أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد عبد الفتاح الاسدي - فنزويلا وتصاعد ظاهرة اليمين المُتطرف في أوروبا وأمريكا والقارة اللاتينية















المزيد.....

فنزويلا وتصاعد ظاهرة اليمين المُتطرف في أوروبا وأمريكا والقارة اللاتينية


زياد عبد الفتاح الاسدي

الحوار المتمدن-العدد: 6130 - 2019 / 1 / 30 - 01:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شهدت كلاً من الساحة الاوروبية والامريكية واللاتينية مجموعة من الظواهر والمُتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في السنوات التي أعقبت الازمة الاقتصادية الشهيرة التي ضربت أسس الاقتصاد الرأسمالي في الغرب في العام 2008 وتسببت في حالة غير مسبوقة من الازمات المالية والكساد الاقتصادي العالمي لا يزال يُعاني العالم من نتائجها الى الآن .. حيث يُمكن تلخيص هذه الظواهر والمُتغيرات باقتضاب شديد على النحو التالي :
1 . تفاقم وتراجع كبير في المُؤشرات الاقتصادية وازياد مزمن في العجز المالي للميزانيات الحكومية في الولايات المُتحدة والعديد من دول الاتحاد الاوروبي, ظهرت بوضوح في اليونان وأسبانيا وإيطاليا وإيرلندا والبرتغال ... وكان أشدها على الاطلاق أزمة الاقتصاد والديون الحكومية التي تفجرت على نحوٍ خطير في اليونان وظهرت نتائجها المُدمرة في العنف والغضب الذي شهدته الشوارع والمدن اليونانية عام 2012 ... حيث كادت الازمة اليونانية أن تُهدد بحلول عام 2015 كيان الاتحاد الاوروبي بمجمله... لتطال هذه الازمات مُؤخراً وعلى نحوٍ خطير جداً إيطاليا , وتنتقل حتى الى أهم الدول الاوروبية كفرنسا وبلجيكا وبريطانيا .. حيث تجاوز العجز المالي الحكومي في فرنسا 100 مليار يورو .. فيما تعرضت هذه الدول الثلاث للمظاهرات والاحتجاجات الغاضبة التي قادتها حركات السترات الصفر.
2 . تصاعد في شعبية اليمين الشوفيني والقومي في أوروبا, لتتجاوز هذه الظاهرة دول شرق أوروبا وتنتقل الى العديد من دول غرب أوروبا بما في ذلك فرنسا والمانيا وإيطاليا وبلجيكا ... كما انتقلت هذه الظاهرة مُؤخراً وعلى نحوٍ غير مُتوقع حتى الى الدول الاسكندنافية ولا سيما في السويد والدنمارك, وكذلك الى بعض دول القارة الامريكية اللاتينية .... ففي ألمانيا عل سبيل المثال إزدادت شعبية حزب البديل من أجل المانيا القومي المُتطرف على حساب أحزاب اليمين اللبرالي ويسار الوسط التقليدية كالحزب الديمقراطي المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي .. وفي فرنسا ازدادت شعبية حزب الجبهة الوطنية بزعامة مارين لوبين المعادي بشدة لنظام العولمة الاقتصادية وللمهاجرين من الاقليات الافريقية والعربية والاسلامية.. فيما سجل هذا الحزب تقدماً في الانتخابات البرلمانية والبلدية الفرنسية على حساب أحزاب اليمين الجمهوري واللبرالي ويسار الوسط .. لتتجاوزبعدها مارين لوبين حتى الدورة الاولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية عام 2017 وتنتقل الى الدورة الثانية في مواجهة ماكرون الذي تلقى دعما قوياً من أحزاب اليمين اللبرالي والجمهوري ويسار الوسط المُعادية بشدة لليمين القومي المُتطرف ... أما في إيطاليا فقد تمخضت الاضطرابات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي شهدتها إيطاليا في السنوات الاخيرة عن