أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - ثورة 14 تموزعام 1958 فاصلة تاريخية















المزيد.....

ثورة 14 تموزعام 1958 فاصلة تاريخية


عبد الخالق الفلاح

الحوار المتمدن-العدد: 6285 - 2019 / 7 / 9 - 22:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


 ثورة 14 تموزعام 1958 فاصلة تاريخية
• انطلاقاً من العراق عام 1958 هزحدث تاريخي الشرق الأوسط سماها البعض بالانقلاب ظلماً وخلافا لكل التعاريف والوقائع وقد سبقتها ثورات عديدة ضد الاحتلال البريطاني وأبرزها ثورة العشرين تلك الثورة الشعبية العارمة التي أقضت مضاجع الانكليز، وجسدت وحدة الشعب العراقي بأجلى وأنبل مظاهرها ،إلأ ان في الحقيقة كانت ثورة الرابع عشر من تموز ،ثورة تحمل الاسم الحقيقي لما لها من اهمية من الناحية السياسية والجغرافية للبلد وتأثيرها على دول المنطقة والعراق يمثل محوراً استراتيجياً يربط الشرق الاوسط كله بالغرب .
• الثورة احدثت زلزالا عنيفاً ليس على مستوى العراق والمنطقة فحسب بل العالم اجمع ، لان الحدث لم يغير نظاما سياسيا فقط بل احدث فاصلة تاريخية مهمة في حياة العراقيين شملت الناحية السياسية والاجتماعية والاقتصادية ، كما ان هذة الانطلاقة المباركة اثرت تأثيرا كبيرا على مجمل التوازنات في المنطقة والعالم و العراق فيه كان وما يزال اليوم مركزا لتوازنات ألاقليمية والعربية واحلاف دولية عديدة سابقاً .
• كما اريد لبغداد ان تكون هي السد المانع لانتشار الاحزاب القومية والدينية واليسارية العالمية وتم توظيفها من قبل الغرب على هذا الاساس لكبح الحريات والمعتقدات السياسية و للحدث أهمية بمكان لان الثورة قامت على ايدي مجموعة من الضباط كانت تضم العديد من الوطنيين ويقودهم ضابط ذو كفاءة عسكرية متميزة وروح وطنية عالية ونزاهة وعفة وأمانة معروفة بين اوساط الضباط. وهو منظم كبير وذو عقلية استخباراتية وكان يقف على معظم التغيرات والاسرار في المؤسسة العسكرية ويسهر ليلاً ونهاراً ويشرف ويتابع بنفسه المشاريع الصغيرة والكبيرة وسرعة الانجاز منها دون ملل او كلل وهو الزعيم عبد الكريم قاسم وببرنامج يمثل منهج بناء الدولة، فيما لم يكن لدى أعداءه غير منهج بناء السلطة الذي لا يحتاج غيرإيجاد بعض المستنفعين واصحاب المصالح بعيداً عن مطالب الجماهير وما اشبه اليوم بالبارحة .
• لقد كانت الثورة منذ بداية انطلاقتها تدعوا الى تحرير العراق من الاستعمار البريطاني وكانت جبهة الاتحاد الوطني قد تأسست و ضمت بين صفوفها بعض الاحزاب المؤتلفة في تلك الرحبة مثل البعث والشيوعيين والحزب الوطني الديمقراطي والاستقلال وشخصيات سياسية اخرى . لقد كانت بحق امرطبيعي لمسيرة نضالية طويلة من قبل الاحزاب والعناصر الوطنية والقومية وبتأييد من قبل قطاعات واسعة من الشعب العراقي . و كانت نتاج ثورات وانتفاضات عديدة قامت بها النخبة من مثقفي واحرار العراق ابتداءا من ثورة العشرين مرورا بانتفاضات ووثبات عديدة و كانت ثمرة نضال سياسي الهدف منه قيام نظام جمهوري يحقق السيادة الوطنية والحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية للشعب
• والثورة كانت مدعومة من قوى الشعب العراقي بعربه واكراده وبعماله وفلاحيه وكسبته ومثقفيه وايدته منذ الوهلة الاولى ،وكان البيان الاول للثورة اعلن عن "بعد الاتكال على الله وبمؤازرة المخلصين من أبناء الشعب والقوات الوطنية المسلحة، أقدمنا على تحرير الوطن العزيز من سيطرة الطغمة الفاسدة التي نصبها الاستعمار لحكم الشعب والتلاعب بمقدراته وفي سبيل المنافع الشخصية. إن الجيش منكم وإليكم، وقد قام بما تريدون" وكذلك رسمت الثورة منذ البداية خارطة طريق باتجاه الإعلان عن منجزاتها واولها الإعلان عن تحرير الاقتصاد العراقي وذلك بالخروج من الكتلة الاسترلينية وتحرير الدينار العراقي ، وقانون الإصلاح الزراعي وتوزيع الأراضي على الفلاحين وانهاء معاناتهم من تسلط واضطهاد الاقطاع وشرعت قانون الأحوال الشخصية والذي اخذ بالاعتبار حقوق وحرية المرأة ،بموافقتها على إقامة الجمعيات الفلاحية
