أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عادل ندا - جدال حول جدلية الهوية الحكمة والانفعال















المزيد.....



جدال حول جدلية الهوية الحكمة والانفعال


عادل ندا

الحوار المتمدن-العدد: 1433 - 2006 / 1 / 17 - 08:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هل يحاول الغرب او الاسلام طمس الهويات الاخرى؟ هل هذا التفسير تفسير تعميمى مخل ام تفسير تامرى؟ هل نعتمد مرجعية احادية ام مرجعية تؤمن بكل فكر البشر والكتب السماوية ناخذ منها ما يناسبنا ويناسب العصر؟
الكتابة مأساة أو لا تكون (محمود المسعدي). بعد الحرب العالمية الثانية تغير انتماء الالمان من الانتماء الى المانيا وهتلر الى انتماء نصف الشعب الى الاشتراكية والنصف الاخر الى الراسمالية. وكان من الممكن ان تحدث حربا حقيقية بين الشقيقتان المانيا الشرقية والمانيا الغربية. يؤكد النموذج الجمهوري الفرنسي على أن كل الفرنسيين مواطنون يحملون نفس الهوية الثقافية وأنها الهوية الوحيدة المقبولة في فرنسا. ومن أجل التوصل إلى هذه الهوية المشتركة، يتعين على كافة المواطنين أن يتحدثوا بنفس اللغة الرسمية الواحدة، وأن يتعلموا في ظل مناهج مشتركة.
حققت الرأسمالية الليبرالية انتصارها النهائي وتحاول رسم مسار الإنسانية رغم ان مسار الإنسانية رسمته كل الحضارات السابقة ولايمكن تغييرة الا فى حدود. اذا كانت الديموقراطية وحقوق الإنسان ومكافحة الفساد شروط هامة للتجارة الدولية الحرة فان الفساد والقهر والدكتاتورية يشكلون العمود الفقرى للرأسمالية, داء ودواء فى نفس الوقت.
تعريف الهوية الشخصية: هى من انت طبقا للبطاقة الشخصية اوالسيرة الذاتية والتى تشترك انت والاخر ايضا فى تحديد معالمها. ماذا تفعل او لا تفعل لتحقيق هويتك ولتكوين ذاتك ونشرها؟ و تعريف الهوية الثقافية : الانتماء والمرجعية الفكرية والوجدانية والسلوكية والتى يندرج تحتها الدين و النظام القيمي والأخلاقي والإبداعى والفكري والأدبي والفني والعادات والتقاليد والأعراف، والسمات الخاصة والمشتركة واللغة بوصفها أداة تفكير وتعبير وتواصل ومستودعاً للمعرفة. اى من انت كإنسان؟ من نحن كجماعة بشرية لا تجمع بشرى مفكك؟ فكرا ووجدانا وسلوكا.
يقول أ.د. عبد الله بن سلطان السبيعي ان الأذى الجسدي أو الجنسي الذي يقع على الطفل فى سن مبكرة هو الذى يسبب إضطراب الهوية الجنسية (ان يرفض الشخص كونه ذكر او انثى). صدقت يا د. عبد الله لكم تعرضنا للاذى والقهر ولكن الى متى نخنق المقاتل داخلنا.
يذهب أبو البقاء الكفوي إلى وقف استخدام الهوية على الله وحده ولا يبيح الكفوي الهوية لسواه حيث ينصرف مدلول "هو" المطلق عليه وحده سبحانه. ويعود الكفوي ليبيح إطلاق الصفة على غير الذات الإلهية بتعيين وتحديد حيث يقول: (ما به الشيء هو باعتبار تحققه يسمى حقيقة وذاتاً، وباعتبار تشخّصه يسمى هوية، وإذا أخذ أعمّ من هذا الاعتبار يسمى ماهية).
الهوية نحن او انا امام الاخر. نتحالف مع من فى صراعنا ضد من ؟
الهوية تحكم الاختيار. الهوية لدى الشخص هى الشخصيتة التى يتعامل بها مع الاخر. فكيف يتعامل صاحب الشخصية المهلهلة اذا؟ او من ليست لديه شخصية؟ و الهوية لدى الجماعة نظام حياة وحدود. فكيف تتعامل الجماعة و نظام حياتها والحدود والقواعد التى تحكمها تفرض عليها من فوق أو من الخارج.
