أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فضيلة الوزاني التهامي - على نوافذ صمتك أو بوح على جدار الصمت ، ومضات شعرية لبهيجة البقالي















المزيد.....

على نوافذ صمتك أو بوح على جدار الصمت ، ومضات شعرية لبهيجة البقالي


فضيلة الوزاني التهامي

الحوار المتمدن-العدد: 6309 - 2019 / 8 / 3 - 03:05
المحور: الادب والفن
    


" على نوافذ صمتك" أو بوح على جدار الصمت
ومضات شعرية.
بهيجة البقالي القاسمي اسم بدأ يتردد صداه منذ مدة في مساء الشعر بشمال المغرب، هي ليست مدة طويلة، لكنها كافية لتجعل الذاكرة تحتفظ باسم هذه السيدة في خانة اختارت أن تكون في مجال صعب رغم اغراءاته؛ الشعر بما يملكه من سطوة وسلطان على القلوب، وربما أسرف المؤرخون على تعزيز هذه الفكرة حتى أصبحت من البديهيات.
قديما كانت الأشعار تنصب في الفخر ووصف الخيل والحروب، وفي القرن الماضي بزغت الفكرة القومية قضية شغلت الضمير العربي، واقترنت بالتحرر الوطني في المغرب والمشرق. ومن بين الركام اللامتناهي من سحر الكلام كان الحب بصفته قيمة انسانية تخترقه مثل خيط ماء رقيق ينساب في عذوبة وسلام.
وإذا كان الشعراء الرجال قد أخذوا من كل فن بطرف، فإن الشاعرات عبر التاريخ كانت لهن مساهمة في كل الأجناس، لكن صوت الحب يعلو فوق كل الأصوات، والمرأة الشاعرة تتخذ من الحب محرابا تلجأ إليه وتلوذ به، لتصب فيه ما فطرت عليه وتعلمته من المعاجم المعبرة عن الوجدان والعواطف الجياشة، والرومانسية الحالمة.
منذ ثلاث سنوات ، وفي رحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة عبد المالك السعدي بمرتيل، قدمت ديوانا لسيدة شاعرة ، وتكفيها هذه الصفة عن باقي صفاتها الكثيرة، عنوت المداخلة :
المقدس الديني في الإبداع النسائي، الرمز والقضية
ديوان " هل أتاك حديث أندلس" للشاعرة سعاد الناصر
هذا الديوان الذي قال عنه أحد النقاد ؛ هو ديوان ( من الحب وإلى الحب وبالحب)، " هل أتاك حديث أندلس" ديوان ينهل من بحر التصوف الواسع ويغرق بين موجات الحب الإلهي بانسيابية لامتناهية.
ومن الحب وإلى الحب وبالحب أيضا تنسج الشاعرة بهيجة البقالي القاسمي ديوانها الذي سمته" على نوافذ صمتك". الحب في حد ذاته رسالة، وشعر الرسالة ليس بدعة مستحدثة في تاريخ آدابنا، فهو ذو نسب عريق وجذور متأصلة.
وهذا الديوان هو إطلالة على نوافذ صمته من نوافذ بوحها، وعندما يقابل البوح بالصمت، يعلن البوح انتحاره على جدار الصمت، من ذا الذي يستطيع أن يستمر في التعبير عن لواعج الوجدان أمام جدار جامد، أليس احرى بالمرء أن ينتحر يأسا، وقد يفعل ذاك الرجل أما المرأة فقد جعلت من الصمت جدارا سطرت عليه كل ما لا يمكن أن يكتبه أحد عن الحب، ولعل الشاعرة تفتح من خلال العنوان منافذ للأمل يتغذى بها الرجاء من إجابة هذا البوح والاستجابة له، إنما هي نوافذ لوصول الرسالة إلى صاحبها، ليست رسالة على حال بل هي رسائل طويلة ومتكررة لا تمل هذه المرأة المستكينة بين دفتي الديوان من ارسالها:
كل العناوين لك/ شلالات العيون/ نبض على الشريان/ سر بهاك/ ألوان ليلتي/ في قعر الكلام/ كي تراني..
هي رسائل تجعل من حالة فردية قادرة على الارتقاء إلى الضمائر لتكون حالة عامة، وأحسب أن المغرمات من الفتيات و النساء سيجدن في هذه الومضات ينا لا ينضب للتعبير عن خوالج النفس ولوعة الفؤاد، وقد تكون المباشرة والنثرية قرينتين للعفوية والرغبة في التعبير عن الذات تعبيرا قاصدا مكشوفا، أو للسرعة وضيق الوقت عن معاودة النظر في الشعر، أصعب الشعر أسهله، لكن العادة جرت أن ما يسهل قراءته تصعب كتابته:
أي عنوان بعدك... ص 35 من قصيدة (نبض على الشريان)
هذه بداية المقطع الشعري ونهايته في نفس الوقت
" كيف أكون الغائبة الحاضرة؟
بالحضور أسجل الغياب
وبالغياب اسجل الحضور
وبين الغياب والحضور
ألف نجمة حولك ص 35

