أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مزهر جبر الساعدي - قراءة في المجموعة القصصية، كتاب الحياة، للقاص عبد الامير المجر















المزيد.....

قراءة في المجموعة القصصية، كتاب الحياة، للقاص عبد الامير المجر


مزهر جبر الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 6267 - 2019 / 6 / 21 - 15:37
المحور: الادب والفن
    


قراءة في المجموعة القصصية، كتاب الحياة، للقاص العراقي عبد الامير المجر
يقدم لنا القاص عبد الامير المجر في مجموعته الجديدة والتى هي بعنوان كتاب الحياة. هذا العنوان الذي شكل عتبة للدخول او للتعرف او فهم مضامين قصص المجموعة التى عكست لنا، الحياة بتجلياتها وتداعياتها واسقاطاتها. القصص في هذه المجموعة، واقعية، واقعية جدا، قدمت لنا هذه المجموعة القصصية، الحياة بجانبيها المظلم والذي في مسارات عتمتها، لوحت لنا بالامل على الرغم مما فيها من الكم الهائل من الجشع واللاعدالة، الموازيان او اللذان هما في خط موازي للفقر والحاجة والعوز وضياع فرص الحياة للكائن الانساني في خضم وضع مرتبك ومضطرب لوطن ضيع بوصلة الطريق. ظالمة هذه الحياة التى تحمل الكثير من الحزن والاسى والألم. بالاضافة الى انها تفتح نوافذ للامل والحياة الافضل عندما نتحلل او نتخفف من احمالها الثقيلة بوعي عميق وفهم لسرها.هذه المجموعة، الروي فيها بضمير المتكلم اي ان الشخصية هي السارد للقصة.. وهي التى حملت لنا نحن قرأها او وضعت امامنا ونحن نقرأ حكاياتهم، الطريقة التى بها او الكيفية التى نصنع بها دواء لجروحنا وجروح هذا الوطن الجريح. قصص واقعية جدا، على الرغم من ان تقنياتها، اعتمدت على الفانتازيا وعلى الحلم وعلى الخيال العلمي وعلى غرائبية الحياة بعد الموت، باستثناء قصة: العظماء يرحلون بصمت.. احيانا. تنبض كل كلمة فيها بل كل حرف من حروفها برنين الواقع المعيش بما يحمل من وجع يملأ كل جنبة من جنباته. قصص سلسة والسرد فيها بلغة هي الاخرى سلسلة جدا ولكنها وفي الآن ذاته، تحتاج الى ان تسبر اغوارها العميقة التى لاتعطي الغائص من معانيها المدفونة، بين ثنايا السرد بذات سلاسة السرد الذي ينساب زمنيا بتتابع افقي، من غير ان تتداخل ازمنتها اي ازمنة قصص المجموعة. المجموعة التى ضمت ثماني قصص، هي قصص ذات بعد سياسي ووطني وكوني والى حد ما فلسفي لجهة البحث عن سر الوجود وغائية وجود الكائن الانساني فيها لجهة البحث عن معاني وجوده. وعن عناصر وعوامل توليد هذا الواقع ومآلته. احتوت قصص المجموعة، على حشد كبير من الرموز والاشارات التى تحيلنا الى البحث عن مسببات هذا الوضع، اوهي من تقدم لنا ما يختفي تحت سطح السياق السردي، من المعادل الموضوعي للسرد الذي قاله البطل في قصص هذه المجموعة بالكلمات التى رسمت مشاهد الاحداث اي ترك مهمة ارسال الخطاب المضمر، لحركية مشاهد الاحداث وما فيها، من واقع مجلل بالألم والحسرات والضياعات والخسارات على المستويات الشخصية والوطنية والكونية. تقدم القصص لنا خطابها المرمز الذي يشب من بين حركة شخصياتها في الحياة الواقعية الصرفة كما في قصة العظماء... او في الحلم الذي يعكس وجع الواقع الذي يختنق بخوانقه بطل القصة، ليقدم لنا لوحة سريالية.. او في ادلجة حكايات الشعب المنقولة شفاهيا عبر العصور، صائحا في وجوهنا وعيوننا ومن بعد وفي توائم لحظي، اشتغال عقولنا؛ ان انتبهوا الى او تعرفوا على لب قولي هذا. ففي القصة التى كانت بعنوان عراة؛ يمتعنا قاصنا بقصة جميلة وسلسة جدا ولكنها تقول لنا قولا عميقا عن الواقع الذي لم نزل نعيشه. في لحظة مباغتة، تفتح الناس في المدينة عيونهم وهم عراة فقد سرقوا ثيابهم لصوص الليل. لم يبق في ثيابه إلا حاكم المدينة. يكتشفوا ان الحاكم هو وحاشيته، من سرق ثيابهم. يقتصون منه ومن حاشيته " كان الرئيس يتقدم مجموعة العراة، يسيرون كالقطيع في شوارع المدينة وخلفهم الجموع الغاضبة، التى تهتف بالقصاص منهم، وقد استعادت اشياءها المسروقة كلها، ورفعت صور اللصوص من جدران المدينة، التى عاشت فصلا مثيرا لم تشهده من قبل..". عودة الانسان، عتبة او عنوان مثير للسؤال قبل ان نتوغل في عالم الخيال العلمي للقصة وهي اطول قصة في المجموعة. وهنا وفي هذه القصة