|
في اللامكان قراءة في شخصية السندباد
شادي كسحو
الحوار المتمدن-العدد: 4609 - 2014 / 10 / 20 - 20:40
المحور:
الادب والفن
في اللامكان قراءة في شخصية السندباد أن نكتب عن السندباد، لا يعني أن نكتب عن نزوة، أو عن مجرد قصة لتزجية الوقت، بل يعني أن نكتب عن الإنسان نفسه في حله وترحاله، في تيهه وعروجه وسعيه الدائم إلى التجاوز والتخطي والإنعتاق، أن نكتب عن حكاية كبرى لإنسان أو مجتمع فَقَدَ الكثير من هويته وبات على شفا حفرة من وجود بلا تاريخ ومن تاريخ بلا معنى... وأن نكتب عن السندباد، يعني أن نكتب عن المغامرة والخروج والسفر والهجرة، أن نكتب عن حالم مهووس بالعالم لا بالواقع، بالوجود لا بالاستهلاك، بالحياة لا بالبقاء، أن نكتب عن الهوية الإنسانية بوصفها انعتاقاً لا انغلاقاً، وعن الهوية الإنسانية بوصفها أفقاً لا كهفاً، وعن الهوية الإنسانية بوصفها ورشةً لا بيتاً... وأن نكتب عن السندباد أيضاً، يعني أن نكتب عن ضرب خاص ومخصوص من الانتماء، أن نكتب عن وجود بلا تعالٍ، وعن ذات بلا مكان، وعن أنا بلا أنا، أن نكتب عن هوية ـ وأنا استعير هنا من جاك دريدا ـ تقع فيما وراء السياسي ذاته، حيث الذات لا تتعدى كونها فتحاً مستمراً للحدود، وخرقاً دائماً ومتعمداً لتعسف الأنا... أقولها منذ البداية: ليس السندباد، مجرد حكاية، أو موضوعاً أدبياً أو أنموذجاً مجرداً من نماذج الفلاسفة، إنه ليس سوبر مان نيتشه ولا متمرد كامو ولا مستلب ماركس ولا داندي بودلير. إن السندباد ليس أول ولا أخير، ليس أعلى ولا أدنى، إنه ليس الإنسان الكامل ولا الإنسان الناقص. إن السندباد هو نموذج الإنسان العالمي، بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى، بل لعله مشروع وبرنامج مدني لملاقاة الآخرين إلى مالا نهاية، إنه بكلمة واحدة: هوية بلا سقف ووجود لا يكف عن التشكل والحركة. للوهلة الأولى قد يبدو هذا الكلام صادماً، كيف لا؟ ونحن لم نتحرر بعدُ من الدهشة البلاغية والجمالية، التي شكلت عبر قرون طريقنا وأفقنا الوحيد في ارتياد عوالم نصوصنا الثقافية الكبرى. أقول: دهشة كانت وما تزال عائقاً أمام أي تلقف نظري أو معرفي يخرج بهذه النصوص من عالم الحكاية والمبنى، إلى عالم الدلالة والمعنى. إن قصدي من هذه الملاحظة، هو التأكيد أن زاوية النظر الحكائية ـ على أهميتها ـ ليست قادرة على الإفلات من منطقها الخاص، والاضطلاع بتفكير معرفي أصيل في دلالات شخصية بوزن "السندباد"، ذلك أن السندباد يتجاوز مستوى النموذج الأدبي والحكائي في جوهره، رغم أن مشكلته مابرحت تًطرح على هذا المنوال. من أجل ذلك، نحن نقترح أن نقرأ شخصية السندباد ولاسيما في وجهه البحري، بوصفها قراراً نجم عن طريقة معينة في احتمال مسألة الهوية، أي بوصفها ضرباً من الحركة الدائمة، وليس عن هوى فرد حالم أو مختل، أعني أنها تنم عن قرار خطير وكلي، بجعل الهوية نوعاً من الانتهاك الدائم لقوانين المكان المتواضع عليها، والحركة المستمرة من الذهاب والإياب. ميزتها الوحيدة هي إرادة الحياة وإرادة العيش، لمعاينة الآخر بكل كثافته وزخمه وبكل تعارضاته وتناقضاته أيضاً. نحن نُنبه هنا، إلى أن رحلات السندباد وأسفاره السبعة ليست ترفاً جمالياً أو سياحياً، كان يمارسه السندباد، فأن يكون الإنسان سندباداً، يعني أنه ذو أقدام طليقة، وذو ذهن منفتح ومتحرر من الأوهام ويميل إلى غمر نفسه بالثقافات الأخرى أياً كانت. إن السندباد هو أولاً وقبل كل شيء موقف ثقافي، أي أنه رغبة في الانفتاح والإنعتاق من ربقة المكان وهو أيضاً موقف