الواقع يفرز الهوية! اين تلك الهوية التى افرزها واقعنا. الا نستطيع ان نترجم الواقع الى فكر. ام اننا غير قادرين على جمع شتات عقولنا ما الذى يمنعنا وينغص علينا احلام المنام؟ الخوف! الموت افضل من الجبن. فكلاهما موت. فلنمت بشرف اذا كان الامر كذلك.
الهوية تعطى احساسا بالامان, احساس بالسلام. وعدم وجود الامان والسلام والاختيار الحر النسبي, يعنى اننا نعانى من امراض الهوية. ولهذا السبب ينتابنا هذا القلق والخوف المرضى. ينتابنا الانفعال الغير مبرر. نخلق الشبح ونخاف منه.
ينادى محمد الحنفي بتكريس عولمة أخرى لها علاقة بكرامة الإنسان و الشعوب من اجل حماية الحقوق الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و السياسية المجسدة للخصوصية المحلية. عن طريق النضال لدعم الاقتصاد الوطني و تحريره. والاهتمام بتطوير اللغة الوطنية و دعم الثقافة الوطنية . والتربية على حقوق الإنسان. والتمرس على الديمقراطية الحقة و التفاعل مع ما هو إقليمي و قومي و عالمي. و هو ما يجب أن تتظافر جميع الجهود من اجل تحقيقه، و حمايته أمام الشركات العابرة للقارات التي تستهدف موت الإنسان عن طريق تشييئه.
المشكلة الحقيقية فى منطقتنا هى اننا ما زالنا مجرد مستهلك ومتلق ومادة للعولمة ولسنا الفاعل او المشترك بشكل كاف فى الفعل وهذا بالطبع يؤثر على تكون احساسنا بالهوية. لقد استسلم الكثيرون مبكرا. فليستسلم من يريد ان يستسلم ولكن يجب على من استسلم ان يترك الساحة لغيره بشرف. كما ان مفهوم "اذا كنت غير قادر عليهم سر فى ركبهم" لا يناسبنا حتى ولو ناسب الفكر الانجليزى.
كتب خالد جمعة, شاعر فلسطيني نقلا عن الدكتور رشاد عبد الله الشامي في كتاب إشكالية الهوية في إسرائيل. يمكن تعريف الهوية بأنها الشفرة التي يمكن للفرد عن طريقها أن يعرف نفسه. و لحيرة الهوية أسباب مختلفة شوشت عمليات تلقي إرث هذة الشفرة عبر الاجيال.
ويقول د. ابراهيم مكاوي ان الهوية الجماعية القومية هي مركب أساسي من المفهوم الذاتي للإنسان وهي اكثر واعمق من مجرد استعمال لقب "انا عربي فلسطيني"، حيث تشمل الهوية عوامل نفسية وسلوكية كثيرة من أهمها حق الأنسان ان يربط مصيرة ومستقبله الجماعي بمصير الجماعة التي ينتمي اليها. ان شعار "دولة كل مواطنيها" فهلوة ولباقة التلاعب في اللغة لدى مثقفي خطاب الهزيمة. كل الشعب الفلسطيني مشرد, يجب مواصلة المسيرة النضالية وصياغة برنامج يضمن حق العودة للاجئين الفلسطينيين, برنامج فكري وسياسي عملي لدولة علمانية ديمقراطية في فلسطين كلها.
يقول محمد كريم الجبوري متحدثا عن ما يحدث فى العراق اليوم: ان انتزاع الهوية العربية الإسلامية من بلد عربي إسلامي عريق لا يقبل المساومة على هذين الامرين ولو قتل ألف مرة ولو سلب ألف مرة، فهو بلد يموت ويحيى على فخر هويته العربية الاسلامية.
يقول الدكتور عزالدين بن زغيبة: قد يكون من السهل على أي مفكر أو مؤسسة ثقافية أو أكاديمية أن تأسس لفكرة ما تراها ملائمة أو مناسبة لصياغة مشروع ثقافي لمجتمعها ودفعه لتبني ذلك المشروع. لكن المهمة تكون أصعب إذا ما تعلق الأمر بترميم منظومات ثقافية قائمة منذ أمد بعيد توارثها المجتمع. انقلاب كثير من المفاهيم لدى الناس وتبدل سلوكات صار معها الفكر السوي صورة من التخلف والرجعية. يجب تمكين الغلبة لها في مواقع الصراع المفروض عليها. ووضع آليات لائقة بالواقع وملائمة للنظام الاجتماعي المعاصر وقادرة على تملك التفكير الجماعي للأمة , حينها يمكن لعلماء الأمة ومفكريها أن يقوموا بالإصلاح الفاعل والناجع في البناء الثقافي بما يصون الهوية الحضارية ويعزز دور الأمة في صناعة الثقافة الإنسانية .