• والنقابات المهنية ، وشرعت بعمل لجنة لدراسة حقوق العراق النفطية ، وألغت الثورة سياسة الانحياز نحو الغرب والأحلاف العسكرية التي سار عليها النظام الملكي، "كان عضوا اساسياً في حلف بغداد المركزي الذي ضم ايران وتركيا وباكستان والعراق والولايات المتحدة بصفة مراقب" والتي أدت إلى إضعاف العراق عسكرياً، لأن الدول الغربية لم تجهز العراق بالسلاح خلال تلك الفترة مما تتطلب إقامة علاقات مع المعسكر الاشتراكي ، وتم تسليح الجيش العراقي بعد الثورة بالسلاح السوفيتي ومن الدول الاشتراكية الاخرى ونشطت الصناعة بشكل جيد .والعمل على رفع مستوى الدراسة لان نسبة الامية في العراق ما قبل ثورة تموز كانت مرتفعة بشكل كبير، لاسيما في اوساط الفلاحين وتكاد تصل في بعض المناطق الى نسبة مائة بالمائة، باستثناء ابناء الاقطاعيين الذين توفرت لهم فرصة الدراسة في العراق وخارجه، فتمدنوا بالضرورة، وان كانوا من مرجعيات فلاحية.
• و إننا اليوم ننظر إلى إنجازات هذه الثورة وفق ما حققته من تحولات كبيرة في المجتمع العراقي وبقيت تأثيراتها حتى اليوم رغم الانقلابات المضادة المتتالية التي حدثت والمسخرة من الامبريالية العالمية .
• الثورة وما فجرته من تفجير للوعي السياسي لدى الجماهير الشعبية الواسعة التي كانت محرومة من المساهمة في النشاطات السياسية احدى ركائزها و رفعت مستوى الوعي لدى الجماهير بحقوقها وواجباتها الوطنية، وانغمرت في نشاطات الأحزاب السياسية. وإطلاق السجناء السياسيين، وحرية التعبير والتفكير والعمل النقابي والسياسي والثقافي وبشكل واسع منقطع النظير.. وتعزيز الإستقلال السياسي للبلد ، للحفاظ على كيانه السياسي، واستقلاله وسيادته كمنجز وطني كامل ، وإلغاء جميع المعاهدات الإستعمارية الجائرة والمخلة بالسيادة الوطنية.الثورة ومنجزاتها اغاضت الكثير من القوى في العالم وبدأت عملية اجهاز متتابعة بتخطيط من مخابرات دول غربية وعربية وأقليمية لاسقاط هذه التجربة الوطنية ووأدها ، وبالفعل اوكل العمل لقوى واحزاب ومنظمات في الداخل العراقي ترفع شعارات القومية العربية كحزب البعث وبعض التيارات القومية والناصرية و ساعدتها قوى وتيارات مناهضة للديمقراطية واقطاعية واشتركت بعملها وساهمت بأسقاط ذلك المشروع الوطني التحرري في 8 شباط 63 بانقلاب اسود اريقت فيه دماء الالاف من العراقيين ، وبعد سبعة أشهر على الانقلاب، نقلت صحيفة "الاهرام" عن الملك حسين قوله". أسمح لي أن أقول لك إن ما جرى في العراق في 8 شباط/فبراير 1963 قد حظي بدعم الاستخبارات الأمريكية.
• ان طعم الوقائع المرعبة ووخز الذكريات الموجعة وبصمات العذاب لايام الحرس القومي لايمكن ان تنساها ذاكرة ما تبقى من ضحاياها وما تركته من جيوش الارامل واليتامى والتي لم تسلم من ارث عصابات الحرس القومي التي خلفت اكبر مؤسسة قمعية في العالم وابشع تقاليدالقسوة التي طورها الجيل الثاني من الحرس القومي في انقلابهم التموزي الثاني في 1968 فاهلك اولئك اليتامى وما ولد من اجيال في حروب وسجون وثرامات ومناف وتغيب ومعتقلات مرعبة ودهاليز مظلمة وتهجير للالاف من ابناء العراق الشرفاء على اساس الهوية والمذهب والدين . ولقد بقي القليل من عاش تلك الايام ممن يعرف او سمع بعض بواطنها والذين دافعوا بكل بسالة عن ثورة تموز وانجازاتها التاريخية وقدموا حياتهم .
عبد الخالق الفلاح باحث واعلامي



