أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فضيلة الوزاني التهامي - لعبة شهرزاد: قراءة في أعمال الروائي عبد الجليل الوزاني















المزيد.....

لعبة شهرزاد: قراءة في أعمال الروائي عبد الجليل الوزاني


فضيلة الوزاني التهامي

الحوار المتمدن-العدد: 6301 - 2019 / 7 / 25 - 20:38
المحور: الادب والفن
    


لعبة شهرزاد
بين الاسترسال في الحكي والإحجام عنه.
في روايات عبد الجليل الوزاني

(كنت مقتنعا أن المرأة اللغز، لم تشأ أن تقدم لي كل الحكاية، لعلها فعلت ذلك عن عمد، حتى تحرك في داخلي مشاعر الفضول والإثارة...شهرزاد تدغدغ شهية شهريار، وتسيل لعابه لمزيد من الحكي... ) 73 /" أراني أحرث أرضا من ماء ودم".
لعبة شهرزاد بين الاسترسال في الحكي، والإحجام عنه، هي الطيف يظهر ثم يختفي في أماكن مختلفة وأوقات مختلفة، ليجر السارد / البطل، إلي لعبة لن يكون فيها إلا ممثلا فاشلا، هذا هو الخيط الرفيع الذي يتخلل النسيج السردي ويميزه، عند عبد الجليل الوزاني، انطلاقا من روايته (احتراق في زمن الصقيع) إلى (أراني أحرث أرضا من ماء ودم).
يقع كل من بطلي الروايتين؛ جمال الأحمدي في (الاحتراق) وعادل الحسيني في( أرني أحرث أرضا من ماء ودم)، في شباك اللعبة الشهرزادية القديمة، وينساق وراء خيط تنسجه امرأة، هي الحقيقة والوهم في نفس الوقت، جمال الأحمدي يعيش واقعه الذي رضي به، وظيفة وزوجة وأولاد، يسير به قطار حياة ربما أرغم على ركوبه، لكنه لم يختر النزول منه؛ يرن جرس الهاتف، ويحمل لصوت الأنوثي المفاجأة لجمال الأحمدي:
" حينما تعرفت على الاسم، كان بإمكاني آنذاك، أن أجد في النبرات الصوتية آثارا لصاحبته، التي انقطع حبل التواصل بيني وبينها لسنوات طويلة...كان من الطبيعي أن أرتبك، أن تتخلل جوابي مساحات فراغ، أسترجع من خلالها أنفاسي، لوقع المفاجأة:
ـ الأستاذ جمال الأحمدي، أنا زبيدة العرفاوي، ألست جمالا ، أم أنك نسيتني؟" الاحتراق ص 11
صوت الأنثى كان من القوة بحيث فتح ثغرة في الذاكرة، ذاكرة السارد ليتسرب منها الماضي بكل لحظاته، بكل انهزماته..
يقول ( لا اعرف لماذا أرغمتني مكالمة زبيدة على فتح صفحات كنت أعتبرها منسية وطالها الغبار، فحينما نسير عبر مشوار طويل، ونتوغل مسافات بعيدة، يصير الالتفات إلى الخلف أمراً غير مجد، فمهما كانت طبيعة هذا المسار، عبر منعرجات ومنخفضات ومرتفعات، أو عبر سهول منبسطة ومعانقة لآفاق، فما نتركه خلفنا ، يبقى بالضرورة خلفنا...) الاحتراق15
عبر هذا الاسترجاع ستغوص بنا رواية " الاحتراق" في فصولها، صوت المرأة/ سيمارس لعبة التجلي والاختفاء، ليبعثر أوراق حياة رتبتها الأيام يشكل ما، هو صوت يحدث هزة من تلك" الهزات..التي ..تعيدنا إلى الوراء، لتحرقنا الذكريات، وكيفما كانت طبيعة هذه الذكريات ودرجة حميميتها" ص 15 الاحتراق
