أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عادل ندا - قراءات و افكار للحوار الهادئ















المزيد.....

قراءات و افكار للحوار الهادئ


عادل ندا

الحوار المتمدن-العدد: 1531 - 2006 / 4 / 25 - 11:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الفكرة الاولى
ملخص محاضرة "البعد الفلسفي في الخبرة الأمريكية" ب"مركز الحوار العربي"، فرجينيا صادق جواد سليمان 8 أيار، 2002 المرصد
ما باعث هذه الخبرة المتميزة لأمة استجدت حديثا بين الأمم؟ ما الذي مكن هذه الأمة الفتية من أن تتصدر وترود في العلم والتكنولوجيا والإنتاج والتنظيم السياسي والإدارة والاستطاعة الاقتصادية والاقتدار العسكري؟ وما الأفكار الرئيسة التي اقتبست وأدخلت في بناء الجمهورية الجديدة؟
الخبرة البشرية جديد استطرد من قديم قبله
الرؤية الأولى:
" نحن نعتبر هذه الحقائق واضحة بذاتها، أن الناس جميعا يخلقون متساويين، أنهم يمنحون من خالقهم حقوقا معينة غير قابلة للنزع، أن منها الحياة، الحرية، والبحث عن السعادة ..." – اقتبست من الفيلسوف البريطاني جون لوك John Locke (1632-1704)
من جون لوك أيضا جاءت فكرتان أخريان: فكرة الموازنة والمراقبة بين سلطات الحكم، وفكرة اعتبار الثورة على الحكومة ليس حقا للشعب فحسب، بل واجبا عليه إذا أخلت الحكومة بعهدة الحكم. وقد اطرت هذه الفكرة الأخيرة في الدستور في إجرائية رفع الطعن impeachment من قبل مجلس النواب ضد الرئيس ونائب الرئيس ومسؤولين مدنيين آخرين في حالات الخيانة أو الرشوة أو جرائم أو جنح خطيرة أخرى، انتهاء بالعزل إذا ثبت الطعن وأدين المتهم في محاكمة تجرى له بمجلس السنات Senate تحت إشراف رئيس المحكمة الفيدرالية العليا. .
فكرة تقسيم الحكم إلى سلطة تشريعة وأخرى تنفيذية وثالثة قضائية جاءت من الفيلسوف الفرنسي تشارلس مونتيسكيو Charles Montesquieu (1689-1755) الذي قال: إذا اجتمع أي اثنتين من هذه السلطات الثلاثة بيد شخص واحد، فإن طغيانا سيحدث.
أن السيادة للشعب، وأن الحكومة توجد لتخدم الشعب، لا العكس، فكرة تواردت لدي جون لوك وجين جاك روسو على نحو متقارب. قال روسو أن السيادة للشعب، يأتمنها لدى الحكومة عندما يبرم معها عقدا اجتماعيا على صيانة الحرية وتحقيق الصالح العام، وله ( الشعب) أن يستردها عند إخلال الحكومة بالعقد. أيضا من روسو جاءت عبارة: " يولد الناس جميعا متساوين " تلك التي نقلها توماس جيفرسن حرفيا إلى إعلان الاستقلال، والتي استند إليها الرئيس أبراهام لينكولن (1861-1865) في قرار إلغاء الرق وعتق الرقيق. في نسق متماثل آخر مع لوك، دعا روسو إلى حصر وظيفة الدين في مجال القيم الأخلاقية. أما في غير ذلك فدعا إلى اعتماد منظور فكري متسق مع العلم المستكشف دأبا سنن الطبيعية وحقائق الكون.
جاء البناء الدستوري الأول للخبرة الأمريكية، مقوما بأفكار مقتبسة في جلها من التنظير الفلسفي الأوروبي، أضيفت إليها، في وقته ولاحقا، أفكار تبلورت من نظرأمريكي ذاتي، كفكرة التمتع المتكافئ بحماية القانون، فكرة المراجعة القضائية، فكرة دستور مكتوب قابل للتعديل وفق إجراءات معينة، فكرة تحقق المواطنة الأمريكية بمجرد المولد على الأرض الأمريكية دونما اعتبار للنسب أو لظروف الميلاد، فكرة نبذ ألقاب ارستقراطية، وأفكار أخرى تتعلق بالحقوق الشخصية والحريات المدنية.
ملاحظتان:
