أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر مكي الكناني - مسرحية : ( الخروج إلى الدَّاخِل ) مسرحية من فصل واحد















المزيد.....



مسرحية : ( الخروج إلى الدَّاخِل ) مسرحية من فصل واحد


حيدر مكي الكناني
كاتب - شاعر - مؤلف ومخرج مسرحي - معد برامج تلفزيونية واذاعية - روائي

(Haider Makki Al-kinani)


الحوار المتمدن-العدد: 6277 - 2019 / 7 / 1 - 18:42
المحور: الادب والفن
    


الفهرس
ت الموضوع الصفحة

1 مقدمة وحكاية ( الخروج الى الداخل ) 2
2 المحاولة الأولى 3
3 المحاولة الثانية 5
4 المحاولة الثالثة 10
5 المحاولة الرابعة 13
6 المحاولة الأخيرة 15
7 مقدمة وحكاية ( توليفة ) 17
8 توليف أول 18
9 توليف ثاني 19
10 توليف ثالث 20
11 توليف رابع 21
12 توليف خامس 22
13 توليف سادس 23
14 توليف سابع 24
15 توليف أخير 25






























مسرحية : ( الخروج إلى الدَّاخِل )
مسرحية من فصل واحد

الحكأَيُّة


( إن منطــقة اشتـــغال (الخروج الى الداخل ) اعتمدت عَلَى عنصرين متناقضين بل متحاربَيْنَ مُنْذُ الأَزَل الأول: ما يُسَمّى بالخَارِج الافتراضي , الثاني : (الدَّاخِل ) الذي يُمَثِّل البَسَاطَة والبِدَائِيَة الولادة القسرية ورُبَّمَا الَمْوت في بعضِ الأحيان , أن حالات التّشويه واللاأنتِمَاء التي يَعِجُ بِهَا الخَارِج ذلِكَ الخَارِج الافتراضي رُبَّمَا يعودُ بِنَا إلى ( حَيْ بِنْ يَقْضَانْ ، آخر مَنْ نَجَا ) , ما نريد قوله في الخروج الى الداخل, أنَّهُ في اللحظات الحاسِمَة وحِيْنَ تَغطّ في غَفْوَةٍ عُمْرها ألف ألف سنةٍ ضوئيةٍ , لابُدَّ بَعْدَ اليقظةِ أنْ تُحَاول الخروج حَتَّى لو كَانَ هذا الخروج إلى الدَّاخِل ) .
الَمْؤلف



• (تركتُ الرجالَ في الخَارِج يحبلونَ، بصدورٍ مُتَدَليةٍ يُرْضِعُونَ أَطْفَالَهم ،لَقَدْ غَادَرَتْهُم الرّجولة، وَسَرَّحوا النِّسَاءَ ، تَصَوَّروا أنّي في يومِي الأول في الخَارِجِ قَدْ بِضْتُ) 0


الآخَرْ
(الَمْحاولةُ الأخيرة )


الشخصيات التي تُمَارِس الخروج

1- مُحَرِّك الشخصيــــاتْ .
2- رجل 1 (المُتَفَلْسِفْ ).
3- رجل 2(الشَّاعِرْ) .
4- رجل 3 (الأَعْمَى ) .
5- الآخَرْ .




الَمْحاولةُ الأولى

(محرك الشخصيات والمصور والشاعر والأعمى والمتفلسف )


الَمْكَانَ : كَهَفْ ,في أعْلَى الَمْسرح شاشةُ عرضٍ كَبِيرَة ٍ,أعْلَى يمين الَمْسرح ساعة كبيرة ,أعْلَى يسار الَمْسرح ساعة كبيرة أخرى عقاربها تَسِيرُ عَكْس الأخرى.. مومياء متناثرة هُنَا وهُنَاك ملفوفةٌ بأكياسٍ شَفَّافة , وَسَط ْالَمْسرَح أَجْسَادٌ مُلْتَصِقَة مَعَ بَعْضِها تُكَوِّنْ دَائِرَة بِدون رؤوس يَسْتقَدِمُها جَسَدُ كَلْبٍ مُتَفَسِّخ لكن يَبْدو رَأْسَهُ سَالِما مُغَطَّى بِرِدَاءٍ أَبْيَض .
(يدخل مصور يوجه الكاميرة نحو الَمْسرح يلتقط صورة للكادر, تُعْرَض الصّورة عَلَى شَاشَةِ العَرض وَسَط الَمْسرح )

مُحَرِّك الشخصيــــات: (يدخل ) يقومُ بِتَحْنِيطِ المومياء ويهيئ الأجساد الأخرى .
(أصواتٌ غير مفهُوَمة تصحبها صورٌ متشابِكةٌ لأغانٍ و انفجارات ومباراة كرة قَدَم ثُمَّ أصوات حشرات كَأنَّها تحومُ حَولَ الَمْكَانٍ) .

(يدخل مُحَرِّك الأجساد , يقوم بتحريك عقارب الساعتين الأولى عكس الثانية ) .

صوت :ليلُ الَمْدينةِ ابْتَلَعَتْهُ خَنَافِسٌ سَودَاء جَاءَتْ مِنْ هُنَاك ,دونَ أَنْ يَعْتَرِضُهَا أَحَدْ , لا أَحَدْ يَعْرِفُ مِنْ أَيْنَ جاءتْ والى أَيْنَ تَمْضِي , شَيْئاً فَشَيْئاً تَدْخلُ إلى عقولِكَمْ ,تَصْنَعُ لَكَمْ مِنَ السّماءِ خَبَر , ومِنَ الدِّماءِ خُبْز , سَتَشْرَبُ أحلامَكَمْ وتقذِفَكَمْ إلى أرضِ الهَلْاكِ , أغلقوا ثقوبَ جِدْرَانِكَمْ و أَوْصَدوا بَوَابةَ آذانِكَمْ سَتَدخِلُ مِنْ هُنَا أو هُنَاك .. لَيْلُ الَمْدينةِ ابتلعَتْهُ خَنافِسٌ سَوْدَاء جَاءَتْ مِنْ هُنَاك .

(الثلاثة يتحركون شيئا فشيئا .. يتفحصون أجسادهم )
المُتَفَلْسِفْ : أَحْـ ..
الشَّاعِرْ :أَحْيــَا..
الأَعْمَى: (يتلَمْس الاثنان ثم جسده ) أَحْيــَـاء.
(الثلاثة يرقصون فرحين مرددين ) أحياء .. أحياء
الشَّاعِرْ : كَأنِّي نِمْتُ عَاماً كَامِلاَ , رَأْسِي ثَقِيل , ثَقِيْلٌ جِداً .
الأَعْمَى : جَسَدِي مُهَشَّم ,ولا أَقْوَى عَلَى الوقوف .
المُتَفَلْسِفْ : كَانَتْ لَيْلَةٌ ليلاء .

(الثلاثة يتوزعون عَلَى أجزاء الَمْسرح كُلاً يَبْحَثُ مِنْ نَاحِيَتِهِ.. شيئا فشيئا يَشْتَد البحث.. يسقطونَ مُتعبَيْنَ )

الشَّاعِرْ : (متعب ) إنَّنَا نشغلُ بقعة ما.
الأَعْمَى : (متعب) في أرضٍ ما .
المُتَفَلْسِفْ : (متعب) في زمانٍ ما , (ينهض ) لكن الظَّاهِر عَلَى المَكَان وَمَا فِيه (ينظر حَولَه ) إنَّهُ كَهَف ,(يصرخ) كَهَــــــــــــف .
الأَعْمَى :( مستهزئا ) اخْتِرَاعٌ عَظِيمٌ .





صوت :ليلُ الَمْدينةِ ابْتَلَعَتْهُ خَنَافِسٌ سَودَاء جَاءَتْ مِنْ هُنَاك ,دونَ أَنْ يَعْتَرِضُهَا أَحَدْ , لا أَحَدْ يَعْرِفُ مِنْ أَيْنَ جاءتْ والى أَيْنَ تَمْضِي , شَيْئاً فَشَيْئاً تَدْخلُ إلى عقولِكَمْ ,تَصْنَعُ لَكَمْ مِنَ السّماءِ خَبَر , ومِنَ الدِّماءِ خُبْز , سَتَشْرَبُ أحلامَكَمْ وتقذِفَكَمْ إلى أرضِ الهَلْاكِ , أغلقوا ثقوبَ جِدْرَانِكَمْ و أَوْصَدوا بَوَابةَ آذانِكَمْ سَتَدخِلُ مِنْ هُنَا أو هُنَاك .. لَيْلُ الَمْدينةِ ابتلعَتْهُ خَنافِسٌ سَوْدَاء جَاءَتْ مِنْ هُنَاك .

الشَّاعِرْ : لقَدْ فقَدْتُ أَدَوَاتِي ولا أعْرِفُ كَيف ؟ الكَلِمْاتُ فَرَّتْ مِنْ رَأْسِي .
المُتَفَلْسِفْ : رَأْسِي ثقيل .
الأَعْمَى : رَأْسِي ثقيل .
الشَّاعِرْ : رَأْسِي ثقيل .
الثلاثة : (متعبَيْنَ ) إنَّهُ ثقيلٌ .. ثقيلٌ جدا .
الثلاثة : (عَلَى الأرض يائسين ) يبدو إنَّنَا نُمْنَا طَوِيلاً .
الأَعْمَى : رُبَّمَا مَكَثنا ليلةً أو ليلتين .
الشَّاعِرْ : رُبَّمَا أًكْثًرْ .
المُتَفَلْسِفْ : (كَانَهُ يتلو خِطبة ) واقعُ الحالِ لا يَدِلُّ عَلَى استدلالِكَمْ,(يتأملُ الَمْكَانَ ) بِمَا أَنَّ الَمْكَانَ في حالةِ تَغْيير مُطْرَدٍ مَعَ الأَزْمِنَة فــــــــ ...
الأَعْمَى : ( مُقَاطِعَا ) أووه ..دَعْكَ مِنْ هذا كُلِّه ( يتعثر ويسقط )دعك .. أَنَّ الَمْعادِل الوجداني لفُقَدْانِك الطريقَ في الصحراءِ مَثـَـلاً يَجْعَلْكَ تَلْجَأُ إلــى البـَــوْصَلَةِ ..(يؤشر عَلَى عينيه ) وَبِمَا أَنَّ العَطَب قَدْ أَصَابَها ,لِذَا قَرّرْتُ أَنْ تَكون مُهِمَتِي في وضُوحِ الرؤيا لا ثبوتِها .
الشَّاعِرْ :(يثورُ مُنْزَعِجا ) رُبَّمَا كَانَ طَرِيقُ الخروجِ مِنْ هُنَا.
المُتَفَلْسِفْ : أَوْ مِنْ هُنَا.
الأَعْمَى : لا لا .. مِنْ هُنَا.
(يكثر الجدل مصحوبا بخصام )

صوت :ليلُ الَمْدينةِ ابْتَلَعَتْهُ خَنَافِسٌ سَودَاء جَاءَتْ مِنْ هُنَاك ,دونَ أَنْ يَعْتَرِضُهَا أَحَدْ , لا أَحَدْ يَعْرِفُ مِنْ أَيْنَ جاءتْ والى أَيْنَ تَمْضِي , شَيْئاً فَشَيْئاً تَدْخلُ إلى عقولِكَمْ ,تَصْنَعُ لَكَمْ مِنَ السّماءِ خَبَر , ومِنَ الدِّماءِ خُبْز , سَتَشْرَبُ أحلامَكَمْ وتقذِفَكَمْ إلى أرضِ الهَلْاكِ , أغلقوا ثقوبَ جِدْرَانِكَمْ و أَوْصَدوا بَوَابةَ آذانِكَمْ سَتَدخِلُ مِنْ هُنَا أو هُنَاك .. لَيْلُ الَمْدينةِ ابتلعَتْهُ خَنافِسٌ سَوْدَاء جَاءَتْ مِنْ هُنَاك .

(يدخل مُحَرِّك الأجساد , يقوم بتحريك عقارب الساعتين الأولى عكس الثانية )

الثلاثة : (يرددون ) أَيْنَ أَنتَ ؟ أَيْنَ أَنْتَ ؟ أَيْنَ أَنْتَ أَيُّهَا الطّرِيق .
الشَّاعِرْ : الّلعْنَةُ عَلَيْكَ .
الأَعْمَى : يا أِلهي .. رَأْسِي ثقيلٌ وجَسَدِي مُهَشَّمٌ .
المُتَفَلْسِفْ : يَبْدُو أنَّ النَّوم لَحِسَ ذاكرتنا , لكِنْ أَيْنَ , أَيْنَ الآخَرْينَ ؟
الأَعْمَى : الآخَرْينَ .. رُبَّمَا هُنَا أوهُنَاك .
الشَّاعِرْ : رُبَّمَا ظُلَمْة الكَهْفِ أ بْتَلَعَتْهِم .
الأَعْمَى : هِيْ أَنْتَ .. أَيُّهَا الكَلْبُ , (يصرخ ) يا كَلب ,أَيْنَ الكَلب ؟
الشَّاعِرْ : كَلْبٌ ؟ أَيُّ كَلْبٍ ؟
المُتَفَلْسِفْ : ها .. تَقْصِدُ ذلِكَ الَمْخْلُوق الّذِي يَمْشِي عَلَى أَرْبَعِ وَيَصْدُرُ أصواتاً كالنِّبَاحِ و رُبَّمَا يَعَضُّ فِي حَالاتِ الغَضَبِ .




(يدخلُ مُحَرِّك الأجسادِ يُزِيلُ الغِطَاءَ الأبيض عَنْ الكَلْبِ , يُصَاب الجَمِيع بالدَّهْشَةِ حِينَ يَجِدُونَ الكلب قَدْ تَحَولَ إلى كتلةِ عِظَام إلا رَأْسَه )

الأَعْمَى : (يتلَمْس وجوه أصدقائه ) مَا بِكَمْ ؟
الاثنان : (صامتان ) .
الأَعْمَى : هَلْ الكَلْبُ نَائِمٌ ؟ أَمْ مَاذَا ؟
الاثنان : (صامتان ) .
الأَعْمَى : (يصرخ ) .. هَلْ أبْتَلَعَ لِسَانكَمْ الكَلب ؟
المُتَفَلْسِفْ :يَا أِخْوَتِي ( يتفحصُ الكلبَ ) إنَّنَا وبِصَرَاحَةٍ مَمْلوءةِ بالوضُوحِ الَمْطْلَق ..(الاثنان يقاطعانه ) .
الاثنان : أأووه .. أَكَمِلْ .. أَكَمِلْ .
المُتَفَلْسِفْ : إنَّنَا نُمْنا طَوِيلاً .. رُبَّمَا طَويلاً .. طَويلاً جِدّا .
الأَعْمَى : (يضحك ) كُنْتُ دَائِماً أُرَاهِنُ عَلَى جِنُونِك .
الشَّاعِرْ : دَعْكَ مِنْ الَمْبَالَغَةِ رُبَّمَا هُوَ كلبٌ يشبهُ كلبُنا .
المُتَفَلْسِفْ : (يستقطع قطعة من جسد الكلب ) حسبْ حالاتِ التَّفَسِّخِ الّتي مَرَّ بِهَا هذا الَمْخْلوق
الاثنان : (منزعجان ) .
المُتَفَلْسِفْ : أقصدُ هذا الكلبُ (يصرخ ) إنَّهُ كلبُنا (بانتصار) (يحمل الرأس ) أنظروا إلى الرأسِ لَمْ يتَفَسَخْ (يرمي الرأسَ إلى الشَّاعِرْ).
الشَّاعِرْ:(راكضا) هُوَ ذَاتَهُ ذلِكَ الكَلبُ (يرميه للأعمى ) .
الأَعْمَى : مَاذَا؟
الشَّاعِرْ:(راكضا) هُوَ ذاتُه ذلِكَ الكَلب (يرميه للأعمى ) .
الأَعْمَى : مَاذَا ؟.. مَاذَا ؟
الأَعْمَى : (متعثرا) ها ..تقصدُ ذلِكَ الكلبُ الذي تَبِعَنا (يرميه إلى الشَّاعِرْ) .
الشَّاعِرْ: (راكضا ) حِينَ دَخَلَنْا لِلْكَهْفِ .
الثلاثة : هُوَ ذاتُه ذلِكَ الكَلْبُ.
الثلاثة : يبد ..يَبْدُو ..أَنّنـــ.. إنَّنَا نُمْنَا لِسَنَوَاتٍ طَوِيلَةٍ ..


الَمْحاولةُ الثانية

(محرك الشخصيات والشاعر والأعمى والمتفلسف )

( flashback )
( حِين كَانَوا في الصّف طُلابا .. بُقْعَةُ ضَوْءٍ تَجْمَعهم بِسَبورةِ دَرس مُحَطّمَة )

الصوت / الدَّائِرةُ أَكَمْلُ الأشْكَالِ .
الشاعر/ الدَّائِرةُ أكَمْلُ الأشكالِ ؟
الأعمى/ الدَّائِرةُ أكَمْلُ الأشكالِ ؟
المتفلسف/ القيدُ يُمَثِلُ دَائِرَة .
الأثنان / (يكممانه ) .. أشششش .
الجميع / يا مُعَلِّمْ .. يا مُعَلِّمْ.
الشاعر/ أَحَقّا أَنَّ العَدَد عَشْرَة .
الأعمى/ رقمٌ مُقَدْس .

المتفلسف/ يَبْدَأُ ..
الأعمى/ بِنقطَةٍ مِنْ أعْلَى رَأْسِ الهَرَم .
الشاعر/ ثُمّ بِنِقْطتين..
المتفلسف / ثُمّ بِثلاثة ثُمّ بِعَشْرة .
الشاعر/ ( يصرخ ) بِنقطةٍ واحدة .
الأعمى/ تَبْدَأُ .
رجل 3/ كُلّ البدايات .
الصوت / حانَ الوقت .. حانَ الوقت .

( يتوجه الجميع نحو الشاشات فيعلقونَ مرآة دائرية عَلَى صدورِهِم فَتَنْعَكِسُ صُور الجمهُوَر والضوء )

الصوت / كُلكَمْ بَدَأْتُمْ مِنْ ذَاتِ الَنْقطة أنتَ ، أنتِ ، هُمْ ، نَحْنُ ، أولئكَ ..
الشاعر / كَانَ أبي وَعَرَبَةِ الِإسْفَلْتِ امْتِدَاداً لِلْدَرْس ِ.. تَجَعَدَتْ يَدَاهُ وأحْتَرَقَ وَجْهَهُ مِنْ البَحْثِ عَنْ رَغِيفِنا الأَسْمَر أَكَلَتْهُ الحَربُ الأَخِيرةِ وَوَرِثْتُ عَرَبَتَه والإِسْفَلْت .
الأعمى / تَزْدَحِمُ الإِشَارَاتُ فِي ذَاكِرَتِي , أَيُّتُها السَّماء ها أَنَا أَرْتَجِي الَمْطَر
الأثنان / كُلَنْا يَرْتَجِيه .
الأعمى / حَطَّتْ طُيورٌ وَرَحَلَتْ أُخْرَى والَمْطَرُ مَا نَزَل .. يُقَال أَنَّ ثَمَّة ..
المتفلسف/ عَرَّافَةٌ تَسْكُن في الضِّفَةِ الأخرى..
الشاعر/ قَتَلَتْ حُلَمْ هذِه المدينة ..
الأعمى / كُنْتُ صَغِيراً لكِنّي أذْكُرُ ضَحِكَاتِهَا كَانَتْ أَجْمَلُ امْرَأَة هِيَ مَا قَبْلُ وَمَا بَعْدَ لكِنَّها رَحَلَتْ لَمْ تَتْرُك خَلْفَهَا سِوَى كَلَمْةٍ وَاحِدَةٍ (أُ..مِّـــ..ي) .
رجل 3/ (يضحك) الدَّرْسُ يا مُعَلَمْ ..الدَّرْسُ .. أَذْكره (أَ بْ جَ دْ) كَانَ أسْمَهُ أَحْمَدْ (هـَ . وَّ. زْ) (حِ .طِّ .ي) (كَ لَ مُ نْ) طَارَ الوَرَقُ ضَاعَ القَلَمُ (سَ عْ فَ صْ) (قَ رَ شَ تْ ) الَنْخْلَةُ احْتَرَقَتْ ..أَبْجَدْ ، أَيْنَ أَنْتَ ياأَحْمَد
الأثنان /(بمرح) هُوَز حطي .. هذا بيتي ..
رجل 3/ سَعْفَصْ قَرَشَتْ .
الأثنان / الَنْخْلَةُ أَنْبَتَتْ.
الجميع / يا مُعَلَم .. يا مُعَلَم
الشاعر/ إن العددَ عشرة .
الأعمى/ رقمٌ مُقَدْس .
المتفلسف/ يَبْدأُ ..
الأعمى/ بنقطةٍ من أعْلَى رأْسِ الهَرَمْ .
الشاعر/ ثم بنقطتين..
المتفلسف / ثُمَّ بِثَلاثَة ثُمَّ بِعَشْرَة .
الشاعر/ ( يصرخ ) بِنقْطَةٍ واحِدَة .
الأعمى/ تَبْدَأُ .
رجل 3/ كُلّ البدايات .
الأعمى/ تَتَّضِحُ لَكَ البدايات .
الأثنان/ وَرُبَّمَا النهايات .
صوت/ الوقتُ (يضحك) ..
الشاعر/ أحاولُ أَن أَمُرَّ مِنْ بَيْنَ هؤلاء.
الأعمى/هؤلاء جاؤوا مِن هُنَاك.
المتفلسف/ لا جَدْوَى مِن الانْتِظَار.
الشاعر/ عَلَيْكَ أَنْ تَبْحَث وتَبْحَث.

الأعمى/حَتَّى تَصِل إلى الفِرْدَوس .
المتفلسف/ لَيْسَ الَمْهِم وصولك .
الأعمى/إلى هُنَاك .
الشاعر/ بَلْ مَتَى تَصِلْ ؟
(يجلس الثلاثة يتابعون شاشات العرض )
صوت/ الوقتُ ( يبكي) ..

(الثلاثةُ يبحثونَ عن الخروجِ اثناءَ البَحْثِ يَجِدون أوراقاً بيانيةً ويجمعونها ..المُوسِيقى و الإنارة تُدَلِل عَلَى عملية مرور الوقت والتزامن مع البحث الَمْستمر..).

( الثلاثة احدهم ملتصق بالآخَرْ )
(عزف للكَمْان )

الشاعر/ النَّومُ عَبَاءَةٌ سوداء .
الأعمى/ حَطَّتْ عَلَى رؤوسِنَا .
الشاعر/ الخوفُ صارَ .
المتفلسف/ خِنْجَراً يَطُولُ ألْسِنَتِنَا .
الأعمى/ (يضحك ) يقولون للَمْكتوفِ وَسَط اليَمِّ .
الاثنان /ايُّاكَ ايُّاكَ أنْ تَبْتَلَّ بالَمْاءِ.(يضحكَانَ )
الثلاثة / لَمَاذَا نعِيش؟
الثلاثة / حتّى نَموت ؟ (يضحكون )
الشاعر/ مَوت .. مَوت ؟!
الأعمى/الَمْوتُ فوزٌ بالفِرْدَوس .
المتفلسف/ نَمْ بالعَراءِ بَعْدَ مَوْتِكَ .
الشاعر/ َستُمْنَح القَصْرُ والأَميرَة .
الأعمى/نَمْ جَوْعَان .
المتفلسف/ بَعْدَ الَمْوتِ ستُمنح رغيفا.
الأثنان / كبيرا .
صوت/ الوَقْتُ , الوقت , الوقت يمضي ..

(الثلاثة يحاولونَ الاتصال )

الشاعر/ ألو.. أتَسْمَعُنِي ؟ ألو .. أَبْعَثُ لَكَ رِسَالَتِي الأَلْفُ بَعْدَ الَمْئة مَتى أَصِلْ ؟
الأعمى/ الو إنَّهُا رسالتي الواحدة بَعْدَ الَمْليون متى اصل ؟
المتفلسف/ ها.. هَلْ الصورة واضحة ..إنَّهُا رسالتي الواحدة بَعْدَ البليون ؟
الشاعر/ (يبحث عن الخروج ) البحثُ غَيرَ مُجْدٍ.
الأعمى/ (يبحث عن الخروج) أَيُّتّها السّماء امْنَحِيْنَا مَغْفِرَتِك ورحْمَتِك .
المتفلسف/ (يبحث عن الخروج) اللعْنَةُ عَلَى هذا الَمْكَانَ .
الأعمى/ سَتَسْخطنا السّماء الوَيْلُ لَمْنْ لا يُؤْمِن بالسّمَاء ..
كُلّ مَا يُؤْكَل سَينتهِي كُلّ ما يُلبَس يَصِيرُ قِطَعَاً بَالِيَةً ,سَتُنْزِلُ السّماء سخْطَهَا عَلَيْنَا .
المتفلسف/ إنَّ السَماءَ رَحْمَتُها أكْبَرُ مِنْ عُقُولَنْا وَحِسَابَاتِنا الأرْضِيَةِ .
الشاعر/ فَلِنَحْيا يومُنا هذا ..
المتفلسف/ للَمْوتِ يومٌ آخرُ نُكَمْلُ فِيْهِ حَدِيْثنا .

صوت/ الوَقْتُ أرْنَبٌ مَذْعُورٌ ..

(ينهض الثلاثة مرعوبَيْنَ )

(الثلاثة منهمكين في البحث عن الخروج , الإنَارةُ والَمْوسيقى تُدَلِّل عَلَى مرور الزمن , صوتٌ قويٌ ..رُبَّمَا انفجار)
الشاعر/ (يداهُ عَلَى أُذَنَيْهِ) ما هذا ؟
الأعمى/ يَبْدو أنَّ انفجارا حَدَثْ ؟
المتفلسف/ أَنَا لا أَفْقَهُ شيئاً؟
الشاعر/ يبدو إنَّنَا عَلِقْنَا هُنَا ؟
الأعمى/ مَاذَا ؟
المتفلسف/مَاذَا؟

( تختفي منافذ الدخول والخروج وتنزل من الأعْلَى ثلاث أكياس شفافة تبقى معلقة أعْلَى الَمْسرح)

صوت / أَنْتُمْ مُحَاصَرونَ ؟
رجل 1 / هَلْ أَنَا أَحْلُمْ ؟
الأعمى/ إنَّهُا السّمَاء .. رُحْمَاكِ أَيُّتُها السّماء .
المتفلسف/(يضحك ) أَيُّ سَماءٍ .. وَهَلْ أَكَلَتْ السّماءُ الَمْكَان ؟
الشاعر / فَأَمْطَرَتْ قمصانَا .

( صوت انفجار آخر يدوي بالَمْكَانَ )

صوت/ أنْتُمْ مُحَاصَرونَ حَانَ الوَقْت .
الشاعر/ إنْفِجَارٌ في الذّاتِ البّشَرِيَةِ ؟!
الأعمى/ أحْدَثَ خَسَائِرٌ نَفْسِيَة ٌ ؟!
المتفلسف/ مِمَّا أَدَّى بِلِجْنَةِ مُكَافَحَةِ تَضّخُمِ الذّاتِ البّشَرِيَة ِ.
الشاعر/ إلى بَتْرِ الغرور.
الأعمى/ وقتلِ الَنْرْجِسِيَةِ.
المتفلسف/ ببترِ ذيلِ الضَّحِيةِ .

صوت/ أنتُم مًحاصرونَ حانَ الوقتُ .

الثلاثة / أَيُّ وقتٍ ؟
الشاعر / مَنْ هُوَ ؟
الأعمى/ مَاذَا يُرِيدُ ؟
المتفلسف/ اسأَل سَمَاؤك ؟
الشاعر/ كَيْفَ دَخَلَتْ هذه القمصان ؟
الأعمى/ إنَّهُا السَّماء .
المتفلسف/ يا ألهِي وما دَخْل السَّماء ؟
الأعمى/ حَمْقَى كُلّ ما يَحْصُل وَمَا حَصَل مِنَ السَّماء .
المتفلسف/ إذاً ابْتَهَلْ إلى سّماءِك أَنْ تُخَلِّصْنا .
الأعمى/ وَكَيْفَ تَسْتَجِيب السَّماء لأمْثَالِك (يتشاجران).

الشاعر/ (يصرخ) ألا يَكْفِيكَمْ ما حَصَل .. نَحْنُ مُحَاصَرون وأنْتُم تَتَشَاجَرونَ ؟

(تتحرك القمصان للأسفل وتقفز من مكَانَهُا )

(الثلاثةُ مختبئين خائفين )
الشاعر/ مَنْ يَكون ؟!
الأعمى/مِنْ أَيْنَ جاءَ ؟!
المتفلسف/ مَاذَا يُريد ؟!
الثلاثة/ هَلْ نَحْنُ مُحَاصَرونَ ؟ ( تقترب القمصان منهم )
صوت/ (يضحك ) .
الثلاثة / لَمَاذَا نَحْنُ ومَاذَا فَعَلَنْا ؟ ( تقترب القمصان منهم )
صوت/ (يضحك بصوت أعْلَى ) .
الثلاثة/ هَلْ ارتكبنا أخطاء ؟ ( يتشحون القمصان ويتوجهُوَن للبحث عن الخروج )
الصوت / (يضحك ) سَيَسْتَمُرُ حِصَارَكَمْ .
الثلاثة / مَاذَا ؟
الصوت/ ها انتم تَبْحَثونَ عن طَرِيقُ الخروجِ دونَ جَدْوَى.
الثلاثة / نَعَم ؟
الصوت/ تبحثونَ دونَ استِشَارَةِ أحَدْ دونَ عِلَمْ احَد غَيْرَ مُبالِينَ بالآخَرْين .
الثلاثة / (مستغربَيْنَ) دونَ استِشَارَةِ أحَدْ ؟ غَيْرَ مُبَالِينَ؟!! (يضحكون ) ؟
(ينفجرونَ مِنَ الضَّحكِ )
الصوت/ ( دقّات ساعة )
( اضْحَكوا ما شِئْتُم الوَقْتُ يَجْري كالأَرْنَبِ )

الثلاثة / ( يصيبهم التعب والإعياء والجوع يتحركون للدلالة عَلَى مرور الوقت )

الصوت / حِصَارُكُمْ سَيُجَدَّدُ بِحِصَارٍ آخرٍ وآخر (يضحك ) حَتَّى تُقَرروا .

الثلاثة / نُقَرِّر؟ نُقَرِّر مَاذَا ؟! انْتَظِرْ ..(يبحثون يتفحصون قمصانهم )
الشاعر/ اللعنةُ هَلْ أَنَا احْلُمْ ؟
الأعمى/ إنَّهُا السّماء تَمْتَحِنُ أَيماننا .
المتفلسف/ بَدَأْتُ اعْتَقَدْ إنَّنَا مُحَاصَرُونَ .
الشاعر/ مَاذَا يقصد إنَّنَا سنحيى حِصَارا آخر ؟
الأعمى/ (يكلَمْ نفسه ) حِصَارٌّ آخر .. حِصَارٌ .. آخــر ؟
المتفلسف/ متى يَرْجِعُ؟ وأَيُّ قَرَارٍ ؟
الصوت/ ها .. هَلْ توصلتم إلى قرار ؟
الشاعر/ الجُّوعُ .. الجُّوعُ بَدَأَ يَأْخِذُ مَأْخَذَه ُ.
الأعمى/لابِدَّ لَنْا مِنْ اجْتِيَازِ هذا الاختبار .
المتفلسف/ خَبِّرْ سماؤك أّن تَمْنَحْنُا الخُبْزَ والَمْطَر .