أنطولوجي وحركة دائمة من الذهاب والإياب للبحث عن الاختلاف بدلاً من الائتلاف، عن الفضاء بدلاً من الحيز، إن السندباد لو صح ما أذهب إليه هو أعمق حدس إنساني تم التعبير من خلاله عن نوع غير مسبوق من الوجود والانتماء، هو الوجود ما بعد المكاني الناجم عن تقلص العالم واهتراء وتجاوز كل الخطابات الناشئة عن ايديولوجيا المكان. على النقيض من إنسان الحداثة، إنسان الأنا الديكارتية، وإنسان الدولة ـ الأمة، المنغلق على نفسه وهويته وتحيزاته الخاصة، فإن السندباد يتموضع في الأصل خارج ذاته، قد يكون هذا التموضع أو هذا الظمأ نحو اللانهائي، رغبةً في التجارة أو رغبة في التعرف على الآخرين كما عبر عن ذلك السندباد نفسه، لكن الأهم في كل هذه الحالات أن ضروباً من الحرية الحقيقية تمارس بالفعل، لا أقصد هنا الحرية بمعناها التعاقدي والقانوني القائمة على ضمير الفرد والتي هي من سمات الحداثة، بل حرية إنسان متجذرة وأصيلة تقع قبل وبعد تاريخ السياسي ذاته. نحن هنا إزاء وجود لا شخصي على نحو جذري، حيث يبدو تعالي الأنا مجرد خرافة. قد يكون هذا الوجود غرائبياً أو فنتازياً بعض الشيء، غير أنه يفيض بهجة وحضوراً وامتلاءً، فما يعبر عن نفسه في هذا النوع من الوجود وهو ذلك الشعور النبيل بالضياع، ضياع الذات وذوبانها في الغيرية وفي الآخر عبر لقاءات تنسجها خيوط الصدفة وتحبكها غياهب المجهول وتلك الرغبة الجامحة في أن يكون الإنسان نفسه محض حركة و سفر... لنعد هنا إلى حكاية السندباد قليلاً، ففي كل ليلة من الليالي السبع التي ترويها شهرزاد لـ شهريار، يخرج السندباد من بغداد ثم يقفل عائداً إليها، ثمة ذهاب وإياب قارين في شخصية السندباد يجعلانه دائم الحركة باتجاه ذاته وباتجاه الآخر... تبين هذه الصورة الجميلة للسندباد، وهو هائم على نفسه في عرض البحر، أنه بموازاة ذلك عميق التجذر في مكان وثقافة محددين. بل إنني أذهب لما هو أبعد من ذلك لأقول: إن هذا التجذر هو الذي يمنح رحلات السندباد معناها الحقيقي. إن هذه "السندبادية" في واقع الأمر، تعلمنا شيئاً لا مهرب منه وهو أنه كلما سلكنا سبيل المغامرة أكثر كلما أغنينا كينونتنا أكثر، وتعلمنا أيضاً أن الرحيل الدائم والهيام المتواصل هو المنقذ الحق، لا التجذر بمكان، وأن حفظ الذات قد يكون في غالب الأحيان في نفي هويتها. مهما ابتعد السندباد عن بغداد، فإنه عائد إليها لا محالة. قد يتوه، أو يضيع أو يتاجر أو يغامر أو يتزوج أو يصبح على حافة الموت، لكنه بعد كل تلك الأهوال والمغامرات يعود إلى البيت، إلى نقطة البداية. إن كل رحلات السندباد هي من فضاء إلى آخر، ومن سطح إلى آخر. من المكان إلى اللامكان، ومن الأرض إلى البحر، ومن الأنا إلى الآخر، وكأني بالرحلة هي حالة من الالتقاء والانزلاق والتصادم بين فضائين لا يكتمل الوجود ولا تتفتح الكينونة، إلا بالتقائهما. هو ذا تحديداً ما أطلق عليه جدل "الهوية واللاهوية" في شخصية السندباد، فما يتيحه السفر والترحال من غموض وتعدد وثراء وما يترتب عن كل ذلك من تعالقات اجتماعية تثري جميعها المعرفة وتصل بسؤال الهوية والانتماء إلى سقفه، أقول: إن كل هذا يفتح سؤال الهوية على مرجعيات شتى إلى أن تصير الهوية بمستوى الامتلاء. لكن الامتلاء هنا، ليس تمركزاً ولا تعالياً ولا تعلقاً بأي وهم، إنه ليس إلا حركة، حركة لإطلاق الذات في كل مكان وفي كل لامكان أيضاً، إنه امتلاء ذات قلقة مبعثرة منفلتة وهائمة، ذات متحركة ومتحررة من مواضعات المكان الذي يحتجزنا، ذات تنفلت من سكونها لترسم خطوط انتماء