|
نداء الى أساتذة الجامعات والمعاهد العراقية احذروا خطر الكارثة المحدقة
نجم الدليمي
الحوار المتمدن-العدد: 5621 - 2017 / 8 / 26 - 16:10
المحور:
المجتمع المدني
نداء الى أساتذة الجامعات والمعاهد العراقية
احذروا خطر الكارثة المحدقة
1- ان تشريع قانون التأمينات الاجتماعية ، لم يكن وليد الصدفة من قبل حكومة الدكتور حيدر العبادي ، بل جاء بتوجيه من قبل قوى ومنظمات دولية وفي مقدمتها صندوق النقد والبنك الدوليين.. من خلال تنسيقهم وتعاونهم مع حلفاؤهم واصدقائهم في السلطة الحاكمة في بغداد وخاصة السلطة التنفيذية . أن هذه القوى والمنظمات الدولية هي التي قوضت وخربت الدولة العراقية ، ودمرت وسرقت حضارة وادي الرافدين ، وهدفها الرئيس هو التخريب المنظم والممنهج لفروع الاقتصاد الوطني العراقي ، بشكل عام ولقطاع التربية والتعليم العالي بشكل خاص ، وتكريس الجهل والتخلف وعودة الأمية واشباه الأميين ، وهذه القوى تعمل وفق مقولة خطيرة وقاتلة وهي (( الف أمي ولا مثقف واحد هام )) والعراق مثلا على ذلك اليوم . 2- ان جوهرالقانون وفلسفته المادية هو نابع من جوهر وسياسة المؤسسات الدولية الهادفة الى (( تقليص الانفاق المادي وابعاد دور الدولة في الحياة الاقتصادية – الاجتماعية )) . ان عدد الاساتذة الجامعيين في العراق يتراوح ما بين 45 -50 الف استاذ جامعي ، بما فيهم الأساتذة المحالين على التقاعد ، فأساتذة الجامعات العراقية من حيث المبدأ لا يشكلون عبئا ماليا كبيرا على الدولة وفق قانون الخدمة الجامعية رقم 23 لسنة 2008 ، اذا علمنا ان مرتبات الرئاسات الثلاث ( رئيس الجمهورية ونائبيه ورئيس الوزراء ونائبيه ورئيس البرلمان ونائبيه ) قد كلفوا الشعب العراقي مبلغا هائلا خلال المدة (2008-2014 ) يقدر بأكثر من 50 ترليون دينار عراقي ، وكذلك اختلفت التقديرات جول الاموال المهربة للخارج ما بين ( 350 -400) مليار دولار ، فالأجدر بالسلطة التنفيذية أن تعالج هذه المخاطر الجدية التي تواجه الشعب العراقي اليوم من خلال تشريع قانون مكون من اربع كلمات " من اين لك هذا " ويتم تطبيق القانون من اعلى هرم السلطة حتى ادناها ، وهذه هي العدالة الاجتماعية والاقتصادية التي ينتظرها الشعب العراقي من السلطة الحاكمة اليوم . 3- ان السلطة التي لا تحترم العلماء والاكاديميين لا تستحق ان تمثل الدولة . وليس لها الحق في تشريع قوانين جائرة وظالمة وطاردة للكفاءات الوطنية ، فهي سلطة تعمل من حيث المبداْ ضد شعبها وضد اهم فئة اجتماعية / علمية تنويرية في المجتمع ، ومن لا يحترم العلم والعلماء فهو لا يحترم موقعه الرسمي في السلطة . ان الأساتذة الجامعيين وخلال اكثر من 3 سنوات قد تنازلوا عن الكثير من حقوقهم المادية لصالح السلطة التنفيذية ارتباطا بالوضع الاقتصادي الصعب الذي واجهته السلطة وخاصة في محاربة ما يسمى بتنظيم داعش ، فهذا موقف وطني من الاساتذة الجامعيين . 4- ان الهدف الرئيس من تشريع هذا القانون ، هو العمل على افراغ الجامعات والمعاهد العلمية في العراق من كادرها العلمي الوطني ، وبالنتيجة هجرة الكفاءات العلمية للخارج ، وهذا يصب في صالح اعداء الشعب العراقي من قوى اقليمية ودولية ومؤسسات دولية ، ويلحق الضرر الكبير بالشعب العراقي واقتصاده الوطني ، وخسارة مادية كبيرة لا تعوض ، فالأستذة الجامعيين يقدمون خدمات غاية في الأهمية في اعداد الكوادر الوطنية العلمية لمختلف فروع الاقتصاد الوطني بهدف بناء وتطوير حضارة وادي الرافدين ، وهذا ما ترفضه القوى الخارجية وتقف عائقا ومعرقلا من اجل أن لا ينهض الشعب العراقي اقتصاديا – اجتماعيا وثقافيا وعلميا وحضاريا . 5- ان اقدام السلطة التنفيذية على تقديم مشروع قانون التأمينات الاجتماعية والمتضمن الغاء قانون الخدمة الجامعية رقم 23 لسنة 2008 ، يعد خطوة خطيرة وحربا معلنة وغير عادلة ضد اهم فئة اجتماعية تنويرية في المجتمع العراقي ، الا وهي الاكاديمين العراقيين ، الذين يقومون بأعداد الكادر العلمي الوطني ومنهم الطبيب والمهندس والزراعي والاعلامي والحقوق واستاذ الجامعة... لخدمة المجتمع والاقتصاد الوطني ، وفي حالة اقرار قانون التأمينات الاجتماعية بما فيه الغاء قانون الخدمة الجامعية ، ستكون النتيجة كارثية ويشكل اعلان حرب غير نظيفة ليس فقط ضد الأساتذة المتقاعدين فحسب ، بل يشمل الاكاديميين العاملين في الجامعات والمستمرين بالخدمة الجامعية . 