ويقول فوزي الديماسي فى مقاله هوية الكتابة و كتابة الهوية في زمن العولمة: لنكن أمة كتابية تؤمن بالأنا كذات خصوصية قدرها أن تتثاقف مع الآخر الذي غزاها في عقر دارها، و لكي لا تكون خارج دائرة صنع التاريخ كما هو حالنا اليوم. عليها أن تكون كتابة أخطبوطية متمثلة لكل شيء قديمه و حديثه و غثّه و سمينه.
قال أحمد تموز (سوريا) على لسان موران : يستصرخ إدغار موران عالم الاجتماع والإبستمولوجي الفرنسي البشر لاستيعاب عميق للتضامن الإنساني ووحدة المصير الكوكبي المشترك، لفحص صادق عن معنى التاريخ الإنساني، ولإيجاد مجتمع/عالَم و"أخلاق معرفية" من شأنها أن تسمح لنا بالتعامل مع انتماءاتنا وتناقضاتنا وبتجديد الخصال الإنسانية حصرًا. الله عليك يا إدغار.
فعلا المطلوب هو حركة انسانية متفاعلة ناقلة بانتقاء, مضيفة, و خلاقة. قوامها كل البشر المشاركون فى المعاناه التى نعيشها جميعا دون تمييز بينها الا فيما تقدمه للبشرية جمعاء.
وقد عرّف الجرجاني (الهوية) في كتابه التعريفات بأنها: الحقيقة المطلقة المشتملة على الحقائق إشتمال النواة على الشجرة في الغيب المطلق.
أما مجمع اللغة العربية فيعرفها بأنها: حقيقة الشيء الشخصي المطلقة، المشتملة على صفاته الجوهرية، وليست أي صفات والتي تميزه عن غيره.
يعرف ميلر الهوية بأنها "أنماط السمات التي يمكن ملاحظتها أو استنتاجها، والتي تميز شخصاً في نظر نفسه ونظر الآخرين".
يا عم ميلر, نحن نشوة صورتنا امام انفسنا وامام الاخرين بايدينا. ونحمل فى داخلنا صفات غاية فى الابداع فى نفس الوقت.
ويقول إريكسون: "إن هوية الأنا تتطور من الامتزاج التدريجي لكل الهويات". يا مستر إريكسون, نحن لا نعرف تعدد الهويات ومزج الهويات وصناعة الجديد. ولدينا كل جديد متهم حتى يثبت العكس. ونحن ايضا وقبل كل شئ, "انا ومن بعدى الطوفان".
ويتبنى محمد محفوظ فرضية ان الفكرة تسبق المادة ويقول ان الهوية باعتبارها قيماً مطلقة، ليست حلا سحريا لمشكلات العالم. يجب ترجمة قيمها المطلقة إلى وقائع وحقائق وبرامج تعالج مشكلات الإنسان، وتجيب على تساؤلاته وإشكالياته المعاصرة. ويرى ضرورة التواصل العلمي والموضوعي مع هذه القيم والمبادئ المطلقة والخالدة والقابلة للتنزيل على كل زمان ومكان لخلق المنجز الحضاري الراهن فى الواقع النسبي والمتحول بشكل دائم. كما يجب تهيئة الواقع لذلك الانزال. ماشى يا عم محمد بس! الفكرة تسبق المادة ولا المادة تسبق الفكرة المهم فين النتيجة؟ المسألة ليست البيضة قبل الفرخة. المشكلة فى نتيجة اسلوب وطريقة التفكير. كلاهما احادى التفكير وناتج تفكيرهما بهذا الشكل مدمر. ربنا يكفينا شر المؤمنين باى افكار تخريفية او تخريبية, لو حاولوا ينزلوها علينا واحنا مش واخدين بالنا! والمشكلة الثانية هى ان الامريكان ايضا يحاولون انزال النموذج الإمريكى الغربي في التفكير والتعبير والتقدير علينا ايضا, واحنا قاعدين.