جديدة، تنفلت من المكان المتشكل سلفاً، لترسم خرائط لمناطق ومواقع لم توجد ولم تتشكل بعد، أو مناطق هي بصدد المجيئ. من هذا المنطلق، فإن السندباد كما يبدو لي، هو أنموذج معاصر بامتياز،ومعاصَرته هذه تتأتى من كونه كائن "لا هووي" تماماً، فهو يسبح في رحابة اللامكان، ويتنفس حيث شاء ومتى شاء ولا يستسلم أمام الحواجز سواءً كانت في شكل هوية ثابتة أو انتماء خاص أو أي شكل من أشكال الإقامة والتواجد والاحتباس في المكان. ما أريد أن أقوله: إن حياة السندباد هاهنا، هي حياة للهويات المتعددة والمتناقضة، وليست حياةً للهوية الواحدية المغلقة على نفسها، إنها هوية تتراوح بين "عين الذات وآخرية الذات" لو صح التعبير، إنها نوع خاص من الوجود والتواجد في العالم، حيث الهوية، لاهي ذاتها ولاهي غيرها، وإنما هي تلك الحركة المستمرة بينهما، تلك الحركة التي نبلغ بها ذروة الكائن. ليس هذا فقط، فالسندباد كما يبدو لي، من جهة أخرى، هو "كينونة بلا مكان"، هل قلت بلا مكان؟ نعم: فالمكان لفظة تُقال على جغرافية محددة وواضحة المعالم. إن المكان بكلمة واحدة هو انغلاق وامتثال، والانغلاق يعني إنكار الحق بالانفتاح والتفتح، انتصار الكهف على الأفق، الحقل على الطريق، السكون على الحركة، والحميّة على الرغبة، وفي هذا الحقد الجارف على الانفتاح والحركة يكمن جوهر كل تمركز أو إيديولوجية قومية أو عرقية أو دينية، فهي تكره الانفتاح ولأن الانفتاح تمرد وانفصال ومجموعة من الحيوات والرغبات، فإن الإيديولوجية المكانية تحاول احتوائه وتدجينه. يمكن رصد هذه الملاحظة تحديداً، في ذلك النوع من التوتر الدلالي، الذي يميز السندباد البحري عن السندباد البري، فالحكاية التي ترويها شهرزاد لـ شهريار، تتناول شخصيتين حكائيتين تحملان نفس الاسم "السندباد".لكن الفارق الوحيد بينهما هو شكل وطريقة الانتماء للمكان، وما يترتب على كل ذلك من دلالات ومعان. لكن أكثر ما يلفت الانتباه في هذه المقارنة، هو ذاك الانحياز الواضح لشخصية السندباد البحري على نظيره السندباد البري، وكأني بالحكاية تريد القول: إن فقر السندباد البري وشقاؤه إنما مرده إلى كونه كائن مكاني ومشدود إلى الأرض؛ أو بعبارة أخرى: كائن منتمي إلى هنا والآن، في حين أن غنى السندباد البحري وترفه، إنما مرده إلى كونه كائن لا مكاني على نحو فريد، أي إلى كونه "دائماً هناك"، حيث العجيب والغريب والجديد، أي حيث لا يمكن الركون إلى أرض أو التشبث بمكان. هنا نجد بوضوح أن حكاية السندباد تعكس الآية تماماً، فبدل أن يتم الانحياز للأرض و للسندباد البري، نجد إسرافاً في الانحياز للبحر و للسندباد البحري، أي بدل أن يُفسر البحر بالأرض، تُفسر الأرض بالبحر، وبدل أن تكون الأرض علة ذاتها، يصبح البحر هو الذي يحتل هذا الموقع الانطولوجي الفريد. إننا نفهم من هذه المقارنة، احتمالاً مدهشاً لموقف الذات من المكان، فالأرض تمثل الثبات المطلق، وتنفي الصيرورة وتأسر الذات، في حين أن البحر يطلق سراح الذات، ويحرر الأرض ويفتح المكان. لم يتجاهل السندباد البحري المكان في رحلاته وأسفاره، لكنه عمد إلى تغريبه وتعتيمه وتعميته أيضاً، نجده يتكلم عن البيضة العملاقة التي ظنها جبلاً، وعن الجزيرة التي تبين أخيراً أنها حوت نائم، إنها طريقة للحفاظ على وظيفة المكان ودوره الكبير في رسم ملامح الرحلة، لكنها تخفي رغبة في عدم الإفصاح عن الأسماء الحقيقية حتى لا تتحول الرحلة إلى سيرة ذاتية، ويتم الحد من قدرات وإمكانيات التخييل. كما يمكن اعتبار هذا الغرائبي الذي يلفّ الرحلات