أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عليه اخرس - التحويل الثوري وحركة التاريخ - مهدي عامل














المزيد.....

التحويل الثوري وحركة التاريخ - مهدي عامل


عليه اخرس

الحوار المتمدن-العدد: 6234 - 2019 / 5 / 19 - 01:50
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


التحويل الثوري وحركة التاريخ

بعد الخامس من حزيران تهاوت اوهام من اعتادوا العيش في اوهامهم ، فدوت صرخة الياس تكسح الوعي وتشله ، وغاب العقل منهم في ما يشبه البحث عن الاسباب ، فتوقف عند عجزه ، وارتاح لما وجد ما يبرر استقالته فيما ظن انه السبب ، فكان الضحية الانسان العربي اذ صار جوهرا . قالوا انها ازمة الانسان تمتد في جذورها الى ما قبل بدايته، والهزيمة ليست حدثا ، انها فيه قبل حدوثها ، ضرورة الصيرورة من جوهره .والجوهر واحد -وان تغير -، انه لعنة التاريخ تحيل التاريخ زمانا يتكرر . رفعوا راية العدم على انقاضهم وقالوا :انه النصر ياتي حين ياتي الجوهر الاخر . فاخذ الافق شكل اعينهم :ضبابا يحجب الرؤيا، فظنوا انه الاتي - وما ياتي لعين الوهم الاالوهم-وما علموا ان في هذا القول منهم تبريرا (ثوريا) لمن هم اصل الهزيمة :قيادات طبقية همها الحفاظ على بناء اجتماعي طبقي وجدت فيه البرجوازية الكولونيالية اساسا لسيطرتها الطبقية .

كان سهلا على عقل اسير وهمه الطبقي ان يجد في جوهر الانسان العربي ما ليس فيه من اسباب هزيمة يستلزم الكشف عن اسبابها الفعلية مقاربتها من زاوية نظر طبقية اخرى ، هي زاوية نظر الطبقات الاجتماعية التي تخوض فعلا معركة التحرر الوطني في صراعها الطبقي نفسه ضد التحالف الطبقي المسيطر.وكان شجاعة ان يتصدى من تصدى لذلك التيار الجارف من العدمية الذي هيمن على القسم الاعظم من نتاج الفكر بعد الهزيمة، سواء في حقل الشعر ام القصة ام الرواية ام المسرح .والشجاعة الفكرية في الصمود نفسه ، حين قل من صمد حرب تشرين ما قبل وما بعد اجتاحه موج اظاهر رذاذا قد تناثر . وبقي من الفكر عميقه ، فالفكر الى العمق ينفذ ، فان لم يفعل كان باطلا .والعمق من واقع التاريخ ليس جوهرا متماثلا يلتقطه الفكر العدمي حدثا مسطحا-وان طغى-، يسقطه على ما سبق وما سيلحق ، فيجعل منه مطلقا ، والمطلق هذا وجه الجمود من الفكر، اي صورة عجزه وقصوره عن تملك زمانية الواقع .العمق ذاك بنية الاساس من الواقع تتحكم بظاهراته الحدثية ولا تتكشف الا لعقل علمي قادر على تملكها بمنطق التناقض المادي من زاوية الطبقة العاملة الثورية التي تضعها صيرورتها الطبقية بالضرورة في موقع القيادة من معركة التحرر الوطني . لقد صمد العقل العلمي في وجه نقيضه،واكد، في حقل ممارسته ، وفي حقول بقية الممارسات من الصراع الطبقي،ان السلاح الايديولوجي للبرجوازية الكولونيالية ، سواء التقليدية منها ام المتجددة ، هو ان تظهر هزيمتها الطبقية التي هي شكلها الحدثي لمازقها التاريخي،بمظهر هزيمة الانسان العربي، فكان الصمود بنقض هذا الوهم الطبقي في تيار العدمية ممارسة ايديولوجية ثورية للصراع الطبقي ضد البرجوازية الكولونيالية. واتت حرب تشرين تدعم -سلبا وايجابا -صمود العقل العلمي في سيطرة الايديولوجي البرجوازية المسيطرة،فثبت ان العلة ليست حيث راها الفكر الغيبي في انسان-جوهر لا وجود له الا بغياب الشروط التاريخية المادية لوجوده ،بل هي في هذه الشروط نفسها التي يجد ذلك الفكر الطبقي المسيطر مصلحة وضرورة في اخفائها.كل شعب قادر على القتال ، فما التاريخ سوى حركة الصراعات الطبقية، ولا استثناء على الاطلاق من هذه القاعدة. وليس بالقدرة او بالعجز يتميز شعب من اخر،بل بتميز حركة الصراعات الطبقية فيه.حين وسموا(الانسان-العربي)بالعجز، غاب ذلك التناقض الطبقي المحرك لتاريخنا المعاصر بين طبقات مسيطرة تدعي الوطنية وبين طبقات كادحة تخوض معركة التحرر. وتبددت اسطورة العجزحين رات جماهير شعبنا قدرة الجيوش على القتال والانتصار-حين يسمح لها بالقتال -،وتبددت الاسطورة ايضا حين تبدى العجز الطبقي للبرجوازية الكولونيالية المسيطرة فيما يسمى بالانظمة التقدمية، عن متابعة السير في معركة التحرر الوطني الى منتهى منطقها:وكيف يكون لهذه البرجوازية المتجددة قدرة طبقية على تحقيق منطق التحرر الوطني بقطع علاقة التبعية البنيوية للامبريالية -اي بتحويل بنية علاقات الانتاج الكولونيالية-حين هي ترى تابد هذه البنية الاساس المادي لبقاء سيطرتها الطبقية ؟ لكنها بسبب هذا العجز نفسه، تجد في منطق ايدلولجيتها القدرة على احالة العدو صديقا حليفا والحليف الصديق عدوا ،فكان حرب تشرين كانت لها عبورا من موقع العداء للامبريالية الى موقع اتحالف معها . والحرب هذه لم تكن لها ماكنته لجماهر شعبنا ، كالواقع نفسه ، يختلف في وجوده المادي، باختلاف زاوية النظر الطبقية اليه:بحرب تشرين رفعت البرجوازية الكولونيالية المتجددة عبء الوطنية عن كاهلها ، بعد ان تحملته مرغمة،فتحررت منه فرحة بشرعية العودة الى طبيعتها الطبقية كطبقة مسيطرة هي في علاقة عداء وطني مع الجماهير الكادحة ، وفي علاقة تحالف تبعي مع الامبرياليىة. اما النسبة جماهيرنا ،فلقد كشفت لها تلك الحرب عن ان العجز ليس فيها قدرا ، بل اسطورة من نتاج الايديولوجية البرجوزية المسيطرة .وبانتهاء الحرب، تدخل معركة التحرر الوطني لشعوبنا العربية مرحلة من الصراع الطبقي لم يعد ممكنا فيها فصل هذا الصراع عن الصراع الوطني الذي هو منه شكل التحرك التاريخي ،فالصراعان واحد هو الذي تحدده بنية علاقات الانتاج القائمة .وما التحرر الوطني سوى التحويل الثوري لبنية هذه العلاقات التي بتجددها ، تتجدد دوما علاقة التبعية البنيوية للامبريالية، فقطع هذه علاقة هو هو ذلك التحويل الثوري. لذا يمكن القول ان القيادة الطبقية لمعركة التحرر الوطني تعود بالضرورة الى الطبقة العاملة، وبفكر هذه الطبقة وحده، اي بالماركسية اللينينية ، يمكن التملك المعرفي لحركة التاريخ المعاصر في عالمنا العربي .