يقول كمال غبريال فى مقاله العلمانية ومفهوم الهوية: مثقفي هذه المنطقة مصابون بالتهاب في "الهوية", وكأن هويتنا الثمينة أصبحت محط أنظار العالم وحسده، يحاولون سلبنا إياها، حقداً علينا ورهبة من قوتنا في ظلالها الوارفة. الهوية من أخطر مفاهيم "مركزية الكلمة" و"الفكر المثالي". "الهوية", تضخيم لحجم الدور الذي لعبته الأفكار عبر التاريخ، على حساب حجم تأثير الدوافع المادية. شدة الاستقطاب بين الأصالة وعدم الأصالة، الحق والباطل، الأبيض والأسود، بما لا يسمح بمساحة من الحرية والسماحية Tolerance، ويؤدي إلى أحادية النظرة. واضاف, حدث هذا عبر محاولة كل شعب تسييد هويته. يا عم كمال. الواقع سيشد الجميع الى ارضيته. هية فين الافكار القابلة للتطبيق؟ يا ريت! المشكلة عندنا الان فى التطبيق القسرى لافكار تعبر عن مصلحة فئة. الكل يدعى انه السيد والباقى عبيد.
ويقول كمال غبريال "هي مجموعة من الملامح الثقافية الأساسية والثابتة، تميز الجماعة عمن عداها، بحيث أن تجاهل واحداً أو أكثر منها يؤدي لتصدع كيان الجماعة الأدبي." لقد هذا حدث بالفعل يا سيد كمال.
وأستطرد كمال غبريال قائلا هل يأتي يوم نتوقف فيه عن توظيف الفكر المثالي في نظرتنا لأنفسنا وللعالم، ونستيقظ على واقع لا يستجيب إلا للمنهج العلماني. أن هويتنا ليست في أي مكان من الماضي مهما كانت قداسته، لكن بعضها موجود في مواصفات ونزعات الناس الموجودين هنا والآن، والباقي ستكشف عنه الأيام عبر تفاعلنا مع العالم المحيط بتغيراته وانقلاباته، وأن أي قداسة نصبغها على هويتنا المدعاة ستكون على حساب تقدمنا وتطورنا في عالم لا يعرف الثبات؟!!
كتب الدكتور رشاد عبد الله الشامي في كتابه إشكالية الهوية في إسرائيل. طرحت حركة التنوير اليهودية العلمانية "الهاسكالاه"مبدأ "كن يهودياً داخل بيتك وإنساناً خارج بيتك". وعندما قامت إسرائيل عام 1948 أصبح هناك بديل ثالث جديد لمشكلة الهوية القومية وهي الهوية الإسرائيلية التي اقترحت تأسيس الهوية على الانتماء للإطار السياسي المدني، الدولة. وأعلنت الحرب على الهويتين السابقتين، الدينية والقومية. شفتوا الدكتور رشاد قال ايه؟ فى مسائل السياسة والحكم اذا الدين او الانسانية وقفوا امام مصلحتى انسفهم.
وأستطرد الدكتور رشاد قائلا ويقوم موقف التيار الديني إزاء التيار العلماني فى اسرائيل على ثلاث أسس هي:
1- الثقافة اليهودية ذات فرادة خاصة.
2- شعب إسرائيل هو الشعب المختار.
3- يجب أن تقوم دولة إسرائيل على الشريعة.
أما موقف التيار العلماني إزاء الديني فيقوم على:
1- لا ينبغي أن نكون مختلفين عن سائر الشعوب.
2- الثقافة الإسرائيلية ليست ثقافة نقية.
3- ليست ثقافة إسرائيل بأفضل أو أكثر أخلاقية من ثقافات الشعوب.
4- لا يمكن للدولة الاعتماد على الشريعة اليهودية لأنها مناسبة للماضي فقط.
واستطرد الدكتور رشاد قائلا: ومن الظواهر التي تميز الواقع الثقافي والسياسي لدولة إسرائيل أن المصطلحات فيها تغير مدلولاتها. مش عجبنا المصطلح نغير مدلوله, مفيش مشكلة. المهم المصلحة.
