سرسبيندار السندي
الحوار المتمدن-العدد: 6245 - 2019 / 5 / 30 - 00:47
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
المقدمة والموضوع
يقول المفكر الفرنسي " إتيان دولا بواسيه" في كتابه العبودية الطوعية ؟
عندما يتعرض بلد ما لقمع طويل ، تنشأ أجيال من الناس لا تحتاج إلى الحرية ، بل تتوائم مع الاستبداد والعبودية ؟
ففي أيامنا هذه يعيش "المُواطن المستقر" في عالم خاص به ، وتنحصر جل إهتماماته في الغالب بأمور ثلاث {الدين ، ولقمة العيش ، وكرة القدم أو أشياء مسلية أخرى} ؟
ولا علاقة له بالحق والعدل أو بتطبيق القوانين وقيم المواطنة والانسانية ، فهو مجرد مؤدي للطقوس إستيفاءً للشكل وينصرف غالباً مطبقاً سلوكه اليومي ؟
فالذين يمارسون الكذب والنفاق والرشوة دون حرج ، يحسون بالذنب فقط اذا ما فاتتهم إحدى الصلوات ، والحقيقة أن هذا المواطن لا يدافع عن دينه إلا إذا تأكد أنه لن يصيبه منه أَذًى ؟
فمثلاً يستشيط غضباً ضد الدول التي تبيح جواز المثليين بحجة أن ذالك ضد إرادة ألله ، لكنه لا يفتح فاه مهما بلغ عدد المعدمين أو المعتقلين في بلاده ظلماً أو الذين ماتوا تحت التعذيب ؟
وقد تُفعّل الفاحشة والفساد والظلم أمام أنظاره ومع ذالك تراه يحمد ألله على نعمة الدين والعيش ، فلقمة العيش عند المواطن المستقر هى الركن الثاني في حياته ؟
فهو لا يعبأ إطلاقاً بحقوقه وحقوق أسرته ومجتمعه السياسية والاجتماعية ، بل تراه يعمل فقط على تربية أطفاله بحسب فكره ومورثه حتى يكبرو ، فيزوج بناته ويشغل أولاده ومن ثم ينصرف لقراءة كتبه الدينية ؟
أما إنشغاله في كرة القدم أو نحوها من المسليات ، فيجد فيها تعويضاً عن أشياء كثيرة حرم منها في حياته اليومية ؟
فكرة القدم مثلاً قد تنسيه بعض همومه وتحقق له بعض الراحة والعدالة التي فقدها من خلال ال 90 دقيقة ، اذ تخضع هذه اللعبة لقواعد عادلة صارمة تطبق على الجميع ؟
فأمثال هذا المواطن "المستقر" هم العائق الحقيقي أمام كل تقدم وتطور ممكن في المجتمع ، ولن يتحقق التغير التام والشامل إلا بإخراج هؤلاء من عالمهم الضيق والمعتم ؟
وأخيراً ...؟
يقول ، ليعلم هؤلآء {أن ثمن سكوتهم على الاستبداد والطغيان ، أفدح بكثير من عواقب الثورة ضدهما أو الندم والنسيان} سلام ؟
نقل بتصرف من كتاب { العبودية الطوعية} ؟
المفكر الحر
سرسبيندار السندي
#سرسبيندار_السندي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