#عبد_الخالق_الفلاح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين اللغط الامريكي والحكمة السياسية
- الوطن هو الشرف، هو البيت، وهو الحياة
- الارث الاعلامي وازمة القيم عند البعض
- ** نزيف الفراق**
- قمة العشرين...الصين وامريكا والعودة الى الهدوء
- التعايش والتعامل والمشتركات
- الرؤية الغائبة في استراتيجية مكافحة الفساد
- خفض التوترات داخل مجلس النواب
- دعوات وتصريحات جوفاء للحوار
- الصبرالمتعالي للفيليين رغم الجراح
- العطلة المدرسية: بين نشاط الطلاب ومسؤولية الاهل
- قيمة المرء ما قد كان يحسنه *
- صفقة القرن لا طريق لها إلأ الفشل
- الاستثمار ودوره الريادي في بناء العراق
- الاستقالة حالة غائبة في الفشل عند سياسيينا
- الديمقراطية بين الادعاء والعمل
- بين الاخلاق والسياسة
- لاتشبهوا اليوم بالبارحة فالحرب لن تقوم
- همسة في الضمير لكي يبقى قلبه ينبض
- نقطة من بحر التهديدات المصطنعة


المزيد.....




- سفارة أمريكا في القدس تُجدد تحذير رعاياها بعدم قدرتها على مس ...
- السعودية.. ظهور جديد لسعود القحطاني.. وتركي آل الشيخ يُعلق
- وسائل إعلام إيرانية رسمية: طهران تُسقط مسيرة إسرائيلية بالقر ...
- هذا الموقع تحت الأرض هو جوهر البرنامج النووي الإيراني.. إليك ...
- ترامب يشن هجوما لاذعا على ماكرون بسبب تصريح -وقف إطلاق النار ...
- رفع مستوى التأهب الأمني في منشآت القيادة الأمريكية بمنطقة ال ...
- إلى أين تتجه العملية الإسرائيلية في إيران؟
- DW تتحقق ـ صور وفيديوهات مزيفة عن التصعيد بين إيران وإسرائيل ...
- هل سيخرج الدم الاصطناعي من المختبر قريبا؟
- الدفاع الروسية: إسقاط 147 مسيرة أوكرانية بينها اثنتان فوق مو ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - ثورة 14 تموزعام 1958 فاصلة تاريخية