ويقول هربرت كالمان "إن الهوية الجماعية يحملها أعضاؤها الأفراد في الجماعة ولكنها لا تظلل أعضاء الجماعة بمجمل المفاهيم الخاصة بها، فهي من ناحية لها وجود منفصل في صورة نتاجات تاريخية متجمعة، وتضم من ناحية أخرى قطاعات مختلفة من الجماعات تختلف كل منها عن الآخر اختلافاً كبيراً في درجة تداخلهم الفعال والتزامهم الوجداني تجاه الجماعة، حيث تقوم عناصر زعامية مختلفة وجماعات ثانوية فعالة بدور أكبر في تحديد هوية الجماعة أكثر من سائر المنتمين إليها". وهذا لا ينفي بالطبع أن "الهوية الذاتية للفرد تتأثر بالهوية الذاتية الجماعية، أي من إدراكه الخاص للطريقة التي يراه بها الآخرون".
وفى نقاش مفتوح بعنوان: "الهوية و العولمة" بمعهد إبراهيم أبو لغد للدراسات الدولية يوم الخميس 3 حزيران 2004 شارك فيه د. عبد الكريم أبو خشان و الأستاذ زكريا محمد بحضور عدد من طلبة الدراسات العليا و أساتذة الجامعة.
تحدث الأستاذ زكريا محمد عن موضوع اللغة العربية و العولمة مبيناً أهمية اللغة كجزء من الهوية إذ إن أزمة الشعوب تنعكس على اللغة، و التخلف في اللغة العربية حاليا هو السبب في تخلف العالم العربي عن فهم العالم في عصر العولمة، كما أن اللغات الأجنبية باتت تمكن الفرد في العالم العربي من الحصول على فرص أفضل و هذا سيقود إلى موت بطئ للغة العربية. كما تطرق إلى ارتباط اللغة بالايدولوجيا و المصالح. و اللغة من اشد الأدوات الأيديولوجية خطورة. و الصراع من اجل اللغة هو صراع من اجل الحدود و الماضي والذاكرة و الثقافة.
أما د.عبد الكريم أبو خشان فقد تحدث في مداخلته عن هدف العولمة المتمثل في إلغاء للهوية المحلية أو الإقليمية و استلاب للهويات المحلية و تذويبها في الهوية الغربية، و هذا الاستلاب ترافق مع عولمة سياسية عسكرية يمكن تسميتها بالهيمنة، أما العولمة الثقافية فهي الأخطر و تتمثل في مصادرة أذواق و ثقافات الآخرين. و أضاف بأن مظاهر استلاب الهوية و الثقافة كانت في البداية متخذة شكل الأمم المتحدة و إعطاء وزن للدول المنتصرة و هيمنة العقلية العسكرية أما الآن فقد تطورت مظاهر استلاب الهوية إلى الغزو المباشر.
ويبالغ اخرون قائلين بان "الهوية" يافطة شكلية لا دور فعلي لها.
وتقول مريم نور, ان الهوية هاوية خاوية من كل عافية ..الهوية اسمك وعملك ومالك وشهرتك وكل ما هنالك من سخافة وخرافة ملفوفة في لفافة اسمها هويتك وشهرتك . وكل ما تملك ما هو الا كذبة او حلم في ليلة وهم... انت ابعد من حدود الاسم والجسم والهوية ...انت تحمل شيئا من الاسم ..ولكن لا تنسى بانك فكر وعقل وروح وابعد من حدود اية هوية او اي لقب او اي عمل او اية سلطة.. تعرف على نفسك ..تعرف على هذه النفس والذات والروح.. نعم انت سر من اسرار الخالق ..انت كلمة الله وكتابه..لنقرأ معا سر وجودنا على هذا الممر .. من الممر الى المقر... رحلة سعيدة ومباركة ...ولنتعرف معا على هذه الاسرار،وهذا هو سر وجودنا في هذا الكون.
كما ان هناك دعوات لتبنى مجمل الثقافة التي تحملها ظاهرة العولمة في طورها الراهن باعتبارها الوحيدة القادرة على تحقيق التقدم الاقتصادي والتقني الذي حققه الغرب. ووجوب التعامل مع الثقافة الغربية باعتبارها «الثقافة العالمية» وليست مجرد ثقافة واحدة ضمن تعددية ثقافية قائمة على الأخوة والعدالة والمساواة. كما ان هناك دعوات للحض على ازدراء قيم الثقافات المغايرة بدلا عن استيعاب العناصر الإيجابية في تلك الثقافات وإدماجها في هويتنا الثقافية في إطار مرونة الهوية العربية و الإسلامية. هذة ثقة مبالغ فيها في قيم الثقافة الغربية.
