أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - حقيقة موقف القرآن من المرأة 17/41














المزيد.....

حقيقة موقف القرآن من المرأة 17/41


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 6270 - 2019 / 6 / 24 - 11:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


«وَلَقَد عَهِدنا إِلى آدَمَ مِن قَبلُ فَنَسِيَ وَلَم نَجِد لَهُ عَزمًا، وَإِذ قُلنا لِلمَلائِكَةِ اسجُدوا لِآدَمَ فَسَجَدوا إِلّا إِبليسَ أَبى، فَقُلنا يا آدَمُ إِنَّ هذا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوجِكَ، فَلا يُخرِجَنَّكُما مِنَ الجنَّةِ فَتَشقى، إِنَّ لَكَ أَلّا تَجوعَ فيها وَلا تَعرى، وَأَنَّكَ لا تَظمَأُ فيها وَلا تَضحى، فَوَسوَسَ إِلَيهِ الشَّيطانُ قالَ يا آدَمُ هَل أَدُلُّكَ على شَجَرَةِ الخلدِ وَمُلكٍ لّا يَبلى، فَأَكَلا مِنها فَبَدَت لَهُما سَوءاتُهُما وَطَفِقا يَخصِفانِ عَلَيهِما مِن وَّرَقِ الجنَّةِ، وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى، ثُمَّ اجتَباهُ رَبُّهُ فَتابَ عَلَيهِ وَهَدى، قالَ اهبِطا مِنها جَميعًا بَعضُكُم لِبَعضٍ عَدُوٌّ، فَإِمّا يَأتينَّكُم مِّنّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشقى.» (20 طه 115 - 123)
سبق وتناولت موضوع آدم وحواء، وفي هذا النص يجري مرة أخرى مخاطبة آدم لوحده، فيما كان هو وزوجته حواء على حد سواء معنيَّين به. لكن في الوقت الذي يخاطب الله القرآني آدم بما يشمل به حواء في قول «إِنَّ هذا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوجِكَ» عن إبليس، ثم قول «فَلا يُخرِجَنَّكُما مِنَ الجنَّةِ»، لكن من بعد ذلك يتكلم القرآن عن تبعات ذلك فيما ينعكس على آدم حصرا بقول «فَتَشقى»، إذا ما أخرجهما إبليس من الجنة، تلك الجنة التي أراد الله حسب القرآن لآدم حصرا «أَلّا يَجوعَ فيها وَلا يَعرى»، وكذلك كونه «لا يَظمَأُ فيها وَلا يَضحى»، لكنهما مشتركان، فيما هي مخالفة الأمر الإلهي الإرشادي، أي على نحو التكليف الترخيصي لا الإلزامي، لا أقل وفق عقيدة العصمة الواجبة على الأنبياء، لمن يعتبر آدم نبيا، كما الشيعة، فبالرغم إن الشيطان قد وسوس إليه أي إلى آدم، وليس إلى حواء، كما تذهب اليهودية والمسيحية، وهنا نرى الإسلام أكثر إنصافا لحواء من الديانتين السابقتين المذكورتين. لكن من بعد ذلك يشتركان فيما اقترفاه فنقرأ: «فَأَكَلا مِنها»، ثم «فَبَدَت لَهُما سَوءاتُهُما»، وبعد ذلك «وَطَفِقا يَخصِفانِ عَلَيهِما مِن وَّرَقِ الجنَّةِ». بالرغم من القول إن آدم هو الذي عصى ربه، وتأتي العقوبة متوجهة لكليهما، إذ طردهما الله من الجنة بقوله: «اهبِطا مِنها جَميعًا». وبعد كل ذلك يختص الله القرآني آدم وحده بالاجتباء والهداية والتوبة «ثُمَّ اجتَباهُ رَبُّهُ فَتابَ عَلَيهِ وَهَدى»، بعدما كان هو الذي «َعَصى ... رَبَّهُ فَغَوى». إذن هنا نجد إن الله القرآني يتحيز بشكل كبير لآدم، فهو الذي خلقه قبل حواء، ثم خلقها من نفسه، بل خلقها له، واختصه فيما اختصه دونها. ولنسلم لما سيدعيه بعض المدافعين عن القرآن، بأن الكلام أينما ورد عن آدم فهو يشمل أيضا حواء التي لا يسميها القرآن باسمها، ألا يعني هذا نوعا من التجاهل لحواء، مما يعتبر في عالم الإنسان بين العقلاء احتقارا وإهانة لها؟ ثم حتى لو افترضنا صحة هذا المعنى، أفلا ينبغي على أحكم الحكماء وسيج العقلاء أن يتكلم بلغة واضحة لا تحتاج إلى التفسير وحل الألغاز، ناهيك عن التأويل القريب والبعيد، المقترن بقرينة، وغير المقترن بقرينة؟ هذا ومئات الأدلة تثبت امتناع صدور هذا الكتاب عن الخالق المطلق العادل الرحيم الحكيم.



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقيقة موقف القرآن من المرأة 16/41
- حقيقة موقف القرآن من المرأة 15/41
- حقيقة موقف القرآن من المرأة 11 + 14/41
- حقيقة موقف القرآن من المرأة 13/41
- حقيقة موقف القرآن من المرأة 12/41
- حقيقة موقف القرآن من المرأة 10/41
- حقيقة موقف القرآن من المرأة 9/41
- حقيقة موقف القرآن من المرأة 8/41
- حقيقة موقف القرآن من المرأة 7/41
- حقيقة موقف القرآن من المرأة 6/41
- حقيقة موقف القرآن من المرأة 5/41
- حقيقة موقف القرآن من المرأة 4/41
- حقيقة موقف القرآن من المرأة 3/41
- حقيقة موقف القرآن من المرأة 2/41
- حقيقة موقف القرآن من المرأة 1/41
- العذاب الأخروي في القرآن 39/39
- العذاب الأخروي في القرآن 38/39
- العذاب الأخروي في القرآن 37/39
- العذاب الأخروي في القرآن 36/39
- العذاب الأخروي في القرآن 35/39


المزيد.....




- استقبل تردد قناة طيور الجنة الجديد عبر الأقمار الصناعي لتسلي ...
- قائد الثورة: لو توحّدت الأمّة الاسلامية لما وقعت مأساة فلسطي ...
- هيئة الحج للحجاج: ابتعدوا عن الأفكار السياسية وتجنبوا الشعار ...
-  خامنئي: لو توحدت الأمة الإسلامية لما وقعت مآسي فلسطين وتعرض ...
- إيهود باراك يدعو لعصيان مدني لإسقاط نتنياهو
- إيهود باراك يدعو إلى عصيان مدني لإسقاط نتنياهو
- ثبتها الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سات وعرب سات و ...
- تنامي الإسلام الراديكالي في بنغلاديش
- مصر تقضي بسجن إسرائيليين اثنين 5 سنوات للاعتداء على موظفين ب ...
- محافظ السويداء: الاتفاق مع وجهاء الطائفة الدرزية ما يزال قائ ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - حقيقة موقف القرآن من المرأة 17/41