ألأولى، أن هذه الأفكار، أو معظمها، على نحو أو آخر، وردت في أدبيات أمم أخرى. في المنظور الإسلامي تحديدا نجد أفكارالشورى، المساواة، التمتع المتكافئ بحماية القانون، وخلع الحاكم عند الإخلال بعهدة الحكم واردة بوضوح. كما نجد حقوق الحياة، الحرية، الملكية، وإسعاد النفس بطيبات الحياة مؤصلة في القرآن الكريم. لكن الفارق يكمن في أمرين: الأول: أن الدولة الأمريكية قامت على دستور لم يكتف بتأصيل هذه الأفكار والحقوق، بل أوجد مؤسسات حيوية تحمي هذه الأفكار والحقوق، وتعمل تباعا على تطويرها.
والثاني: أن الخلف من الأمريكيين حافظوا على جوهر ما وضعه السلف، ثم طوروا ترجماته السياسية والمدنية إلى ما هو أوفى وأحسن.
معيار الجدارة هو مدى الإلتزام بهذه المبادئ وترجمة مضامينها، تنظيرا وتطبيقا، في الواقع المعاش.
الرؤية الثانية:
المطالبة بممارسة مزيد من الدقة والإتقان في الفكر والعمل من الجهة الأخرى، صاغ تشارلس ساندرس بيرس Charles Sanders Peirce (1839-1914) رؤية فلسفية رائدة في مقال بعنوان: " كيف تجعل أفكارك واضحة" نشره في مجلة Popular Science Monthly عام 1878.
قال تشارلس بيرس: أن قيمة أيما مدرك عقلي تكمن في الأثر العملي الذي ينتجه في التطبيق. بعبارة أخرى، أن ترابطا عضويا يوجد بين التنظير والتطبيق، وأن جدارة أيما تنظير تقاس بما يفرزه من آثار مدركة حسيا في سياق التطبيق. قال أيضا أن علاقة غير قابلة للفصم توجد بين الإدراك العقلي والإغراض العقلي، وكذا بين الفكر والفعل، فمثلما يفكر المرء يفعل، وحيثما يترسخ فكر معين، على صواب أو على خطأ، فإنه ينتج نمطا متطابقا من المسلك، على صعيد فرد أو مجتمع..
عرف بيرس المذهب البراجماتيكي بأنه منهج في النظر يؤدي إلى توضح الأفكار من خلال تتبع الآثارالعملية المتحققة من أيما فكرة أثناء وضعها موضع التنفيذ. أضفى جيمس على المذهب البراجماتيكي بعدا آخر بالقول أن الأفكار الصحيحة تستبطن احتمالات نافعة من حيث أنها تؤدي في سياق التطبيق إلى اتساق فكري وقدرة على استبصار العواقب باستعمال منطق سليم.
قسم وليم جيمس الرؤى الفلسفية إلى رؤى لطيفة وأخرى غليظة، مقابلا الرؤية العقلانية (المنطلقة من المبادئ) بالرؤية الإمبيركية (المنطلقة من الحقائق)، الرؤية المثالية بالرؤية المادية، الرؤية التفاؤلية بالرؤية التشاؤمية، الرؤية الإيمانية بالرؤية الإلحادية، الرؤية الوحدوية بالرؤية التعددية، الرؤية التسليمية بالرؤية التشكيكية، الرؤية الاختيارية بالرؤية الجبرية. ولاحظ أن الإشكال في هذه الرؤى المتقابلة أنك تجد فلسفة أمبيركية فقيرة في روحانية الدين، ومقابلها فلسفة دينية فقيرة في حقائق العلم، موحيا أن منظوره البراجماتيكي يقدم رؤية وسطا هي أكثر إرضاء للعقل وإراحة للنفس.
لدى جيمس، النظريات أدوات يستعملها الناس لحل مشاكل عملية، لذا ينبغي أن تقيم النظريات من حيث قابليتها لإنتاج الآثار المرجوة منها – أي أن جدارة النظريات يجب أن تقاس – على حد تعبيره - بالقيمة النقدية cash value التي تجلبها للصالح العام. قال أيضا أن الخبرة المستمدة من الملاحظة والتتجريب هي مصدر العلم الحقيقي، لذا الأجدى للإنسان أن يبني قراراته على ما يتعلمه حسيا، دونما اعتماد مسبق على تنظير عقلي أو مرجعية سياسية أو دينية. وقد راجت هذه الرؤية أكثر فأكثر مع صعود العلم التجريبي في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وهي لا تزال رائجة وسط معظم العلماء.
الكون والعقل معا في تطور دائم والأفكار مطاطة وقابلة للتعديل لصالح غايات مطوية في رؤية العقل. الجهل ليس غبطة، ignorance is not bliss : أنه بالأحري غيبوبة تجلب الاستعباد. وقال ديوي: " بالإدراك الفطن فقط نستطيع أن نكون شركاء في صياغة مصائرنا."
ليس العلم وسيلة لغاية أسمى، بل هو غاية سامية في حد ذاته.