سينساق البطل وراء هذا الصوت، وراء خيط كان يربطه بصاحبته منذ سنوات طويلة، والذي ظل دائما يحمل سؤالا بداخله :( تساءلت في حيرة عن أسباب انقطاع الخيط بيني وبينها، أعرف أن كلينا مسؤولٌ عما حدث، ولم أشأ أن أعلق الحبل في عنق الظروف لأشنقها به، فبعض المواقف تنفلت منا دون أن تكون لنا الرغبة على التحكم فيها، ربما كانت بين الأفراد فترات جمود تؤدي إلى القطيعة، بل إلى التناسي أو النكران، هذا ما حدث لنا بالضبط ) ص 15 الاحتراق
هو الأمل، كان الأمل في استعادة ماض بكامله، استعادة ماض لم يبق من آثاره سوى بقايا رمادٍ باردٍ مترسب في قاع القلب والعقل، فهل تُبعث الروح في رماد بصوت حمله الأثير؟ ما الذي كان يريده جمال الأحمدي، وهو يحزم أمتعته وأوراقه ويركب القطار من الرباط حيث المستقر، إلى طنجة حيث زبيدة، أو بالأحرى حيث كانت زبيدة؟ ما الذي جعله يقتنع أن المحاولة يمكن أن تعيد إحساسا سابقا، يعيد بعض الدفء إلى صقيع واقعه، رغم أن القرب من هذه المرأة لم يكن حتى في أوجه إلا احتراقا :( لما احترقنا آخر مرة كانت صداقتنا في أوجها، كان كل واحد منا بحاجة إلى الآخر، كبلسم يضعه على جرحه الغائر، كانت هي تحترق بلظى حب رؤوف وتداعياته، وأنا أتعذب من صقيع الاغتراب في عالم ينتج البرودة ويصدرها حتى في عز الصيف، كنا رجلا وامرأة، كليهما يحترق ببعد طرفه الثاني !) ص 16 الاحتراق
جمال الأحمدي وهو يأخذ مقعده من القطار، ثم يركب في نفس الوقت قطارا آخر في ذاكرته، منساقا وراء صوت الأنثى الذي ( ظل يرن بأذني وقتا طويلا) لاحتراق ص 13
كان واعيا تماماً أن قطار طنجة وهو يجتاز الحقول ويخترق الأنفاق، كان ينكأ جروحا ويقوض جدارا أقامه وزبيدة ، وأطلقا عليه اسم الـ" صداقة" :
(ما كان لدي ولديها، يحول دون اختراق جدار الصداقة، كلانا تحصن بتقوقعه على ذاته وذكرياته، واحترم تقوقع الآخر، عبر الحواس الأربع، وقيت الحاسة الخامسة بيننا معطلة زمننا طويلا، أو ربما أسعفتنا الحاسة السادسة في ضبط كلينا بوصلته في اتجاه الآخر، إلى أن انهار جدار برلين، الذي كان سقوطه حتمية تاريخية) ص 16/ الاحتراق
هذه الحقيقة ما كانت لتغيب عنه، لكن ما العمل وقد أجبره الصوت على ما حرص سنوات طويلة على نسيانه أو تناسيه، ربما آمن أو أمل بالحتمية التاريخية لسقوط هذا الجدار، صوت سيجبره على الانخراط في لعبة استعادة الماضي، هكذا ستشرق شمس صباحه الموالي، وقد ( سقطت كثير من الوجوه الضائعة في عمق الذاكرة كانت حاضرة معي، فعلَتْ ذلك دون استئذان، كنت بحاجة إلى مصفاة أنتقي بها وجوها دون أخرى، أقصي المقيتَ، والتي ستبقى مقيتة، وأبقي الأليفة، ولا أدري هل ستستمر كذلك، أم أن ارتجاجات المسير عبر طرق ـ حتما لن تكون مستويةـ قد تحدث بها شرخا وتصدعا، فتسقط منها ما هو متداعٍ وآيل للسقوط ) الاحتراق ص 17
