أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم ألصفار - مفارقات العدوان الثلاثي على سوريا














المزيد.....

مفارقات العدوان الثلاثي على سوريا


جاسم ألصفار
كاتب ومحلل سياسي

(Jassim Al-saffar)


الحوار المتمدن-العدد: 5848 - 2018 / 4 / 17 - 21:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مفارقات العدوان الثلاثي على سوريا
د. جاسم الصفار
في ليلة 14 نيسان/ابريل شنت القوات الامريكية والبريطانية والفرنسية هجوما صاروخيا على سوريا، كان نتيجته ان لا تبلغ الصواريخ المهاجمة هدفها بسبب المقاومة التي ابدتها قوى الدفاع الجوي السورية اضافة الى نشاط تشويش الكتروني حرف بعض الصواريخ عن مساراتها، وبالتالي لم تسقط اية ضحايا بشرية واقتصرت اثار الضربة على تهديم بعض البنايات المستهدفة.
هذه الضربة المحدودة والاستعراضية المتعكزة على حجج مزعومة لم يكن لها الا ان ترفع حدة التوتر في المنطقة والعالم. ورغم المساعي التي بذلتها وزارة الخارجية الامريكية ومعها وكالات الانباء الخاضعة لارادة البيت الابيض اضافة الى المحاولات البائسة للحكومة البريطانية والفرنسية في تبرير قرار الضربة الصاروخية ضد سوريا فان المناصرين للولايات المتحدة الامريكية في عدوانها على سوريا مع حليفتيها بريطانيا وفرنسا هم اليوم اقل بكثير من اولئك الذين ناصروها في هجومها على العراق عام 2003 ، وحتى في داخل امريكا ومؤسستها العسكرية كانت هنالك اصوات محذرة من تبعات هذا العدوان.
نقلت صحيفة النيويورك تايمز عن السناتور الديمقراطي من فرجينيا تيم كين انه حذر من عدم حصول الرئيس الامريكي دونالد ترامب على موافقة الكونكرس على قراره بضرب سوريا كما اكد بأن الهجوم على سوريا ليس قانونيا وغير مدروسا. كما حذر من فشل هذا الهجوم مجلس العلاقات الخارجية في البيت الابيض اضافة الى شخصيات ومؤسسات مستقلة مهتمة بالامن والشؤون العسكرية.
كان من المفترض وصول المفتشين عن منظمة منع استخدام الاسلحة الكيميائية لمعاينة الموقع المفترض لاستخدام الهجوم الكيميائي في يوم السبت، 13 نيسان/ ابريل ولكن واشنطن استبقت التحقيقات في هذا الامر وشنت عدوانها على سوريا لتؤكد بانها لا تحتاج الى اي ذرائع او مبررات حقيقية لعدوانها. وهنا مفارقة اخرى ما دمنا ذكرنا الهجوم على العراق عام 2003 ان اعلان ترامب عن ان عدوانه قد حقق اهدافه لم يكن مقنعا لاحد. فحتى المعارضة السورية اعتبرت الهجوم مسرحية زادت من قوة الاسد، كما ان مرشد الثورة الايرانية اية الله خامنئي اعتبر العدوان جريمة لم تربح فيها امريكا، اضافة الى ان المراقبين الامريكان انفسهم بحسب ما كتب في صحيفة The National Interest عبروا عن شكهم بالفائدة التي ستعود على امريكا من هذا العدوان وبعضهم كتب مدينا العدوان.
الكثير في امريكا وخارجها اعتبر التصعيد اللفظي، غير المتعارف عليه في التعبير عن المواقف من السياسة الخارجية، للرئيس الامريكي دونالد ترامب خطابا للجمهور الامريكي ليس الا، وان له علاقة بالمشاكل الداخلية التي يعاني منها ترامب. كما اتهمت Washington Post الرئيس الامريكي بأنه انقلب تماما على وعوده الانتخابية وشككت في ان تكون للرئيس رأيا محددا وثابتا في استراتيجيته للامن القومي الامريكي.
فعودة لتغريدات ترامب تدلنا على انه قبل العدوان الاخير كان يغرد باتجاه الانسحاب من الشأن السوري وترك امر سوريا للاخرين. ولو رجعنا الى تغريدات قديمة لترامب في الشأن السوري نجد انه في عام 2013 على سبيل المثال كان قد كتب " تذكروا ان هؤلاء "المقاتلين من اجل الحرية" في سوريا هم من وجه الطائرات الينا" وفي تغريدة اخرى كتب "على اوباما ان يولي اهتمامه الان للشأن الامريكي في مجالات العمل والضمان الصحي ومشاكلنا الكثيرة الاخرى. انسوا ما له علاقة بسوريا واصنعوا من امريكا دولة عظمى" وفي تغريدة ثالثة كتب "أوباما يريد قصف داعش في العراق وتسليحهم في سوريا! هذا هو ما يفعله"، هذه ليست سوى عينات من تغريدات قديمة لترامب تصلح اليوم لاتهامه بما اتهم به الاخرين، ولابأس في أن نضيف اليها تغريدة احدث كتبها في فترة الانتخابات الامريكية وقال فيها "ما الذي نجنيه من قصف سوريا غير زيادة في الديون ومشكلة يطول امدها؟ على اوباما ان يحصل على موافقة الكونكريس". واليوم بدون موافقة مسبقة من الكونكريس يحرق ترامب ملايين الدولارات من دافع الضريبة الامريكي ويزيد من التوتر في الوضع الدولي.
وان من المفارقات بين الهجوم الذي وقع على العراق عام 2003 وبين العدوان الامريكي البريطاني الفرنسي على سوريا ليلة 14 نيسان/ابريل فان امريكا لم تعد قادرة على شن هجوم تدميري واسع كما كان عليه الحال في عام 2003. فقد تغير العالم، فالعدوان المحدود المتردد وغير الواثق من ادائه والذي وقع على سوريا قبل ايام كشف عن خوف امريكي من خطوط حمراء كان من الممكن ان تجرها الى صراع جاد لا تعرف عواقبه.
حلفاء امريكا القدماء ساندوها في عدوانها الاخير ولكنهم فهموا هذه المرة انه بعد مرور 15 عام على احتلال على العراق قد تغير الكثير. ومهما كان حجم الحملة الاعلامية التي رافقت العدوان الثلاثي على سوريا في ليلة 14 نيسان/ ايلول والتي هولت من النجاحات التي حققها العدوان الثلاثي، فان التقنيات الاعلامية الحديثة وفضاءاتها الواسعة ستكشف هذه الاكذوبة ان لم تكن قد كشفتها بعد، فهي ليست تلك التي كانت ايام الفراعنة، حيث يحكى انه في عام 1296 قبل الميلاد اصدر فرعون مصر رمسيس الثاني امرا بوضع نصب تذكاري له وكتابة قصائد شعرية على شرفه بمناسبة انتصاره على جيوش خيتا، ومرت ثلاثة الاف عام قبل ان تنفضح الاكذوبة ويتضح ان رمسيس لم يربح المعركة بل خسرها.