جميعها، طريقة في تحقيق الإقامة في اللامكان، فـ اللامكان هو ابتكار لأراضٍ جديدة، واللامكان إبداع حياة، إنه انعتاق وخيانة للمكان والقوى التي تحتجزنا فيه، والعبور إلى تجارب جديدة، إن اللامكان بكلمة واحدة: هو تفكيك للهوية كتجذر، ونزوع إلى هوية قائمة على التحرر والانفصال والترحل والجريان. إن ما هو مميز حقاً في تجربة السندباد هو أن المكان لم يعد غاية في حد ذاته،أو بنية مكتفية بذاتها، إذ لا قيمة للمكان إلا إذا ساهم في إدخال الناس في علاقات جديدة أو ساهم في إحالتهم على أشياء وأمكنة أخرى، وهذا معناه أن المكان هنا نسبي، أي أنه لم يعد هو الأساس الوحيد والمتين للوجود في العالم، فالمكان الحقيقي إنما هو منسوج من سلسلة من الانزياحات واللحظات والأحداث العابرة حيث الخطورة والكثافة واللاتعين تتضافر جميعاً لتشكل ضرباً من اللامكان ذاته. هي ذي دروس السندباد، وهي ذي الدلالات الأساسية التي تنطوي عليها هذه الحكاية العظيمة، إنها حكاية ذلك المتمرد الذي يؤثر الإفلات على الركون والتشبث، والمتحرك على القار والثابت، قد يتوه في البحار، أو يضيع في قلب جزيرة مجهولة، أو يحمله الرخّ إلى أماكن بعيدة، لكنه في كل هذه الأحوال، حر وطليق ومتحرر من طغيان المكان و سذاجة التجذر فيه، و لأنه لا مكاني على نحو دائم، يظل مهما اختلفت صوره هو ذلك الإنسان الآتي من هناك، ولن يكون أبداً ذلك الآتي من هنا. إنه ذلك البعيد الموغل في الاقتراب، وذلك القريب الموغل في الابتعاد.
#شادي_كسحو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عذراء الكلمات تأملات في الشذرة والكتابة الشذرية
المزيد.....
-
نادي الشعر في اتحاد الأدباء يحتفي بمجموعة من الشعراء
-
الفنانة المغربية لالة السعيدي تعرض -المرئي المكشوف- في -دار
...
-
-الشوفار-.. كيف يحاول البوق التوراتي إعلان السيادة إسرائيل ع
...
-
“المؤسس يواصل الحرب”.. موعد مسلسل قيامة عثمان الموسم السادس
...
-
المسرح الجزائري.. رحلة تاريخية تجمع الفن والهوية
-
بفعاليات ثقافية متنوعة.. مهرجان -كتارا- للرواية العربية ينطل
...
-
حديقة مستوحاة من لوحة -ليلة النجوم- لفان غوخ في البوسنة
-
عودة الأفلام الرومانسية إلى السينما المصرية بـ6 أعمال دفعة و
...
-
عائلات وأصدقاء ضحايا هجوم مهرجان نوفا الموسيقي يجتمعون لإحيا
...
-
كيف شق أمريكي طريقه لتعليم اللغة الإنجليزية لسكان جزيرة في إ
...
المزيد.....
-
إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ
/ منى عارف
-
الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال
...
/ السيد حافظ
-
والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ
/ السيد حافظ
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال
...
/ مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
-
المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر
...
/ أحمد محمد الشريف
-
مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية
/ أكد الجبوري
-
هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ
/ آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
-
توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ
/ وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
-
مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي
...
/ د. ياسر جابر الجمال
-
الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال
...
/ إيـــمـــان جــبــــــارى
المزيد.....
|