عندما أرسمك
يمحى كل ما قبلك
فلا اجدني إلا معك ص 44

كل القوانين فهمتها
إلا قانونك
حيرني 46

ليست الرجولة في تجميع أكبر عدد
من الأسماء النسائية
بل أن تكون لها كل الرجال
وتجعلها تحبك إلى الأبد
بطريقة جنونية ص 47

روعة هي تلك الدقائق
حين تنصت لأنفاسك
يبحر في ذات ذكرياتك
تسترجع أجمل أوقاتك
في هدوء
وسكينة
والكل نائم
إلا طيفه
لا يفارقك... ص 49

أتساءل لم كلما صرخ الصمت
أراك بين أحرفي واشتاقك أكثر 15

بحثتُ عني
لم أجدني
أخذ الصمت كل شيء ص15

نتساءل إذا كان الصمت قد أخذ كل شيء، من أين جاء هذا الكلام، من أين جاء هذا البوح؟
هو الصمت عندما يتكلم:
سأصمت...
ليتكلم الصمت 17

وهو أيضا الصمت عندما يرقص فرحا:
كم كان الصمت أجمل
عندما كنا على مرقص الصمت
نصمت معا 19
وهو الذي يجعلها في عينيه متفردة متميزة
متميزة أنتِ...قال...أحبكِ
وأكثر ما أحب فيكِ
أنك جمعت في صمتك صمتي
فاصمتي كي أحبك في صمتي ص 20
بعد طول انتظار يستنطق بوحها صمته، فينطق الجبل:
متميزة أنتِ
فاصمتي كي أحبك في صمتي ص20
فهل صمتت هذه المرأة العاشقة، أبدا، بل هي ترفض مصادرة حقها في البوح:
يتأجج صمتي بين مسمعي والنظر
لا الليل انتظر
ولا الشروق ظهر 29
ربما كلانا يحب بصمت
لكن كيف يصمت من يحب؟ 29

هي أنثى البوح لا أنثى الصمت، إنما الصمت ملاذٌ وزورق العبور:
يؤلمني سواد ليلي وظلمته
أضم ضمتي إلي وأتدفأ بفروته 30
*********
مع كحل الليل
على غيمة بعيدة
وجدت نفسي أتلذذ بسكون
يتغنى بصفير الرياح، ص62

ولا ريب أن اللامبالاة التي يقابل بها الرجل/ المخاطب هذا البوح الأنوثي يخبئ تحت رمادها المنطفئ مبالاة عميقة.
ديوان " على نوافذ صمتك" هو معجم للتعبير عن الأحاسيس تعبيرا لا يخلو من ومضات وهج ونسمات حياة، الجمل الخبرية تتوالى بل تتمطى كما يتمطى أصحابها ليزيحوا عن صدورهم الخمول، إحساس بالعجز لا ينجح في تكسير الإرادة:
أومن بالسقوط
غير أني أفض الانكسار
*** 79
إذا ما أتعبكَ الحرمان
عد لقراءة قواعد النسيان 79
***
في كل لحظة تترك لك الحياة رسالة
ربما مفتاح للحظات أجمل 82
****
تلك هي الومضات الأجمل في هذا الديوان، ديوان شاعرة رقيقة مفعم بالحب والجمال والعنفوان، و " لأن هناك حضور ينسينا ألم الانتظار" ص 84
كما تقول في قصيدتها الأخيرة، فإن نقف عند هذا الحد، حتى لا يلهث بنا الوقت، كما يلهث البوح على نوافذ صمته، و/
كأنها في استعجال للرحيل" ص 81
كما تقول الشاعرة بهيجة البقالي في قصيدتها (كي تراني)
فهل رأيتموها؟
فضيلة الوزاني التهامي
من حفل توقيع" على نوافذ صمتك"،
منشورات السليكي إخوان، 2014 طنجة.



#فضيلة_الوزاني_التهامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستعراب الاسباني الحديث وجاذبية الحضارة الإسلامية في الأند ...
- لعبة شهرزاد: قراءة في أعمال الروائي عبد الجليل الوزاني
- آمنة عبد الكريم اللوه، رائدة الأدب والصحافة بشمال المغرب في ...


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فضيلة الوزاني التهامي - على نوافذ صمتك أو بوح على جدار الصمت ، ومضات شعرية لبهيجة البقالي