أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - ترشُّحات العنصرية














المزيد.....

ترشُّحات العنصرية


ماجد ع محمد

الحوار المتمدن-العدد: 6313 - 2019 / 8 / 7 - 21:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لنفترض بأن المئات من الجمعيات والمنظمات الإنسانية أخذت رأيي الشاعر والروائي الأمريكي، إسماعيل سكوت ريد، بعين الاعتبار، ذلك الذي رأى بأن العنصرية مشكلة طبية، وبناءً عليه يحتاج العنصريون حسب تصوره إلى مساعدة طبية ونفسية جادة، لأنهم وفق رؤيته كالفيروس بالجسد، يعذبون أنفسهم ويعذبون الجميع معهم؛ ومع أهمية ما يقوله ويقترحه ويراه ريد، ولكن مَن يا ترى ذلك الذي بمقدوره وضع كل أولئك المرضى في غُرَف العناية الفائقة لمباشرة النظر في عللهم وإيجاد العقاقير اللازمة لهم؟ ومَن الذي له صلاحية حشر كل أولئك المرضى في مكان واحد للبدء باستطبابهم؟ وهل سيعترف المصابون بذلك الوباء بأنهم ابتلوا بالسقم من دون رغبة منهم؟ ومَن هي الجهة المحلية أو العالمية القادرة على جمع كل المبتلين بتلك الآفة؟ ومَن هو صاحب السلطة الكونية الذي بمقدوره إجبار المرضى على أن يخضعوا رغماً عنهم لإرشادات الأطباء النفسيين لكي يتلقوا العلاج اللازم لعللهم؟
ومع أهمية مقترح الشاعر الأمريكي بخصوص السموم النفسية للعنصرية وترياقها، إلا أن ما يُلاحظ في منطقتنا وربما في باقي قارات العالم أيضاً، هو أن تبعات العنصرية أكثر خطورة من المرض الجسماني، لأن العلل الجسدية هي عادة محط نفور لدى معظم إن لم نقل كل أفراد المجتمع، كما أنه من النادر جداً إيجاد فرد ما يقبل بأن تُنقل الإصابة الجسدية إليه ولو كانت من أقرب الناس له، بينما العلة العنصرية فالآلاف جاهزون لاستقبالها بصدر رحب ولا خوف لديهم من نقل عدواها إليهم!! طالما أنها كانت تتناغم مع ما هو موجود أصلاً في بنيانهم من قَبل بفضل ما تلقفوه من البيئة المحلية ولو بكميات متفاوتة.
كما أن العنصرية ليست محصورة بأفراد معينين، ولا وباؤها منتشر في بقعة جغرافية محددة، إنما هي ثقافة قائمة على كره الآخر المختلف، الكره الذي يتجاوز حدود البغض منتقلاً إلى طور أكثر وضاعةً في التعامل مع الآخر الذي لم يُخلق على هيئة وشكل ونموذج النفر العنصري، ومن بعض الترشّحات النابعة عن الأفكار العنصرية المكتنزة، فعلى سبيل الذكر وليس الحصر هو ما جرى الشهر الفائت لمجموعة من سياح إقليم كردستان العراق في مدينة طرابزون التركية، حيث تعرضوا للاعتداء من قبل مجموعة عنصرية من الأتراك الذين يعادون كل شيء يخص الآخر من رموز ومقدسات وعلى وجه الخصوص الكرد وما يشير إليهم، وذلك أثناء محاولة السواح اِلتقاط صوَر تذكارية مع العلم الكردي الذي كان بحوزتهم؛ وكذلك الأمر ما فعله الضابط العراقي في السماوة، الذي بدلاً من أن يخجل من نفسه، ومن تاريخ نظامه البائد على ارتكابه لجرائم الأنفال، راح يطلب من ذوي ضحايا قائده المفدى، نزع علم كردستان الذي كان يتوشح به واحداً منهم في مدينة السماوة العراقية التي تم اكتشاف المقابر الجماعية فيها!!!
وبناءً على الموقفين المذكورين أعلاه نرى بأنه من غير العدل أن تُنسب الممارسات العنصرية لحكومة بعينها، أو حصره بحزب ما، أو حاكم دون غيره من الحكام في فترة زمنية محددة، لأن العنصرية قد تكون ثقافة الدولة برمتها، أو ثقافة طائفة كبيرة من المجتمع، فتمارَس حينها حسب موجات التأليب والتحريض على نطاقٍ ضيق أو واسع من قبل الموالين والمعارضين على حدٍ سواء، والدليل على أنها ليست مقتصرة على الموالاة أو المعارضة أن ما حصل مؤخراً في كركوك هو نفس الذي كان يجري ويمارس على نطاق واسع في زمن حكم حزب البعث العربي الاشتراكي، إذ في زمن حكم صدام حسين، مارسها عشاق الطاغية أجمعين، وكل حاملي فكر وسيف النظام البائد في العراق عامة وفي كركوك على وجه خاص، واليوم يمارسها حاملو فكر وسيف الحشد الشعبي في نفس المدينة، ما يعني بأن العنصرية متعلقة بثقافة وطباع الناس وما يتشربونه في مناهجهم الدراسية والحزبية، وبشكل أساسي لها علاقة مباشرة بما ينهلونه في منازلهم من الأهل والأقارب والمحيط الاجتماعي ومن ثم من قادة الرأيي لديهم، وهي ليست محصورة في نظام سياسي محدَّد، أو سلطة واحدة، أو حقبة معيّنة، وحيث أن المتربي على العنصرية يظهرها ويمارسها متى ما سنحت له الفرصة، ومتى ما توفر له ذلك المناخ العفن.



#ماجد_ع_محمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور الإعلاميين في تأجيج الصراعات
- العنصرية مُنتج محلي قميء
- دبلوماسية النذالة
- حورِبوا كمؤمنين كما حورِبوا كملحدين
- في أدراج الشذوذ وأهله
- دون الاحتلال وأبعد من الغزو
- الإعلام بين المعمول به والمقول
- عندما تكون العادات الاجتماعية أفضل من القوانين
- مواجع الضحية
- إرشاد الطاغية
- حاضرنا المشدود للرديء من ماضينا
- أبواب الحرية
- الانتصارات الدائمة للمهزوم
- دواعي الاستعانة بالفاسقات
- بلايا الدين السياسي
- لغة السّطوة لدى العَسَس في سوريا
- الإرهابي المفضّل على سواه
- تطويق رُسل الخراب
- معاناة المجلس الوطني الكردي
- كابوس الهجوم على شرق الفرات


المزيد.....




- -نفتقدك-.. كيتي بيري تغيب عن زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز
- في كوريا الشمالية.. من يُسمح له بالدخول إلى المنتجع الضخم ال ...
- ليلة تحييها ليدي غاغا وإلتون جون.. وتوقعات اليوم الأخير لحفل ...
- هل توجد مؤشرات حقيقية تدفع نتانياهو للتوجه نحو إقرار هدنة في ...
- -عراك بين إسرائيلي وإيراني- في أستراليا.. ما هي حقيقة الفيدي ...
- -شهيدات لقمة العيش-.. مصر تودع 18 فتاة قضين في حادث مأساوي
- خلفيات التوجه الأمريكي نحو إقرار وقف لإطلاق النار بغزة
- رواندا والكونغو الديموقراطية توقعان اتفاق سلام في واشنطن
- التداعيات المحتملة لاتفاق السلام بين الكونغو الديمقراطية ورو ...
- تحذيرات من موجة حر قياسية تضرب جزء من أوروبا ومخاوف من حرائق ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - ترشُّحات العنصرية