أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم ألصفار - قلف المراكب لا يثنيها عن الابحار














المزيد.....

قلف المراكب لا يثنيها عن الابحار


جاسم ألصفار
كاتب ومحلل سياسي

(Jassim Al-saffar)


الحوار المتمدن-العدد: 6238 - 2019 / 5 / 23 - 02:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا تغرق المراكب عندما تكون على ظهر المياه، انها تغرق عندما تكون المياه في داخلها، لذا فان ما يجري حولنا ونحن ماضون في مسيرتنا دفاعا عن قضايانا لن يكون سبب انكسارنا وهزيمتنا واننا سوف لا نتذوق الهزيمة الا اذا تسربت الى دواخلنا واثارت الذعر والرعب فينا.
لهذا فان جبهة المعركة الاعلامية في الصراع من اجل الدفاع عن حاضرنا ومستقبلنا هي الجبهة الاكثر سخونة في مواجهة العدوان الصهيوامريكي على المنطقة، ويبدو ان مبدأ "فرق تسد" هو السلاح الاكثر فاعلية من اجل السيطرة على المنطقة. لقد مللنا من ترديد وسماع من يردد هذا المبدأ ولكننا يجب ان نتجرع حقيقة اننا الاكثر استجابة وضعفا امام فعل وتأثير عوامله.
كتبت مرة ان هناك نمطي تفكير يختلفان عن بعضهما اختلافا كبيرا، هما نمط التفكير الشكلي الذي لا يرى في الواقع وظواهره سوى وجه واحد وشكل واحد ولون واحد، وهو بالتالي نمط تفكير دوغمائي متعصب، اما نمط التفكير الاخر فهو نمط التفكير الجدلي (الديالكتيكي) الذي يرى وجوها واشكال والوان مختلفة في الواقع وظواهره، لا بل وفي متغيراته.
في منشورات عديدة سابقة تناولت موضوع النظام الايراني من زاوية فهمي له في منظومة المقاومة للمشاريع الصهيوأمريكية الشرق اوسطية، وهو فهم لا يهمل حقيقة ان النظام الايراني كنظام، ان لم يكن دينيا خالصا، فهو قائم على مبادئ التدين وفقا للمذهب الشيعي، وهذا لا يجعله، بالضرورة، بالضد من ثقافتي العلمانية وايماني السياسي المدني، فما يقوم عليه النظام السياسي في ايران من مبادئ شيء ومواقفه في الخريطة الجيوسياسية شيء اخر.
ليس من العقل اهمال عامل مهم يلعب دورا محوريا في مقاومة المشاريع الامريكية الصهيونية والارهاب الوهابي الداعشي الظلامي وعدم شد عرى الصداقة معه بحجة عقائديته الدينية. ان ذلك دليل عقم عقلي حتى في المنظار العلماني الذي يحترم حق الدين والمتدينين في خياراتهم. واثبتت الاحداث كذلك انه عقم ضميري وسلوكي، وفيروس عصبي يصيب جذور التفكير الانساني.
فمع الفارق الكبير في الجانب الاخلاقي والسياسي بين ما يمثله النظام الايراني وبين من اختارهم في ازمان اخرى ثوريون علمانيون ليكونوا حلفاء لهم لتجاوز حقبة تاريخية محددة، الا ان البلاشفة لم يستنكفوا من عقد تحالفات مع قوى يختلفون عنها عقائديا وسياسيا. ففي ظروف الحرب الاهلية في روسيا بداية القرن الماضي، بعد الاطاحة بالنظام القيصري هناك، اختار لينين التحالف حتى مع عصابة "ماخنو" الاوكرانية لمواجهة فلول الجيش القيصري. وعصابة ماخنو للتذكير هي عصابة قطاع طرق وسلب ونهب.
ولا بأس بأن اذكر بالتحالف الذي عقدته الدولة السوفيتية الاشتراكية فترة الحرب العالمية الثانية مع الغرب وامريكا الرأسمالية لتوحيد القوى من اجل مواجهة العدوان النازي. وليس في تحالف النظام السوفيتي وقتها ما يعيبه، لأنه تصرف وفق قراءة صحيحة للواقع الخطير الذي كان يواجهه العالم بأسره.
سيقول احدهم ان ما لنا والماضي السحيق، فأضطر بالتالي الى الاشارة الى علاقة الحزب الشيوعي اللبناني بحزب الله هناك، وهي علاقة نضالية لا شائبة عليها، فليست هنالك في لبنان اليوم من قوة واقعية تستطيع مواجهة العدو الصهيوني الحليف الاول للولايات المتحدة الامريكية التي تسخر اليوم واقع هيمنة القطب الامريكي على العالم من اجل سلب دول المنطقة وشعوبها ارادتهم وخيراتهم وحاضرهم ومستقبلهم.
مشكلة الايرانوفوبيا عند بعض اليساريين لا تقوى امام الحجة ولا تخضع لمنطق الجدلية الثورية. انها ان لم تكن قائمة على المنطق الشكلي الذي يعتمد وجه من وجوه الحدث التاريخي في العلاقة مع ايران والذي لا ينكر احد ان فيه ، ان شئنا، سنجد الكثير من السلبيات التي تولد الضغينة وتجعلها سحابة عابرة تهيمن على العقل وتفقده منطقه السوي لفترة يطول امدها ام يقصر.
انه نفس الخيال المريض الذي يجعل من بعض المثقفين اعداء للنظام السوري مدافعين عن قوى الهمجية والظلام واعدء الحضارة مطلقين عليهم صفة المقاومة الشعبية للنظام الدكتاتوري لبشار الاسد. وخيالهم المريض لم ينتج سوى يقين مزيف بأن كل من قتل وذبح وهجر في سوريا فانه من ضحايا النظام. الجدلية الفكرية الماركسية بريئة من كل هذا القيئ الاعلامي الذي سببه التسمم بابتلاع وجبات فاسدة طبخت في مطابخ وكالات الاستخبارات الامريكية. والا كيف يمكن ان نفهم يقين بلا دليل عند البعض بأن الجيش السوري هو الذي يستخدم السلاح الكيميائي ضد مواطنيه في كل مرة يكون فيها الجيش السوري متمكنا من النصر وتكون المنظمات الارهابية في انكسار.
الا يذكركم ذلك بما يردده اليوم بعض ممن يتناول "حبوب منع الحمل العقلي" في العراق من الذين يدعون بأن الانفال وضرب المواطنين الاكراد بغاز الخردل من قبل نظام صدام حسين بأنه من فعل ايران وان داعش صنيعة ايران وان المقابلة الاخيرة التي اجراها زعيم الارهابيين الدواعش ابو بكر البغدادي هي في احد المعسكرات الروسية والامثلة على مثل هذا الهذيان كثيرة.
الاعلام المفبرك والحقيقة شيئان مختلفان، ولا يلتقيان الا في ان الاعلام المفبرك والحقيقة كل منهما سلاح في معركة لا نهاية لها بين الشر والخير، وكما في الاديان فان وجود الله كما وجود الشيطان ابديان. لذا فان الخير والشر وفقا لهذه المعادلة ابديان.
واخيرا فماذا يجمع بين رأس السمكة المتفسخة الجائفة، وبين ذنبها وزعانفها وبقية احشائها، انها الجيفة يا سادة، بلا ريب ولا حيرة. أما الذين لديهم مشكلة مع الشم او الذين يضعون البهارات والتوابل على السمكة المتفسخة، فلقاؤنا معهم بعد الاكل... ورب قيئ لا يفيد ولا ينقذ من التسمم. وما المشكلة عندهم، أو على الاقل عند بعضهم، ان كانوا قد وضعوا انفسهم في موضع الزبد في حياة لا يبقى فيها الا ما فيه الخير للوجود الانساني وكما في الاية الكريمة " فأما الزبد فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض".
ولافسر اخيرا معنى القلف الذي جاء في عنوان هذه المقالة. انه طحالب بحرية تعلق بهياكل السفن بكميات كبيرة وتعيق حركتها، الا انها لن تمنعها عن المضي قدما نحو هدفها.



