أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادية محمود - هي الكعكعة ذاتها والتقسيم ذاته والنهب ذاته: حول تعيين محافظ الموصل الجديد!














المزيد.....

هي الكعكعة ذاتها والتقسيم ذاته والنهب ذاته: حول تعيين محافظ الموصل الجديد!


نادية محمود

الحوار المتمدن-العدد: 6242 - 2019 / 5 / 27 - 21:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في النصف الاول من شهر ايار الجاري تم تعيين منصور المرعيدي محافظا للموصل، بعد مّد وجزّر، وبيع وشراء، ومفاوضات وتدخلات اقليمية ومحلية وبين الاقليم والحكومة الاتحادية، وصراعات بين كتل في بغداد والموصل، وصراعات داخل الموصل، وائتلافات وانقلابات في مجلس محافظة الموصل( الهيئة الرقابية!!) للمحافظ، تمّكن الفياض والعامري، قادة الحشد الشعبي، من تعيين مرشحهم عن كتلة العطاء منصور المرعيدي محافظا للمدينة. وسط غضب واستياء اطيافا من زملائهم، مما يتزاحمون على احتلال هذا المنصب، لما فيه من فرصة لجلب امكانيات مالية لا عد ولا حصر لها.
الا انه ومع تثبيت محافظ الموصل الجديد، في مدينة لازالت أجزاء كبيرة منها كما كانت عند إخراج قوات داعش من الدمار، لم يكن ولن يكون هنالك اعمارا ولا بناء ، حالها حال المدن الاخرى في الجنوب. فاذا كان حال المدن التي من المفترض ان الاحزاب الشيعية جاءت لتخليصها من "المظلوميات"، لم يزل الحيف والمظلومية عنها، بل تحولوا- القادة الشيعة الجدد الى مسببين للمظلومية، مع وصولهم الى سدة الحكم و الى المال والسلطة والقوة. فكيف سيكون حال المدن التي يعرفوها بانها " سنية"! ان استخدام الدين في كل هذه الصراع لا يخفي الحقيقة الساطعة كالشمس والتي تحدث عنها ماركس بان المجتمع انما هو مقسم على اساس طبقي، وليس على اساس ديني. وما سعوا اليه من الترويج على تصنيف الناس على اساس ديني او طائفي، قد دحضته اعمالهم وسياساتهم ومصالحهم في المقام الاول والاخير.

في مدينة تحتاج الى ملياري دولار من اجل اعادة اعمارها، تبرع بها مؤتمر الكويت، من ضمن ال 30 مليار دولار التي تبرع بها الى العراق بشرط ان تضع الحكومة العراقية حصتها والتي تبلغ 120 مليون دولار ليبدأ الاعمار، الا ان سنتين مرتا على خروج داعش، ولما تزل المدينة تطمرها الانقاض. ولو لم تغرق " عبارة الموصل" لما ازيل المحافظ القديم ولما جاء المحافظ الجديد، ولبقيت الامور على حالها.

الا انه الان، ومع مجيء المرعيدي، لن يتغير شيء، كما لم يتغير شيء من حال المدينة. الفساد لن يحارب، والاعمار لن يحدث، حيث هنالك طبقة في السلطة تنهب، وتتصارع من اجل المواقع الحكومية من اجل ان يكون لها مدخلا وبوابة للحصول على اموال الدولة، لتحرفها لاحقا وتحولها الى احزابها وميلشياتها ومريديها. ولن يكون بوسع رؤوساء الوزراء الا ان يأنوا ويبكوا على الفساد ويذكرونا بحجمه وعدده، فقط لا غير.

الكل يعرف ان البصرة، المدينة التي تولد 70 من نفط العراق، و التي يتقاسم مصادرها المالية الاحزاب الشيعية، تغرق في البؤس والفقر والامراض، تصل حالات السرطان فيها الى 800 حالة شهريا، وقابلة للزيادة الى 1500 حالة حسب حديث مكتب مفوضية حقوق الانسان في البصرة بسبب التلوث. في اواسط شهر اذار الماضي، تم تعيين هادي العامري مسؤولا عن مجلس الاعما فيها تزامنا مع تخصيص وتسلم البصرة مبلغا وقدره ترليوناً ونصف الترليون دينار من ميزانية 2019 وأموالاً مدورة من العام الماضي، مخصصة لتنفيذ 450 مشروعاً خدمياً في المحافظة. ولكن هل ستبنى مدارس ومستشفيات وجسور؟ لم تبنى في العقد ونصف الماضيين، هل سيتغير الامر الان؟ ام ان رئيس الوزراء القادم سيضيف ملفات فساد جديدة الى ملفاته الاربعين التي احصاها في البرلمان قبل ايام؟