تحول واضح نحو اليمين المُتطرف في نتائج الانتخابات البرلمانية التي جرت في ربيع 2018 مع فوز واضح لإئتلاف اليمين القومي في ظل استمرار الازمات الاقتصادية وانخفاض الناتج القومي لإيطاليا خلال العقد الماضي وعدم إمكانية تعافي الاقتصاد في السنوات المُقبلة حسب توقعات صندوق النقد الدولي .. وقد سبق هذا الفوز اليميني المُتطرف في إيطاليا تزايد ظاهرة التعاطف مع الفكر الفاشي والقومي في الشارع الايطالي .. حيث حصد إئتلاف مجمل اليمين المُتطرف ما يقرب من %40 من الاصوات, فيما حصدت حركة خمس نجوم القومية المُتطرفة وحدها ما يقرب من % 30 .
3 . تراجع في شعبية اليسار في القارة الامريكية اللاتينية مُؤخراً بالرغم من فوز اليسار المكسكي في الانتخابات الرئاسية في صيف 2018 ... ففي الارجنتين التي تعتبر مثالا ساطعاً على تحول أمريكا اللاتينة نحو اليمن وحتى اليمين المُتطرف, تمت هزيمة تحالف اليسار ويسار الوسط الذي حكم الارجنتين على مدى 12 عاما, ليصل موريسيو ماكارى اليميني إلى رئاسة الأرجنتين أواخر عام 2015 خلفا لليسارية كريستينا كيرشنر... أما في البرازيل فقد سجل اليسار خسارة كبرى في الانتخابات الرئاسية للبرازيل في نهاية عام 2018 مع فوز مُرشح اليمين المُتطرف جايير بولسونارو على منافسه مرشح حزب العمال وأحزاب اليسار فرناندو حداد .. وسبق ذلك في تشيلي خسارة اليسار في الانتخابات الرئاسية عام 2017 لصالح مرشح اليمين سيباستيان بينييرا ... هذا ناهيك عن ألازمة الخطيرة والخانقة التي يُعاني منها الآن اليسار والحركة البوليفارية في فنزويلا بدعم وتوجيه مُباشر من إدارة ترامب وبتأييد من الانظمة اليمينية المُتطرفة في أمريكا اللاتينية .. وفي هذا الاطار لا بد من الاشارة الى أن الحزب الاشتراكي اليساري الحاكم في فنزويلا قد تقاعس في السنوات الاخيرة عن بناء الاقتصاد الفنزويلي ليُصبح أكثر تنوع وإنتاجية, ولا ينحصر الاقتصاد في صادرات النفط .. وبالتالي يُصبح أقل إعتماداً على هذه الصادرات التي تخضع بشكلٍ أو بآخر للتلاعب والضغوط الاقتصادية التي تُمارسها الادارات الامريكية المُتلاحقة في الوقت الذي تستورد فيه الشركات الامريكية قسماً رئيسياً من البترول الفنزويلي ... هذا عدا عن أن نظام مادورو ومن قبله الرئيس الراحل هوجو شافيز لم يكن صارماً بما فيه الكفاية في محاربة الفساد المستشري في فنزويلا حتى على المستوى الشعبي حرصاً منه على كسب أكبر قاعدة جماهيرية ... وبالتالي فقد جعلت هذه العوامل مُجتمعة من نظام مادورو ومن قبله هوجو شافيز هدفاً سهلاً للتدخلات الامريكية وللقوى اليمينية المُتتطرفة المُتآمرة على فنزويلا .
4 . هنالك تمايز واختلاف في أسباب صعود شعبية اليمين القومي المُتطرف في أوروبا عن أسباب زياد ة شعبية اليمين واليمين المُتطرف في ألقارة الامريكية واللاتينية... فبينما تصاعدت شعبية اليمين القومي في أوروبا بشكلٍ جزئي بسبب نظام العولمة الاقتصادية وفشل النخب والاحزاب الليبرالية في معالجة الازمات الاقتصادية المُتراكمة (وهذا استفاد منه كذلك اليسار الراديكالي في أوروبا ولا سيما في فرنسا).. ولكن العامل الرئيسي لازدياد شعبية اليمين القومي يعود لاسباب عنصرية, وهذا واضح في الخطاب السياسي لاحزاب اليمين القومي في أوروبا كحزب الجبهة الوطنية في فرنسا وحزب البديل من أجل المانيا وغيرهم .. وهنا يستغل اليمين القومي في أوروبا رغبة هامش لا يُستهان به من الشعوب الاوروبية في التخلص من هجرة أعداد هائلة ومتزايدة من الافارقة والعرب والمسلمين من بلادهم الى القارة الاوروبية , بسبب الفقر والفساد والخراب الاقتصادي والامني والصراعات العرقية والطائفية المُنتشرة في أفريقيا وبلدان الشرق الاوسط والمشرق العربي التي تعود في أهم أسبابها الى تآمر الغرب الامبريالي ونهبه لإقتصاديات هذه الدول وتدميرها وتمزيقها .... بينما يُمكن إرجاع تصاعد اليمين بما في ذلك اليمين المُتطرف في القارة الامريكية اللاتينية, من جهة الى التضليل والتشويه الذي يُمارسه الاعلام الامريكي والغربي والقوى اليمينية ضد اليسار في أمريكا اللاتينية وإيهام الشعوب اللاتينية بأن قوى اليسار وراء الفساد المُستشري والازمات الاقتصادية التي تُعاني منها شعوب القارة اللاتينية ...الخ .. ومن جهة أخرى يعود ذلك بسبب فشل اليسار الذي أمسك بالسلطة في بعض دول القارة اللاتينية في تحقيق الاستقرار الاقتصادي ومحاربة الفساد وبناء تحالفات قوية بين مُختلف فصائل اليسار ...وقد شهدنا كيف شنت إدارة ترامب حملة شعواء على النظام اليساري والحركة البوليفارية في فنزويلا بتأييد من فرنسا ومعظم الدول الاوروبية (باستثاء وحيد من حكومة اليسار الراديكالي في اليونان التي أيدت بقوة شرعية نظام مادورو) واتهمت مادورو بالدكتاتورية والفساد وحاولت جاهدة اسقاط حكمه ونزع الشرعية عنه والاعتراف بخوان غوايدو رئيساً لفنزويلا من خلال الانظمة اليمينية في أمريكا اللاتينية مثل كولومبيا والإكوادور وباراغواي والبرازيل وشيلي وبنما والأرجنتين وكوستاريكا وغواتيمالا.
5 . من المهم أخيراً التنويه الى أن كل من أنظمة وأحزاب اليمين الليبرالي أو أنظمة وأحزاب اليمين القومي أو المُتطرف المُتواجدة في أوروبا والولايات المُتحدة لا تتمايز كثيرأ عن بعضها البعض ليس فقط من حيث سياساتها الخارجية , بل أيضاً في سياساتها الطبقية والاقتصادية الداخلية (سواء القائمة أو المُعلنة) , وقد تتمايز الى حدٍ ما في تعاونها وتعاملاتها التجارية والخارجية فيما بينها أو مع الدول الاخرى ودول العالم الثالث ... وطالما أن اليمين القومي في أوروبا لم يستلم الحكم بعد في أوروبا باستثناء إيطاليا وبعض دول أوروبا الشرقية مثل أوكرانيا وبولوندا .. لذا من المُبكر التمييز بين حكومات اليمين الليبرالي الاكثر انتشاراً في منظومة الغرب وبين أنظمة اليمين القومي واليمين المُتطرف سوى في كون الانظمة والاحزاب اليمينية القومية أو اليمينية المُتطرفة تشترك على وجه العموم في كونها أحزاب شوفينية عنصرية متزمتة ... وعلينا أن نلاحظ أيضاً ان هذا النوع من الانظمة اليمينية سواء في الولايات المُتحدة ( إدارة ترمب ) أو في الدول الاوروبية الكبرى كألمانبا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا هو جزء لا يتجزأ من النظام الرأسمالي في الغرب والنظام الامبريالي العالمي .. ولكنها أصبحت في السنوات الاخيرة أكثر تنافساً وأقل تنسيقاً وتناغماً وتحالفاً فيما بينها ... وهذا ما يُفسر سياسة إدارة ترامب (ولا سيما الاقتصادية والجمركية) ليس فقط تجاه الصين والهند وروسيا وغيرها , بل أيضاً تجاه حلفائها الاوروبيين, والتي إمتدت حتى الى المسائل الاقتصادية المُتعلقة بتمويل حلف الناتو .



#زياد_عبد_الفتاح_الاسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات حول الاحتجاجات الفرنسية بقيادة السترات الصفر ....!!! ...
- الحركة الاشتراكية والعمالية العالمية ...!!! الجزء الرابع
- تعقيدات الوضع العسكري في شمال سوريا
- اندلاع التمرد الشعبي في السودان في ظل الصراع الخليجي والاخوا ...
- الحركة الاشتراكية والعمالية العالمية ...!!! الجزء الثالث
- فرنسا .. ثورة إجتماعية في قلب أوروبا ..!! هل يُمكن فهم أبعاد ...
- اليسار والحركة العمالية والاشتراكية العالمية ...!!! الجزء ال ...
- التمرد الطبقي في فرنسا ينفجر في وجه ماكرون ....!!!!
- اليسار والحركة العمالية والاشتراكية العالمية ...التاريخ والا ...
- معركة إدلب والمماطلة التركية في تنفيذ اتفاق سوتشي ...!!!
- الانتخابات الامريكية ودخان الحرب ضد الامتيازات الطبقية والكر ...
- قضية خاشقجي وحرب الابتزاز خلف الكواليس ...!!!
- جمال خاشقجي ....!!!!
- الاعتداءات الاخيرة ضد روسيا وإيران ...خلفياتها وتفاعلاتها ال ...
- تركيا ومعركة إدلب .... الابعاد الاقليمية والدولية ...!!!
- فلسطين بين حماس والسلطة وبين التهدئة والمصالحة ....!!!!
- تركيا والولايات المُتحدة .. أزمة عابرة أم طلاق استراتيجي ... ...
- إدارة ترامب في مواجهة العالم .. التهديدات والتهديدات المُضاد ...
- حرب إدارة ترامب على التجارة العالمية ونظام العولمة الاقتصادي ...
- الجنوب السوري والهلع الصهيوني في القمة المُرتقبة لبوتن وترام ...


المزيد.....




- اتهام 4 إيرانيين بالتخطيط لاختراق وزارات وشركات أمريكية
- حزب الله يقصف موقعين إسرائيليين قرب عكا
- بالصلاة والخشوع والألعاب النارية.. البرازيليون في ريو يحتفلو ...
- بعد 200 يوم من الحرب.. الفلسطينيون في القطاع يرزحون تحت القص ...
- فرنسا.. مطار شارل ديغول يكشف عن نظام أمني جديد للأمتعة قبل ا ...
- السعودية تدين استمرار القوات الإسرائيلية في انتهاكات جسيمة د ...
- ضربة روسية غير مسبوقة.. تدمير قاذفة صواريخ أمريكية بأوكرانيا ...
- العاهل الأردني يستقبل أمير الكويت في عمان
- اقتحام الأقصى تزامنا مع 200 يوم من الحرب
- موقع أميركي: يجب فضح الأيديولوجيا الصهيونية وإسقاطها


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد عبد الفتاح الاسدي - فنزويلا وتصاعد ظاهرة اليمين المُتطرف في أوروبا وأمريكا والقارة اللاتينية