أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بلمزيان - في الحاجة الى مقاربة جديدة لتدبير الشأن المحلي .














المزيد.....

في الحاجة الى مقاربة جديدة لتدبير الشأن المحلي .


محمد بلمزيان

الحوار المتمدن-العدد: 6302 - 2019 / 7 / 26 - 17:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتعاقب التجارب الإنتخابية وتكرر على مسامعنا نفس الأسطوانة ونفس الكلام، وتشاهد نفس الأشخاص يتزاحمون في الساحات ويتبادلون السباب في المهرجانات، وتذهب النوجسية وحب الذات بل والوقاحة بالبعض الى كيل المديح لأنفسهم ومحاولة تبييض مسارهم الملوث، وتقديم أنفسهم في مدة انتدابهم على أنها المثال ما فوقه مثال آخر، وهم يحاولون أن يستعرضوا ما قدموه للمصوتين عليهم وكتلهم الإنتخابية من جليل الخدمات وعظيم الجزاء مع اِلإيهام بالمزيد فيث بيع الأحلام والوعود المدسوسة بالسم القاتل، والحال أن غالبيتهم يكونون عادة خارج دائرة اهتمام ومعاناة هؤلاء الناخبين الذين استغفلوهم في ظروف معينة، مستغلين أوضاعهم الإقتصادية من أجل انتزاع أصواتهم لشرعنة وجودهم المزيف في تلك المؤسسات التمثيلية، وخاصة الشان الجماعي الذي أصبح مرتعا خصبا لانتعاش هذه الظواهر المرفوضة، والتي بقدرما تساهم في تلميع صورتها فإنها تساهم في تشويه العمل السياسي.
ولعل متابعة حثيثة لما يجري في العديد من المجالس المحلية ستكشف حجم هذه المضاعفات الخطيرة التي تتعاظم بفعل غياب حس المسؤولية وغياب شبه كلي لمفاهيم القيم والضمير، وحضور مظاهر استغلال المرفق العمومي لأغراض شخصية وسيادة الإنتهازية والزبونية، وهي كلها وليدة انحطاط ثقافة هؤلاء الممثلين الذين فرضتهم الأصوات الإنتخابية التي عبرت الى صناديقها بكيفية غير سليمة، ولم تعبر عن قناعات أصحابها، وهي تشكل ظواهر تستحكم في مصائر الناس وترهن تطورها الى أزمنة غير معروفة، بل تقوض الأسس الحقوقية للفرد في الدفاع عن مطالبه بكيفية ديمقراطية ونزيهة، بل وتشبع الفضاء العام بمظاهر التعفن وتزيد الأوضاع الإجتماعية أكثر قتامة، بفضل كهربة العلاقات الإجتماعية والضغط على أزرار التوتر بين المكونات التي تتبارى في الساحة الإنتخابية. الشيء الذي تولد مع مرور الزمن الى انبلاج ظواهر أصبحت قواعد متوارثة في المجتمع، وثقافة مغروسة في أذهان الناس، ما انفكت تتعاظم باستمرار مع كل لحظة انتخاية، فمن خلال محاولة استمزاج رأي بعض الأشخاص الذين يكونون ملتصقين بهذه الكائنات، تخرج بانطباع يتضمن مفارقات حقيقية، فبقدرما تستشعر حجم الإمتعاض من أقوالهم بل وسخطهم أحيانا على ما تفرزه الإنتخابات من مجالس هجينة لا تخدم سوى مصالح مكوناتها، بقدرما تتابع انخراطهم في هذه اللعبة ومشاركتهم في الترشيح وبالتالي رسم معالم خريطة وهم يعلمون بأن مجرد لحظة عابرة ولن تقدم أي قيمة مضافة للمشهد العام، ولم تخرج عن التجارب السابقة، بل وستزيد من مظاهر التعفن والفساد،والبحث عن أحسن السبل للإغتناء الفاحش ومراكمة الأموال، بعيدا عن خدمة المواطن والوطن. والغريب في الأمر أن هذه الهستيريا العامة التي تصيب بعضهم خلال الإستحقاقات الإنتخابية، يحاولون استغلال جميع الوسائل لإستجداء أصوات الناس حينا،ومحاولة الإيقاع بالبعص الآخر وإيهامهم لاختطاف ثقتهم في فترات عادة ما تكون مشحونة بالصراعات الحزبية التي تحاول أن تكتسح الساحات، وتحشد أكبر عدد ممكن من قواعدها المستغفلة في خياراتها ، أو التي ليس في وسعها أصلا إمكانية عقد مقارنة بين هذا اللون الإنتخابي أو ذاك، وهنا يطرح سؤال عنصر الوعي باللحظة وحضور الأمية وعدم القدرة على فك شفرة الخطاب المرسل من قبل المتزاحمين على الكراسي والمناصب الموجودة. الشيء الذي يولد انطباع سيء لدى فئات واسعة من المجتمع واستهجان مقبول من قبلها، لبقاء هذه الكائنات الإنتخابية تصول وتجول في كل فترة ،بل وتجد في كل مناسبة أرضية خصبة لانتعاشها وتكاثرها وهو ما يجعلها تزهو بنفسها أكثر،وهي تعي بأنها سائرة في طريق تحصين ذاتها ومراكمة مصالحها الشخصية، في غياب سلطة رقابية قادرة على ردع خطواتها المفلسة والمخربة للشأن الجماعي من جهة، والمولدة لانطباع التنفير والتبخيس للعمل السياسي، مع استحضار دور المجالس الحسابات كسلطة رقابية بدأت تشتغل ضد منطق التبذير والفساد، ويجب أن يتوسع مجال تدخلها لمتابعة الإختلالات الموجودة والتقصير في النهوض بالمهام الإنتدابية وتفويت فرص التنمية المجالية للجماعات أو الجهات ، والتي غالبا ما تكون ضحية هذه المقاربات العشوائية في التدبير للشأن المحلي، وضحية الصراعات الساسوية الضيقة، التي تنتعش من انتشار عقلية الذوذ عن المصالح الفردية واستبعاد الشأن العام ومصالح المواطنين في شتى تجليات حقوقهم اليومية، سواء تعلق الأمر بوثائقهم السخصية او البنيات التحتية أو البيئية والثقافية والترفيهية ، وهي مطالب غالبا ما تكون حاضرة خلا ل الحملات الإنتخابية وبشكل مبالغ فيها، لكنها للآسف تغيب بشكل شبه كلي من الممارسات اليومية أثناء تدبير الشأن المحلي، وهي مفارقة تستوجب المقاربة الجديدة، بدءا من وضع مدونة و تحيين قوانين انتخابية واضحة ومرورا بمعاقبة الأعضاء الفاسدة والتي ثبت في حقها استغلال الفرص للإنتفاع الشخصي، وانتهاءا بالقطع مع ثقافة استغفال الناس واتخاذها مطية للركوب لقضاء الحاجات والمصالح الشخصية.



