أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فضيلة الوزاني التهامي - النشرة الجوية، مجموعة: مسرحيات للزجال حسني الوزاني؛ قراءة منهجية















المزيد.....

النشرة الجوية، مجموعة: مسرحيات للزجال حسني الوزاني؛ قراءة منهجية


فضيلة الوزاني التهامي

الحوار المتمدن-العدد: 6310 - 2019 / 8 / 4 - 18:45
المحور: الادب والفن
    


للزجال المسرحي حسني الوزاني.
قراءة توجيهية:
لا شك أن القراءة هي أكثر الممارسات الأدبية تكرارا وشيوعا، واتصافا بالمباشرة، فالكُّتاب حتى الكبار منهم، كانوا قراء. وشيوع القراءة يجعل منها أساسا من أسس النظرية الأدبية، ويجعل وجود القارئ أساسيا في تفسير النصوص، على درجة جعلت البنيويين يُعَلّون من شان القارئ على حساب المؤلف، فهذا رولان بارث، على سبيل المثال، يرى في النص قابلية لا نهائية للمعاني، معلنا موت المؤلف. لذا فحضور القارئ ينبغي أن يكون على حساب المؤلف. بينما يقترح ايزر بديلا للنص، وللقارئ في نقطة التفاعل الحاصل بينهما.
وإذا كان كل نص يفتح أمامنا أفق انتظار، فالتحليل الاسترجاعي الذي يقوم به النقد وتاريخ النشر يساهم في تحديد أفق انتظار القراء، كما كان في زمن تأليف الأثر، وتلقيه يسمح أيضا بطرح أسئلة كان الأثر الأدبي يجيب عنها.
هذه المعطيات تفتح أمامنا أفقا جديدا في مجال التحليل والتأويل وتتجاوز فيه الدراسة غاية المعرفة، وبالتالى معرفة أساليب المعرفة، إننا من خلال هذه القراءة لا نتوخى الدخول في مغامرة تأويلية، بقدر ما هي مقاربة منهجية، لنص يشير تاريخ النشر فيه إلى سنة 1427هـ/ الموافق 2006م. بينما تحملنا التواريخ المثبتة في أواخر النصوص إلى زمن سابق سابق، مما يجعلنا، بل يجبرنا على إعادة إحياء الكاتب، وإدراجه ضمن هذه القراءة.
2 - قراءة في عناوين العمل:
ولأن العناوين أضحت في ضوء الدراسات النقدية المعاصرة جزء لا يتجزأ من المتن الكلي للعمل المدروس، لما لهذا العنوان من قدرة على اختزال نص متشابك ومترامي، فإن مقاربة العناوين تأخذ على عاتقها فك محتوى الصفحات الداخلية وتكسير أول أفق انتظار يشغل القارئ،.
أول ما يباغتنا في الغلاف الخارجي، عنوان رئيس يتصدر مجموعة عناوين بخط كبير، وتحته مباشرة بخط أصغر جملة: (خمس مسرحيات من فصل واحد).
بينما ينزوي اسم المبدع حسني الوزاني في تواضع أسفل الصفحة إلى اليسار، وتتموقع كلمة ( فضاءات) إلى اليمين في نفس المستوى.
الجمل كتبت بلون سماوي بظلال بيضاء، بينما تتخذ الخلفية لوحة هي إلى التشكيل أقرب، تتماوج فيها ألوان زرقاء وصفراء ورمادية، مما يجعل عنوان الكتاب سابحا في لجة من الأضواء المختلطة والغامضة، وكأن عنوان" النشرة الجوية" يتولى تنوير الصورة، وإجلاء الغموض، كما تفسر النشرات الجوية في المحطات الفضائية والإذاعية ما غمض من حالة الجو، وتكشف الغيب عن أحوال الطقس للأيام القادمة. بينما العنوان الثاني، خمس مسرحيات من فصل واحد، باعتباره جملة اسمية، محذوفة المبتدأ، تتولى إعلان الجنس الأدبي الذي ينضوي في إطاره هذا العمل، مسرحية/ مسرحية، وعدد الفصول، فصل واحد.
الجملة اتخذت نفس الألوان سماوية غارقة في بياض يحدد أطرافها مباشرة تحت العنوان، كأنها تعلن تبعيتها له، وانزواءها تحت جناحه، وهذه الجملة تقوم بوظيفة إبرام ميثاق قرائي مع القارئ، حسب ما يذهب إليه فليب لوجون.
وحدة أخرى تتصدر غلاف الكتاب، وتتخذ من أعلى الصورة مكانا لها، وهي مكونة من عبارتين؛ الأولى:" مؤسسة المسرح الأدبي بتطوان"، وفوقه شعار المؤسسة المسرحي، بكل ما يحمله من جمالية وإبهام وإيهام، ناتج عن تمازج المتناقضات
الأسود والأبيض، ونصف قناع الوجه الضاحك مع النصف الآخر الحزين، مذيلة بخيوط أشبه بأذرع الأخطبوط، وكأن الصورة توحي بالتشابه والتناظر بين الإخطبوط والمسرح. فالأول يمسك بالضحية في أعماق البحر ويطبق عليه، والثاني مغلوب مسلوب الإرادة أمام قوة وسطوة الحيوان المائي، وجمال وجلال المسرح الأدبي. بينما يتخذ شعار" جمعية تطاون أسمير" مكانا غربيا من الغلاف، معلنة وجودها في هذا الزخم .

