أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد عبد الفتاح الاسدي - الدين ... و دوره في المجتمع والسياسة .... !!!!














المزيد.....

الدين ... و دوره في المجتمع والسياسة .... !!!!


زياد عبد الفتاح الاسدي

الحوار المتمدن-العدد: 6235 - 2019 / 5 / 20 - 22:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جميع الاديان عموماً بما في ذلك الاسلام والمسيحية واليهودية, هي بالتأكيد لا تعتبر علمانية في تعاليمها وفلسفتها اللهوتية أو في أفكارها ومُمارساتها .. فالاديان ظهرت تاريخياً ومنذ الظهور البدائي للانسان للبحث بشكلًٍ أساسي عن أسرار هذا الكون في محاولات للفكر الانساني للوصول الى حقيقة الوجود والخليقة .. هذا بلإضافة الى نشر القيم الروحانية والانسانية والاخلاقية والخير ومساعدة الضعفاء والفقراء والمحتاجين .. الخ ... وبالتالي تحولت الاديان عبر التاريخ الى ثقافة وظاهرة إجتماعية في المجتمعات الانسانية مع إنشاء المساجد والكنائس والمعابد لممارسة العبادات والطقوس الدينية ..
ومن هنا فأي حرف للاديان عن هذه الاهداف والقيم الانسانية وتحويلها الى غير مضمونها الثقافي والروحاني والخيري والانساني هو بكل بساطة تحريف للدين ولا يمت لجوهر الدين بصلة ... لذا على بعض الاخوة والمُثقفين العرب الذين ينتقدون الاديان بشدة, إدراك هذه الحقيقة والنظر الى الاديان كجزء من التراث الثقافي والاجتماعي والانساني ... فالدين رغم أنه فكر غيبي وروحاني .. ولكنه لا يتعايش في جوهره الحقيقي مع الشر .... ولكن من جهة أخرى نعم يُمكن بالمُقابل حرف الاديان عن طبيعتها واستخدامها في المُجتمعات الانسانية بعيدأ عن مضمونها الاجتماعي وأهدافها الحقيقية من روحانية وإنسانية وخيرية من أجل خدمة مصالح وطموحات بعض الافراد والجماعات أوالانظمة والاحزاب , أو حتى من يدعون أنفسهم برجال الدين , لا سيما مع وجود التخلف والجهل الاجتماعي لفم الاديان ولدورها الحقيقي والاجتماعي والانساني والروحاني في المجتمع .
وبالتالي فإن من ينظرون الى الاديان في كونها شيء سلبي في حياة المجتمعات ويلجؤون الى مُعاداة الفكر الديني والعبادات والطقوس الدينية ويُحاولون تشويه أو إلغاء دورها في المُجتمع , فهم بلا شك مخطؤون .. ولا يعتبر ذلك بالتأكيدهو الحل في تطوير المجتمعات وتقدمها كما يعتقد البعض .. وهذا بحد ذاته في نهاية الامر هو نوع من أنواع الجهل .... فإذا كانت العلمانية هي ضرورية لادارة الدولة ومُؤسساتها السياسية والاقتصادية والتشريعية والتنفيذية والقضائية والاعلامية ...الخ, وتحديداً في المجتمعت الانسانية المُعاصرة بكل تمايزاتها الدينية والمذهبية وتعقيداتها الاقتصادية والسياسية والدستورية والقانونية ...الخ ولكن ذلك لا يعني بأي حال من الاحوال تحميل الاديان مسؤولية تخلف المجتمعات أو تراجعها على كافة المُستويات .... ومن هنا فعلينا جميعاً إحترام الاديان لكونها جزء لا يتجزأ من ثقافة الشعوب والمٌجتمعات .. ويجب عدم معاداتها ومهاجمتها وتركها لتقوم بدورها الاجتماعي والخيري والانساني والاخلاقي والروحاني .. وهو بالتأكيد دور هام وإيجابي في مختلف المجتمعات الانسانية طالما أنه يتم في إطار إبعاد رجال الدين عن الخطاب السياسي ومنع المُتدينين من إدخال الدين في العمل السياسي وتشكيل أحزاب سياسية بخلفية دينية تتدخل في القضايا السياسية ..... لان الدين والسياسية بكل بساطة شيئان لا يمتزجان ... فالدين هو فكر غيبي يتعامل مع القيم " المثالية " من أخلاقية وخيرية وروحانية وإنسانية ..الخ وهي أمور ضرورية لحياة الافراد والمجتمع .. أما السياسة فهي في مضمونها ودوافعها ومُداخلاتها وعلاقاتها ت لا بد أن تكون علمانية لكونها تتعامل مع القيم " المادية " كالاقتصاد والاتفاقيات التجارية والجمركية والتحالفات السياسية والمعاهدات الامنية والاحلاف العسكرية ... الخ , إضافة ألى إدارة شؤون الدولة من تنفيذية وقضائية وتشريعية وشؤون التعليم والصحة والصناعة والزراعة والسياحة ... وبالتالي لا يُمكن الخلط بين الدين بفكره الغيبي ومضمونه الروحاني والمثالي مع السياسة بضروراتها العلمانية وتعاملاتها المادية .
ومن هنا لابد لنا من الفصل بين الدين والسياسة .. لكي لا تُفسد السياسة الدين ... ولا يفسد الدين الدولة والسياسة .



