أفنان القاسم
الحوار المتمدن-العدد: 6260 - 2019 / 6 / 14 - 14:39
المحور:
الادب والفن
قدمٌ تسبحُ في بحرِ يافا
وتناديني
النوارسُ أُخوتُهَا
والأحذيةُ أُخوتي
قدمٌ تتشمسُ مَعَ أقدامٍ أخرى
وتقرأُنِي
المراكبُ قصصُهَا
والأشرعةُ قصصي
قدمٌ عندَ قدمِ الظلالِ تتعرى
وتلعنُنِي
الحمائمُ عقاقيرُهَا
والأجنحةُ عقاقيري
قدمٌ تخطرُ على الكورنيشِ الهوينا
وتبكيني
الكمائنُ أشجارُهَا
والأمكنةُ أشجاري
قدمٌ تدخلُ المطعمَ لتأكلَ صحنَ كوسا
وتُطْعِمُنِي
المدائنُ أطيافُهَا
والأرصفةُ أطيافي
هلْ تكبرُ القدمُ في حِضْنِ غيري
وغيري
يدٌ مذنبةْ؟
هلْ ترتادُ القدمُ مدرسةً غيرَ مدرستي
ومدرستي
إصبعٌ مُتَّهِمَةْ؟
هلْ ترتدي القدمُ كُمَّ ثوبي
وثوبي
حلمةٌ معتمةْ؟
هل تفرحُ القدمُ فرحَ الماضي
والماضي
سُرَّةٌ محزنةْ؟
هل تصرخُ القدمُ في الوادي
والوادي
خاصرةٌ مهلكةْ؟
لما صارتِ القدمُ رئيسةً للوزراءْ
شنقتِ القمرْ
لأنَّهُ لمْ يَخُنِ الليلْ
لما شربتِ القدمُ نصفَ بئرِ الماءْ
خنقتِ الشمسْ
لأنَّهَا لم تغطسْ في الشرقْ
لما استنشقتِ القدمُ نصفَ أثيرِ الهواءْ
أهوتِ النجومَ نجمًا بعدَ نجمْ
لأنَّهَا لم تشربْ كوكا كولا يومَ السبتْ
لما أهرقتِ القدمُ نصفَ نهرِ الدماءْ
أعدمتِ الأممْ
لأنَّهَا لم تقفلْ على نفسِهَا قفصَ الوقتْ
لما فَرَّقَتِ القدمُ على النساءِ نصفَ دواءْ
ءِ
منعِ الحَمْلْ
حرمتْ نصفَهُنَّ مِنْ عدمِ الإنجابْ
لأنَّهُنَّ لم يلدنَ سوى البنادقَ للغدْ
أشتهيكِ يا قدمْ
أنا جسدُكْ
وأنتِ نعلي الغبيّْ
أشتكيكِ يا قدمْ
أنا محكمتُكْ
وأنتِ جَعْلِي الذكيّْ
أرتقيكِ يا قدمْ
أنا قَدَرُكْ
وأنتِ نغلي الأبيّْ
أمتطيكِ يا قدمْ
أنا صهوتُكْ
وأنتِ بغلي الخِلِّيّْ
أفتديكِ يا قدمْ
أنا أسيرُكْ
وأنتِ سجني الهنيّْ
سنذهبُ إلى تلِّ أبيبَ لنأكلَ بوظةْ
أنا والقدمْ
ونأخذُ نيويوركَ معنا
جدةٌ حردتْ في طَلُّوزَةْ
على عنقِهَا القدمْ
في أرضِنَا
الدوحةُ جاءتْ مَعَ موزةْ
كِنَّتُهَا القدمْ
والقدمُ أختُنَا
المنامةُ للقدمِ صديقةٌ عزيزةْ
مِنِ الكُوَيْتِ أهمّْ
ومِنْ دزينةِ كلباتٍ مِنْ عواصمِنَا
"أنتَ حُبِّي" قالتْ لِيَ القدمُ بهمسةٍ لذيذةْ
أشعلتِ الغيرةَ في قلوبِ الغنمْ
فماءتْ قبلَ نحرِهَا بأيادي أقدامِنَا
#أفنان_القاسم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