أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نادية محمود - الثقافة السائدة لم تعد ثقافة الطبقة السائدة في العراق!














المزيد.....

الثقافة السائدة لم تعد ثقافة الطبقة السائدة في العراق!


نادية محمود

الحوار المتمدن-العدد: 6023 - 2018 / 10 / 14 - 20:00
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


مقولة ماركس بان الثقافة السائدة هي ثقافة الطبقة السائدة توضح وبشكل جلي بان للطبقة البرجوازية الحاكمة ادواتها ووسائلها المختلفة من اجل تحميق وتبليه البشر، من وسائل اعلام ومن مناهج دراسية ومن استخدام المؤسسات الدينية، ومن ترويج لعادات وتقاليد وطقوس وممارسات ساعية لقولبة اذهان الناس من اجل ان تضمن هيمنتها عليهم، ولاجل قبولها بقوانينهم، والرضوخ لارادتهم. الا ان ما تقوم به الطبقة السائدة في العراق من اعمال ارهاب، ومن جرائم، قد أفشل كل مساعيها بان تحول ثقافتها الى ثقافة سائدة في المجتمع.
ان ما تسعى اليه الطبقة البرجوازية في العراق هو فرض ثقافة، ونمط حياة اجتماعي يتنافى ومع تطلعات الناس في العراق. حيث تقوم هذه الطبقة، بمؤسساتها الرسمية وغير رسمية من حكومة وميلشيات، باعمال عنف وقتل بحق الرجال والنساء، الشباب والمراهقين، ساعية الى حرمان الافراد من التمتع بحقوقهم المدنية والفردية، وقمع اي مخالف لنمط الحياة الذين يريدوا فرضه على المجتمع. تقوم الميلشيات بهذه الجرائم وسط فقدان تام وكامل وشامل لاي شكل من اشكال القانون والعقوبات لردع ولمحاكمة المجرمين.
لقد سعت، الاحزاب والميلشيات على فرض اسلمة المجتمع وبالقوة، عبر قمع حرية التفكير وحرية التعبير عن الذوق الشخصي، والخيار الشخصي ودشنت استراتيجيتها باسلمة المجتمع منذ شهر اذار من عام 2003 بالهجمة على طلبة جامعة البصرة وسفرتهم السياحية واردت قتلى وجرحى منهم الى هذا اليوم، بقتل الشاب كرار حيدر، ورفيف الياسري، وتارا فارس والمراهق المطيري ذو الخمسة عشر عاما لعرضه صور شخصية على الانستغرام، واعتقال صاحب مكتبة في قضاء الشطرة بتهمة الالحاد.
ان نفاق هذه الاحزاب يتضح حين تقوم في اوقات الانتخابات، بتغيير اسماء كتلها واحزابها من اسماء دينية الى اسماء مدنية من اجل الحصول على اصوات الناخبين، الا انها تحافظ في جوهرها على نزعتها الاسلامية ومساعيها لاسلمة المجتمع وبالقوة، سواء من فوق عبر فرض قوانين اسلامية، او من الاسفل عبر ارهاب المجتمع، من اجل ارغام افراده على القبول بنمط حياة اسلامي هدفه الاول والاخير، في واقع الامر، هو اخضاع الناس لقوانينهم، في اوقات الانتخابات بالظهور بمظهر المدنية، ومن ثم العودة مرة اخرى الى حقيقتهم وجوهرهم بفرض نمط حياة رجعية على المجتمع، تنسجم وقوانينهم الاسلامية.
الا انه رغم كل اعمال القمع، تتطلع الناس الى التمتع بنمط حياة مدنية، نمط يمارس فيه الافراد حقوقهم الفردية والشخصية من قبيل اختيار انواع المهن، كالتجميل والازياء، او الترويج للظهور على وسائل الاعلام الاجتماعي. فالمجتمع يقاوم ومستمر في مقاومته من اجل التمتع بحياة مدنية، وما التظاهرات الاخيرة التي خرجت للشارع ادانة واستنكارا لمقتل سعاد ورفيف وتارا الا تعبيرا عن هذا الرفض لسياسة تلك الحكومة، واحزابها وميلشياتها. ان اعمال العنف الاخيرة تبين ان خمسة عشرة عاما من مساعي الاسلمة قد فشلت في فرض نمط حياة غير مدني على المجتمع.
ان هذا الرفض يزداد والاصوات الاحتجاجية ترتفع اعلى فاعلى من قبل الجماهير التي لم تعد تحتمل كذب ونفاق هذه الاحزاب والميلشيات وما تقوم باعمال نهب وفساد وتزوير، وليس لم تقدم شيئا للمجتمع، بل جلبت الحروب والمصائب لابناء وبنات هذا البلد. لذلك يتمحور جوهر الرفض والاستنكار لجرائم العنف بحق النساء والشباب بأنهم لم يقوموا بنهب وسرقة احد، لم يقوموا باشعال الفتنة الطائفية، لم يقوموا بمجزرة سبايكر ولم يكونوا مسؤولين عن تسليم الموصل الى داعش، في اشارة الى ان كل تلك قامت بها الاحزاب الاسلامية الحاكمة وميلشياتها.
لقد نفذ صبر المجتمع ولم يعد يحتمل المزيد، لذلك اصبح يدافع عن مدنية المجتمع وحقوق الافراد كصرخة رفض بوجه هذه الاحزاب بوجه العنف والقتل والتجهيل الذي تقوم به هذه الاحزاب. ان المجتمع لهو اكثر مدنية ودفاعا عن الحقوق الفردية والشخصية، وان ثقافة الطبقة السائدة، فشلت، لكثرة ما ارتكبت من جرائم، من ان تحول ثقافتها الى ثقافة للمجتمع. ان تنظيم التظاهرات والتجمعات الان، وجمع التواقيع، كما تقوم به الان رابطة الاحتجاجات المستقلة، ومختلف الاشكال الاحتجاجية الاخرى هي تعبير عن نضال الناس للدفاع عن حقوقهم المدنية والفردية والشخصية بوجه هذه الطبقة التي تريد مصادرتها منهم، من اجل احكام سيطرتهم عليها.



