السعيد عبدالغني
شاعر
(Elsaied Abdelghani)
الحوار المتمدن-العدد: 6318 - 2019 / 8 / 12 - 19:58
المحور:
الادب والفن
أشعر بشىء غريب عنيّ ، ينكب فى وجداني ويملأ هاجسي ويُنمى الرغبة فى الحياة والموت معا ، الرغبة فى الحياة لأنى بحدسكِ والرغبة فى الموت لأنى بلا حسكِ ، تعودت أن أخذ وجدانى على محمل الصدق المطلق ، متأملا فيه ، ناظرا ، رائيا ، محدقا ، بدون تنظير عقلي أو تعليل ، هل يمكن أن تقرأينى كما أنا بدون تأويلاتى عنيّ ، بدون تأويلات العالم ، بشكل حر واقعيا وخياليا ، بدون إضاعة أى جمالية فيّ أو جنون ؟
إنى بائس أعلم ذلك، بائس كالله ولا يوجد بى جمالية علائقية ولا مناطق للتعمير ، وحشي كالجمال وحماسي فى التطرف فقط ، ولكنى محبوس فى داخلي ، فى نوع الحياة الميتة تلك، حياة الوحدة ، هل ستقتربي بأقدامكِ وأصابعكِ وشفتيكِ وجملتكِ المجردة والمادية إلى هذا الحوام حولكِ كما يحوم الكون حول الله ؟
شعور الوحدة لا يفارقني أبدا إلا وأنا أفكر بكِ ، إلا وأنتِ تتمثلي فيّ ، ماء بارد يُلقى على صدرى الجمري المتبعثر خفاءه على حقائقكِ الملتبسة ، هل أستمر فى العري والتكشف ؟ إنى خائف جدا أن يأخذكِ الواقعي عن خياليتي ويتهدم ما تبقى فيّ بدون أن أشهدكِ .
هل يجعلني المي متطرفا لهذه الدرجة ؟ انى لا أدرك ذلك حقا ، هل يحجبني ألمي عنكِ؟ هل يبعدني عن كل تفاصيلكِ التي بجمالية ولكن بلا امل؟ هل يقظتي الشديدة وسكري الشديد متطرفين لهذه الدرجة المقيتة التى تجعلكِ تنأي عني؟ كيف أفكر بأمل وأنا الذى لم يحن علي اي احد وعلاقاتي بالناس جميعها علاقة المسجون بالسجان؟ اتهم كل من يحيا حياة طبيعية بأنه خائف لأنه لم يحس بأي شىء في الكون بدرجة عميقة ، ان من لا يحس باللامعني أحيانا فقط لا يحس بجمالية اي شىء آخر لأنه لا يحس بالمعنى بالدرجة الشديدة ، أي معنى ، من عاداتي النأي مع الإرادة الشديدة بكِ فى القرب، والمدادومة على التفكير والتخيل والشعور بشكل كثيف حتى انشق عنيّ اليكِ ، الوجد هو الأصل المعنائي للكون، كنت أنكر ذلك برغبة خاسرة أمام الرغبات الأخرى فى الفناء بكِ، الوجد يجعلني اتناص مع ساقيكِ الجمال.
#السعيد_عبدالغني (هاشتاغ)
Elsaied_Abdelghani#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