الفريق المتنفذ والكارثة المحدقة بالحزب الشيوعي العراقي

نجم الدليمي

الحوار المتمدن-العدد: 6293 - 2019 / 7 / 17 - 12:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الدكتور نجم الدليمي : الفريق المتنفذ والكارثة المحدقة بالحزب الشيوعي العراقي

1- ان القيادة المتنفذة في الحزب منذ المؤتمر الثالث وحتي العاشر لعبت دوراً سلبياً في اضعاف حزب فهد_سلام عادل فكريا وتنظيميا وسياسيا وجماهيريا، ووضع هؤلاء جميع احلامهم اللامشروعة الخاصة والعامة لدى السلطة البرجوازية الحاكمة، عربية كانت او كردية، وبالنتيجة فقدوا الاستقلالية الفكرية والتنظيمية...!

وبسبب ذلك اوقعوا حزب فهد_سلام في مطبات وانكسارات وهزائم ومنها الجبحة اللاوطنية عام 1973 ونتائجها الكارثية وجريمة بشتاشان عام 1983 ولم يجري إدانة هذه الجريمة النكراء التي اقدمت عليها قيادة جلال ونوشيروان بالتنسيق مع اجهزة نظام صدام مقابل حفنة من المال، ناهيك عن الخيانة العظمى في الحزب.

2- منذ المؤتمر الخامس ولغاية اليوم اصبحت القيادة المتنفذة في الحزب هي قيادة مكشوفة، وليس لها علاقة بالفكر الماركسي -اللينيني، ولا بالمنهج الماركسي وابتعدت عن الثوابت المبدئية لحزب فهد وسلام عادل، واصبحت عملياً قيادة ليبرالية -اصلاحية وكل ذلك تم تحت غطاء ما يسمى بالديمقراطية والتجديد.... !

وعبثوا وخرقوا النظام الداخلي للحزب بدليل العشرة المعصومين، والعشرة المبشرين، وقسم منهم اليوم خارج الحزب.

3- ان دخول قيادة الحزب (عزيز، حميد،رائد، مفيد، جاسم....) في مجلس الحكم البريمري الفاسد والفاشل، وتحت سلطة بريمر، سلطة الاميركان، والدخول في العملية السياسية التدميرية والفاشلة والاستمرار فيها لغاية اليوم، والتي جاءت بسبب ضغوطات داخلية وخارجية، ناهيك عن الاختراق في قيادة الحزب وخاصة بعد عام 1973 ولغاية اليوم.

ولعبت هذه القيادة المتنفذة دورا سلبياً في اضعاف دور وهيبة ومكانة حزب فهد_سلام عادل في المجتمع العراقي، وخير دليل على ذلك النتائج الكارثية في الانتخابات البرلمانية منذ الاحتلال الامريكي للعراق ولغاية اليوم.

ان انحسار نفوذ الحزب يعود إلى ازدواجية النهج الخاطئ يدعون بالمنهج الماركسي وفي ظل اقتصاد السوق الراسمالي، ويحددون هدف بناء المجتمع الاشتراكي، مفارقة غريبة.

4- هناك فقدان ثقة كبيرة معلنة او غير معلنة من قبل الكثير من الاعضاء والكوادر الحزبية بالقيادة المتنفذة في الحزب اليوم بسبب النهج السياسي والتنظيمي والفكري، حيث خرج العشرات، بل المئات من خيرة الاعضاء والكوادر الحزبية وهذه خسارة وكارثية على حزب فهد_سلام عادل، والقيادة المتنفذة لم تقم بأي اي شيء اتجاه ذلك،بدليل عضو مكتب سياسي (.......)يقول((خلي يطلع نخلص منه،مشاكس ويناقش كثيرا،وخاطب احد الكوادر الحزبية انك ملئت قلبي.......))ويقول السيد ابو داود في اجتماع للكوادر الحزبية عندما وجه له سوال من كادر حزبي فلاحي حول ضرورة الاتصال بالرفاق الخارجين من الحزب سواء داخل العراق اوخارجه........ اجاب ابو داود ((الذي يريد يبوسنا يندل خدنا.....)) هل هذا جواب سكرتير حزب شيوعي؟!.

5- ان القيادة المتنفذة في الحزب اليوم بدأت تفكر بمصالحها الخاصة ومصالح حاشيتها التي تدور في فلكها واصبحت جزء من السلطة الغارقة في الفساد المالي والإداري، بدليل وجهت تهمة من احد النواب في البرلمان العراقي، وبغض النظر عنه سواء كان صادقا ام غير صادقا الا ان القياديين المتهمين لم يحركوا ساكنا ولم تعرف القاعدة الحزبية من هو المحقق؟!.

6..ان القيادة المتنفذة في الحزب ليست شيوعية، بل هي قيادة ليبرالية-اصلاحيةوليس لها علاقة بالمنهج الماركسي، بدليل يقول السيد ابو داود ((نحن ليبراليون))وان اميركا تؤمن بحق تقرير المصير..وقيادي اخر يمدح ويعول على الدور السعودي في التاثير على العملية السياسية، والاخر ينكر قانون الصراع الطبقي........، ومع ذلك يدعون التمسك بالمنهج الماركسي، ان هذه القيادة المتنفذة قتلت الروح المبدئية والثورية لدى اعضاء الحزب وهذا لم يكن وليد صدفة، ناهيك عن وجود الفكر والتفكير المثالي في الحزب وعلى مختلف المستويات الحزبية؟!

7- ان هذه القيادة المتنفذة في الحزب اليوم على ما يبدوا لديها مهمة رقم واحد وهي اضعاف ثم انهاء حزب فهد_سلام عادل من خلال بيرويسترويكا (حميد_رائد، مفيد، جاسم....) على غرار ما قام به غورباتشوف وفريقه المرتد والخائن، وتم تفكيك الاتحاد السوفيتي، واختفاء اكبر حزب سياسي في العالم ضم في صفوفه نحو 20 مليون عضو، وهذه البيرويسترويكا للقيادة المتنفذة لها نفس هدف غورباتشوف وفريقه، وكل هذا يصب لصالح النظام البرجوازي الحاكم ولصالح حلفائه الاقليمين والدوليين.

سؤال مشروع..هل سيدرك اعضاء الحزب والكادر وبعض القياديين المخلصين سواء كانوا داخل الحزب او خارجه،هذه الكارثة المحدقة على حزب فهد_سلام عادل؟! وهل ستصحى على هذا الخطر الداهم عليهم وعلى حزبهم ....حزب الشهداء؟!

#نجم_الدليمي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل