أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد برازي - اوطاخي و هرطفته






اوطاخي و هرطفته


محمد برازي
(Mohamed Brazi)


الحوار المتمدن-العدد: 6289 - 2019 / 7 / 13 - 21:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كان أوطيخا أو أوطيخوس اصحلأ رئيس دير القسطنطبنية من المتحمسين لعقيدة الطبيعة الواحدة فى شخص الرب يسوع المسيح لم يثتلمذ على يد الراهب ماكسيموس الذى اشتهر بتعصبه وصراعه ضد نسطوريوس والنسطورية 311 وهو الراهب الذى نصحه القديس كيرلس بالاعتدال فى صراعه هذا أراد أوطيخا أن يحارب النسطورية بكل قوته ولذلك كون حزئا قوئا متعصئا متحم ا فالتف حوله وأيده معظم الذين رفضوا معاهدة السلام والصلح الخاص بعقيدة الطبيعتين فى المسيح يسوع وكان هذا الحزب برئاسة هذا الراهب الجاهل المتعصب على تمام الاستعداد لاستعمال كل الوسائل للوصول إلى هدفه وهو الإطاحة بالنسطورية والنساطرة وبالذين وقعوا على معاهدة الصلح والسلام فى سنة 334 أيما وجدوا ومهما كلف الأمر ولقد استغل أوطيخا نفوذه وعلاقاته واتصالاته الشخصية بالبلاط فى تنفيذ مخططه هذا فمنذ أن وصل ابنه بالمعمودية خريسافيوس إلى السلطة فى بلاط الإمبراطور
ئيودوسيوس فى سنة 441 لم يكف هذا الراهب المتعصب عن استعمال هذا النفوذ فى الضغط على أتباع نسطوريوس والعمل على نشر تعاليمه الخاصة بالطبيعة الواحدة وابتدا ء من سنة 448 أصدر البلاط الإمبراطورى عدة قوانين ضد النساطرة ففى يوم 61 فبراير سنة 448 أصدر الإمبراطور قرارا أحيا به القرار الذى كان قد سبق أن أصدره فى سنة 435 والذى أمر بموجبه بحرق كتب النسطورية والكنب التى تعارض مجمع أفسس وكان هذا القرار الإمبراطورى مصوئا كالسهم القاتل ضد الكناب الذى كتبه ثيودوريص بعنوان الشحاذ والذى حلل فيه تحليلأ دقيفا التعاليم التى كان ينادى بها أوطيخا دون أن يذكر اسمه لقد شرح المعلم الأنطاكى ثيودوريطس عقيدة الطبيعتين فى المسيح ثم انتقدا انتقاد لاذعا الذين ينادون بوجود طبيعة واحدة فى المسيح.
ويعتقد الكثيرون أن أوطيخا وخريسافيوس وربما ديوسقوريوس أيضا كانوا هم اليد التى دفعت الإمبراطور إلى اتخاذ هذا القرار لتحطيم الذين ينادون بوجود طبيعتين فى المسيح ولم يكتني أوطيخا بأن تحرق كتب هؤلاء وخاصة كتاب ثيودوريطس بل حث الإبراطور الذى كان يحتل فى قلبه وفى بلاطه مكانة مرموفة ممتازة على إصدار أمر آخر يقضى بعدم خروج الأسقف ثيودوريطس من دائرة أبريشيته وهو الذى دفع الإمبراطور إلى منع هذا الأسقف المعارض
لتعاليم أوطيخا من حضور مجمع أفسس ما لم يطالب الاساقفة بذلك ومما قاله عنه نسطوريوس وبما أنه لم يكن أسقفا فقد اعتبر نفسه أسقفا للأساقفة بفضل السلطان الذى منحه له لامبراطور.