مقال التحويل الثوري وحركة التاريخ

مجلة مواقف العدد رقم 27

1 يناير1974

مهدي عامل
النسخ الالكتروني عليه اخرس



#عليه_اخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المؤامرة الكبرى على ستالين
- الإمبريالية هي اعلى مرحلة من مراحل اضطهاد المراة
- كيف أصبحت ستالينيا
- في المفهوم النظري لحركة التحرر الوطني مهدي عامل
- مقتطف من ذكريات عن لينين
- ستالين - عن نفسي
- ستالين حول الشروط الأساسية لتحضيرعملية الانتقال إلى الشيوعية
- كوبا بعيون عسلية
- الى جميع الكادحين،الى جميع عمال وجنود بتروغراد
- الكوادر تقرر كل شيء!- كلمة ستالين الموجهه الى خريجي دفعه من ...
- الجزء الثاني الممارسة السياسية للطبقة المسيطرة وإعادة إنتاج ...
- الطابع الطبقي المميز للممارسة السياسية للطبقة المسيطرة مهدي ...
- علاقة أحزاب الطبقة المسيطرة بجهاز الدولة مهدي عامل
- خلاصة عامة: الدور التاريخي للطبقة العاملة في حركة التحرر الو ...
- علاقة الفكر بالواقع مهدي عامل
- تحية للجيش الاحمر بمناسبة الذكرى ال15 لتاسيسه يوسف فيساريونو ...
- علاقة الاختلاف بين البورجوازية الامبريالية والبورجوازية الكو ...
- علاقة الاختلاف بين البورجوازية الامبريالية والبورجوازية الكو ...
- إلى جميع المنظمات والرفاق،يوسف فيساريونوفيتش ستالين
- علاقة الاختلاف بين البورجوازية الامبريالية والبورجوازية الكو ...


المزيد.....




- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...
- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عليه اخرس - التحويل الثوري وحركة التاريخ - مهدي عامل