أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - داود السلمان - لا منقذ للإنسان الا الموت














المزيد.....

لا منقذ للإنسان الا الموت


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 6252 - 2019 / 6 / 6 - 14:09
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


نظرية أو فلسفة "المنقذ" يعود تاريخها الى آلاف السنين، وارجّح أنها انبثقت مع ولادة الفلسفة باثينا في اليونان القرن السادس قبل الميلاد، فكبرت وتطورت وتغذت من لبن واحد مع الفلسفة نفسها، ثم اخذت تسير معها بخطى واحدة.
وقد تسربت، هذه النظرية، الى العديد من الاديان، الوضعية والسماوية، فهي نظرية اصبحت اليوم عالمية، فالبوذية، مثلا، ينظرون الى أن بوذا هو منقذهم، وكذلك الزرادشتية، والمسيحية، والهندوسية، والطاوية، وغيرها من الاديان، كلٌ ينظر الى مؤسس دينه، على أنه هو منقذه في آخر الزمان، حينما تتكالب عليه المحن والخطوب... حتى تسربت تلك النظرية الى الدين الاسلامي، والذي هو آخر الاديان السماوية، واتفق علماء الاسلام على شخص بعينه هو ذلك المنقذ، وانه من ذرية النبي، لكنهم انقسموا الى فريقين: الاول(السنة) قالوا سيولد، والثاني (الشيعة) قالوا: ولد ثم غاب، خوفا على حياته من الاعداء.
ابن خلدون (وهو مؤرخ مسلم وواضع علم الاجتماع الاسلامي) في مقدمه هو أول من فند وانكر هذه النظرية، والانكار هذا اعتبره الكثير بأنه انعطافة كبيرة في الفكر الاسلامي والايمان بهذه النظرية، حتى بعضهم قد كفره، متذرعا: أنه هذا ليس من اختصاصه، لأنه متبحر بالتاريخ ليس غير قضية عقدية.
ولو أتينا الى فلسفة هذه النظرية نراها جيدة، ولا بأس بها كفكرة عامة، فهي تعطي للإنسان، وخصوصا المتدين، الامل بالحياة وبلذة العيش، فكما يقول المثل العامي (لولا الامل، لضاع العمل)، فالإنسان، طالما يعيش على الامل والاهداف السامية التي يرجو سدادها، لفضّل الانتحار على العيش في حياة ضنكة، مستباحة فيها حقوقه ومنغص فيها عيشه، ومسلوبة ارادته، على يد الظلمة والمتسلطين من حكام الجور، وما اكثرهم في تاريخ الانسان، حتى يومنها هذا.
فأنا مع هذه النظرية، ولا اعادي من يؤمن بها، ويجعلها من اولويات عقيدته، لكن بشرط: أن لا يعممها على الآخرين، ويجبرهم على اعتناقها والايمان بها ايمانا مطلقا، فإنكارها لا يعني انكار وجود الله، أو اجحاد نبوة النبي. واعتقد أنْ لا منقذ للإنسان الا الموت؛ فالإنسان دائم التعرض الى المعاناة والآلام، والى العوز والحرمان، فضلا عن الظلم الذي يكابده من ابناء جلدته، علاوة على الفقر ونقص الحاجة، والامراض التي تتكالب عليه، بمختلف صنوفها، ومنها امراض عضال مستعصية، كالسرطان مثلا، وامراض نقص المناعة المكتسبة والتي لا يرجى برؤها، وبهذه الحال الانسان يفضل الموت، بل يتمناه، ومنهم من ينتحر، ومنهم من يطالب الطبيب بالموت الرحيم، للخلاص مما يكابده من آلام لا يدرك قسوتها الا المريض نفسه، فلا اجد مخلّص حقيقي ينتشله من بحر تلك الآلام وينقذه من امواجها القاسية، والتي هي اشد من الزؤام، الا الموت نفسه، والذهاب الى عالم لا ندرك كنهه على وجه الدقة واليقين، عالم فسيح وواسع، ثم أن الموت هو الحقيقة المطلقة العيانية التي لا ينكرها: مؤمن أو ملحد، عاقل أو مجنون، عالم أو جاهل. وقد عبّر الفيلسوف الالماني شوبنهاور عن الموت بقوله:" إن الموت هو مجرد سلطة ثانوية في افراز الفائض".



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اساطير وخرافات الطبري المؤرخ(3)
- ابن المقفع وانكار وجود الله
- اساطير وخرافات الطبري المؤرخ(2)
- اساطير وخرافات الطبري المؤرخ(1)
- هل الدين ضرورة للمجتمعات؟
- قرار نهائي
- عَلموني كيف أحب وطني
- الحمير وحدها التي تعيش حرة
- مقهى
- صورة
- صفقة بيع وطن
- انحطاط
- مشروع المفكر العراقي رحيم أبو رغيف(3)
- حبيبتي بغداد
- مشروع المفكر العراقي أحمد ابو رغيف(2)
- المسيح السياسي (أو) الاكليروس: موائمة الاسلام السياسي
- مشروع المفكر العراقي أحمد ابو رغيف(1)
- الارهاب الفكري في صحيح البخاري(5)
- الإرهاب الفكري في صحيح البخاري(4)
- الارهاب الفكري في صحيح البخاري(3)


المزيد.....




- احتمال حدوثها واحد من عشرة آلف.. لِمَ اعتبرت ولادة هذه الفرس ...
- -غادرنا القطاع بالدموع-.. طبيب أمريكي يروي لـCNN تجربته في غ ...
- 20 قتيلا على الأقل بغرق قارب في شرق أفغانستان (فيديو)
- السعودية تعلن عملية بيع حصة إضافية من شركة أرامكو النفطية
- أرقام صينية: ازدهار التجارة بين الصين والدول العربية على مدى ...
- بدء تطبيق -بطاقة الفرص- لجذب عمال مؤهلين إلى ألمانيا
- سياسية ألمانية تضطر لمغادرة بلادها مع أطفالها الثلاثة بسبب م ...
- بالتفاصيل.. المقترح الذي أعلنه بايدن وقابلته حماس بإيجابية
- وزير الدفاع الإندونيسي يؤكد استعداد بلاده لإرسال قوات حفظ سل ...
- وزير دفاع إندونيسيا: خطتنا للسلام في أوكرانيا تبقى منطقية وم ...


المزيد.....

- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - داود السلمان - لا منقذ للإنسان الا الموت