هكذا تبدأ فصول رواية" الاحتراق" وعبر سفر طويل قبل أن يسدل الستار بنهاية غير متوقعة، جمال الأحمدي سيذهب للقاء المرأة صاحبة الصوت، والتي لن تأتي حسب الموعد، يقصد بيت والديها، ليدخل في ما أسماه" دائرة الغموض واللبس" 290" الاحتراق
( ـ ضربت لي موعدا بطنجة هذا الصباح، فهل كان هذا مجرد وهم؟ ص 290
لكن المرأة والدتها ترد بصورة قاطعة:
ـ زبيدة تعمل بجامعة دبي، هذه السنة لن تحضر إلى المغرب ...
كانت المعلومات تنهال على رأسي ـ يقول الاحمدي ـ لم أعرف كيف أقنع المرأة بما حدث، أنا فعلا توصلت بمكالمة من زبيدة، كنت أنا الذي اتصل بها ثانيا مستعملا نفس الرقم، الرقم اختفى، والموعد وهم في وهم... ص 290
الأنثى الوهم/ هي أيضا من ستوقع عادل الحسيني المحامي المتمرس بالقانون، في لعبتها، الذي لن ينتبه إلا بعد سنتين، عندما سيقف للاسترجاع ، يقول: ( استرجعت اللحظات الأولى لورطتي، تذكرت ذلك المساء الشتوي قبل سنتين، حينما دخلت علي السكرتيرة لتخبرني أن امرأة تريد أن تقابلني) الأرض ص 7
امرأة ككل النساء تدخل مكتب محامي وبيديها أوراق، عادل الحسني لن ينظر إلى الأوراق بقدر ما سينظر إلى صاحبتها:
ـ التقت عيناي بعينيها للحظات، كنت خلالها قد لمست في عمقهما حزنا غامضا، لا يسع المرء إلا ان يتعاطف مع صاحبتهما مهما كانت شكواها..." ص 7
ـ أنا متأكدة أنك لن تخذلني، تقول المرأة، بل أنت الرجل الأنسب للقضية.. أقصد المحامي..
كنت أنظر إلى المرأة ـ يقول عادل ـ وهي تتحدث، فأجدني مبهورا بشخصيتها، صحيح أنني ومن خلال مسيرتي المهنية صادفت أصنافا من النساء؛ لكنني لم اذكر أنني قابلت أنثى من طينة هذه المرأة، قد أكون متسرعا في الحكم، لكن هناك أمورا قد تدرك منذ الوهلة الأولى..ص 7
عادل الحسيني/ المحامي الذي يريد ربح الوقت، يجد نفسه أمام امرأة مبهرة بكل المقاييس؛ ( لما استوت جالسة، كان ضوء غرفة المكتب قد كشف عض ملاحها، فبدت لي امرأة تحمل قسمات جادة، لم ألحظها من قبل، فبادرتها:
ـ لماذا لا نبدأ من النهاية لربح الوقت؟
ـ أجابت: البداية هي البداية، حتى وإن كانت من النهاية ...ثم هبت واقفة .)ص 16
امرأة تضع بين يديه وهو المحامي، اوراقا وتنصرف، لن تتستجديه أن يقبل القضية، ولن تستعمل دلال المرأة، لكنه الحضور الآسر تستعمله في غفلة عنه؛
ـ لن أجبرك على أمر ترفضه..هذا نبل منك..ليت كل المحامي يتصرفون مثلك؟
لم أعرف كيف أردـ يقول الحسيني ـ وقفت أشيعها، وهي تغادر المكتب، مرت لحظات بعد انصرافها وأنا واقف شارد الذهن، لا أدري كيف ألملم أفكاري، ولما عدت إلى نفسي، اكتشفت أني أفكر فيها...ولعلني شُغلت بغموضها، وما تخفيه من ورائها من أسرار، وذلك البريق الشفاف المبهم في عيونها المفعمة بالحزن، كانت نبرات صوتها لا زالت تتردد في خاطري كالسحر، سحر الأنوثة المتدفق بين رناتها العذبة، والغريب أنني لم أدرك ما بثته في نفسي من نشوة إلا بعد انصرافها ) ص 17