فلسفة مُعاشة:
في مؤلفه المشهود " ديمقراطية في أمريكا" لاحظ الكاتب الفرنسي ألكسي دي توكفيل من خلال تجواله في هذه الديار عام 1831-32 مستطلعا أحوال الناس، أن الأمريكيين أقل الأمم اكتراثا بالفلسفة، مع ذلك، فهم يفكرون ويتصرفون وكأنهم ينطلقوق من رؤية فلسفية مشتركة: إنهم لا يرون لأنفسهم حاجة إلى أخذ الفلسفة من الكتب، ولا لتأطيرها نظريا، ففلسفتهم فيهم يعيشونها في واقع الحياة. اعتنقت العلم المحقق بالتجريب، واعتمدت النتيجة العملية معيارا لجدارة أيما فكرة أو تنظير. وقد راجت في الخطاب الأمريكي تباعا، عاكسة هذه الرؤية العملية المتفائلة للأمور، عبارة show me (أي: أرني تطبييقا صدق ما تزعم نظريا)، وعبارة can do (بمعنى: سأبني على الإمكان قبل أن أحكم بالإستحالة).

أقدم ديمقراطية تحت أقدم دستور:
بناء لا يزال قائما كما وضع، بدستور عدل سبعة عشر مرة بعد إضافة قائمة الحقوق Bill of Rights إليه منذ أكثر من قرنين. بذلك أضحت الولايات المتحدة اليوم، مع حداثة نهوضها بين الأمم الكبرى، أقدم ديمقراطية تعيش تحت أقدم دستور مكتوب، مع أن لفظ الديمقراطية لم يرد في الدستور .
كأيما أمة، أمريكا كانت وتظل تحت امتحان مستديم. كأيما أمة، هي اجتهدت فأصابت، واجتهدت فأخطات. بقدر رجاحة اجتهادها في الأمس جاء تقدمها اليوم، وبقدر رجاحة اجتهادها اليوم يكون تقدمها في الغد. على أنني من خلال رصدي لخبرتها المعاصرة منذ سنوات أرى أخطاء تتكاثر، وإزاءها قدرة على التصحيح تتناقص. أرى نظاما في وسطه اضطراب تبطل إفرازاته السلبية كثيرا من إيجابيات النظام. أرى إهمالا متزايدا يهبط بمستوى الأداء. أرى تنافسا على السلطة غير شريف، وتخاصما في السياسة يجهض كثيرا من إمكانات الوفاق حول الصالح الوطني. أرى نهما يحدو بعضا على الإثراء على حساب سائر الناس. أرى تغليبا لخصوصيات عرقية وأخري دينية على عمومية مواطنة مساوية بين الجميع. أرى إضعافا للأسرة يتسبب في تفكك اجتماعي وتحلل خلقي. أرى إسرافا في الاستهلاك يهدر المورد العام ولا يحسن من نوعية الحياة. وأرى سياسة خارجية هنا وهناك ينقصها نظر ثاقب، أو تنقصها صلابة في الحق.
"هو لا يخطئ من لا يعمل" مثل شائع وصادق. إذا أستمررنا في الخطأ، وتقاعسنا عن التصحيح، فهي قد تمهل لأجل، لكنها لا تمهل لإجل مفتوح.
محاضرة ب"مركز الحوار العربي"، فرجينيا، الولايات المتحدة. http://arabic.tharwaproject.com/Main-Sec/NetWatch/NW_12_7_04/slyman.htm