الَمُحاولةُ الثالثة

( الشخصيات نفسها )

صوت :ليلُ الَمْدينةِ ابْتَلَعَتْهُ خَنَافِسٌ سَودَاء جَاءَتْ مِنْ هُنَاك ,دونَ أَنْ يَعْتَرِضُهَا أَحَدْ , لا أَحَدْ يَعْرِفُ مِنْ أَيْنَ جاءتْ والى أَيْنَ تَمْضِي , شَيْئاً فَشَيْئاً تَدْخلُ إلى عقولِكَمْ ,تَصْنَعُ لَكَمْ مِنَ السّماءِ خَبَر , ومِنَ الدِّماءِ خُبْز , سَتَشْرَبُ أحلامَكَمْ وتقذِفَكَمْ إلى أرضِ الهَلْاكِ , أغلقوا ثقوبَ جِدْرَانِكَمْ و أَوْصَدوا بَوَابةَ آذانِكَمْ سَتَدخِلُ مِنْ هُنَا أو هُنَاك .. لَيْلُ الَمْدينةِ ابتلعَتْهُ خَنافِسٌ سَوْدَاء جَاءَتْ مِنْ هُنَاك .

(يدخل مُحَرِّك الأجساد , يقوم بتحريك عقارب الساعتين الأولى عكس الثانية )

الشَّاعِرْ:(بقعة ضوء) كلَّ هذهِ السنواتْ ونَحْنُ نِيَّام .
الأَعْمَى : (بقعة ضوء ) الرؤيةَ أنْ تَرَى الأشياءَ كَمْا هيَ لا كَمْا تَبْدُو لكَ .
المُتَفَلْسِفْ : (بقعة ضوء) هَلْ يوجدُ معنى حَتَّى نَعِيش ؟
الاثنان : هَلْ يوجدُ مَعْنى حَتَّى نَمُوت ؟
المُتَفَلْسِفْ : الاضمِحْلالْ ..الاضمِحْلالُ جِرْثومَةٌ تَنْخِرُ في رَأْسِي (صوت حشرات ) أَيُّها الكَهْف ؟
الثلاثة : أَيُّها الكَهْف ؟
المُتَفَلْسِفْ : كَيْفَ تَبْدُو السَّماء فوقَك ؟
الشَّاعِرْ : هَلْ مازالَتْ زَرْقَاء ؟
الأَعْمَى : هَلْ الرؤيةُ واضِحَةٌ ؟
المُتَفَلْسِفْ : سَنَخْرِجُ مِنْ هُنَا؟
الشَّاعِرْ : لا .. لا .. مِنْ هُنَا.
الأَعْمَى : لا .. بل .. مِنْ هُنَا.
الشَّاعِرْ : السَّمَكَةُ تَسْبَحُ في البَّحْرِ بَعِيْدَاً عَنْ اليَابِسَة ِ.
الأَعْمَى : السَّمَكَةُ تَسْبَحُ في الشِّبَاكِ تَقْتَرِبُ مِنْ يَد الصَّياد .
المُتَفَلْسِفْ : أنْظُرُوا .. أنْظُرُوا تِلْكَ الأسماك الراقَدْة عَلَى رمال الشاطئ , يا صاحبيَ .. لَمْ تعدْ في هذه الدُّنْيَا قوانينٌ قطعيةٌ أو ثابِتَةٌ , حَتَّى عِلْمُ الفيزياءِ قوانينُه تَتَبَدَّل , أتَعْرِفَانِ لِمَاذا ؟
الاثنان : لِمَاذا ؟
المُتَفَلْسِفْ : لأنَّ هذا العِلْمُ يا صَاحبي يَزْعُمُ أنَّ جسمين لا يمكنُ لهُمَا أَنْ يَشْغَلا معا مكَانَا واحدا بَيْنَما في حالتِنا الحاضرة يشغلُ ثلاثةُ رِجَالٍ مَكَانَاً واحداً ,فَهَلْ بَعْدَ ذلِكَ يُمْكِنُنا الاعتماد عَلَى عِلْمِ الفيزياءِ في الكهُوَف ؟
الشَّاعِرْ : (بقعة ضوء ) قلتُ لكِ ألفَ مرةٍ لا تخافي , صحيحٌ أَنَا الآن أقْبَعُ في كَهْفٍ مُظْلَمْ, أَنَا في الدَّاخِل وأنتِ في الخَارِج ..
الأَعْمَى: (يجلس مع الكلب ) أَتَعْرِفُ يا صَاحِبي الْمُتَفَسِّخ , جَمِيْلٌ أَنْ أَتَحَدَّثُ إليكَ , أَتَذْكُرُ يا صاحبي تِلْكَ الأَيُّامُ الجَمِيْلة ..
الشَّاعِرْ : يقولونَ في الخَارِج.. الأحلامُ تطيرُ وَتَحِطُّ السّعاداتْ ..
المُتَفَلْسِفْ : أعلَمْ , نَعَم , أعلَمْ لديكِ جُوعاً عَلَيكَ أَنْ تُغَذِّيه..
الشَّاعِرْ : وسِبْخَةً لا تَكْفِيْهَا بحارُ العالَمِ , أمَّا أَنَا لديَّ كوارثٌ مِن الرَّغَباتِ أعِيشُ براكين مِن الشَّكِ والوَهْمِ ..
الأَعْمَى:( مع الكلب ) حِيْنَهَا كُنْتَ كلباً يافعاً ,أَقْصِدُ قَبْلَ بِلُوغِكَ مَرْحَلَةِ التَّفَسِّخ (يضحك ) , جَمِيْلٌ ..جَمِيْلٌ أن تَنْثَالَ عَلَيْكَ الاعترافات في كَهْفٍ مُظْلِمٍ .
المُتَفَلْسِفْ : في حَضْرَةِ كَلْبٍ مُتَفَسِّخٍ ..
الأَعْمَى : (للكلب )أعْذُرْنِي يا صَدِيقِي لَمْ أَقْصِدْ الإِسَاءةَ ,لكِنَّهُ رَأْسِي ..رَأْسِي .
المُتَفَلْسِفْ : أَعْتَقِدُ جَازِمَا أَنِّي كُنْتُ أَتَحَدَّثُ إلى كَلْبٍ , نَعَمْ , كَلْبٌ مُتَفَسِّخ .

(بقعة ضوء تجمع الشَّاعِرْ والكلب )

الشَّاعِرْ : مِئَاتُ السِّنِيْنَ وَأَنَا أَحْمُلُ حُبَّكِ بَيْنَ جَنْبِي , رُبَّمَا تزوجتِ العشراتَ من الرِّجَالِ , وأَنْجَبْتِ الْمِئَاتِ مِن الأطفالِ , لكِنَّي أُشَاهِدَكِ تَتَفَسَّخِينَ (يُعَانِقُ الكَلْبَ وَيَرْقُصُ مَعَهُ ) اِحْلَمْي ’ اِحْلَمْي , بالحِلْمِ وَحْدَهُ ســـــــــ , ( يَدٌ تَسْحَبَهُ ) لكِنَّ ثَمَّةَ يَدٌ تَمْتَدُ مِنْ خَفَاء تَجُرَنِي لِلْوَرَاء وَتَسوقَنِي إلى كَهْفٍ (يصرخ) كَهــْـفٍ مُظْلَمْ أُجَاورُ كلبٌ مُتَفَسِّخ .
(بقعة ضوء تجمع الشَّاعِرْ والكلب )

الأَعْمَى : رَأْسِي .. رَأْسِي .. رَأْسِي يصطدمُ من جديدٍ بالحقيقةِ , يصطدمُ من جديدٍ بالحقيقةِ , من جديدٍ بالحقيقةِ , الوضوحُ (ينهض , يتعثر) الوضوحُ مُشْكِلَةُ الجَّمِيع (مخاطبا الجمهُوَر ) هَلْ تَبْدُو الأشياء عَلَى حقيقتِها في الخَارِج ,(للكلب ) يا صَدِيْقِي أَرْغَبُ بَدَلَ هذا الرأسُ الَمْعطوبُ رأساً قوياً صَلْبَا عَنِيدَاً بِعَيْنَيْنِ وَاسِعَتَيْنِ تَلْتَهِمُ العَالَم .

