أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمى محمد - لا شبابيك في جهنم- حب عربيّ 5-














المزيد.....

لا شبابيك في جهنم- حب عربيّ 5-


لمى محمد
كاتبة، طبيبة نفسية أخصائية طب نفسي جسدي-طب نفسي تجميلي، ناشطة حقوق إنسان

(Lama Muhammad)


الحوار المتمدن-العدد: 6289 - 2019 / 7 / 13 - 02:11
المحور: الادب والفن
    


لم يبقَ من قلبي إلّا قطعة صغيرة تضخ الدم إلى الذكرى، فتصير الذكريات يومياتي و مستقلبي.. هذا ما يسميه الطب النفسي “ متلازمة ما بعد الصدمة” أو متلازمة ما بعد الرض النفسي.. أليس كذلك يا حكيمة؟

قطعت الحرب العراقية، فالسوريّة كل شرايني إلى الأحلام، هكذا شاهدت أحلامي تموت مع الأعزاء الذين فقدتهم.. هؤلاء الذين رحلوا إلى السماء، و أولئك الذين بقوا في الأرض بعد أن تغيّروا بإرداتهم أو غصباً عنهم…

الحياة على هذه البقعة من الأرض تشبه جهنم.. لكنها بلا شبابيك..
ستقولين لي : لها أبواب..
و سأجيب: أبوابٌ كثيرة، لكن اللصوص و قطاع الطرق كما سجناء الفقر و العوز لا يملكون مفاتيح…
ستقولين: لستَ من هؤلاء…
و سأجيب: كيف تتحركين بحريّة في مكان يعج بمن تريدين الهرب منه، و من تريدين مساعدته؟

لا شبابيك في جهنم يا حكيمة…
****************


-هل تريد الخروج من إمارة أبو عزيز الصرماتي..
- هس يسمعوك…
- لا يهم، سمعت امرأته تناديه هكذا، عمل حذّاء قبل أن يلبس قناع الشيخ و يكوّن إمارة.. يقال أنه كان أسوأ من تسلم له (صباطك)، فما نقول اليوم و هو يمتلك بقعة من مسقط رأسنا…
- العمل ليس عيب.. ليست القضية ما كان عمله…
- معك حق عمله ك حذّاء كان شريفاً، لكن اليوم و هو ينتحل صفة التقي لا كلمات نابيّة تكفي لوصفه.. اليوم هو (صُرُمَاتي) بعباءة و لحية.. و ليس كل من لبس عباءة و أطلق لحية شيخ…
- لم يبقَ في العراق (يزيدون) بسببه، هذا يغني عن أي توصيف لحقارته…
- طيب لماذا لا تناديه بالصرماتي…
- لأني أبي كان حذّاء.. و علمني فدخلت الجامعة.. مات و هو يقول ابني الأستاذ ديار خير من دّرّس التاريخ…
- أنا آسف…
- مامن داعٍ.. فهمت ما تقصد.. نحن في جهنم الأرضيّة.. و أخشى أنه ما من منفذ نهرب منه.

لم يعرف ديار أن دخول المناطق (المحررة) في العراق سيشبهه في سوريا، و أن الحياة ستتوقف عند ناس لا يفكوّن الخط، بل الرقاب.

لا شبابيك في جهنم يا مثقف!
*****************


وقفوا ضد عمالة الأطفال في مقابلتهم على قناة عميلة.. أرسلتُ رسالة لأقواهم صوتاً عن طريقة إرسال نقود لأطفال مخيمات اللجوء، دون أن تتسخ بدم تجار السلاح و الرقيق…
وصلني رد كردود المافيا:
- عندما تنتصر الثورة سيعود الأطفال إلى بيوتهم.
تحرض عندي منعكس الغثيان، و لم أقدر عل ىالنوم بعدها.. هؤلاء يمثلون المعارضة السوريّة.. هؤلاء من أغدق المال على اللحى المجرمة.. هؤلاء من استخدم أخطاء الأنظمة وسيلة لغاية واحدة : الكرسي…
فيما يتشرد أطفالنا بين الحدود.. و يتبعثرون كعصافير مقصوصة الأجنحة، في أعناقها أجراس تشدها لأرض تشبه جهنم..
لا شبابيك في جهنم، و العصافير لا تتقن الانسلال من الأبواب…
***************

هل جربت الخروج من بيت بلا شبابيك، بابه بأقفال عصيّة على مفاتيح الشرف و العمل…
فيه من فيه ممن يلاحقك يريد خنق أحلامك، و من يلاحقك يريدك أن تساعده.. و من يريد الفرار معك.. و من يوّد لو يقدر على مساعدتك…
كيف تخرج من هذا البيت؟
لا تقل لي أبقى فيه.. أشاهد أحلامي تموت مع كل صباح جديد..
بل قلّي:
ألجأ لمن يؤمن بالشبابيك مثلي، كما قصص الأطفال الساذجة: الكثرةُ الشريفة لا تغلبها الصعاب…
أحمق كل من خوّلت له أنانيته قصه لأجنحة غيره كي يمتلك السماء…
لا شبابيك في جهنم قابيل و هابيل.. بل كثير من الأبواب ليخرج الشرفاء من دائرة الدم.

لا شبابيك في جهنم…


يتبع…



#لمى_محمد (هاشتاغ)       Lama_Muhammad#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الحب أتحدث: أشجار المقابر-حبّ عربيّ 4-
- عن العنصريّة أتحدث: ثلاث صفعات على القلب- حب عربي 3-
- ملح و لحم - حب عربيّ 2-
- الله الذي أحب -الطب النفسي الاجتماعي-حكايتي 19-
- عن العناكب و الحب - حبّ عربيّ 1-
- (المسلمون): أول الجناة و آخر الضحايا…
- الرسالة التي لم تُرْسَلْ بعد -الطب النفسي الاجتماعي-حكايتي18 ...
- ثلاث حكايات من الزُهرة- -الطب النفسي الاجتماعي-حكايتي17-
- أفضل الحلال الطلاق..بالثلاثة...
- سندريلات- -الطب النفسي الاجتماعي-حكايتي16-
- دوبامين أم أنسولين- -الطب النفسي الاجتماعي-حكايتي15-
- من المكان الذي تنتظر فيه الشياطين -عليّ السوريّ- الجزء الثان ...
- عناوين القمر والشمس-الطب النفسي الاجتماعي-حكايتي14-
- كيف يتنزّل القرآن على شعوب لا تفهم في الكنايّة؟-عليّ السوريّ ...
- من المكان الذي ينظر منه الله- عليّ السوريّ: الجزء الثاني 9-
- جَلْدُ الذات-الطب النفسي الاجتماعي-حكايتي 13-
- مُسَلَّمَات: الطرف الثالث-الطب النفسي الاجتماعي- حكايتي12
- -اقرأنّ- الطب النفسي الاجتماعي-حكايتي 11
- سفاح المحارم النفسي -الاينمشمنت- : الطبّ النفسي الاجتماعي- ح ...
- اسرائيل و القضايا العالقة-عليّ السوريّ: الجزء الثاني 8-


المزيد.....




- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمى محمد - لا شبابيك في جهنم- حب عربيّ 5-