متذكرا كلامها : البداية هي البداية
سيفتح الأوراق بعنوان هو " النقع"، لينفتح السرد على رواية ثانية، أبطالها شخصيات تاريخية معروفة، وأحداث تعود إلى بداية القرن الماضي، تعانق الأحداث التاريخ، وتتفاعل مع أحداث لتسرد لنا تنسينا تعقيداتها فصولها، امرأة تلعب لعبة التجلي والخفاء، مثل الطيف، لتعيد قارئها ـ عادل الحسيني ـ إل واقعه، متسائلا بين فصل عمن يكون السارد في هذا النقع، يتساءل وقد تكبل بخيوط الحكي:
ـ لعل كاتبها قد تعمد تغيير الأسماء قصد التوهيم والتضليل
ثم يجيب صوت صديقه:
ـ قلت كاتبها، ومن أدراك أن تكون كاتبة، أظن أننا بحاجة إلى معرفة من حرر هذه الحكاية....بيد أنني لا أستطيع أن أتخلص منها في الوقت الراهن، أحس وكأني صرت مكبلا بها !
( أنهيت قراءة السطر الأخير، ولما قلبت الصفحة الموالية صدمني السواد غير المتوقع، وبنفسي ضمأ لمعانقة المزيد من الحكي...ص 199
هذا الضمأ لن يرويه عودة المرأة إلى مكتبه، فبادرها قائلا:
ـ أين سقطت الأوراق التي تحمل تتمة الحكايات؟
ـ لم تسقط ـ أجابته المرأةـ لكنها لم تكتب ... ص 207
وفي الصفحة 208 يقول السارد:
( أردت أن أقاطعها، بيد أنها وضعت يدها على جيدها العاجي مستعجلة طلبها ـ تريد ماءـ هبت وقفا ودلفت إلى المطبخ أخذت كوبا ملأته، ثم عدت إليها، لكنني لم أجدها بحجرة المكتب...ذهبت إلى الباب الخارجي فألفيته موصدا كما تركته عند دخولي، فشدني العجب من اختفائها الغريب، لكني صدمت بحقيقة لأخرى نسيتها طويلا، ذلك أنها دخلت بنفس الطريقة التي اختفت بها، فشدني رعب حقيقي مما جرى ويجري، هل كنت أتحدث إلى شبح امرأة ؟ ) ص 208
هي لعبة شهرزاد تربط بين الروايتي عبد الجليل الوزاني :الاحتراق" و"أراني أحرث"، الذي يبدو أنه يستمتع مثل أبطاله بلعبة التجلي والاختفاء التي تمارسها بطلاته، جمال الأحمدي أصبح مهووسا ، يقول:" شدني نوع من الهوس المصحوب بالقلق، فكلما رأيت امرأة من الخلف، حسبتها زينب" ص 294، الاحتراق
أما الحسيني، الذي تساءل إن كان يتكلم مع شبح المرأة فقد وقف على حقيقة :
" بقيت منتشيا بحضورها، مفعما بعبق المشاعر المائلة إليها، بالرغم مما حدث "، أراني أحرث ص 208
نشوة القراءة هي ما نرجوه لقراء هذه الأعمال، دام لكم البهاء والسلام عليكم.
فضيلة الوزاني
ناقدة وكاتبة من المغرب

ـ



#فضيلة_الوزاني_التهامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آمنة عبد الكريم اللوه، رائدة الأدب والصحافة بشمال المغرب في ...


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فضيلة الوزاني التهامي - لعبة شهرزاد: قراءة في أعمال الروائي عبد الجليل الوزاني