ولقد بالغ فى استغلال نفوذه لدى الإمبراطور والحاشية الملكية وخاصة لدى خريسافيوس لدرجة أنه كان يطرد من الكنيسة من أراد أو من يعارضه فى الفكر أو العقيدة ويشجع ويساعد الذين يتبعون تعاليمه فى الصعود إلى المراكز العالية ويعتقد بعض المؤرخين أن أوطيخا كان من الشخصيات التى اعتمد عليها ديوسقوريوس أسقف الإسكندرية وهاجم أصدقاء نسطوريوس وكل الذين يقبلون عقيدة الطبيعتين.
فبفضل نفوذ أوطيخا وسلطانه فى البلاط الإمبراطورى استطاع ديوسقوريوس دفع الإمبراطور ثيودوسيوس الثانى إلى خلع أبرناوس أسقف صور لأنه كان من الذين قاوموا القديس كيرلس فى مجمع أفسس الأول . بعد موت الراهب الشهير الذى كان يتمتح هو أيضا بنفوذ روحى عظيم فى البلاط الملكى احتل أوطيخا هذا المكان فكان الإمبراطور يستشيره فى أمور كثيرة روحية وسياسية وهكذا كان يفعل أيضا وزير الامبراطور خريسافيوس وامتدت سلطة هذا الراهب داخل البلاط فى القسطنطبنية وخارجها وانضم إليه الراهب العنيد الشرس برسوم الذى جا ء بجماعة من رهبانه إلى مجمع أفسس الثاق للدفاع عن أوطيخا وتعاليمه.
ان الحرب الشعواء ألتى قام بها هذا الراهب لم تكن موجهة ضد نسطوريوس والنساطرة فحسب بلى كان يحارب بكل فوته وجقذه ونفوذه من لا يقبل عقيدة الطبيعه الواحدة فكان يحارب إذن النساطرة والحزب المعتدل الذى حكم على نسطبرريوس ولقد جئد رهبانه وتفوذه وعلاقاته الشخصية للقضاء على هذين الحزبين لأنه كان يرى فيهما نسطورية وهرطقة ولأجل هذا السبب كتب إلى ليون فى ربيع سنة 448 يشرح له الخطر الداهم الذى يهدد الأرثوذكسيين
المتمسكين بتعاليم مجمع أفسس ولقد رأى فى كل من ئيودوريمم الكورشى ودومنوس الأنطاكى مثلأ حيا يهدد كيان التعاليم الصحيحة على أنه لم يشرح فى خطابه هذا للقديس ليون ما هى هذه التعاليم الأرثوذكسية الصحيحة التى كان يعلم بها والتى كان يشعر بأنها مهددة؟ كان رد القديس ليون ينطوى على الحكمة والحذر فقد هنأه أولأ على حماسه ودفاعه عن الأرئوذكسية إلا أنه لا يستطبع أن يدافع عنه دون أن يعرف تفاصيل انقضية.
لقد أخذ أوطيخا على عاتقه محاربة ومقاومة الأحزاب التى لا تقبل تعاليمه وقبل أن ندرس هذه التعاليم يجدر بتا أن نذكر الدارس بالأحزاب أو التيارات العقائدية التى انتشرت بعد مجمع أفسس الأول فلقد انقسم الشرقيون فى مجمعيهم اللذين عقدوهما فى طرسوس ؤأنطاكية بعد مجمع أفسس إلى ئلالة أحزاب:
1- كان الحزب الأول يرغب فى إرساء وتوطيد دعائم السلام بين رئيسي أساقفة الإسكندرية كيرلس وبين الشرقيين ولقد أظهر هذا الحزب المعتدل استعداده لقبول تعاليم كيرلس إذا قبل أسقف الإسكندرية بعض التغييرات والتعديلات فى مفاهيمه الكرستولوجية والمريمية.
2-أما الحزب الثاني فهو الحزب النسطورى المتطرف الذى لم يقبل حرم وخلع نسطوري كما أنه رأى فى القديس كيرلس عدؤا لدوذا وأبولوناريوسيا يجب محاربته.