يقول وليد محمود عبد الناصر ان الحضارات في مراحل مختلفة وظفت المعلومات لقهر الإنسان والحد من حرياته بالقدر نفسه الذي وظفتها أحياناً أخرى لتحقيق رفاه الإنسان وحريته.
يقول علي عقلة عرسان رئيس اتحاد الكتاب العرب فى مقاله, الهوية: بين الجوهري والمضاف "المثاقفة تنطوي على أمور إيجابية إنسانية حيوية مطلوبة ومرغوب فيها، بينما الغزو الثقافي ينطوي على فعل سلب وموقف استلاب تقاومه الأمم وترغب عنه الثقافات . يهاجمون الثقافة العربية الإسلامية ورموزهما بذريعة الدفاع عن حرية التعبير. ويرد على إدوارد سعيد قائلا: "يرى إدوارد سعيد، ان مفهوم الهوية سكونياً، ويبحث عن الطاقات التي تحرِّر النفس والثقافة منه. وهو كما يصفه صديقه الدكتور كمال أبو ديب : مناوئ شرس للهويات المتصلبة، الانفصالية، التي تصنِّف نفسها نقيضاً للآخر، وتقيم الحواجز بينها وبين العالم. ويرى اخر ان الهوية وهم ينسجه السياسيون لكي تتماسك به الحقيقة المفككة. يريدون هدم أركان المقاومة للغزو والمحو والتبعية بهز أركان الهوية والخصوصية الثقافيتين. يتجرد من الانتماء لأمة وبيئة وقضية، لا يريد الانتماء إليها ولكنها مما وسم بها جلده. تلك دعوة تدعو إلى التحصن ضدها بالمنطق والوعي والمعرفة والحجة وليس بالانغلاق على الذات وتمجيد ما قدم لنا الآباء وما قدمته لنا السماء، من دون حسن اتباع له ودفاع عنه."
ومن سراييفو كتب عبدالباقي خليفة تحت عنوان توسيع الاتحاد الأوروبي يثير تساؤلات حول الهوية الأوروبية قائلا: قال جاستو لاكونزا بالدا مدير المعهد البابوي للدراسات الاسلامية (بيساي) ومقره روما «إن انضمام تركيا المستقبلى الى الاتحاد الاوروبى سوف يعني التعامل مع دولة يصل تعداد سكانها الى 69 مليون نسمة، لديها دستور علمانى وهوية اسلامية قوية. وقال انريكو سنجر مراسل جريدة «لاستامبا» في بروكسل « كيف سيصبح الاتحاد الاوروبى بعد انضمام تركيا, مضيفا انه كلما ازداد الاتحاد الأوروبي اتساعا ازدادت خطورة ان يصبح الاتحاد كالأمم المتحدة القارية. وقال داركو تانسكوفيتش سفير جمهورية الجبل الاسود لدى الكرسي الرسولي إن المشكلة ليست في تركيا او الاسلام او الاصولية، ولكن الهوية الاوروبية نفسها.
انوع الهوية المرجعية: الهوية السحرية و الهوية المنطقية العلمية (مبنية على واقع الحقيقة النسبية). والنوع الثالث هو الهوية الهاوية التى تتعارض مع الهوية الذاتية الخاصة للفرد أوالهويه الانسانية الموضوعية العامة.
حقيقة جدلية هامة فى سؤال, "كيف نغير بما لايتعارض مع القيم السائدة؟" كل مساءلة للهوية، هو مساهمة في تجدد الهوية وحيويتها (محمد محفوظ). الصراع بين الرؤى المختلفة للهوية يخلق نوع من الهوية ممتدة جزورها فى ارضية الواقع الحاكم والمحكوم فى نفس الوقت. كأى شئ فى الوجود للهوية مميزات وعيوب. تلعب الهوية أدوار سلبية وايجابية في التنشئة. كما ان التشبه بالأخر لدى البعض يعتبر مرحلة هامة وطبيعية. ان تعميق الإحساس بخصوصية كل هوية اكثر من اللازم هو محاولة لاستغلال تباين الهويات لإثارة نعرات عدائية في ما بين البشر لتحقيق مصالح سياسية أو مكاسب اقتصادية, لأعداد محدودة من البشر. تحدد الهوية الشعور العميق الوجودي الأساسي للإنسان. و يجب علىكل إنسان ان يحدد دور واولويات الهوية في واقعه. علما بان اولويات الهوية قد تكون لحظية, اى تتغير وتتفجر طبقا للاحداث الجارية.