#جاسم_ألصفار (هاشتاغ)       Jassim_Al-saffar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوارات فكرية من اجل اشتراكية بضفاف واقعية
- المدنيون وسياسة التحالفات
- مفارقات العدوان الثلاثي على سوريا
- العلاقات الصينية السورية
- الحدث الايراني بين الافتعال والواقع
- ترامب ولعبة خلط الاوراق
- انقلاب القصر
- كردستان بين الطموح والواقع
- الموقف الامريكي من الاتفاق النووي مع ايران
- مغزى زيارة الملك سلمان لموسكو
- منعطفات جديدة في السياسة الامريكية
- الملك عاريا
- تأملات تسبق الانتصار
- الانفصاليون وخدعة الاستقواء بالفكر الاشتراكي
- خاطرتان قصيرتان في موضوع وحدة اليسار العراقي
- تركيا، الى اين؟
- كوريا الشمالية أمام خيارات التصعيد ام التهدئة؟
- الرؤيا العدمية والرؤيا الواقعية في الحدث السوري
- لمسار التغيير روافد
- رأي في شعار -مقاطعة الانتخابات-


المزيد.....




- شاهد: الاحتفال بخميس العهد بموكب -الفيلق الإسباني- في ملقة ...
- فيديو: مقتل شخص على الأقل في أول قصف روسي لخاركيف منذ 2022
- شريحة بلاكويل الإلكترونية -ثورة- في الذكاء الاصطناعي
- بايدن يرد على سخرية ترامب بفيديو
- بعد أكثر من 10 سنوات من الغياب.. -سباق المقاهي- يعود إلى بار ...
- بافل دوروف يعلن حظر -تلغرام- آلاف الحسابات الداعية للإرهاب و ...
- مصر.. أنباء عن تعيين نائب أو أكثر للسيسي بعد أداء اليمين الد ...
- انفجارات عنيفة في مواقع البنية التحتية بأنحاء أوكرانيا
- السودان.. التدخل الأجنبي ينذر بإطالة أمد الحرب
- نتنياهو يطلب من المحكمة الإسرائيلية تمديد مهلة خطة التجنيد ا ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم ألصفار - قلف المراكب لا يثنيها عن الابحار