3-قبل الحزب الثالث مبدأ مناقشة الحرمانات الائنى عشر التى نطق بها كيرلس ولكنه رفض الموافقة على حرم نسطوريوس وكان على رأس هذا الحزب ثيودوريض الكورشي هذه هى الأحزاب التى ظهرت فى جماعة الشرقيين أما أتباع كيرلس فقد انقسموا إلى حزبين أو تيارين عقائديين الحزب المعتدل الذى قبل معاهدة الصلح والسلام التى تتضمن الاعتراف باتحاد الطبيعتين فى المسيح وعلى رأس هذا الحزب القديس كيرلس والحزب الثانى هو حزب المتطرفين الذى رفض معاهدة السلام ونادى بوجود طبيعة واحدة فى المسيح و كان على رأس هذا الحزب أكاكيوس المليتي والكاهن الوجيوس وفيليريانوس وا خرون هذا هو الحزب أو التيار العقائدى الذى قام بإحيائه الراهب أوطيخا ونشره فيما بعد وخاصة بعد موت القديس كيرلس وهتا ناتي إلى السؤال ما هى التعاليم التى كان يعلم بها أوطيخا.
إن دارس تاريخ التعاليم الكرستولوجية يلاحظ رواج وانتشار تعاليم أبولوناريوس فى هذه الفترة اكثر من أى وقت مضى وخاصة كتاباته التى وضعها تحت عناوين مزيفة مستعارة فقد كتب أبولوناريوس كتبا باسم القديس أئناسيوس والقديس غيرغوريوس العجائبى والبابا يوليانوس وانخدع الكثيرون بهذه الكتب التى تعلم بوجود طبيعة واحدة فى المسيح فحتى
القديس كيرلس نفسه اقتبس من هذه الكتابات بعض النصوص التى تعلم بوجود طبيعة واحدة معتقدا أن كاتب هذه النصوص هو القديس أئناسيوس وبعد موت القديس كيرلس قام أوطيخا بدراسة هذه الكتب المزيفة واعتقد أن الآباء أثناسيوس وغريغوريوس العجائبى ويوليانوس كتبوا هذه الكتب ولقد زاد تمسكه بهذه التعاليم التى تنادى بوجود طبيعة واحدة فى المسيح عندما وجد أن القديس كيرلس قد اقتبس منها بعض النصوص وخاصة الجملة الشهيرة
واحدة هى طبيعة الكلمة المتجسد ولكن للأسف الشديد لم يفهم أوطيخا أن هذه الكتب مزيفة كما أنه لم يفهم أيضا تعاليم القديس العظيم كيرلس على حقيقتها ولذلك فقد تطرف فى تعليمه وانحرف فى تفسميره لهذه العقيدة الكرستولوجية.
ان أوطيخا وأتباعه يعتقدون أن الأحزاب الأخرى التى تنادى بتمييز الطبيعتين الواحدة عن الأخرى بطريقة واضجة إنما هى تيارات عقائدية لا أساس لها لا فى كتابات الآبا ء ولا فى الكتاب المقدس ويجب مقاومتها والحكم عليها وفى تمسكه بعقيدة الطيعة الواحدة فى المسيح واعتقاده بأن التعليم بوجود طبيعتين فى المسيح هرطقة يجب القضا ء عليها سق فى هرطقة
جديدة فما هى هذه التعاليم التى نادى بها أوطيخا وما هى هذه الهرطقة كان القديس العظيم كيرلس يعمل جاهذا طوال حياته لشرح عقيدة وحدة الطبيعتين فى شخص واحد فقد حارب بكل قواه جميع التيارات التعليمية التى بدا له أنها تقسم المسيح إلى مسيحين والابن الواحد إلى ابنين فعندما ظهر المعلم الأنطاكى نسطوريوس ينادى بالتمييز الواضح الصريح بين الطبيعتين
اعتقد أنه فصل أو قسم المسيح الواحد غير المنقسم وغير المنفصل فشدد في تعليمه على الوحده الكامله و عدم فصل الطبيعتين.