ان استلام المرعيدي لمهام محافظ الموصل وكل النزاعات التي دارت حول هذا المنصب، انما يوضح حقيقة صراع القوى من اجل الاستحواذ على مصادر المال، كفرص للعمل والبزنس. البرجوازية الشيعية تتصارع مع البرجوزية السنية في المدينة من جهة، من اجل ازاحتها وكل تلك الصراعات تعكس شيئا واحدا لا غير، توسيع حصة الحشد الشعبي من الكعكعة، وتبقى، المدن، على حالها من البصرة الى بغداد، الى الموصل، يفسد فيها الماء والهواء وتسودها الامراض، وتفتقد للخدمات.

لكن اذا كانت جماهير البصرة تهيأ نفسها لجولة جديدة من الاحتجاجات وسط ترقب الاحزاب الحاكمة، فان داعش، او من يخلف داعش، سيجد الارض ممهدة ليستثمر الغضب والاحباط من جديد، في مدينة ابتلت بالطائفية وبالفساد والاجرام، ان لم تهب جماهير الموصل لتطرح نفسها قوة ثالثة، خارجة عن هذين الغولين اللذين يتناطحان من اجل ان يأكل قويهم ضعيفهم.



#نادية_محمود (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -محاربة الفساد- ام تأديب الابناء العاقين- محاربة الفساد من و ...
- من اجل تنظيم عمل باعة البسطيات ومسؤولية الدولة!
- من هو المسؤول عن انتحار الشباب؟
- لا للهجمة على حق العمل لاصحاب البسطيات
- -قانون جنسية جديد-، ام تحويل العراق الى باحة خلفية لايران؟
- الفتوى العشائرية لاغتصاب وقتل النساء!
- يوم الثامن من اذار- يوم المرأة العالمي ودور الرجل في تحرر ال ...
- حول احياء يوم الثامن من اذار في العراق
- العاطلون عن العمل واعادة توزيع الثروة
- مناطق نفوذ!
- الام تستهدف الولايات المتحدة بطلبها نزع سلاح الميلشيات في ال ...
- الخطاب الشعبوي لمؤتمر برلين! الشعبويون ممثلوا اية جماهير؟
- كلمة في مراسيم تأبين الرفيق جبار مصطفى (جلال محمد) في 4 كانو ...
- عمالة رخيصة وعمال بلا حقوق – قطاع الكهرباء نموذجا!
- بحث حول حركة السترات الصفراء (في ندوة عامة عقدت في بغداد)
- -الاقتصاد السياسي- للميلشيات في العراق
- الرأسمالية لا تملك حلا لمطالب الستر الصفراء لا في فرنسا ولا ...
- عالم واحد ونضال واحد: فرنسا، ايران والعراق!
- بضعة كلمات بمناسبة اليوم العالمي للعنف ضد النساء
- -سكن- النواب أو-معيشة- العاملين بعقود في قطاع الكهرباء؟


المزيد.....




- من قطر.. ترامب عن أحمد الشرع: سيكون ممثلًا رائعًا
- إيران تبدي استعدادها لإبرام اتفاق نووي مقابل رفع العقوبات ال ...
- ما الذي يمكن تحقيقه بسوريا بعد رفع العقوبات؟.. شاهد رد رئيس ...
- -تحية عسكرية- تؤديها الأميرة ريما بنت بندر باستقبال ترامب تش ...
- تسليح الخليج.. رحلة ترامب إلى الشرق الأوسط وتجارة الأسلحة ال ...
- -ساذج-.. رئيس إيران يرد على ترامب وما قاله من السعودية
- رامي مخلوف يحذر -شباب الساحل- السوري من شبكات مشبوهة تعبث به ...
- وفاة سيدة إسرائيلية حامل تعرضت لإطلاق نار بوسط الضفة الغربية ...
- لابيد: لا أعتقد أن لدى الحكومة الإسرائيلية القدرة على القضاء ...
- الخارجية البريطانية تنفي اتهام لامي بعدم دفع أجرة تكسي من إي ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادية محمود - هي الكعكعة ذاتها والتقسيم ذاته والنهب ذاته: حول تعيين محافظ الموصل الجديد!