أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - أسماء غريب - (4) رحلةُ السّلامِ الرّوحيّ من الفَحْمِ إلى الألماس: أسماء غريب : حوار أجراه من ستوكهولم الأديب والتشكيلي صبري يوسف















المزيد.....

(4) رحلةُ السّلامِ الرّوحيّ من الفَحْمِ إلى الألماس: أسماء غريب : حوار أجراه من ستوكهولم الأديب والتشكيلي صبري يوسف


أسماء غريب

الحوار المتمدن-العدد: 6308 - 2019 / 8 / 2 - 17:18
المحور: مقابلات و حوارات
    


هل لكِ أن تُوضّحي للقارئ أكثر فكرةَ الخوف هذه أو ما اتّفقَ النّاسُ على تسميّتهِ بإبليس، أوَليْسَ اللهُ من خلقَهُ وبإمكانهِ أن يحُدَّ من سيْطرتهِ على الإنسان، ومِنَ الأضرار النّاجمة عنهُ؟
*

سأعطيكَ مثالاً من خلال تجربة بسيطة جدّاً: تخيّلْ نفسكَ الآن في غرفة مكتبِكَ، والوقتُ مازال مبكراً عندكَ، ولأنَّ الشَّمسَ مازالتْ لمْ تبسُطْ بعدُ أشعّتَها الكاملة على المدينة، فإنّك ستُشعلُ ضوء المصباح في الغرفة لتتمكّنَ من الرّؤية بشكل أوضح والكتابة بتركيزٍ أكبر. سأطلبُ منكَ طلباً وما عليكَ سوى أنْ تنفّذه: قُمِ الآن وأطفئ ضوء المصباح. لقد حلّ الظَّلام، أليس كذلك؟
أشْعِلِ الضّوء مرّة ثانية وقل لي ماذا ترى؟ النّور طبعاً، وبه ظهرتْ كلُّ الأشياء في غرفتكَ وأصبحتَ تراها بشكل أوْضَح. جميل جدّاً، فالظّلام إذن شيء وهميٌّ، لا يَنْوَجِدُ إلّا إذا غاب النّور، وهذا يعني أنّه الحالة المضادّة للضّوء. وأنّه إذا أراد الإنسانُ أن يطرد الظَّلام، ما عليه سوى أن يلجأ إلى النُّور. هكذا هو الخوف؛ لحظةُ ظلامٍ يغيبُ فيها النّور، وهذا هو إبليس في مفهومه الحقّ. النّور موجود ودائم وأبديّ، والظّلام لا وجود له إلّا في غياب النّور، وبمعنى أكثر دقّة ووضوحاً، النّور هو الحبّ والسّلام، والظّلام هو الخوف والحرب، ومن الخوفِ تنبع كلّ المشاعر السّلبيّة بما فيها الحقدُ والكراهيّةُ والغيرة والحسد وهلمّ جرّاً. هناك طريقتان للعيش: أن تكون مسكوناً بالخوْف، أو أن تكونَ في صحبة الحبّ والعشق والسّلام، وما عليكَ سوى أن تختارَ طريقكَ الأنسب. لا يمكنُ أن يتوقّفَ الإنسانُ عند الخوف، ويقول إنَّني سأحاربهُ، لأنّه لن ينجح في كلّ الأحوال، وأنّى له ذلك وهو المنشغلُ بمحاربة شيء لا يوجد بتاتاً، وبهذا فإنّ خوفَهُ سيُصبحُ مركّباً، وقد يقودهُ ولا شكّ إلى الجنون، لأنّه يصبحُ خائفاً من كلّ شيء، بل خائفاً من الحياة بأسرها. الوسيلة الوحيدة للخروج من هذا المأزق، هيَ الحُبّ الكامل والسّلام الحقيقيّ، الحبّ وحده يطردُ الخوف أو الشّيطان. الحبُّ يُعلّمكَ كيف تنفتحُ مع نفسكَ أولاً، وكيف تنفتحُ على الآخرين، وكيف تعيشُ في أمان دون أن يهاجمكَ الخوفُ من الغد ومن نتائج الأشياء، لأنّكَ ستعيشُ الزّمانَ والمكان، وتكونُ هنا وهناك وفي أيّ وقت تشاء. ستقول لي إنّ الإنسانَ فشل فشلاً ذريعاً فيما أسمّيه بدرس الحبّ والسّلام، وسأمدّكَ لإيضاح هذا الدّرس بمثال آخر قريب من لغتكَ وواقعكَ اليوميّ: في علاقة "الحبِّ" بين العديد من الأزواج لا يوجدُ سوى الحبِّ الكاذب؛ وإن كانوا يدّعون العكس أمام الجميع. لماذا أقول هذا؟ لأنّ معظم المحبّين اليومَ يعيشونَ في خوف مستمرّ؛ فالرجلّ يخاف من زوجته ويشكُّ في سلامة نيّتها، وهي كذلك تخافُ منه ولا تأتمنه على نفسها وحياتها وأسرارها، وهذا ليس بحبٍّ بتاتاً، وما هو سوى عقدِ زواج مُبرم بين شخصيْن خائفيْن، لا قدرةَ لهما على كسر العوائق والحواجزِ، ويتخاصمان بشكلٍ مستمرّ، ويستغلُّ الواحدُ منهما الآخر، ويراقبُ الواحدُ منهما الآخر، ويغارُ الواحد منهما على ومِنَ الآخر، ويصبو كلّ واحدٍ منهما إلى تَمَلُّكِ الآخر بشكل كاملٍ ومطلق. وهذا كله يجلبُ التّعاسة للجميع. لا يحتاجُ الحبُّ إلى صلاةٍ أو معبد. يحتاجُ فقط إلى التَّخلّص من الخوفِ، وإذا ما وقع الإنسانُ في الحبّ حقيقة، فإنّه يجدُ الطّريق إلى السّلام بشكل تلقائيّ، لأنّ الله هو الحبّ، والنّور الَّذي بهِما تتحرّكُ الأكوان. وهو الحرّيّة من كلّ التّبعيّات والأغلال، فأنتَ خُلقتَ حرّاً، ولا يريدُ الخالقُ أن يتدخّل في أمورك وحياتكَ، وإلَّا فما قيمة صنعتهِ فيكَ ولكَ؟ أليسَ لتكون حرّاً وتعيش جسدك وروحك ونفسك كما تريد، ولتختار الطَّريق الّذي تريد؟! فالحرِّيّة هي أن تشعرَ بعظمة الله كخالقٍ لك، والشّعور بهذه العظمة هو الّذي سيحقّقُ لكَ الوجودَ والسّلام:
((حبيبي،
يا فارسَ النّورِ والنّار
إنّني أنا الرَّبّةُ أوشُونْ
فاترُكْ ما أنتَ فيه
واخرُجْ إليّ
واستمِع لما يُلقِيهُ الماءُ
بيْنَ يديْكَ ويديَّ:
لأجلكَ أوْجَدْتُ نفْسِي بنفْسِي
طبيبةً لروحكَ الباحثةِ عنّي
في الغيْبِ مُنذُ الأزل.
*
حبيبي،
يا فارس الكهوف والوديان
إنَّني أنا سيّدةُ الرّيح والجِياد
فاتركْ جبلَ التّيه والحَيْرة
واخرج إليّ
ولتتذكّر أبداً
أنّكَ حينما قلتَ لي اظْهَرِي
بزغتُ في سمائكَ
نجماً سَنيّاً
وسقيتُكَ منْ ثدْيِي
حليباً طاهراً زكيّاً
وحينما حبوتَ عندَ بابِ الحرفِ
حملتُ الرّبيع إليكَ
وأريتُكَ كيفَ تنمو الأقاحِي
وتُزْهِرُ أشجارُ البلّوط والصّنوبر
وكيف من بينِ دمعةٍ وبسمة
تَخْرُجُ اليمامةُ ضاحكةً
لتهدلَ بأجمل التّسابيح والتّرانيم
عند قدميْكَ وقدَمَيَّ
*
حبيبي
يا فارسَ المحبّة والعشْق
إنَّني أنا سيّدةُ المناجلِ والحصاد
فاترُكْ بحرَ الوهْمِ والغرقِ
واخْرُج إليّ
فلّاحاً كنتَ أو نجّاراً
طبيباً كنتَ أو حدّاداً
شاعراً كنتَ أو صيّاداً
تعال،
أينما كُنتَ وكيفمَا كُنْتَ
ولن يهمّني أبداً
من أيّ زمانٍ أتيتَ
فكلّ الأزمنةِ عندي واحدة
ما دمتُ أنا صاحبتُها
تعال،
واشرحْ صدرَكَ لنورِي الأزرق
وَضَعْ جبهتكَ بين يديّ
لأفتحَ بنفخٍ منّي
عينَ قلبِكَ الأخضر
وأُذُنَهُ البيضاء
كيْ ترانِي كما أراكَ
وتسْمَعنِي كما أسمعُكَ
*
حبيبي
يا فارسَ اللّيل والنّهار
إنّني أنا سيّدةُ السّفن والبحار
فاتركْ فيافي الجوع والعَطش
واخرجْ إليّ
لأعطيكَ سلطانَ الكواكب والنّجوم
وأُطْلِعْكَ على حدائقِ جسدِكَ السّرّيّة
علّكَ تكتشِفُها رُكناً ركناً
كما لم يكتشفْهَا أحدٌ
من قبلكَ بعْدُ
ولتَعْلمْ يا حبيبي
أنّني أمُّ الأبِ
وأُخْتُ الزّوج وابنتُهُ
وأنّني النّون والقلمُ
وحوتُ يوشع وعصَا موسى
واللّبؤة والأفعى
والبقرةُ والنّاقة
والنّحلة والعنكبوت
وأنا الدّمُ والنَّبيذ
والعسل والقطران
والأيّام والأعوام
تعال،
فأنا الرّبّةُ الَّتي وُلِدتْ
في الثَّامن من آذار)).