وفى حقيقة الأمر لم يقصد نسطوروس الفصل بل كان يريد التميز بين الطبيعتين الواحده عن الاخرى وهنا يظهر أوطيخا الذى فهم تعليم القديس كيرلس بطريقة خاطمة والفرق شاسع واسع بين تعليم المعلم العظيم كيرلس وبين تعاليم أوطيخا فما هو مفهومه عن شخص المسيح.
أولأ مفهومه لمشكلة الطبيعة الواحدة:
كان أوطيخا محدودا جدا فى دراساته واطلاعه ومعظم الكتب التى درسها فى هذا المجال هى كتب أبولوناريوسية وكما أن القديس كيرلس دافع عن وحدة الطبيعتين فى المسيح كما لو كانتا
طبيعة واحدة وكما أن القديس كيرلس اقتبس خطأ جملة واحدة هى طبيعة الكلمة المتجسد اعتقد أوطيخا أن كيرلس يعلم بوجود طبيعة واحدة فى المسيح إلا أنه تطرف جذا وابتعد كثيزا فى مفهومه لتعاليم القديمم كيرلس عن الوحدة و إن أوطيخا يعترف ويعلم بوجود طبيعتين فعندما سأله رئيس الأساقفة فلافيانوس قائلأ هل تؤمن بأن السيد الذى ولد من العذراء كان مكوئا من طبيعتين فأجاب قائلأ إننى أومن بأن سيدنا يسوع المسيح كان مكوئا من طبيعتين قبل التجسد أو الاتحاد ولكن بعد التجسد لا توجد فيه إلا طبيعة واحدة ماذا قصد أوطيخا بهذه الجملة ليس من السهل معرفة ذلك أو ما هى تعايى بالضبط لأنه كان ينفى فى كثير من الأحيان ما عفم به سابفا وكان يؤكد ويثبت ما قد نفاه.
فعلى ما يظن بأن راهب القسطنطبتية كان يشايع معلم الإسكندرية أوريجانوس فى عقيدة الوجود الأزلى للأرواح فبحسب مفهوم أوريجانوس الأرواح البشرية مخلوقة من زمن بعيد فهى سابقة إذن فى وجودها للأجساد التى تسكن فيها على الأرض الآن كان أوطيخا يعتقد بوجود طبيعتين مختلفتين فى المسيح يسوع قبل التجسد أى الروح المخلوقة والموجودة منذ وجود الخليقة وهى الروح تمثل الطبيعة البشرية كما أنه كان يعتقد بوجود اللوغوس كلمة الله فالروح البشرية الموجودة منذ وجود الخليقة واللوغوس كلمة الله يكونان هما الاثنان طبيعتين مختلفتين ومنفصلتين الواجدة عن الأخرى وهكذا ظلت الطبيعتان منفصلتين الواحدة عن الأخرى إلى وقت التجسد وهنا ذابت الطبيعة البشرية لم تتلاش بل ذابت فى الكلمة وكونت طبيعة واحدة هى طبيعة الكلمة المتجسد.
إن النقطة الأساسية والجوهرية فى تعاليمه هى وجود الطبيعتين قبل التجسد وطبيعة واحدة بعد التجسد الأمر الذى دهث له البابا ليون ووبخ أساقفة الشرق على صمئهم إزا ء هذه الهرطقة فمن غير المنطقى أن توجد طبيعتان قبل التجسد وتوجد طبيعة واحدة بعد أن اتخذ كلمة الله جسذ طبيعة بشرية مكونة من روح و جسد.