الفكرة الثانية
الدرس التاسع النهي عن سب آلهة المشركين وسد الذريعة

ومع أمر الرسول ص بالإعراض عن المشركين فقد وجه المؤمنين إلى أن يكون هذا الإعراض في أدب وفي وقار وفي ترفع يليق بالمؤمنين لقد أمروا ألا يسبوا آلهة المشركين مخافة أن يحمل هذا أولئك المشركين على سب الله سبحانه وهم لا يعلمون جلال قدره وعظيم مقامه فيكون سب المؤمنين لآلهتهم المهينة الحقيرة ذريعة لسب الله الجليل العظيم ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون إن الطبيعة التي خلق الله الناس بها أن كل من عمل عملا فإنه يستحسنه ويدافع عنه فإن كان يعمل الصالحات استحسنها ودافع عنها وإن كان يعمل السيئات استحسنها ودافع عنها وإن كان على الهدى رآه حسنا وإن كان على الضلال رآه حسنا كذلك فهذه طبيعة في الإنسان وهؤلاء يدعون من دون الله شركاء مع علمهم وتسليمهم بأن الله هو الخالق الرازق ولكن إذا سب المسلمون آلهتهم هؤلاء اندفعوا وعدوا عما يعتقدونه من ألوهية الله دفاعا عما زين لهم من عبادتهم وتصوراتهم وأوضاعهم وتقاليدهم فليدعهم المؤمنون لما هم فيه ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون وهو أدب يليق بالمؤمن المطمئن لدينه الواثق من الحق الذي هو عليه الهادىء القلب الذي لا يدخل فيما لا طائل وراءه من الأمور فإن سب آلهتهم لا يؤدي بهم إلى الهدى ولا يزيدهم إلا عنادا فما للمؤمنين وهذا الذي لا جدوى وراءه وإنما قد يجرهم إلى سماع ما يكرهون من سب المشركين لربهم الجليل العظيم
http://www.khayma.com/islamissolution/iis/zelal/7/u12.htm