صوت :ليلُ الَمْدينةِ ابْتَلَعَتْهُ خَنَافِسٌ سَودَاء جَاءَتْ مِنْ هُنَاك ,دونَ أَنْ يَعْتَرِضُهَا أَحَدْ , لا أَحَدْ يَعْرِفُ مِنْ أَيْنَ جاءتْ والى أَيْنَ تَمْضِي , شَيْئاً فَشَيْئاً تَدْخلُ إلى عقولِكَمْ ,تَصْنَعُ لَكَمْ مِنَ السّماءِ خَبَر , ومِنَ الدِّماءِ خُبْز , سَتَشْرَبُ أحلامَكَمْ وتقذِفَكَمْ إلى أرضِ الهَلْاكِ , أغلقوا ثقوبَ جِدْرَانِكَمْ و أَوْصَدوا بَوَابةَ آذانِكَمْ سَتَدخِلُ مِنْ هُنَا أو هُنَاك .. لَيْلُ الَمْدينةِ ابتلعَتْهُ خَنافِسٌ سَوْدَاء جَاءَتْ مِنْ هُنَاك .

(يدخل مُحَرِّك الأجساد مصحوبا بأصوات تمثل هجوم حشرات يقوم بتحريك عقارب الساعتين الأولى عكس الثانية ويضع خطابا بيد المُتَفَلْسِفْ ) .

(بقعة ضوء تجمع الشَّاعِرْ والكلب )

المُتَفَلْسِفْ : نَوْمٌ .. نَوْم .. (يُوْقِظ الأَعْمَى ) نَوْم , (يوقظ الشَّاعِرْ) انهُضْ (للجمهُوَر) فَلْيَنْهَض الجميع ,قرون طَوِيْلَة وَنَحْنُ نِيَّامُ مَاذَا فَعَلَ لَكَمْ النَّوم , مَاذَا فَعَلَ لَنْا النَّوم .
الأَعْمَى : (مقاطعا ) ما بِكَ تَصْرُخ كَانَ الدُنْيَا قَامَتْ ؟
الشَّاعِرْ :(يتمطى) لِمَ هذا الصُّرَاخ ؟
المُتَفَلْسِفْ : لَنْ تُصَدِّقُوا مَاذَا وَجَدْتُ ..
الأَعْمَى : ها .. هَلْ وَجَدْتَهُ ؟
الشَّاعِرْ : طَرِيقُ الخروجِ ؟ كَيْفَ وَجَدْتَهُ ؟
المُتَفَلْسِفْ : (بِيَأس) لا .. لا .
الأَعْمَى : كُلّ هذا الصَخَب دُونَ جَدْوَى .
الشَّاعِرْ : كُنْتُ أَعْرِفُ أَنَّك بالونه فَارِغَةٌ انْفَجَرَتْ .
المُتَفَلْسِفْ : (صامتا )
الأَعْمَى : بَعْدَ هذهِ السَّنواتُ اللعِينَةُ .
الشَّاعِرْ : يا تُرى كَيْفَ يَبْدو الخَارِج .
المُتَفَلْسِفْ : بَعْدَ هذا الخِطَاب صارَ الوَقْتُ مُبِكَّرا للأماني .
الاثنان : (باستغراب) مَاذَا .. خِطَـــــــــابْ ؟
المُتَفَلْسِفْ : إنَّهُ الآخَرُ كَتَبَ لَنْا ..
الاثنان : الآخَر ؟
المُتَفَلْسِفْ : (يقرأ الخِطَاب )
يا أخوتي (يجلس الاثنان ) إنِّي خَرَجْتُ حَال كِتَابَتِي هذا الخِطَاب لا أَعْرِف في أَيُّ يَوْمٍ نَحْنُ..
الشَّاعِرْ : (يقرأ الخِطَاب ,الاثنان جالسان )

أَوْ فِي أَيِّ سَاعةٍ أو في أَيِّ عام .. خَرَجْتُ لَحْظَتْ كِتَابَتِي هـذا الخِطَابُ ..

الأَعْمَى : (يتلمس الخِطَاب ,الاثنان جالسان )
حِيْنَهَا عَرِفْتُ أنَّ (الآخَرْ) خَرَجَ قبلي وها أَنَا رُبَّمَا أخرجُ بَعْدَه إذا وجدتُ أَنَا أو الآخَرْ طَرِيقُ الخروجِ , سَنَعودُ لَكَمْ بَعْدَ نوْمَةٍ أو نَوْمَتِين .
الثلاثة : (مستغربون ) نومة أو نومتين ؟!
الشَّاعِرْ : يا تُرى كَمْ مضى عَلَى كتابةِ هذا الخِطَاب ؟
المُتَفَلْسِفْ : رُبَّمَا قرون .
الأَعْمَى : أَيْنَ وجدته ؟
المُتَفَلْسِفْ : رُبَّمَا هُنَا ؟
الشَّاعِرْ: أوهُنَاك ؟
الأَعْمَى : أوهُنَا ؟

(يدخل مُحَرِّك الأجساد يقوم بتحريك عقارب الساعتين الأولى عَكْس الثانية ويَخْرُج )

الثلاثة/ الوقتُ يَهْرُبُ خِلْسَةً دُوْنَ نَدَم .
الثلاثة/ الساعاتُ خَنافِس سَوْدَاء .
المُتَفَلْسِفْ /لَسْنَا عقولا صافية .
الشَّاعِرْ / لَسْنَا ملائِكَة .
الثلاثة/ كُلَمْا قَتَلَ شَخْصٌ نظيرهُ .
الأَعْمَى / فَزِعتُ مِنْ نَفْسِي .
المُتَفَلْسِفْ/البَرَابِرَةُ يَزْحَفُونَ مِنْ خَارِجْ الَمْدينةِ .
الثلاثة/ كخَنافِسٍ سوداء .
الشَّاعِرْ / نَحْنُ نصنعُ البرابرةَ حَتَّى نؤلههم .
الأَعْمَى / ونقتتلُ من اجلهِم.
المُتَفَلْسِفْ / حَتَّى يَزْدَادُوا ثَرْوَةً وجَاهَا .
الثلاثة / نَحْنُ بحاجةٍ إلى عقولٍ جَدِيْدَة .. أَطْرَافٍ جَدِيْدَة .. رؤوسٍ جَدِيْدَة ..عوراتٍ جَدِيْدَة.

صوت :ليلُ الَمْدينةِ ابْتَلَعَتْهُ خَنَافِسٌ سَودَاء جَاءَتْ مِنْ هُنَاك ,دونَ أَنْ يَعْتَرِضُهَا أَحَدْ , لا أَحَدْ يَعْرِفُ مِنْ أَيْنَ جاءتْ والى أَيْنَ تَمْضِي , شَيْئاً فَشَيْئاً تَدْخلُ إلى عقولِكَمْ ,تَصْنَعُ لَكَمْ مِنَ السّماءِ خَبَر , ومِنَ الدِّماءِ خُبْز , سَتَشْرَبُ أحلامَكَمْ وتقذِفَكَمْ إلى أرضِ الهَلْاكِ , أغلقوا ثقوبَ جِدْرَانِكَمْ و أَوْصَدوا بَوَابةَ آذانِكَمْ سَتَدخِلُ مِنْ هُنَا أو هُنَاك .. لَيْلُ الَمْدينةِ ابتلعَتْهُ خَنافِسٌ سَوْدَاء جَاءَتْ مِنْ هُنَاك .

(يدخـــل الشَّاعِرْ بحالــة هستيريــة كَانَ أحدهــم يـــطارده )
المُتَفَلْسِفْ / أَيْنَ كنتَ ؟ تكلَمْ .
الشَّاعِرْ / ( يؤشر كَانَ أحدا يلاحقه ) .
الأَعْمَى / مَاذَا بِكَ ؟ مَن يُطارِدَكَ ؟
الشَّاعِرْ / ( يحاول استرداد أنفاسه ) .
المُتَفَلْسِفْ / ها .. هَلْ تتمكنُ مِنَ الكلامِ ؟
الأَعْمَى / مَاذَا شاهدتَ أوصفهُ لي ؟
الشَّاعِرْ/شــا..شـــاهـ.. شـــــاهدتُ ..
المُتَفَلْسِفْ / شاهدتَ مَاذَا ؟
الأَعْمَى / مخلوقٌ بِعَيْنٍ وَاحِدَة .. لا يَهُم , الَمُهِم أنَّهُ يَملِكُ عَيْنَا .
المُتَفَلْسِفْ / اللعْنَةُ (يصرخ ) دَعْهُ يَتَكَلَّمْ .
الشَّاعِرْ / شَاهَدْتُ , أَحَدَهُم قَادِمٌ نَحْوِنا .