3- قراءة في الخطاب المقدماتي للمسرحيات:
يضطلع الخطاب المقدماتي عموما بنقل أفكار وتصورات المؤلفين، من خلال موضوعات مختلفة منها ما يهم مجال الكتابة، أو يرتبط بطرق الكتابة، وإشكالها، ومنها ما يذكر بواعث التأليف، إننا بالعودة إلى خطاب المقدمات الذي خص به الأستاذ حسني الوزاني مسرحياته، نجده بشكل مختزل مختصر، نكتفي فيه ببض النصوص:

أ‌- مسرحية النشرة الجوية:
حجرة متوسطة في بيت على ساحل بحر، خفيفة الأثاث، أنيقة المظهر، تنم عن يسر صاحبها، تبدو فيها بعض الكماليات و...نقط حذف.. وتلفزيون.. نقط حذف.. وعلى احد الكراسي[ يجلس شخص يشاهد التلفزيون في اهتمام وعصبية، وفوق إحدى الأرائك يستلقي شخص آخر، في هدوء، وعلى وجهه كتاب كأنه نائم...نقط حذف

ب‌- مسرحية قصة النصر:
مسرحية من فصل واحد/ في خمس لوحات، أشخاص الرواية حسب الظهور،
1 الأب: أب مغربي كادح كأغلبية الآباء، متوسط العمر.
الأم: أم تقليدية متفتحة.
البنت: بنت عصرية شابة.
الابن: أصغر من البنت وأكبر من أخيه.
الابن الثاني: شاب أصغر من أخته وأخيه.
المعلمة: امرأة عصرية متوسطة،
وبأسفل الصفحة كتبت كلمة ملاحظة، يمكن تغيير الأبناء بآخرين حسب تطور السنين.
الزمان: من سنة 1953 إلى سنة 1975
الإضاءة: هي التي تعبر عن الفترات الزمنية.
المكان: بيت من البيوتات المغربية المتوسطة الحال، تطرأ عليه بعض التغيرات بين فترة وأخرى حسب الفترات الزمانية.

نلاحظ أن الأستاذ حسني الوزاني استعمل كلمة رواية، وهو بكل تأكيد لا يقصد مصطلح الرواية، ولا يمكن أن نفهم منه أن النصوص المسرحية تنضوي ضمن الجنس الأدبي رواية، بل القصد أن هذه المسرحيات هي مرواغة من راو.
وبالعودة إلى هذا التقديم نجد أن المبدع ركز على المحاور التالية:
- أولا: وظيفة التعريف بالشخصيات :
حيث نجده يقدم الشخصية، قبل الولوج الى النص، يكشف عن الشخصيات للمتلقي/ القارئ، ويعرفه بها، وكل كلمة ترد في هذا التقديم تكون ثمرة للأبعاد الثلاثية للشخصية، المادي والاجتماعي والنفسي، كما يمنح من خلال عبارات مثل يمكن تغيير الأبناء بآخرين حسب تطور العمر، أو تغيير الأثاث حسب تطور الزمن، فرصة امتداد عمر المسرحية، بتطويرها حسب متطلبات تقدم الزمن.
وظيفة تعيين نوع المسرحية:
وذكر مرجعيتها الفكرية والاجتماعية، مثال ابن الضرة أو الفدائي مسرحية من ملحمة الكفاح.
وظيفة التعبير عن الأفكار:
من مثل الأم ؛ امرأة عمياء- صراع بين الاب وابنها- وطنية عميقة.
الابن طفل ساذج- يحب الفداء.
العم سكير عربيد يهزأ بالوطنية لا يعترف بالفداء.
الخائن، جار العائلة- يظهر العطف ويخفي الخداع
الاب وطني فدائي فقير- ثائر رئيس خلية- الفداء كل شيء.
ونسجل هنا أن المسرحي اختزل شخصية الخائن في كلمة خائن، ربما لإظهار خطورة هذا الشخص من خلال تنكيره، وعدم ذكر اسمه وتعويض ذلك كله بالخائن، لتحل محل الاسم.
وظيفة الأشعار بتطور الأحداث:
وذلك من خلال عناوين مثل
مسرحية قصة النصر، من سنة 1953 على 1975
اللوحة الثانية ومرت سنة 1954......
و بيت من البيوتات المغربية المتوسطة الحال، تطرأ عليه بعض التغييرات بين فترة وأخرى حسب الظهور.
وظيفة الحوار:
في عجالة أيضا يمكننا أن نجمل وظيفة الحوار في مسرحية " النشرة الجوية" بشرح سلوك الشخصية و أبعادها الداخلية في تعرية غير مباشرة، إما في شكل مناجاة فردية أو انتقادات سلوكية، نجد شخصية محورية في كل نص. تتصدر الشخصيات الأخرى، كما يضطلع الحوار أيضا بدور الرواية، كما الحال في شخصية الشيخ في مسرحية بنت الحومة، الذي أضافت اليه صفة المشيخة وظيفة التوجيه والنصح والحكمة.
بينما نجد الحوار الغنائي في بنت الحومة، نموذجا متميزا ومتفردا في المجموعة من خلال التعبير بالزجل الغنائي، اذ استطاع المبدع أن يوظف هذا النوع من الحوار، وهو في ذلك وفي كل الوفاء لصفته كشاعر زجال، يوظف هذا الحوار لإبراز وتحليل قصة تبدو تقليدية تراثية ، فهي تعرض لموضوع الحب باعتباره قيمة إنسانية، تسمو بصاحبها الى مراتب الحكمة والرؤية الصوفية، كما تمكن أفراد المجتمع من شروط التعايش السلمي، وقد زاوجت المسرحية بين اللهجة العامية التطوانية واللغة العربية، لتكون أقرب إلى الأفهام، وأعم، وقد استعملت للتعبير عن مواقف الشخصيات المتصارعة.