#نادية_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد ديمقراطية -شلّه واعبر- المحاصصة الطائفية تترسخ!
- الافقار والاسلمة: ركنا -دولة- الاسلام السياسي في العراق!
- القمع ليس جوابا!
- كي لا ننسى - دروس من انتفاضة البصرة-
- لا تحرفوا القضية: مطالب ثورة البصرة.. ماء وكهرباء وفرصة عمل
- على مذبح ثلاثية الحصة- الطائفة- الفساد، تنتفض البصرة!
- مالذي تغيّر في احتجاجات صيف 2018 عن تظاهرات صيف 2015؟
- التظاهرات والتنظيم!
- حول التنظيم العمالي- البطالة، العمالة الهشة (المؤقتة، غير ال ...
- حول التنظيم العمالي- اوضاع الطبقة العاملة في العراق واثارها ...
- احتجاجات العاطلين عن العمل
- حول التنظيم العمالي- توزيع الطبقة العاملة في العراق- الجزء ا ...
- حول التنظيم العمالي- المجالس العمالية - الجزء الرابع
- حول التنظيم العمالي -المجالس العمالية- الجزء الثالث
- حول التنظيم العمالي- المجالس العمالية- الجزء الثاني
- حول التنظيم العمالي - المجالس العمالية- الجزء الأول
- لا تغيير بعد الانتخابات؟
- هل كل هذا من اجل -خدمة الوطن والشعب-؟
- انتهاء -العرس الانتخابي- وحكومة الاقلية - وليس- الاغلبية الس ...
- الانتخابات والمرجعيات


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نادية محمود - الثقافة السائدة لم تعد ثقافة الطبقة السائدة في العراق!