الاثنان / مَاذَا ؟
المُتَفَلْسِفْ / رُبَّمَا شاهدتَ صخورَ الكَهْفِ .
الأَعْمَى / فظننتَ أحَدُهُم قادم .
الشَّاعِرْ / ( يصرخ , يحاول الاختباء ) قلتُ لَكَمْ أنَّ أحدهُم قادمٌ نحونا وَسَتَرون .
الأَعْمَى / ( متأملا) أحدُهُم قادمٌ .. مَنْ يكون ؟
الشَّاعِرْ / رُبَّمَا من آكلي لحومِ البشرِ .
المُتَفَلْسِفْ / لا تَخَفْ لحْمُكَ (expire ) صلاحِيَتُه انتهتْ عُمره أربعةُ قرونٍ .
الأَعْمَى / فهُوَ غير صَالِح للاستهَلْاكِ الَمْحلي .
الشَّاعِرْ /( للأعمى ) أتذكرُ الحُفْرَةَ الّتِي أخْرَجْنَاكَ مِنْهَا ؟
الأَعْمَى / الحُفْرةُ ؟ نَعَم أذكرُ ذلِكَ (يضحك المُتَفَلْسِفْ ).
الشَّاعِرْ / والَمْغارةُ ,الَمْغارةُ التي قُلْتَ إنَّهُا خطرةٌ (للَمْتفلسف )أتركوا البَحْثَ فيها .
المُتَفَلْسِفْ / الَمْغارة ؟ نَعَم أذكرها تِلْكَ الَمْغارة الَمْظلَمْة (يضحك الأَعْمَى ).
الشَّاعِرْ / (يلهث ) هذا الشيء الّذي يُلاحقني جاءَ مِنْهَا .
المُتَفَلْسِفْ / (يبحث) عَلَيْنَا أَنْ نَبْحَثُ عَنْ أَشْيَاءٍ نُدَافِعُ بِهَا عَنْ أنْفُسِنَا .
الأَعْمَى / (وهُوَ يبحث ) رُبَّمَا يكون حيوانَا خَطِراً .
الأَعْمَى / رُبَّمَا إنَّهُ من الحيوانات الَمْنقرضةِ , الدِيْنَصُورَاتْ مثلا .
الشَّاعِرْ / لا . لا. كَانَ حَجْمُهُ بِحَجْمِنا تَقْرِيْبَا .
المُتَفَلْسِفْ / رُبَّمَا .. ديناصورٌ قَزَمٌ .
الأَعْمَى/ قَزَمْ ؟



الَمُحاولةُ الرابعة

( الشخصيات نفسها )

(أصوات متفرقة لكن صوت هجوم الحشرات هُوَ الغالب ثم صوت أقَدْام تحدث دوي كبير, يدخل مُحَرِّك الأجساد يقوم بتحريك عقارب الساعتين الأولى عكس الثانية ويهيئ الأجساد للَمْشهد الَمْقبل, يَخْرُج, يدخل الآخَرْ ) .

الآخَرْ : (يدخل ..رجل بذقن طويل .. ينتعل (حذاء كبير اخضر) .. معصوبُ الرأسِ .. يرتدي زياً نسويا .. يحملُ عَلَى ظهرهِ جذع شجرةِ .. يحملُ رايةً بيضاء متهرئةً)

(يختبئ الثلاثة وعصيهم أمام وجوههم يرقبون بخوف الآخَرْ ).

الشَّاعِرْ : (يهمس ) . إنَّهُا امْرَأَة !
الأَعْمَى : ما ..مَاذَا .. مَاذَا ؟ نساء !
المُتَفَلْسِفْ : امْرَأَة بذقنٍ طويل ؟
الأَعْمَى : ما ..ذا .. مَاذَا ؟ ذقنٌ طويل !
الشَّاعِرْ :لا.. لا .. إنَّهُ رجل لكنه امْرَأَة .
الأَعْمَى : ما ..مَاذَا .. مَاذَا ؟ رجلٌ و امْرَأَة !
المُتَفَلْسِفْ : يا ألهي ..من هو ؟ رجلٌ أم امْرَأَة ؟
الشَّاعِرْ : أنتَ أم أنتِ ؟

الأَعْمَى : إنَّهُ ..مَــن .. تَكَلَّمُوا ؟!

(يقترب الثلاثة من الآخَرْ يدورون حَولَه مرددين بَيْنَهم )

الاثنان للأعمى : إنَّهُ , إنَّهُ .
الأَعْمَى : إنَّهُ ,مَــنْ , تَكَلَّمُوا ؟!
الاثنان للأعمى : إنَّهُ .. الآخَرْ ؟!
الأَعْمَى : (يصرخ) الآخَرُ ؟ صاحبُ الخِطَاب ؟!
الاثنان للأعمى : هُوَ ..هُوَ ..الآخَر .
الأَعْمَى : كَيْفَ يَبْدو ؟ تكلَمْوا .
الشَّاعِرْ :(واصفا) ذقنٌ طويلٌ , وبطنٌ منتفخةٌ ..
المُتَفَلْسِفْ : نَعَم ,صاحِبُنا , حُبْلَى ..حُبْلَى ..
الأَعْمَى : أَنَا أُريدُ وصفا ,لا أُريدُ هَذَيَانَات .
الاثنان للأعمى : إنَّنَا نَنْقُلُ لَكَ ما نَرَاه .
الأَعْمَى : مَاذَا ؟!
الشَّاعِرْ :(يائسا) بطنٌ مُنْتَفِخَةٌ ..
المُتَفَلْسِفْ: (بملل) ثَدْيَانِ مُتَرَهِّلْانِ ..
الآخَرْ :(صــــــــــامت )
الثلاثة : كَيْفَ حَصَلَ هذا كَيْف ؟
الثلاثة : (يركضونَ) إنَّهُا كَارِثةٌ.
الأَعْمَى : إنَّهُا فاجِعَةٌ.
الثلاثة :(وهم يركضون) إنَّهُا كارثة.
الأَعْمَى : (يوقفهم ) أتعرفونَ مَاذَا يَعْنِي هذَا ..
المُتَفَلْسِفْ : أَنْ .. أَنْ يُصَابَ أحدُنا بِهذِهِ المَهْزَلَة ..
الشَّاعِرْ : يَتَدَلَّى صَدْرُه و يَحْبُل ..
الأَعْمَى : مَاذَا .. مَاذَا ..يطولُ شَعْرِي ..
الشَّاعِرْ : ويتدلَّى صَدْرِي
المُتَفَلْسِفْ : وأحبُلْ ؟!!
الثلاثة : (يسقطون ) ونُطَارِح نَفْسُنا الغَرام ..
الشَّاعِرْ : (ينظر إلى الآخَرْ )لأنَّنَا..
الأَعْمَى :(ينظر إلى الآخَرْ ) الرجُلُ ..
المُتَفَلْسِفْ : (ينظر إلى الآخَرْ ) والمَرْأَةُ .

صوت :ليلُ الَمْدينةِ ابْتَلَعَتْهُ خَنَافِسٌ سَودَاء جَاءَتْ مِنْ هُنَاك ,دونَ أَنْ يَعْتَرِضُهَا أَحَدْ , لا أَحَدْ يَعْرِفُ مِنْ أَيْنَ جاءتْ والى أَيْنَ تَمْضِي , شَيْئاً فَشَيْئاً تَدْخلُ إلى عقولِكَمْ ,تَصْنَعُ لَكَمْ مِنَ السّماءِ خَبَر , ومِنَ الدِّماءِ خُبْز , سَتَشْرَبُ أحلامَكَمْ وتقذِفَكَمْ إلى أرضِ الهَلْاكِ , أغلقوا ثقوبَ جِدْرَانِكَمْ و أَوْصَدوا بَوَابةَ آذانِكَمْ سَتَدخِلُ مِنْ هُنَا أو هُنَاك .. لَيْلُ الَمْدينةِ ابتلعَتْهُ خَنافِسٌ سَوْدَاء جَاءَتْ مِنْ هُنَاك .