ولقد سأل فلورنت ممثل الإمبراطور أوطيخا أثتاء محاكمته فى القسمططنية قائلأ هل تعثرف بوجود طبيعتين فى المسيح وأن ناسوته من نفس طبيعتنا فأجاب رئيس دير القسطنطبنية قائلأ لقد درسنا كتابات القديسين كيرلس وأئناسيوس وهما لا يتكلمان عن طبيعتين بل عن طبيعة واحدة بعد التجسد فطرح عليه فلورا السؤال الآتى هل تعترف بوجود طبيعتين فى المسيح بعد الاتحاد فاعترف بأنه يؤمن بوجود طبيعتين فبل الاتحاد لكن بعد التجسد لا توجد إلا طبيعة واحدة ثم نصح فلورفت والمجمع الذى كان يحاكمه بدراسة كتابات كيرلس وأثناسيوس فعندما قال أوطيخا إنه درس كتابات كيرلس وأثتاسيوس كان يشير إلى الكتابات المزيفة الثى كتبها أبولوناريوس ظنأ منه أن هذه الكتب كتبها كيرلس وأئناسيوس وبناء على ذلك كان يدافع بحماسة وبكل قوة عن تعاليم الطيعة الواحدة وهى نفس الحجة التى سوف يستند إليها أيضا
يوسقوريوس رئيس أساقفة الإسكندرية فى مجمع خلقدونية فى دفاعه عن عقيدة الطبيعة الواحدة فى المسيح عندما أعلن أنه على استعداد أن يثبث من كتابات كيرلس والآبا ء صحة تعليم الطبيعة الواحدة علثا بأنه دون أن يدرى كان يرجع أيضا إلى كتابات أبولوناريوس والذى لاشك فيه أن كيرلس شدد كثيرا على وحدة الطبيعتين فى المسيح وفى حديثه عن الوحدة يشعر
الدارس فى بعض الأحيان لو أنه كان يتحدث عن طبيعة واحدة فى المسيح لكى يرفض التمييز الواضح الذى نادى به معلمو أنطاكية وخاصة نسطوريوس لقد قهم أوطيخا تعليم كيرلس عن الوحدة بطريقة خاطئة وظن أن كيرلس يعلم بوجود طبيعة واحدة فقط فى المسيح.
فهم أوطيخا عملية التجسد كما لو كانت عملية اختلاط رامتزاج بين الطبيعتين فالطيعتان الموجودتان نفصلتان الم قبل التجسد صارتا طبيعة واحدة بعد التجسد ومع أنه يعترف بأن الناسوت لم يتلاش تماما بعد الاتحاد إلا أنه يعتقد بأن اللاهوت امتص الناسوت الذى ذاب فى اللاهوت ما تذوب نقطة عسل عندما تسقط فى محيط من الماء فبهذا النشبيه أراد أوطيخا أن يعلم بأن ناسوت المسيح موجود ولم يتلاش تمائا ولكن وجوده كوجود نقطة عسل فى محيط من الماء أى لا تأثير ولا فعالية لهذه النقطة الضئيلة من العسل فى المحيط الواسع فهو يعتقد أن اللاهوت كان يعمل كل شىء فى يسوع المسيح الناصرى أما الناسوت فلا سلطان ولا فعالية له وهنا نرى أن أوطيخا نادى بعملية امتزاج الطبيعتين واختلاطهما بصورة تامة ففى صراعه وحربه ضد النسطورية التى نادت بتمييز الطبيعه الواحدة عن الأخرى و انزلق فى هرطقة
جديدة هرطقة خلط ومزج الطبيعتين الأمر الذى حاول كيرلس تجنبه ورفضه فى تعاليمه رفضا بائا.