#زياد_عبد_الفتاح_الاسدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السودان وليبيا والجزائر .. صراع مُحتدم بين العسكر والاخوان . ...
- لماذا الخوف على سورية الجولان وعروبته .....؟؟؟
- الحراك الجماهيري وأزمة التغيير في العالم العربي ...!!!
- الجزائر .. حلقة جديدة من الجهل والفوضى والحراك الاخواني في ا ...
- مع نهاية العام الثامن للحرب على سوريا ... كيف نُفسر أحداث ال ...
- الشعارات الثورية ....!!!! إساءة استخدامها
- مادورو .. ومصير اليسار في أمريكا اللاتينية ...!!!!
- فنزويلا وتصاعد ظاهرة اليمين المُتطرف في أوروبا وأمريكا والقا ...
- ملاحظات حول الاحتجاجات الفرنسية بقيادة السترات الصفر ....!!! ...
- الحركة الاشتراكية والعمالية العالمية ...!!! الجزء الرابع
- تعقيدات الوضع العسكري في شمال سوريا
- اندلاع التمرد الشعبي في السودان في ظل الصراع الخليجي والاخوا ...
- الحركة الاشتراكية والعمالية العالمية ...!!! الجزء الثالث
- فرنسا .. ثورة إجتماعية في قلب أوروبا ..!! هل يُمكن فهم أبعاد ...
- اليسار والحركة العمالية والاشتراكية العالمية ...!!! الجزء ال ...
- التمرد الطبقي في فرنسا ينفجر في وجه ماكرون ....!!!!
- اليسار والحركة العمالية والاشتراكية العالمية ...التاريخ والا ...
- معركة إدلب والمماطلة التركية في تنفيذ اتفاق سوتشي ...!!!
- الانتخابات الامريكية ودخان الحرب ضد الامتيازات الطبقية والكر ...
- قضية خاشقجي وحرب الابتزاز خلف الكواليس ...!!!


المزيد.....




- التوقيت بعد ساعات على تهديد ترامب.. خامنئي يشعل ضجة بتدوينة: ...
- مصر.. عمرو موسى يشعل ضجة بدعوة عاجلة تفعيل المادة 205 بسبب ص ...
- التقارب بين بيونغ يانغ وموسكو يزعج سيئول
- مكون بسيط في أغذية شائعة قد يقلل خطر النوبات القلبية
- آبل تخطط لإطلاق ساعات ذكية مزودة بمقياس لسكّر الدم
- أطعمة تزداد فائدتها عند تبريدها
- مقتل شخصين وانتشال 5 ناجين حتى الآن إثر انهيار مبنى في منطقة ...
- حلم الشباب الدائم يقترب!.. مركبات بكتيرية في دمائنا تمنحنا ا ...
- اكتشاف بركان مريخي ظل مخفيا عن أعين العلماء 15 عاما!
- إسرائيل بدأت الحرب، فمن سيربح؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد عبد الفتاح الاسدي - الدين ... و دوره في المجتمع والسياسة .... !!!!