#جاسم_ألصفار (هاشتاغ)       Jassim_Al-saffar#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلاقات الصينية السورية
- الحدث الايراني بين الافتعال والواقع
- ترامب ولعبة خلط الاوراق
- انقلاب القصر
- كردستان بين الطموح والواقع
- الموقف الامريكي من الاتفاق النووي مع ايران
- مغزى زيارة الملك سلمان لموسكو
- منعطفات جديدة في السياسة الامريكية
- الملك عاريا
- تأملات تسبق الانتصار
- الانفصاليون وخدعة الاستقواء بالفكر الاشتراكي
- خاطرتان قصيرتان في موضوع وحدة اليسار العراقي
- تركيا، الى اين؟
- كوريا الشمالية أمام خيارات التصعيد ام التهدئة؟
- الرؤيا العدمية والرؤيا الواقعية في الحدث السوري
- لمسار التغيير روافد
- رأي في شعار -مقاطعة الانتخابات-
- وقائع احداث جامعة واسط
- حكومة وعشائر ومافيات
- عواقب التغيير


المزيد.....




- ما ارتداه رئيس أوكرانيا بقمة الناتو يشعل تكهنات بأن ترامب هو ...
- سجال حاد بين المدعية العامة للولايات المتحدة وسيناتور ديمقرا ...
- زهران ممداني.. الشاب المجهول الذي قلب نيويورك راسا على عقب ب ...
- جسر زجاجي شفاف ومسارات.. لندن تكشف عن نصب الملكة إليزابيث ال ...
- هانا تيتيه: ليبيا تمر بمنعطف حاسم وتريد حكومة مسؤولة
- مؤسسة النفط الليبية توقع مذكرة تفاهم مع تركيا بشأن 4 مناطق ب ...
- الحرب على إيران تعيد الليكود إلى الصدارة.. نتنياهو: العالم ش ...
- -احتفالات النصر-.. تظاهرات في طهران عقب وقف إطلاق النار بين ...
- زيلينسكي يطالب الناتو بدعم الصناعة الدفاعية الأوكرانية قبيل ...
- في تحول عسكري لافت.. اليابان تجري أول تجربة صاروخية على أرا ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم ألصفار - مفارقات العدوان الثلاثي على سوريا