أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - محمد ولد طالب امشي إليك














المزيد.....

محمد ولد طالب امشي إليك


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 6310 - 2019 / 8 / 4 - 03:21
المحور: الادب والفن
    


محمد ولد طالب
امشي إليك
التخفيف/التهدئة تتمثل في المرأة، الطبيعة، الكتابة، التمرد، فعندما تضيق بنا السبل غريزيا نتجه إلى هذه العناصر أو إلى بعضها، وهذا ما فعله "محمد ولد طالب" عنوان القصيدة يشير إليها، حالة من التوتر تسيطر على الشاعر، لهذا نجده يستنجد وأحيانا يستعطفها لمساعدته على الخروج من أزمته فمخاطبتها ب "أمشي إليك، وأصرخ، لعلي أراك" كل هذا يستوقفنا فالمرأة تبدو شبه إله:
"وأمشي إليك مداءات عينيك تيه

تصوف فيها الضياء

وأمشي وكنت عجولا..

وأصرخ أصرخ خلف مداءات عينيك علي

أصادف في لحظات انطفائي حلولا

لعلي أراك ولو مرة

على ضفة الفجر تغتسلين،

فأدعوك هندا وأدعوك سلمى وأدعوك حينا بتولا"
فهي الوحيدة الظاهرة في المقطع، واعتقد أن عطاءها ثلاثة اسماء ـ وهي أسماء لنساء لهن مكانتهن في التراث العربي ـ يمثل حالة تعظيم لها. تستوقفنا التسميات "هندا، سلمى، بتولا" التي جاءت بعد فعل الاغتسال، بمعنى أن هناك فعل مقدس/الاغتسال مهد الدخول إلى حالة فكرية واجتماعية جديدة، فجاءت التسميات على أثر هذا الفعل المقدسي/الاغتسال.
والشاعر يقدم لنا مزيدا عن حالته البائسة ليس من خلال فعل المشي فحسب، بل نجد حالة اضطرابه وانزعاجه في "عجولا، يصرخ، منطفئ"
"أيا امرأة،

تقمصني حبها في الأباريق يوم انتشيت،

ويوم بأبواب صمتي تسمرت أبغي الدخولا..

وأمشي وكنت عجولا

وكانت مداءات عينيك سفرا من الموت..

يتلو على الليل من سورة الشوق كي ما يطولا "
والشاعر يتقرب منها حتى نجده يريد التوحد معها، ليس حبا فيها فحسب، بل لأنها ستمنحه الخلاص من البؤس وتزيل عنه الضغط، واعتقد أن القدسية المرأة تكمن في "تقمصني حبها، يتلو سورة الشوق" وهنا يكون الشاعر قد استخدم عنصر تخفيف آخر، التمرد، عندما قال: "سورة الشوق" فهو يمس ما هو مقدس، الدين.
وإذا ما توقفنا عند سبب ال"مشي"
" وكانت مداءات عينيك سفرا من الموت.." إليها، نجد فيه بعض الصفات المتعلقة بالإله، واهب الحياة موجد الموت، لهذا نقول أن المرأة هنا أكثر من عادية، وهي اقرب إلى الربة "عشتار".
" وأمشي إليك..

وخلفي المجابة والصمت والبوح؛

خلفي العشائر من نعرات ومن نزوات تدق الطبولا

تشيد تاريخ حقد وثأر على قلق..

تتوارث فيه الخيول الخيولا "
الواقع البدوي الصحراوي: "العشائر، نعرات، نزوات، تتوارث،، حقد، ثأر، الخيول" يعكر صفوة الحالة التجلي التي يعيشها الشاعر معها من هنا جاء المقطع قاتم وغارق في السواد، من هنا سيلتجئ إلى المخلص، إليها من جديد:
"وأمشي إليك.. وأسلك من قبسات التجلي سبيلا

يدثرني الشجو لحنا..

تهشم فيه رؤوس الحروف إذا أينعت..

ويصبح برد المسافات بيني وبينك عبئا ثقيلا..

ومن وله تحاصرني الطعنات..

لدى وطن عزفت به الوتر المستحيلا..

تحاصرني الطعنات وينتابني ألق من جراحي

وتوشك بالحبر أوردتي أن تسيلا"
تستوقفنا الألفاظ القاسية التي جاءت بعد فعل "يدثرني" وهي: "تهشم، عبثا، ثقيلا، تحاصرني، الطعنات، وينتابني، ألق، جراحي، أوردتي" وكأن فعل "يدثرني" هو الذي حمى الشاعر من كل هذه الألفاظ القاسية، فمكانة المرأة رفيعة، وما تمنحه لا يزول: من هنا ختم الشاعر القصيدة بقوله:
"وأمشي إليك
على قدر من تناثر عمري
إذا رجع المبحرون
وأبصرت فوق المشانق رأسي
وسطرت فوق المفارز ترنيمة
وطنا..
منع القلب أن يستقيلا"
أليس هذا الاصرار على المشي إليها يجعلها أكثر من تلك المرأة العادية التي نعرفها ونشاهدها؟، فهي تبقى حاضرة في القلب حتى لو أصبح رأس الشاعر معلق فوق المشانق، وهذا الانتماء والإخلاص لا يكون لمرأة بل لإله.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوقت في قصيدة -وعمت صباحاً/مساءً أيا وقتنا- كميل أبو حنيش
- مناقشة (ديوان ما يشبه الرثاء)
- الكلمة عند سمير التميمي
- لأسد الصراع على الشرق الاوسط باتريك سيل
- الفواتح في مجموعة عن الحب والموت -هشام البستاني-
- الوطن في ديوان -ما يقلق الريح- سامر كحل
- عدم الرسوخ في ديوان -باقات ورد أوركيدية لها- خليل إبراهيم حس ...
- السلاسة في قصيدة -سيحنو عليك الله- ياسين البكالي
- لمقاطعة ونفايات
- السرد في -الحمامة- باتريك زوسكيند
- مناقشة ديوان سرايا في دار الفاروق
- رواية ثلاث عشرة ساعة سعادة أبو عراق
- الجنس في قصة السعيد بعد الغني
- عند باب حطة خليل إبراهيم حسونة
- مناقشة ديوان أرملة أمير في دار الفاروق
- الرعامسة الثلاثة الأوائل سامي سعيد الاحمد
- مهرجان الشعر ومؤتمر البحرين وأشياء أخرى
- ماجد درباس بعد الغسق
- إنسانية الأديب باسم خندقجي
- إنسانية الأديب باسم خندقجي


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - محمد ولد طالب امشي إليك