يجب التوظيف الجيد لكل المعطيات الحديثة كثورة المعلومات والاتصالات لاحداث حالة من التواصل تنتفى معها او تقلل حالة سوء الفهم والتفاهم. كما يجب ترسيخ ثقافة الإختلاف لا ثقافة الخلاف فألوان الطيف المجتمعة تكون النور.
ان صياغة رؤية عامة، ووعي جماعي للشعوب و للمهاجرين وابنائهم وأحفادهم في دول المهجر من خلال الحوار معهم واشراكهم فى صياغة الرؤية العربية او الاسلامية او المقاومة عموما سيساعد كثيرا فى الحوار بين الحضارات.
لقد بدأت مع العولمة التساؤلات حول حدود مفهوم السيادة للدولة. السيادة الان للمال ورؤس الاموال عابرة القارات, وعليه يجب طرح رؤية عالمية عامة اوسع لنضال البشر جميعا ضد القهر والظلم. كما يجب رفض فرض ثقافة الضعف و الخمول, ثقافة الإستهلاك العمياء و أخلاق العبيد. أن نقول لا عندما يجب أن نقول لا .
د. عادل ندا [email protected]
المراجع:
1. الهوية: بين الجوهري والمضاف
علي عقلة عرسان رئيس اتحاد الكتاب العرب [email protected]
http://www.alwatan.com/graphics/2002/06june/15.6/heads/ot7.htm
2. خالد جمعة نقلا عن الدكتور رشاد عبد الله الشامي في كتاب إشكالية الهوية في إسرائيل الصادر عن سلسلة عالم المعرفة.
http://www.sis.gov.ps/arabic/roya/3/page16.html
3. الدكتور عزالدين بن زغيبة
http://www.benzeghiba.ae/portal/modules.php?name=News&file=article&sid=10
4. الحالة الراهنة للعولمة ومسألة الهوية الثقافية بقلم: وليد محمود عبد الناصر
الحياة - 20 - 9 – 2005
5. أ.د. عبد الله بن سلطان السبيعي
إستشاري و أستاذ الطب النفسي بكلية الطب ، جامعة الملك سعود
http://www.nafsany.com/showarticle.php?idd=118
6. إنتزاع الهوية العربية الإسلامية بقلم : محمد كريم الجبوري موقع الحزب الاسلامى العراقى 12-11-1426 هـ / Tuesday, December 13 l,
http://www.iraqiparty.com/ar/modules.php?name=News&file=article&sid=1786
7. كمال غبريال [email protected] العلمانية ومفهوم الهوية
http://www.metransparent.com/texts/Kamal_Ghobrial_secularism_and_identity_concept.htm
شفاف الشرق الأوسط – العلمانية ومفهوم الهوية
8. أحمد تموز (سوريا) الهوية الإنسانية, إنسانية الإنسانية, لا عقيدة اسمى من الحقيقة
http://maaber.50megs.com/issue_october03/books1.htm
[email protected]
9. محمد الحنفي الهوية والعولمة http://www.mokarabat.com/s797.htm
10. فوزي الديماسي هوية الكتابة و كتابة الهوية في زمن العولمة http://www.fdaat.com/art/publish/article_2677.shtml
11. الهوية و مريم نور
http://www.mariamnour.com/arabic/waw_identity.shtml
12. توسيع الاتحاد الأوروبي يثير تساؤلات حول الهوية الأوروبية
http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=4&article=337132&issue=9871
13. أسئلة الراهن محمد محفوظ
http://www.arabrenewal.com/index.php?rd=AI&AI0=450
14. معهد إبراهيم أبو لغد للدراسات الدولية
http://www.birzeit.edu/news/news-d?news_id=8203
15. المعلمة ودورها في تذويب الهوية حاملة القرآن http://saaid.net/afkar/school/31.htm
16. مجلة الجيل الجديد – حيفا، العدد 6، أيلول 2002.
*الرفيق د. ابراهيم مكاوي عضو في حركة أبناء البلد، تخصص علم النفس التربوي. جدلية القومي والمطلبي في نضال فلسطينيي الداخل
http://www.arabcomint.com/Ibrahi_Makkawi_JJ_6.htm



#عادل_ندا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عادل ندا - جدال حول جدلية الهوية الحكمة والانفعال