دعونا ننتقل إلى نقطة أخرى فى تعاليم أوطيخا وهى ما هو مفهومه لناسوت المسيح أو بمعنى أصح هل اللوغوس أخذ جسدا حقيقئا أم شبه جسد هل هو من نفس طبيعتنا أم أن طبيعته التى أخذها تختلف عن الطبيعة البشرية فى الكتاب الذى كتبه ثيودوريطس الكورشى ضد تعاليم أوطيخا دون أن يذكر اسم أوطيخا يحكى المؤلف عن جماعة من الناس كانت تعلم بأن لاهوت وناسوت المسيح لا يكونان إلا طبيعة واحدة وأن الكلمة المتجسد لم يأخذ ناسوته أو طبيعته البشرية من مريم العذراء والجماعة اللتي كان يقصدها ثيودوريطس هي جماعه اوطيخا. ولكن عندما سالئه سنودس القسطنطينية عن عقيدته فى الطبيعتين أعلن أنه يؤمن بوجود
الطبيعتين قبل التجسد لكن بعد التجسد لا توجد إلا طبيعة واحدة ثم أضاف بأن المسيح ولد من العذرا ء مريم وهو إنسان كامل وإله كامل ويعتقد البعض أنه أنكر قوله إن جسد المسيح نزل من السماء إلا أنه رفض قبول فكرة أن جسده أو طبيعته البشرية من نفس جوهر طبيعتنا ولقد اعتقد البعض الاخر أن أوطيخا علم بأن اللاهوت كلمة الله استحوذ واخترق بل سيطر تمائا على الناسوت لدرجة أن جسد المسيح لا يعتبر مشابها لأجسادنا كما شاع عنه أيضا أنه علم بأن الابن الأزلى لم يأخذ شيئا من مريم العذراء لأنه تحول وتغير إلى لحم ودم فجاز فى بطنها دون أن يأخذ منها شيئا وأن جسد المسيح ليس من نفس الجوهر الذى تتكون منه أجسادنا فالألم لا يعرف طريقه إليه.
رفض أوطيخا وجود الطبيعتين مقترنتين فى المسيح زاعما أن الإله الكلمة انحدر من السماء بجسد سماوى واجتاز فى بطن البتول كما لو كان ولد منها وفى الحقيقة أنه لم يولد إن طبيعة الابن المتجسد تغيرت بعد التجسد وهى لا تشبه طبيعتنا فحتى جسد المسيح يختلف عن أجساد بقية البشر وأشاع البعض أن أوطيخا أعلن أنه لم يعلم قط بأن جسد المسيح نزل من السماء
كما أنه يعترف بأن الذى ولد من العذراء مريم هو إله كامل وإنسان كامل فهو يقول إنى أعترف بأن ابن الله تجسد من جسد العذراء مريم وصار إنسائا لأجل خلاصنا وأن مريم هى شبيهه بنا وأن إلهنا تجسد منهاأ كما أنه حرم كل من يعلم بأن جسد المسيح نزل من السماء.
كما سلفت الإشارة ليس من السهل معرفة ما كان يؤمن ويعلم به هذا الرجل نصف الجاهل ونصف العالم لأنه كان ينفى فى أحيان كثيرة ما أثبته فى موضع آخر ويثبت ما قد نفاه سابفا ومع ذلك سنحاول الآن معرفة ما علم به أوطيخا فيما يخص هذه النقطة وهى هل كان يؤمن بأن طبيعة المسيح مثل طبيعتنا أم تختلف عنها وهل جسده المسيح نزل من السماء أم هو جسد بشرى والخيط الذى يمكن أن يصل بنا للإجابة هو أن نتتبع سير القضية والأسئلة التى طرحت عليه فى مجمع القسططبنية فلقد سأله أسابيوس رئيس أساقفة القسطنطينية قائلأ هل تعترف بوجود طبيعتين فى المسيح بعد التجسد وهل تؤمن بأن المسيح كان من نفس الطبيعة البشرية ؟؟