قراءة في التواريخ المثبتة في آخر النصوص ودلالتها:
الأستاذ الحسني الوزاني كما عرفته، بعيدا عن كرسي المحاماة وقاعات المحاكم هو شاعر زجل بامتياز، لكن هذه المجموعة المسرحية، جعلتني أشعر بالحرج والغبن أيضا، فللرجل كما قدمه رفيق السلاح والقمر، الأستاذ رضوان احدادو حضور لافت في فترة الستينات من القرن الماضي، وله بالمسرح ارتباط لم يكن وليد الصدفة، بل هو التعايش، وهو العشق.
فأين نحن من سنوات الخمسين والستين والنصوص المسرحية في هذا الكتاب تجعل تواريخها بين: ـ 1961- مسرحية ابن الفدائي؛
ـ 1977ـ مسرحية بنت الحومة.
واذا كانت بعض هذه اللوحات قد عرفت طريقها الى المسرح والإذاعة، من خلال التمثيل والتلحين، كما هو مشار إليه بعبارة بنت الحومة، أوبريت زجلية غنائية باللسان المغربي ، وفي أسفل الصفحة: ألحان وتوزيع وتنويط محمد بوزكري الراضي. ص 103.
أقول إن هذا لا يمنع من أن نسجل ملاحظة هي: الثقافة المغربية بكل غناها وتنوعها وخصوبتها، لم تثمن حقها، ألم يكن حقيقا بهذه النصوص أن تأخذ طريقها إلى النشر والانتشار، لتكون من الذاكرة المغربية بالمكانة التي وصلتها مسرحيات اخرى مثل بديع الزمان الهمداني؟
يبدو ان الاستاذ حسني الوزاني لا يراهن على السرعة في الانتشار والذيوع بقدر ما يراهن على تكريس وتسجيل اسمه في سجل المبدعين شعراء ومسرحيين، تاركا للزمن ما بقي من وظائف؛ فبنت الحومة، على سبيل المثال، هي أوبريت زجلية شعرية غنائية.
والزمان هو أواخر القرن العشرين، هذا حسب تقديم المؤلف، بينما نجد المسرحية مذيلة بتاريخ ربيع الثاني 1397هـ الموافق مارس 1977، ومع ذلك فقد منح المبدع للزمان صلاحية الامتداد الى أواخر القرن العشرين، وهذه العمومية المضافة إلى الزمان والمكان، تنم عن نظرة مستقبلية استشرافية، تجعل من المسرحية عملا قابلا للممارسة المسرحية لأعوام، بل عقود زمنية قادمة، وها نحن الآن نشهد أن هذا النص لم يخرج الى القارئ مطبوعا إلا بتاريخ 1427هـ/ 2006.
بينما تأخر حفل العقيقة بهذا الجنين الراكد إلى يونيو 2007، فهل كان تنبؤا من الكاتب، أم هو إحساس المبدع ومعاناته التي تضاف الى أوجاع الكتابة وآلام الإبداع.
وبعد، لو سمح المقام لكان حري بنا أن نقوم بتحليل نقدي، ومقاربة تأويلية لكل نص على حدة، لكن للمقام خصوصيته، ولمسرحيات، النشرة الجوية، كل الصلاحية لتكون منبرا لتكريم الأستاذ حسني الوزاني، وقد شاء الله ان يكون قبل وفاته بأسابيع، وإن كان التكريم لا يختزل الكاتب، إنما هي وقفة للتأمل والمراجعة.



#فضيلة_الوزاني_التهامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على نوافذ صمتك أو بوح على جدار الصمت ، ومضات شعرية لبهيجة ال ...
- الاستعراب الاسباني الحديث وجاذبية الحضارة الإسلامية في الأند ...
- لعبة شهرزاد: قراءة في أعمال الروائي عبد الجليل الوزاني
- آمنة عبد الكريم اللوه، رائدة الأدب والصحافة بشمال المغرب في ...


المزيد.....




- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فضيلة الوزاني التهامي - النشرة الجوية، مجموعة: مسرحيات للزجال حسني الوزاني؛ قراءة منهجية