الفكرة الثالثة
ملخص "إسلامية العلوم وموضوعيتها"
أ. د. جعفر شيخ إدريس
مجلة المسلم المعاصر
السنة الثالثة عشر، العدد الخمسون. صفحة 5-19
ربيع الثاني، جمادى الأولى، جمادى الآخرة 1408هـ ، الموافق ديسمبر 87م، يناير، فبراير 1988م
"إذن فما يعترف به الإطار الإلحادي من حقائق ليس شيئاً خاصاً به أو ناتجاً عنه وحده، وإنما هو أمر مشترك بينه وبين الإطار الإيماني لأنه ليس في الإطار الإيماني ما يمنع من إدراك أية حقيقة تدرك في حيز الإطار الإلحادي . لكن ميزة الإطار الإيماني - وهو إطار العقل الكامل - أنه يساعد على إدراك حقائق ومؤثرات وتفسيرات أخرى لها نتائج نافعة في حياة الناس العلمية والعملية والنفسية لا مجال لها داخل الإطار الإلحادي .
والدعوة إلى إسـلامية العلوم هي إذن دعــوة إلى تأكيد الموضــوعية لا إلى التخلـي عنها ، لأنها دعـوة إلى أن يكون إطـارها الفلسفـي نفسـه قـائماً على حقائـق موضـوعية، إنها دعـوة إلى أن يفكـر العالـم ويشاهـد ويـجـرب ويستنتـج وهـو مؤمن بالله ، وبأن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأن القرآن كلام الله ، لأن هذه نفسها حقائق موضوعية عنده دليل عقلي على صحتها ، إنها ليست دعاوى اعتقادية بل هي إيمان بقوم على علم "فاعلمْ أَنَّهُ لا إِلَه إِلا الله" [محمد:19]
إن عالم الاجتماع الغربي يعتبر " القوانين " التي توصل إليها قوانين للمجتمعات الإنسانية أيّاً كانت، ونحن كذلك نريد أن نضع أنفسنا في الإطار الإسلامي ونحن نبحث في علوم الفيزياء والكيمياء وسائر العلوم الطبيعية ، وأن نضعها في هذا الإطار ونحن نبحث في علم النفس الإنسانية وعلم الاجتماع الإنساني وعلم الاقتصاد الإنساني وعلم التاريخ الإنساني ، لا نفوس المسلمين ومجتمعات المسلمين واقتصادهم وتاريخهم فحسب .
إن ميدان علماء الاجتماع المسلمين لا يقتصر على المجتمعات الإسلامية، بل يشمل المجتمع الإنساني كله ، بما في ذلك المجتمعات الغربية ، فهم يبحثون في مشكلاتها الاجتماعية والنفسية ، ونُظمها السياسية ، وعلاقاتها الاجتماعية والدولية ، وتاريخها ، ومستقبلها ، ويطلعون على ما يكتب علماء الاجتماع الغربيون ويناقشونهم ، لكنهم يفعلون كل ذلك وهم مستشعرون لإيمانهم بالله وبأن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن القرآن كلام الله، كما أن الباحث الغربي يدرس تاريخ المسلمين وواقعهم الاجتماعي أو السياسي أو الاقتصادي وقد وضع نفسه في إطار غير الإطار الإسلامي .
والإطار الإسلامي لن يعصم العالم المسلم من الخطأ، ولن يجعل كل ما يقوله موافقاً للإسلام، ولن يمنع من تعدد الآراء والنظريات واختلاف العلماء المسلمين وتخطئة بعضهم لبعض ، لأنه إذا كان كل هذا يحدث في مجال الفقه "والأدلة الشرعية التفصيلية أقرب إليه" فكيف لا يحدث لمن لا يملكون مثل هذه الأدلة التفصيلية ولمن يكتفون - في معظم الأحيان - بمجرد وضع علمهم في داخل الإطار الإسلامي .
وإذا كانت الدعوة إلى إسلامية العلوم لا تخالف الموضوعية بل تؤيدها ، فإنها تضع للعالم المسلم حلاً لمشكلة نفسية لا يشعر بها العالم الملحد و لكن يشعر بها كثير من العلماء المؤمنين بالنصرانية أو المعتقدين في وجود الخالق وفاعليته. أعني مشكلة الانفصام بين شخصية الإنسان وهو يبحث في مجاله العلمي ويكتب ويناقش، وشخصيته وهو يتلو كتاب الله تعالى ويصلى ويصوم ويتزوج ويعاشر الناس.
والانفصام سببه أن الحالة الأولى تفرض عليه أن ينسى إيمانه أو يعلقه، والحالة الثانية تدعوه إلى أن يذكر هذا الإيمان ويستشعره. والإنسان لا يرتاح إلى الشتات في الأمور الفكرية، فكيف به في الأحوال النفسية؟
فإذا كان العلماء الطبيعون يبحثون - تخلصاً من الشتات وسعياً إلى الوحدة- عن مبدأ واحد أو نظرية واحدة ترجع إليها سائر النظريات الأساسية حتى تفسر مظاهر الطبيعة بمبدأ واحد ترجع إليه حقول القوى الطبيعية الأربعة المعروفة حتى الآن، أعنى الجاذبية والكهرومغناطيسية والحقل القوي والحقل الضعيف"
وإذا كانوا يبحثون وراء مظاهر المادة المخلتفة الأشكال والألوان والأحجام والخصائص عن اللبنات الأساسية التي ترجع إليها هذه المظاهر ، أفلا يسوغ - بل أليس من الأحرى - أن يبحث العالم عن تصور الكون بجمع شتات نظراته الطبيعية والاجتماعية والفردية ، بحيث لا يعيش في انفصام بين شخصه وهو باحث علمي ، وشخصه وهو رجل اجتماعي ، وشخصه وهو رب أسرة ، وشخصه وهو متأمل في ذاته أو متذوق للجمال أو ملتزم بالأخلاق أو مدافع عن الحقوق ؟
إنَّ المبدأ الذي يجمع هذا الشتات هو مبدأ التوحيد، مبدأ الإيمان بالله واحداً لا معبود بحق سواه، والإيمان بأن طريق محمد صلى الله عليه وسلم هو وحده الطريق الموصل إلى الله."



#عادل_ندا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المستقبل طبعا للانسان
- جدال حول جدلية الهوية الحكمة والانفعال


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عادل ندا - قراءات و افكار للحوار الهادئ