6- لا يمكن تحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية – الاقتصادية على حساب اساتذة الجامعات ، كما يدعي أصحاب هذا المشروع . 7- نأمل من الحكومة العراقية ان تتراجع عن تشريع هذا القانون ، والأبقاء على قانون الخدمة الجامعية رقم 23 لسنة 2008 لأنه يضمن الحقوق المشروعة للأساتذة الجامعيين ، فهو مطلبا مشروعا للأكاديميين العراقيين ، كما نأمل من السلطة التشريعية أن تجنب اشاعة الفوضى وعدم الاستقرار في البلاد بشكل عام ، وفي قطاع التربية والتعليم العالي بشكل خاص ، لأن مشروع القانون المراد تشريعه وتطبيقه لا يصب في مصلحة الشعب العراقي ولا في مصلحة العلم والعلماء ، فأحذروا الخطر يا قادة السلطة الحاكمة في بغداد . 8- في حالة اقرار مشروع القانون بصيغته الحالية واعتباره قانون نافذ المفعول ، ومن دون الأخذ بنظر الاعتبار موقف الأكاديميين العراقيين ومطالباتهم المشروعة ، فمن حق التدريسيين في الجامعات والمعاهد العراقية اعلان حالة التظاهر والاضراب العام وتعطيل العمل في الجامعات والمعاهد العراقية في بداية ايلول من هذا العام ، ويعتبر هذا حقا مشروعا لهم . 9- نأمل من السلطة التنفيذية والتشريعية ان تدرك حقيقة موضوعية وهي ان افضل سلاح لتدمير الشعوب هو العمل على تخريب قطاع التربية والتعليم وبكل الوسائل ومنها تشريع (( قوانين )) ، بدلا من استخدام القنابل العنقودية والذرية والصواريخ العابرة للقارات، فتخريب قطاع التربية والتعليم بقصد او بدون قصد يعد خيانة عظمى للامة وقتل تطلعاتها المشروعة. 10- وفي الحتام نطالب قادة الكتل البرلمانية التضامن مع الاكاديميين العراقيين ، كما نطالب قادة الأحزاب السياسية الوطنية واليسارية والشيوعية التضامن مع الأساتذة الجامعيين .
#نجم_الدليمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الثورة التي فقدناها
-
المركزية الديمقراطية
-
ثمن الخيانة العظمى و تفكك الاتحاد السوفيتي الحلقة التاسعة
-
ثمن الخيانة العظمى و تفكك الاتحاد السوفيتي الحلقة الثامنة
-
ثمن الخيانة العظمى و تفكك الاتحاد السوفيتي الحلقة السابعة
-
ثمن الخيانة العظمى و تفكك الاتحاد السوفيتي الحلقة الخامسة
-
ثمن الخيانة العظمى و تفكك الاتحاد السوفيتي الحلقة الرابعة
-
ثمن الخيانة العظمى و تفكك الاتحاد السوفيتي الحلقة السادسة
-
ثمن الخيانة العظمى و تفكك الاتحاد السوفيتي الحلقة الثالثة
-
ثمن الخيانة العظمى و تفكك الاتحاد السوفيتي الحلقة الثانية
-
ثمن الخيانة العظمى و تفكك الاتحاد السوفيتي
-
وحدة الشيوعيين العراقيين ضرورة موضوعية لمرحلة مابعد الانتخاب
...
-
وحدة الشيوعيين العراقيين ضرورة موضوعية لمرحلة مابعد الانتخاب
...
-
خطر النهج الأصلاحي – النيوليبرالي الدليل والبرهان – روسيا إن
...
-
قراءة أولية في المصطلحات والمفاهيم بين الوهم والواقع مثالا (
...
-
روسيا والخيارات الصعبة
-
كشف الحقائق وأبعاد المضامين السرية لسيناريوهات المؤامرة الكب
...
-
قراءة في ماهية الديمقراطية (المقومات.. التحديات.. الأفاق الم
...
-
دور الرقابة الشعبية على الاداء الحكومي في الميدان السياسي ال
...
-
وحدة الشيوعيين العراقيين ضرورة موضوعية لمرحلة مابعد الانتخاب
...
المزيد.....
-
لجنة مستقلة: الأونروا تعاني من -مشاكل تتصل بالحيادية- وإسرائ
...
-
التقرير السنوي للخارجية الأمريكية يسجل -انتهاكات جدية- لحقوق
...
-
شاهد: لاجئون سودانيون يتدافعون للحصول على حصص غذائية في تشاد
...
-
إسرائيل: -الأونروا- شجرة مسمومة وفاسدة جذورها -حماس-
-
لجنة مراجعة أداء الأونروا ترصد -مشكلات-.. وإسرائيل تصدر بيان
...
-
مراجعة: لا أدلة بعد على صلة موظفين في أونروا بالإرهاب
-
البرلمان البريطاني يقرّ قانون ترحيل المهاجرين إلى رواندا
-
ماذا نعرف عن القانون -المثير للجدل- الذي أقره برلمان بريطاني
...
-
أهالي المحتجزين الإسرائيليين يتظاهرون أمام منزل نتنياهو ويلت
...
-
بريطانيا: ريشي سوناك يتعهد بترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا في
...
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|