فأجاب أوطيخا بالقول إننى أصلى للآب دون أن أبعد الابن وأصلى للابن دون إبعاد الآب وأصلى للروح قدس ال دون إبعاد الآب والابن كما أننى أعترف بأن جسده ولد من بطن العذرا ء وصار إنسائا بكل ما تحمله كلمة إنسان من معنى هذا هو ما أؤمن به أمام الآب وأمام الابن وأمام الروح القدس وأمام قداستكم وعندئذ سأله أسابيوس هل:
تعترف أيضا بأن نفس الابن الوحيد سيدنا يسوع الممميح من نفس جوهر الاب من ناحية اللاهوت ومن نفس جوهر أمه من ناحية ناسوته وهل تعترف بأن المسيح مكون من طبيعتين؟ فقال أوطيخا لم أسمح لنفسى أن أتسائل عن طبيعة إلهى ولم أقل أبدا كيف فهمت أنه كان من نفس طبيعتنا و لم أقل حتى هذا اليوم إن جسد سيدنا يسوع المسيح وربي كان مثل طيعتنا
على أننى أعترف بأن العذرا ء هى من نفس طبيعتنا وأن إلهنا ولد من جسدها وعندئذ قال الكاهن فلورنت بما أن أوطيخا يعترف بأن العذراء كاتت من نفس جوهرنا وأن المسيح أخذ ناسوته منها فإن المسيح إذن كان من نفس طبيعتنا فأجاب أوطيخا قائلأ يجب أن تفهمونى جيدا فأنا لا أقول بأن جسد الإنسان صار جسد الله ولكنى أتحدث هنا عن جسد الله البشرى وأعترف بأن الرب عمل لنفسه جسدا من العذراء فهل ترغبون أن أضيف إلى هذا أيضا أن جسده هو من نفس طبيعتنا سبق أن قلت إنى لا أتكلم عن مساواة طبيعته بطبيعتنا ولكنى الآن على تمام الاستعداد أن أفعل ما تأمر به قداستكم فقال له رئيس الأساقفة فأنت لا تقبل هذا عن اقتناع بل مرغما فأجاب بأنه يفعل ذلك خضوعا لأمر المجمع وهنا سأله ممثل الامبراطور فلورنت بطريقة واضحة وبأسلوب مباشر هل تؤمن بأن سيدنا يسوع المسيح الذى ولد من العذراء هو من نفس طبيعتنا وأنه ذو طبيعتين بعد التجسد فأجاب أوطيخا بالقول إننى أعترف بوجود طبيعتين فى
المسيح ولكن بعد الإتحاد لا أعترف إلا بطبيعة واحدة ثج أضاف بأئه على استعداد أن يقبل عقيدة مساواة طبيعته بطبيعتنا وأن المسيح يتكون من طبيعتنا ما دام المجمع يطب ذلك لكنه لم يجد لا فى الكنب المقدسة ولا فى أقوال الآباء ما يؤيد ذلك وهنا صرخ أعضاء المجمع قائلين فليكن محروما.
إن من يدرس هذه القضية من الناحية العقائدية يلاحظ أن أوطيخا رفض وجود طبيعتين فى المسيح بعد التجسد كما أنه رقض أيضا حقيقة أن طبيعة المسيح هى من نفس طبيعتنا وبناء على ذلك فهو غير قابل للآلام أو التعيير وأن لاهوقه امتص ناسوته كما تذوب نقطة عسل أو خل فى محيط ماء فمع أنه لم ينكر ناسوت المسيح إلا أنه خلط أو أدمج اللاهوت بالناسوت لدرجة أنه لا توجد حسب مفهومه إلا طبيعة واحدة بعد عملية التجسد.