الممتعة نتعرف على الاشارة الدالة على جبروت وطغيان امريكا التى تريد وباي ثمن ان تحكم العالم من غير ان يكون لها منافس مهما كان وباي درجة كان، حتى لو اقتضى هذا فناء البشر على سطح هذا الكوكب نتيجة خطأ علمي. الامريكيون نجحوا في انتاج السلاح الخطير ليحكموا به العالم " ان هذا السلاح يقول، اما امريكا تقود العالم او ينتهي العالم..". لكن ما حذر منه العالم، من ان هذا السلاح لخطأ ما، سوف يقضي على البشرية في الكرة الارضية، وقع هذا الخطأ وانتهت البشرية.. "حدث خطأ رهيب ادى الى انفجار المفاعل وتسربت المادة القاتلة.. انها تجعل الساحة المستهدفة بلابشر احياء من دون ان تتسبب بقتل اي كائن اخر او تخريب اي وجود مادي..لم تمض سوى ساعات بعد الحادث المروع في صحراء نيفادا... حتى انتهى البشر..". علماء مجرة ميسو، يعودون بالسفينة التى تحمل على متنها شاب وشابة، امريكي عراقي و امريكية برازيلية، على متن سفينة عملاقة. السفينة الارضية، كانت وكالة ناسا قد اطلقتها الى الفضاء الكوني قبل كارثة الاعدام الجماعي في المعمورة التى لم تعد معمورة. كانت سفينة مجرة ميسو تريد ان تضعهم في مركز الارض، أذ، لايمكن ان تبدأ الحياة من جديد على الارض إلا في مركزها، والذي كان بلاد مابين النهرين وبالقرب من قرية اور. الانسان في بلاد مابين النهرين، تحاصره وقائع فانتازية تتفوق على مخيال اي سارد مهما بلغ خياله من سعة وخصب في صناعة واقع فيه الكثير من القسوة والشراسة والغرائبية، لكنه، يظل في مستوى اقل من الواقع المعيش كثيرا. البطل في قصة دعوة لحفل المجانين.عنوان مخاتل.شكل عتبة القصة، قصة الفجيعة والمخادعة. قبل ان نلج فيها ونتعرف على كاتب المقالات السياسية، الذي تحاصره الحياة وجنونها الذي يتراكم في لاوعيه؛ ليتحول الى فلم تسجيلي غرائبي، اثناء الحفلة التى دعي إليها، يتمتع في مشاهدته الى النهاية. " حين لكزني احدهم بلطف، انتبهت..كانت القاعة فارغة من الجمهور تماما...الحفل انتهى منذ اكثر من ساعة يا استاذ..انتبهت الى الارض التى كانت مغطاة بعشرات المقالات السياسية والثقافية والاجتماعية..". بقية قصص المجموعة؛ مسبحة ابي، المؤرخ، الارث، تحمل جميعها ثيمة واحدة وان قالتها لنا بخطاب مختلف. هو ان النسيج المجتمعي العراقي، نسيج واحد ومتجانس، لأنه، متألف تاريخيا مع مختلافته، وان ظهر على غير حقيقته بفعل فاعل دخيل عليه، آنيا وتاريخيا. لذا، في النهاية وتحت ألم ونزيف جروح جسد الوطن مع استعادة او امتلاك الوعي، وفي لحظة وعي تاريخي لابد منه، يعود الى اصل بنيته التاريخية والمجتمعية الصلبة. وهذا ما نلمسه بوضوح في قصة؛ العظماء يذهبون بصمت.. احيانا. في الحصار كانت جروح الوطن شديدة الاوجاع على الانسان وحتى على الحيوان وايضا اوغل هذا الحصار، في الاذى على العقل والنفس " عند مشهد قطة وضعت صغارها...لم تجد الطعام لها ولصغارها الذين اخذوا يمتصون من اثداءها شبه الجافة...قلت من المسؤول عن هذا،وكان عليَ ان أقرأ..". ابو ايوب البطل في القصة، الانسان المتوحد والذي لايملك من القوت إلا قوت يومه، يقتطع جزءا من قوته الى امرأة واطفالها الذين فقدوا العون والمعين.. يسلمها الى صديقه، كاتب القصص. حين يموت يقف صديقه وينحني ليضع فاهه في اذنه" أبا ايوب لقد اوصلت امانتك للمراة..".



#مزهر_جبر_الساعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التوتر شديد التوتر بين ايران والولايت المتحدة،ماذا؟ والى اين ...
- تراجيديا الليالي المعتمات
- قراءة في رواية المخطوطة الشرقية للروائي واسيني الاعرج
- عالم تتحكم فيه، امريا لهو عالم فيه الكثير من القسوة والظلم
- النظام الاشتراكي في فنزويلا بين الاستقلال والعقوبات الامريكي ...
- إمريكا وفنزويلا ومعارك الحرية والاستقال
- الامريكيون يكذبون على الشعوب، ويستخفون بعقول الناس
- تغذية ارتجاعية
- الصراع في العالم، في جانب كبير منه، صراع اقتصادي
- قراءة في رواية ضريح الامل للروائي مانويل سكورزا من البيرو
- العلاقات السعودية الامريكية، الى اين؟


المزيد.....




- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مزهر جبر الساعدي - قراءة في المجموعة القصصية، كتاب الحياة، للقاص عبد الامير المجر