#أسماء_غريب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (3) رحلةُ السّلامِ الرّوحيّ من الفَحْمِ إلى الألماس: أسماء غ ...
- (2) رحلةُ السّلامِ الرّوحيّ من الفَحْمِ إلى الألماس: أسماء غ ...
- رحلةُ السّلامِ الرّوحيّ من الفَحْمِ إلى الألماس: أسماء غريب ...
- حَجَرُ باخ
- هيكل سليمان
- ما تصنعُهُ العتمة: زوي فالديس (كوبا): ترجمة أسماء غريب
- ثلاثُ قصائد للشّاعرة البرازيلية أديليا برادو: ترجمة أسماء غر ...
- اللّيل: أليخاندرا بيثارنيك (الأرجنتين) / ترجمة أسماء غريب
- المُعلّمُ في الطّريق
- لا أطلبُ منكِ - ماريو بينيديتّي (الأوروغواي) - ترجمة أسماء غ ...
- امرأة البحر
- مطرٌ من الألماس
- القصيدة الذهبية
- في ترجمَةِ ما لا يُتَرْجَمُ؛ تجربةُ المُسْتشرقِ الإيطالي ألي ...
- العقلُ الأخلاقيّ بيْنَ حضَارتَيِ القولِ والفِعْل عندَ جواد ع ...
- رسالة آتون الأخيرة
- التلميذ والكهربائيّ
- بيْن عشقيْن؛ عِشقِي للتّرجمة و(عشق سرّي) لريتانّا أرميني
- أصحاب دانتي المترجمون: من اللقاء والتعارف إلى اشتكال المعاني ...
- حديثُ الهَداهِدِ في مَحاريبِ لينا هويان الحسن وبُيوتِها المُ ...


المزيد.....




- بعد موافقة حماس على مقترح الهدنة.. أهالي المحتجزين يخيرون نت ...
- تعرف على أبرز النقاط في المقترح المصري_القطري الذي وافقت علي ...
- صافرات الإنذار تدوي في إسرائيل في ذكرى ضحايا الهولوكوست
- -كتائب القسام-: اخترتم اقتحام رفح.. لن تمروا
- عباس يرحب بنجاح الجهود المصرية والقطرية في التوصل لاتفاق لو ...
- وزير إسرائيلي ينشر تعليقا بذيئا عقب موافقة حماس على مقترح وق ...
- حماس توافق على وقف النار بغزة.. ما مصير اجتياح إسرائيل لرفح؟ ...
- تفاصيل النص الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي وافقت ...
- خبير فرنسي يعتبر تدريبات الأسلحة النووية غير الاستراتيجية ال ...
- تعيين سويني رئيسا للحزب الوطني الاسكتلندي خلفا لحمزة يوسف


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - أسماء غريب - (4) رحلةُ السّلامِ الرّوحيّ من الفَحْمِ إلى الألماس: أسماء غريب : حوار أجراه من ستوكهولم الأديب والتشكيلي صبري يوسف