هذه هى بعض التعاليم التى نادى بها رئيس دير القسطنطبنية والتى حاول أن ينشرها فى كل الكنائس ولقد استعمل كل االوسائل السياسية والدينية ونفوذه فى البلاط الامبراطورى وخارج البلاط لمحاربة النسطورية وحزب معاهدة السلام ونشر هذه التعاليم كان يعتقد بأن الله قد أقامه لإعادة الأرئوذكسية إلى الكنائس التى ضربت بهذه الأرثوذكسية عرض الحائط ولقد استطاعا فعلا بفضل نفوذه فى البلاط الإمبراطورى وحاشيته خاصة بمساعدة الوزير خريسافيوس نشر هذه التعاليم الهرطوقية فى طول البلاد عرضها كما أنه كون أحزابا سياسية ودينية قوية للقيام بهذه المهمة وبما أنه كان يتمتع فى بداية الأمر بسمعة طيبة ونظرا للنفوذ السيامى والدينى العظيم الذى كان له لم يستطع أحد أن يرفع صوته ضده أو يعارضه وإنه لمما يدعو للأسف
الشديد أنه لم يحاول نشر هذه التعاليم بطريقة سلمية وعن طريق الإقناع بل استعمل أيضا بعض وسائل الضغط التى كان يتمتع بها عن طريق اتصالاته وعلاقاته بالهيئة الحاكمة لهدم وملاشاة الأحزاب الدينية الأخرى ونشر هذه التعاليم واستمرت هذه الخالة إلى سنة447 إلى أن قام الأسقف ئيودوريطس الكورشى بتأليف كتابه المشصهور بعنوان الشحاذ منددا بهذه
التعاليم وهرطقتها ومع أنه لم يحسر على اذكر اسم أوطيخا بسبب ما كان يتمتع به من النفوذ و الباع الطويل فإن الكنيرين فهموا أن هذا الأخير هو المقصود بالهرطقة وضلال التعليم المشار إليه فى هذا الكناب وبعد ظهور هذا الكناب كتب دومنوس أسقف أنطاكية رسالة إلى الإمبراطور يعلن فيها هرطقة أوطيخا أيضا وبعد ذلك تقدم أسابيوس بشكوى لمجمع القسطنطبنية ضد أوطيخا وتعاليمه.
المراجع:
1-Philip Schaff, History of the Christian Church V,3
2-The Imprial Church From Contantineto the Early Middle Ages by Karl Baus, Hans Georg Bock, Eugen Ewig
3-Dr A. Harnack, History of Dogma V4
4-William P. Dubose S.T. D
5-Duchesne Hist Anc. De l Eiglias Tome . 382.385
6- Hist des Conciles Oecumdniqnes. Camelot 88-90, P G 77, 45
7- Mansi 5, Col, 417, D. T. C 1583 Epiat. 83 P G 83 Col 1265 G Bardy, Hist, de l Eglise 212-216
8- Nestorius Livre d Heraclide Trad. Nau P 294-296 D. T. C. 1584
9- D. T. C 1584-1585
10- J. Tuemel, Hist. Des Dog. P. 350-356
11- Quasten, T. 3. 266-267. ST Cyr. Epist. 45
12- F. Bonifas T. 2 120-125 Bardy cita 211-214. D. T Cath 1588-1590



#محمد_برازي (هاشتاغ)       Mohamed_Brazi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بالأفعال وليس بالأقوال
- بالأفعال وليس بالأقوال الجزء 2
- عبادة العذراء عند الكاثوليك و الأرثوذكس
- الطفل الماديّ
- شاشات الانعزال عند الاطفال
- شاشات الانعزال عند الاطفال الجزء 2
- شاشات الانعزال عند الاطفال الجزء 3
- معامله المراه ككائن حي في الاسلام الجزء 6
- توقعات الآباء الكبيرة
- أبوكريفون يوحنا او كتاب خفايا يوحنا
- شهوات الجسد
- الهرطقه الغنوصة والغنوصيَّة المسيحيّةَ
- العقائد الثابتة
- معامله المراه ككائن حي في الاسلام الجزء 5
- الإيمان
- معامله المراه ككائن حي في الاسلام الجزء 4
- الاسلام يعلم الكذب النفاق و القتل
- قوة الإيحاء الذاتي
- معامله المراه ككائن حي في الاسلام الجزء 3
- معامله المراه ككائن حي في الاسلام الجزء 2


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد برازي - اوطاخي و هرطفته