الثلاثة : (يسقطون )كلّ هذهِ السنواتْ ونَحْنُ نِيَام ؟
الشَّاعِرْ :لَنْحاوِل مَرَّة أُخْرَى .
الاثنان : لا جَدْوَى المَنَافِذ غُلّقَتْ .
الشَّاعِرْ : والأبْوَابُ أُوْصِدَتْ .
الثلاثة : (ينظرون إلى بعضهم كَأنَهُم اكتشفوا شيئا ) طَرِيقُ الخروجِ ..


الَمْحاولة الأخيرة

(يدورونَ حَولَ الآخَرْ ويتوسلونَ له)

الشَّاعِرْ : طَرِيقُ الخروجِ مِنْ أَيْنَ ؟
الأَعْمَى : بالإشارةِ يا صديقي بالإشارة؟
المُتَفَلْسِفْ : ما عليكَ سوى أنْ تُشير .. ها .. مِنْ هُنَا.. لا لا.. مِنْ هُنَا.
الثلاثة : (يبحثون عن طَرِيقُ الخروجِ تعبَيْنَ )
الأَعْمَى : هَلْ خرجتَ كَمْا خرجَ الآخَرْون ..
المُتَفَلْسِفْ : هذا أنتَ ..أَيْنَ الآخَرْ ؟
الشَّاعِرْ : هَلْ مازالتْ السّماءُ زرقاء في الخَارِج .
الآخَرْ : (صامت ) .
الأَعْمَى : في أَيِّ عامٍ نَحْنُ ؟
المُتَفَلْسِفْ : كَمْ مَضَى عَلَينا هُنَا ؟
الآخَرْ: تَرَكْتُ الرجالَ في الخَارِج يَحبلونَ , بصدورِ متدليةٍ يرضعونَ أطفالَهم ,لقَدْ غادرتْهُم الرجولةَ , وَسَرَّحُوا النِّسَاءَ ,تَصَوَّروا أَنِّي في يَومِي الأَوَل في الخَارِج قَدْ بِضْتُ .
الثلاثة :(منبهرون ) .
الآخَرْ : لقَدْ غَادَرَتْنِي هذهِ الدهشةُ الّتي تَحِطُّ الآن عَلَى جباهِكَمْ ,كَانَ الوقتُ صباحاً , كنتُ حِيْنَهَا مُنْشَغِلا بالكتابةِ ,تَحَسَّسْتُ بِحَرَارَةٍ تَحْتِي, مَدَدْتُ يَدِي لأستَطْلعَ الأمرَ , وإِذَا بِهَا بَيْضَة ..
الثلاثة :(منبهرون ) .
الآخَرْ : نَعَم .. بَيْضَة .. حَمِلْتُها وَذَهَبْتُ بها إلى زَوْجَتِي مَذْعُوراً قَالَتْ لِي بِهِدوء ..وما الغَرِيبُ في الأَمْرِ أَنَا شَخْصِياً كُلّ يَوم أَبْيَضُ بَيْضَتَينِ .
الثلاثة :(منبهرون ) .
الآخَرْ: لَمْ أسْتَطِعْ أَنْ أَحْتَمِلَ ما حَصَل , ذهبتُ إلى الطّبيبِ الأَخِصّائِي لأَشْرَحَ لَهُ قِصَّتي وقَبْل أَنْ أَتَفَوَّهَ بِكَلِمَةٍ واحِدَةٍ , دَخَلَتْ الْمُمَرِضَةُ وأَخْرَجَتْ مِنْ تَحْتَ كُرْسي الطّبيبِ المُعالِج انَاءاً قَدْ مُلِئَ بالبيضِ الطّازَجْ , حِيْنَهَا رَجِعْتُ إلى بيتي لأُكَمْلُ بيضتي الثانية . (يَخْرُج )

صوت :ليلُ الَمْدينةِ ابْتَلَعَتْهُ خَنَافِسٌ سَودَاء جَاءَتْ مِنْ هُنَاك ,دونَ أَنْ يَعْتَرِضُهَا أَحَدْ , لا أَحَدْ يَعْرِفُ مِنْ أَيْنَ جاءتْ والى أَيْنَ تَمْضِي , شَيْئاً فَشَيْئاً تَدْخلُ إلى عقولِكَمْ ,تَصْنَعُ لَكَمْ مِنَ السّماءِ خَبَر , ومِنَ الدِّماءِ خُبْز , سَتَشْرَبُ أحلامَكَمْ وتقذِفَكَمْ إلى أرضِ الهَلْاكِ , أغلقوا ثقوبَ جِدْرَانِكَمْ و أَوْصَدوا بَوَابةَ آذانِكَمْ سَتَدخِلُ مِنْ هُنَا أو هُنَاك .. لَيْلُ الَمْدينةِ ابتلعَتْهُ خَنافِسٌ سَوْدَاء جَاءَتْ مِنْ هُنَاك .

(يدخل مُحَرِّك الأجساد , يقوم بتحريك عقارب الساعتين الأولى عكس الثانية , يقوم بعزل الواحد عن الآخَرْ)

الثلاثة : (يرددون )كُلّ هذه السّنواتُ ونَحْنُ نِيَّامٌ ؟
الشَّاعِرْ :لَنْحاولُ مرةً أخرى .
المُتَفَلْسِفْ : لا جَدْوَى المَنَافِذُ غُلَّقَتْ .
الأَعْمَى : والأبوابُ أوصِدَتْ .
الثلاثة : (ينادونَ بعضهم من خلفِ الحواجز ) طَرِيقُ الخروجِ ..
الشَّاعِرْ : طَرِيقُ الخروجِ مِنْ أَيْنَ ؟





الأَعْمَى : بالإشارةِ يا صديقي بالإشارةِ؟
الشَّاعِرْ : ما عَلَيْكَ سِوَى أَنْ تُشِيرَ .. ها .. مِنْ هُنَا..


(مُحَرِّك الشخصيات يقوم بتكفين شخصيةِ الشَّاعِرْ )
( الشَّاعِرْ مومياء صامته)


المُتَفَلْسِفْ : طَرِيقُ الخروجِ من هُنَا.. لا لا.. مِنْ هُنَا. .. اللّعنةُ عَلَيْكَ , .
(مُحَرِّك الشخصيات يقوم بتكفين شخصية المُتَفَلْسِفْ )
( المُتَفَلْسِفْ مومياء صامته)


الأَعْمَى : بالإشارةِ يا صديقي بالإشارةِ .. أَيْنَ طَرِيقُ الخروجِ .. ها .. مِنْ هُنَا.. لا بَلْ مِنْ هُنَا .
(مُحَرِّك الشخصيات يقوم بتكفين شخصية الأَعْمَى )
( الأَعْمَى مومياء صامته)



(يدخل الَمْصور يوجه الكاميرة نحو الجمهُوَر يلتقط صورة للجمهُوَر, تعرض الصورة عَلَى شاشة العرض وسط الَمْسرح ).









نهـــــــــــــاية الخروج الى الداخل



#حيدر_مكي_الكناني (هاشتاغ)       Haider__Makki__Al-kinani#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسرحية : ( النص الصامت )
- مسرحية : توليفة
- وجه الغياب
- يا بَهْجَتْ هذا القلبُ
- نصوص الومضة ( م- احتمالات)
- كنتُ-نصّا
- ومضة
- نشيد الانتظار
- لعبة الوجوه
- علم الدلالة بين المفهوم والريادة – حواريات – حيدر مكي
- حرب الياسمين الأخيرة ( مجموعتي الجديدة : ماريا قمري الأسود )
- خطيئتي (N-T ) أنتِ (مجموعتي فتاوي شعرية )
- السياق في النص القرآني
- الأسلوبية والأسلوب – المعنى والعناصر- حواريات حيدر مكي
- (نعم – لا.. لا لا - نعم ) ______
- مشكل القرآن في منة المنان
- ها أنا أتفحص ظلّي (مجموعتي النثرية – نصوص لا تستحي من البوح)
- أنا رمل الكلمات (م – الرقص مع الذباب) _______________
- صوت الظل
- -لن تكتمل الصورة- م- محاولات –


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر مكي الكناني - مسرحية : ( الخروج إلى الدَّاخِل ) مسرحية من فصل واحد