أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادية محمود - الفتوى العشائرية لاغتصاب وقتل النساء!














المزيد.....

الفتوى العشائرية لاغتصاب وقتل النساء!


نادية محمود

الحوار المتمدن-العدد: 6171 - 2019 / 3 / 13 - 12:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نشر المتحدث الرسمي باسم العشائر العربية في نينوى مزاحم الحويت يوم السبت المصادف يوم التاسع من اذار وعلى صفحته الفيسبوكية، ما اسماه بالفتوى العشائرية، التي اتاح من خلالها "اغتصاب" نساء داعش، ومن ثم اعدامهن بعد ذلك. وبرر السيد الحويت بانها "رسالة الى ابو بكر البغدادي (زعيم تنظيم داعش) وعناصر التنظيم الاخرين، على ان نساءهم باتوا "حلالا" لدى ابناء الديانات الاخرى" على حد قوله.

جاءت هذه التصريحات والنساء في العراق يحيين يوم الثامن من اذار يوم المرأة العالمي، وينادين بانهاء العنف على النساء، وانهاء القتل والارهاب والحجر على النساء. جاءت هذه الفتوى، لتثبت بالضبط باي مسار مناهض وقاتل واجرامي ضد النساء ذلك الذي اصدره المتحدث باسم العشائر العربية. لسنا هنا في معرض فيما اذا كان يعبر عن رأي شخصي ام يعبر عن" العشائر العربية في الموصل" فان بضع كلمات يجب تثبيتها بوجه " المفتي العشائري"؟

ان هذه هي الجرائم التي نتكلم عنها في هذه الايام بمناسبة يوم المرأة العالمي المعادية للمرأة. انه الحقد والكراهية للنساء، انه منهج استخدام النساء، كسلعة، كشيء، كوسيلة لمعاقبة الاخرين، لضرب الاخرين، لايذاء الاخرين! المنهج الذي لا ينظر للمرأة كأنسان، وان هذا الانسان ليس مسؤولا ولا علاقة له على الاطلاق بسلوكيات افراد هذا التنظيم الارهابي، ان لم تقدم الادلة على تورط تلك النساء بجرائم هذا التنظيم واعضائه. ولكن المسالة ليست هنا.

ان تنظيما احتاج الى قوى دولية مكونة من ايران والعراق والولايات المتحدة، في حرب قدر لها كاميرون واوباما في عام 2014 ان تستمر لعشرات السنين لتهزم، واحتاجت الى ثلاث سنوات من الحرب لتخرج هذا التنظيم من مدن قليلة في المنطقة الغربية. تنظيم، لما يزل، يواصل اعماله الارهابية لحد يومنا هذا دون ان يتم القضاء عليه بشكل نهائي كما تهلهل وسائل العراقية يوميا، كيف لامرأة بلاحول ولا قوة، ومسلوبة وعديمة الارادة ان تحرر نفسها من اسر اعضاؤها داعشيون؟

انه لتحصيل حاصل، ولا يحتاج الى كثير من التفكير، بان تنظيم داعش الارهابي يقوم على منهج اخضاع وتركيع النساء للرجال، تحجيب النساء من الشعر وحتى اخمص الاقدام، ان مكانة المرأة هي البيت وخدمة الرجل، المنع من العمل، الحرمان من الخروج من المنزل الا برفقة رجل لها علاقة شرعية به، فكيف يمكن لها ان تتحرر من هيمنة رجل داعشي في هذه البيئة الكارهة للنساء والتي لا ترى للمرأة اكثر من مكانة عبدة في البيت. كيف للمرأة ان تتخلص من اسرة داعشية؟ كيف تحرر نفسها من هذا التنظيم الارهابي ومن اعضائه؟ وهي المكبلة بهيمنة الدواعش؟

مالم تكن العقلية التي تفكر بالاغتصاب والقتل هي وبذات العيار عقلية داعشية بالتمام عقلية داعشية. والا اي عقل يسمح، بممارسة جرائم اخرى وجديدة على نساء كان قدرهن انهن وّلدن في اسر اعضاؤها ينتمون الى تنظيم داعش؟ مالم تقدم الادلة على ارتكابهن جرائم من قبيل التحريض والتمويل والدعوة الى القتل هن انفسهن حتى يطبق بحقهن قانون العقوبات العراقي او حتى قانون مكافحة الارهاب.

ان "الفتوى العشائرية" للسيد المتحدث باسم العشائر العربية في الموصل، بالاغتصاب وقتل النساء، هو تحريض على جريمتين في ان واحد، وكلاهما يعاقب عليهما القانون، قانون مكافحة الارهاب وقانون العقوبات العراقي. انه تحريض على استخدام العنف وتحريض على القتل. فتلك القوانين تجرم كل من استخدم العنف، او شجع عليه او موّله، وسبب الفزع والخوف لفئات معينة، لحياتهم وحرياتهم الشخصية.

