أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هاني عبد الفتاح - بين الدين والعلم














المزيد.....

بين الدين والعلم


هاني عبد الفتاح

الحوار المتمدن-العدد: 6289 - 2019 / 7 / 13 - 14:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الدين والعلم؛ لكل منهما ميدانه، ولا تناقض، ولا يأتي التناقض إلا تعدى أحد منهما على حدود الآخر، الدين ميدانه المحراب، والعلم ميدانه المعمل، لا يدخل الدين في المعمل، ولا يجلس العلم في المحراب. العلم مجاله الواقع والتجربة، والدين مجاله الغيب والوجدان. العلم متغير بحسب الكشف والاكتشاف والدين ثابت بحب الإيمان والاعتقاد. تجاوز الدين لحدود العلم محرج للدين ومفسد للعلم، وتجاوز العلم لحدود الدين مضر للدين وغير مقنع للعلم، وإن كان على مدى التاريخ لا نجد العلم يتجاوز حدوده بعكس الدين الذي يتجاوز حدوده أو قل يطلب أصحابه والمتحمسين له هذا التجاوز. وقد رأينا محاولات من جانب جماعة الإعجاز العلمي والعددي في القرآن بلغت حد الضحك والسخرية.
كل ذلك في المجال العام وبأحكام كلية، أما إذا أردنا بمثال ونموذج، فإليك مثلا هذا السؤال:
أين تذهب الشمس حينما تغيب؟
- الدين يجيب عن هذا السؤال بأن الشمس تذهب لتسجد تحت عرش الله!!. فعَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : " قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي ذَرٍّ حِينَ غَرَبَتِ الشَّمْسُ : ( أَتَدْرِي أَيْنَ تَذْهَبُ ) ؟ قُلْتُ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : ( فَإِنَّهَا تَذْهَبُ حَتَّى تَسْجُدَ تَحْتَ العَرْشِ ، فَتَسْتَأْذِنَ فَيُؤْذَنُ لَهَا..)[الحديث] رواه مسلم وغيره.
- أما العلم فإجابته معلومة لدى الجميع..

وبالتالي في مثل هذه الحالات يبدو في التناقض، وهي حالات نادرة جدا. ولكن حفاظا على الدين والعلم معا، يمكن الجمع بين هذا التناقضات بآليتين: الأولى؛ التأويل، الثانية؛ إحالة الخطاب الديني إلى خطاب بلاغي يشتمل على الاستعارات والكنايات وبالتالي يكون المعنى مجازيا وليس على الحقيقة.

ما عدا ذلك يعتبر خلطا بين مجالين مختلفين. لكن قد يبقى اعتراض من المتحمسين للدين والمدافعين عنه بحمية انفعالية مأزومة، وهذا الاعتراض قد يصاغ في عبارة إنكارية تقول"إنكم بذلك تفصلون الدين عن الحياة" والحقيقة أن هذا ليس فصلا للدين عن الحياة، بل فصلا للدين عن العلم فقط، وعن ما لم يكن في برنامجه ولا رسالة من رسالته.

وقد يردف المعترض بسؤال آخر ويقول "فما هي رسالة الدين إذن؟" والجواب ليس من الصعب الإجابة عليه، لكن الصعب حقا هو تحقيق تلك الإجابة في الواقع النفسي والاجتماعي، فالدين في مجاله الروحي رسالته إصلاح الإنسان من الداخل حتى ينصلح الخارج بعد ذلك، وإذا كان الإنسان محور هذا الوجود، فليس ثمتها مهمة سهلة على عاتق الدين، بل هي رسالة أصعب بكثير من رسالة العلم. كان الله في عون الدين.



#هاني_عبد_الفتاح (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة الحقيقة في حياة برتراند راسل
- نقد الفلسفات الحديثة والمعاصرة بمنطق الفلسفة الإسلامية:
- -العقل- فاعل، و-النص- مفعول:
- خدعة مفهوم الوطنية
- هل تغير مفهوم الإله في الفكر الغربي؟
- قراءة في مشروع زكي نجيب محمود الفكري


المزيد.....




- متظاهرون يحتجون أمام كاتدرائية نوتردام في باريس ضد مجازر إسر ...
- ماذا قال السوداني عن استغلال المناسبات الدينية لأغراض سياسية ...
- حماس تحذر من تصعيد المستوطنين في المسجد الأقصى
- «إرهابي مجرم.. عار على الشعب اليهودي».. متظاهرون يلاحقون بن ...
- النيجر تعلن مقتل زعيم بوكو حرام بغارة جوية
- مؤتمر -غزة مسؤولية إسلامية وإنسانية- في إسطنبول ينطلق بنداء ...
- متى ستحل جماعة الإخوان المسلمين في سوريا نفسها؟
- من يتحمل المسؤولية عن العنف الطائفي في سوريا؟
- بمشاركة نحو 100 عالم دين.. انطلاق -مؤتمر غزة- في إسطنبول
- 45 ألفا أدّوا صلاة الجمعة في المسجد الأقصى


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هاني عبد الفتاح - بين الدين والعلم