التأثيرات السياسية لنظم الاعتقاد 2

عادل ندا

الحوار المتمدن-العدد: 1549 - 2006 / 5 / 13 - 10:51
المحور: المجتمع المدني
    

الفكرة الإختلابية الإيحائية فرضية سحرية تأخذ قوة دفع ذاتية تحولها الى نبوءة تحقق ذاتها, مثل فرضية ان الانسان ناقص الاهلية ويجب فرض الوصاية عليه, وعليه ان يستسلم كعبد. هى إختلابية لانها تبعد الإنسان عن الرؤية الواضحة. هى إيحائية لانها تبعد الإنسان عن المنطق العقلى.

منظومات التفكير التامرى تؤمن بان هناك يد خفية تحرك الأمور.

التفكير البارانويدى تفكير تامرى لانه يؤمن بان هناك مؤامرة تنتقص من الانسان وحريته وقدرته على المبادرة و التغيير. التفكيرالمثالى التامرى يؤمن بان صاحب المؤامرة والمتحكم فيها اله او شيطان و يؤمن بأن الشيطان يسعى لان يحول البشر الى عبوديته بدلا من عبوديتهم للإلاه.

التفكيرالمادى التامرى يؤمن بان صاحب المؤامرة والمتحكم فيها تنظيم بشرى سرى او ربما تنظيمان (الماسونية والقاعدة) و يؤمن بأن كلاهما دموى ويسعى لإستعباد الانسان.

التفكيرالجمعى يرى ان هناك تهويل وتضخيم مخل لدى كلا وجهتا النظر ويعترف بقوة وجودهما كأيمانيات سائدة. أيمانيات يجب التحاور معها بالمنطق العقلانى إن أمكن.

كل شيئ يتغير حتى التغير نفسه.

عملية التفكير الباحث عن الحقيقة استكشافية لا تقيد.

الممنوع الوحيد فى عملية التفكير هو ما يعيقه.

عملية التفكير ليست قى حاجة الى سلطة فوقية.

الجمال والحب والاخلاق ليسوا قى حاجة الى سلطة فوقية ترعاهم.

إعلان حقوق الإنسان الصادر عن الأمم المتحدة عام 1948

البند رقم 1: كل البشر يولدون أحرارا ومتساوين بالكرامة والحقوق ويتميزون بعقول وضمائر وواجبهم التعامل مع بعضهم البعض بروح الأخوة.

إذا كنا جميعا نؤمن بهذا فلم لا يكون ملزما؟



تسود ثقافة الاستعباد. يسود القهر. تعانى الإنسانية جمعاء. تعانى من حالة من الإحباط,. و يمكن ان تدخل فى حالة شلل. العنف الدائر هو تعبير غير واعى عن رفض الاستسلام لهذه الحالة. ولكنه بالتأكيد ليس العلاج.

يقول سارتر : القلق الطبيعى يتولد نتيجة شعور الانسان العميق بالحرية وارتباطها بالمسئولية. ورفض سارتر القلق المرضى الذى يدفع البعض الى السلبية واللامبالاة والاستكانة واللا فعل. ويمكن إضافة هنا أيضا هذه العلامات المرضية (رد الفعل التلقائى, و رد الفعل الإنتقامى, والفعل اللا منطقى بالقصور الذاتى).

حركة التاريخ حركة تطورية مدفوعة من سببها وماضيها و حركة هادفة مشدودة إلى غايتها.

يؤمن المثاليون بفكرة أن المستقبل هو الذى يلعب الدور الرئيسى في حركة التاريخ بينما يؤمن الماديون بفكرة أن الماضى والحاضر يلعبان هذا الدور الرئيسى التطورى. وبرغم أن المستقبل غير موجود على أرض الواقع وموجود فقط فى تصوراتنا الفكرية والسناريوهات التى نرسمها له, إلا أنه يمكن القول بأن: حركة التاريخ, حركة ديناميكية, جدلية مادية, عملية, تطورية, وعلمية إن جاز التعبير. و حركة التاريخ, حركة جدلية لها علة غائية فكرية مثالية فى نفس الوقت. يمكن ان يكون المحتوى الداخلي للإنسان (الفكر والإرادة) هو المحرّك الاساسى, ويمكن ان يكون هذا الفكر و هذه الإرادة إنسانيان. يمكن ان يخدم هذا الفكر الإنسانية جمعاء والى هدف متفق عليه. لماذا نتفق على اللا نتفق؟ هل نستمرئ اللعبة؟ ماهية اللعبه!

اللعبة لدى الاقلية "ردود افعال تلقائية إنتقامية لا منطقية بالقصور الذاتى, ومصالح ضيقة, هدفها, أنا ومن بعدى الطوفان".

فى المقابل اللعبة لدى الاغلبية "السلبية واللامبالاة والاستكانة واللا فعل, والإستسلام للمصير. تعميم التسليم بشكل مخل بأحقية قلة تفرض إرادتها لإدعائها امتلاك الحقيقة. رغم أننا لا نرى ما يدعونه كحقيقة. ورغم ان الحقيقة يمكن الا تكون موجودة من الاصل ونحن من نصنعها, وذلك لو تعاملنا معها على اساس الفرضيات العلمية المادية. نعم, تعميم التسليم بشكل مخل. نسلم لفكرة أن الشيعة كفرة لأنهم ضد السنة عبر التاريخ ووووو. والأكراد كفرة لانهم ينتمون لقوميتهم اكثر مما ينتمون لكونهم سنة مسلمون. والسنة كفرة لانهم يقبلون ما لا يمكن قبوله إسلاميا. والغرب كفرة لانهم يستغربوننا ويخافون منا ويقبلون الشذوذ الجنسى الذى يمارسه العديد من افراد النخبة لدينا فى الخفاء والعلن".

لم لا يحاول كل منا اضاءة شمعة.

كل انتماءات البشر انتماء للذات إلا الانتماء للإنسانية فهو نحن جميعا. لم لا نفكر فى وضع الحصان امام العربة حتى تسير, بدلا من العكس؟ سنى, مسلم, عربى, موحد بالله, وإنسان. لتصبح إنسان, موحد بالله, عربى, مسلم, وسنى مثلا. الإنسانية تشمل الجميع. هل هناك من يدعى عكس ذلك؟

لا! لإزدراء الاديان, والف لا, لإزدراء الانسان.

الأديان ليست المصدر الوحيد للمعرفة والحقيقة. جاءت الأديان لتخدم الإنسان. جاءت للتآخي والتسامح, للتعاون و الرقي, للإزدهار وتحضرالإنسان. تحول الدين الى مصدر للحروب والصراعات وخصما للحضارة. تحول الدين إلى مصدر للإجابة قد تريح مؤقتا، لكنها تشل العقل والتفكير إلى الأبد! تحول إلى سلاسل وقيود على الإنسان و حملا ثقيلا يعجز الانسان عن الحركة. أصبح بفضل من يحملون لوائه يؤثر سلبا على حياة وحرية من يؤمنون به و من لا يؤمنون به ونسلم لهم. أصبح بفضل من يحملون لوائه سلطة تسيطر على حياتنا وتجعلنا مجرد قطيع من الغنم نسير خلفهم ونسلم لهم بدلا من اسلامنا لله.
لا! لإزدراء الاديان, والف لا, لإساءة استخدامها.

#عادل_ندا (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات