي نقطة وصول مهما علا شأنها. أن نرغب يعني أن نغادر بلا توقف. أن نتزحلق على مسطحات تليها مسطحات أخرى إلى مالا نهاية. الرغبة او الخسران كشكل دائم لوجودنا في العالم. الرغبة أو العيش بديلًا عن الوجود. الرغبة او الانبهار بديلًا عن الاعجاب. الرغبة او علاقات الشهر الواحد بديًلا عن الحب. الرغبة او الوهم بديلًا عن الحلم. الرغبة او اللذة السريعة بديلًا عن المتعة. الرغبة أو الحضور بديلًا عن الأثر.



#شادي_كسحو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات فلسفية - 11 -
- تأملات فلسفية - 10 -
- تأملات فلسفية - 9 -
- تأملات فلسفية - 8 -
- تأملات فلسفية - 7 -
- تأملات فلسفية - 6 -
- تأملات فلسفية - 5 -
- تأملات فلسفية - 4 -
- تأملات فلسفية -3-
- تأملات فلسفية -2-
- بحثاً عن ديونيسيوس
- سطوح ونواتىء: الصحافة العربية مراسم مرعبة وكليشيهات فارغة
- جينالوجيا الحقيقة الدينية
- تأملات فلسفية -1-
- ضد الذات أو في مديح المواطنة
- لعنة الإصلاح
- مثالب الفلاسفة
- هذيان متماسك (شذرات)
- في اللامكان قراءة في شخصية السندباد
- عذراء الكلمات تأملات في الشذرة والكتابة الشذرية


المزيد.....




- الجيش الباكستاني يجري تجربة صاروخية ناجحة وسط تفاقم التوترات ...
- مصر تبلغ الولايات المتحدة رفضها التدخلات الإسرائيلية في سوري ...
- من هم أبرز الصحفيين الذين قُتلوا في حرب غزة؟
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد قواته لحماية الدروز في سوريا، ...
- فرنسا ـ محاولة سرقة ساعة فاخرة بقيمة 600 ألف يورو من أمير قط ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن -انتشاره بجنوب سوريا- وبيدرسون يدين ال ...
- البرلمان العربي يندد بانتهاكات إسرائيل
- الجيش الإسرائيلي ينشر مشاهد لغاراته العنيفة الأخيرة على مواق ...
- مراسل RT: الطائرات الأمريكية تشن 6 غارات على مديرية مدغل في ...
- -القسام- تنشر فيديو لأسير إسرائيلي نجا من القصف على غزة يوجه ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - شادي كسحو - تأملات فلسفية 12