ان اسباغ طابع عشائري على هذه الفتوى، لا يجعلها بمنأى عن القانون ولا يعفي مطلقها على الاطلاق من ان يكون قد ارتكب هو ذاته جريمة التحريض على ممارسة العنف والاعتداء الجسدي على النساء.

النساء الموجودات في اوساط اسرية ينتمي رجالها الى تنظيم داعش، لسن بمجرمات، كتحصيل حاصل، ولا يعني تجريمهن، فحتى الدستور العراقي يؤكد على ان " الجريمة شخصية" اي لا يعاقب شخص على جريمة ارتكبها غيره، فلماذا يسمح بمعاقبة نساء ان "جرمهن" هو كونهن نساء في اسر ينتمي اعضائها لهذا التنظيم؟ انه معاقبتهن على جرائم لم يقترفنها هو بحد ذاته جريمة.

السيد المتحدث الرسمي للعشائر العربية، لا يسعى الى تجريم داعش، ومحاسبتها على الجرائم التي ارتكبها، خاصة وان هنالك الالاف منهم قد اعيدوا الى العراق بعد ان كانوا مرابطين على الحدود العراقية السورية، وبدلا من ان يوجد الادلة على جرائمهم، يذهب الى اعادة ممارسة افعالهم، والسبب كما يقول، لاذاقتهم نفس العذاب الذي ذاقه الاخرين على ايديهم. انه عمل انتقامي يملك ذات العقلية الداعشية. انه تفكير داعشي بامتياز، ولا يختلف عنهم قيد شعرة.
وبدلا من ان يوجه، فيما اذا كانت لديه اتهامات مستندة الى ادلة على وجود جرائم ارتكبتها النساء اللواتي تصادف انهن زوجات او اخوات لدواعش، بانهن قمن باعمال اجرامية، يصدر من ناحيته بفتوى الاغتصاب والقتل! ان هذه هي جريمة. فان لم يتوفر لدينا اي مصدر عن اية تهمة موجهة لامرأة زوجها عضو في تنظيم داعش، فلدينا نحن، دليل قاطع ومنشور على صفحات التواصل الاجتماعي وباسمه الشخصي، قيامه بالتحريض على جريمة. انه هو المتهم وليس امرأة بلا حول ولا قوة، مكبلة الاغلال مع رجل داعشي، هي متهمة.

الا ان تصريحاته، لا تتعلق بمحاكمات بل تتعلق باعمال انتقامية. كما قاموا بقتلنا يجب ان نقتلهم، كما قاموا باغتصاب نساء منا، يجب ان نغتصب نساء منهم!! انه قانون الغاب، وليس قانون مدنية، فالمجرم الفرد يجب ان يعاقب على جريمته، وفق القانون، كما جرت محاكمة صدام مثلا! علما ان الجميع يعلم، اية جرائم ارتكبها صدام حسين.

حري بالقضاة والمحامين، والمنظمات النسوية والاحزاب المدافعة عن حقوق المرأة، ان تأخذ هذه " الفتاوى العشائرية" مأخذ الجد، وتطالب بمحاكمة هذا المتحدث على " فتواه العشائرية" وتحويله الى محاكمة بجريمة التحريض على جريمتين: جريمة الاغتصاب وجريمة القتل.



#نادية_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم الثامن من اذار- يوم المرأة العالمي ودور الرجل في تحرر ال ...
- حول احياء يوم الثامن من اذار في العراق
- العاطلون عن العمل واعادة توزيع الثروة
- مناطق نفوذ!
- الام تستهدف الولايات المتحدة بطلبها نزع سلاح الميلشيات في ال ...
- الخطاب الشعبوي لمؤتمر برلين! الشعبويون ممثلوا اية جماهير؟
- كلمة في مراسيم تأبين الرفيق جبار مصطفى (جلال محمد) في 4 كانو ...
- عمالة رخيصة وعمال بلا حقوق – قطاع الكهرباء نموذجا!
- بحث حول حركة السترات الصفراء (في ندوة عامة عقدت في بغداد)
- -الاقتصاد السياسي- للميلشيات في العراق
- الرأسمالية لا تملك حلا لمطالب الستر الصفراء لا في فرنسا ولا ...
- عالم واحد ونضال واحد: فرنسا، ايران والعراق!
- بضعة كلمات بمناسبة اليوم العالمي للعنف ضد النساء
- -سكن- النواب أو-معيشة- العاملين بعقود في قطاع الكهرباء؟
- سائرون يطالب ب-عفو عام-عن متظاهري البصرة! العفو عن ماذا؟ وعن ...
- قتل المثليين في العراق- ودوران الارض حول الشمس!
- الثقافة السائدة لم تعد ثقافة الطبقة السائدة في العراق!
- بعد ديمقراطية -شلّه واعبر- المحاصصة الطائفية تترسخ!
- الافقار والاسلمة: ركنا -دولة- الاسلام السياسي في العراق!
- القمع ليس جوابا!


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادية محمود - الفتوى العشائرية لاغتصاب وقتل النساء!