#محمد_بلمزيان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوراق مبعثرة
- حينما تزهر الكلمات !
- الآفاق القاتمة بين انحسار القيم والأزمة الإقتصادية !
- طلاسم زمن خادع
- جاذبية مدينة فاس
- الأمل المتردد
- معارض الكتاب بين الإنصاف والحيف
- صمت بدون نهاية
- الفعل الثقافي وإنتاج الإبتذال
- قف هنا مناضلو السرعة القصوى
- عبق شاطيء السواني
- الملكيات المشتركة بين الواقع والمأمول .
- على نفس الدرب
- ظاهرة اجتماعية أو منظومة تربوية ؟
- زمن دائري
- العمل الجمعوي وعوائق إنتاج النخب
- قبل الرحيل
- الهجرة والعمران
- أضغاث أحلام
- ظواهر اجتماعية أم انفعالات شخصية ؟


المزيد.....




- -يخطئ دائمًا-.. ترامب يهاجم ماكرون بعد تصريحه عن -وقف إطلاق ...
- خطة محتملة لاستهداف خامنئي مباشرة.. شاهد كيف علق نفتالي بيني ...
- 8 رسوم بيانية توضح سياق الضربات الجوية الإسرائيلية ضد إيران ...
- الدفاع الإيرانية تعلن استخدام أحد صواريخها للمرة الأولى في ه ...
- كيف تكون مستعداً في حال حدوث انفجار نووي؟
- السماء السورية.. ساحة جديدة في المواجهة بين إيران وإسرائيل
- رونالدو يريد -اللعب- مع ترامب والرئيس الأمريكي يوافق
- الوحدة الشعبية: ندين العدوان الصهيوني على إيران ونؤكد على حق ...
- لأول مرة.. إثبات تأثير الضوء في علاج الدماغ
- الوجه الآخر لعرض ترامب العسكري


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بلمزيان - في الحاجة الى مقاربة جديدة لتدبير الشأن المحلي .