فائز الحداد
الحوار المتمدن-العدد: 6264 - 2019 / 6 / 18 - 15:49
المحور:
الادب والفن
لا شيء منّي بهذي البلاد.. لاشيء يشبهني بأي بلاد
ولا من سعفة تضارع نبض النخلة الهارية!!
بلاد بلا فصيلة حبر .. تذم صوتها في المئذنة الساقطة
تدور ( كالرومي *) مرميّة..
وأدور في الفراغ الداكن خيالا أزرق
احتسي البحر بحزن الضفاف
وأدقُّ أسافين القداسة برأي مدبب !!
أحاصر الغيم بدخان زرقتي..
لتهمي برعاف الغرقى
رسائل أطفال مؤممين باليتم
وظلّي في حلمات شتاتهم..
كمان مقطوع من وتر السلالات !!
فمنذ ألف حليمة ويسوع هارب في منفاي
أنادي:
يادم الغربة في أغاني القيامة
اعزف نهاية حلمي الفاقع في نسغ الصبر ..
وأهتف لائبا على مسامع السماويين:
ما عاد في سجع الكهّان صداي في الطبول
فالحرب وجه خطيئتي..
أردد صلوات الجراح ترانيم خطايا
والسبايا يتساقطن خزايا..
عدَّ جمرات الحصى وتناسل الرمال والصعاليك !!
تختلج كتبي الخديجة على الرفوف عن ثقلٍ
مرصرفةٌ.. تأكل بعضها بأضراس الفئران
لا غير تيه الملاحم برحم أنثى
وعلى شارب الخليفة ذبابة زرقاء
كخيالي الغارق في دُكنةِ الزرقة
كضرس المنجل بحنجرة سنبلة
كهاجس البلورة بناب الماسة
غارق بجهات الريبة ..
أزمّن الثمالة بوحي الفقد
هائما بعطر السنطة وجلجلة الصمت!!
أزمّر لأعراس الموتى بالمباهج
وأخاتل بالآيات مباضع اللذة المحرّمة
هي همسةُ ثانيةٍ بأبريق النهد
أزفها..ورفّة رمش لحلمة الوقت
فيا أنت .. طريد البلاد
مازال جذرك يفتئ بحسرة الطريق
ورؤاك قصائد ممنوعة بمسافة رقيب
تهندس الشكّ بجنون المتاهات
لتسقط خنجرا سليط الرقاب..
يدغدغ الرصاصة بحواس الأزيز ويصمت !!
فنم بعزلتك الشائبة على قارورة عانس
لن تشعل القبلة بلعابِ فانوسٍ ضرير
أو تستدرج الرهبان بكنسيةٍ ثكلى..
لا يأمّها الربِّ بأقدام التكايا
ولا شاكم لراهبةٍ في الجموح
مادام الرياء فخ الثناء.. !!
يسقط البياض في ازرقاق الصيد
ويشرب القوارير التراب.. ؟؟
تعلّم من الماء ..
إن الموجة التي تعلو هامة البحر..
تتكسّرعلى الضفاف.
* الرومي هو جلال الدين الرومي
هامش:
ربما علمتّك الغزوات كيف تضيع البلاد..
ويستشري الطاعون في اللعاب..!؟؟
#فائز_الحداد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