أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - إبراهيم حسين - المسيح يهبط فى ميدان التحرير















المزيد.....

المسيح يهبط فى ميدان التحرير


إبراهيم حسين

الحوار المتمدن-العدد: 1538 - 2006 / 5 / 2 - 11:51
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


فى يوم عادى كأى أيام القاهرة ، الشمس مشرقة بدون سماوات زرقاء فقط سماء رمادية إنعكست كآبتها على وجوه السيارة فلا ترى إلا وجوها مكفهرة منهكة كئيبة متعبة ساخطة صامته مهمومة. بدون مقدمات أنشق الغيوم وظهرت السماء الزرقاء الجميلة من خلفه. من هول الحدث إلتفت الناس حولهم ونظروا أعلى بين مذهول ومتعجب. بينما الناس يحملقون فى زرقة السماء التى حرموا منها عقودا من الزمان هبط كائن من السماء كأن له جناحان لانراهما وتحيطه هاله من وقار لانعهدها. ولكن العجب كل العجب أن الناس لم تجذع ولم يهرعوا كأن السكينة سبقت زائر الأرض. إلتف الناس حوله وسألوه: من انت؟ قال بتواضع الأنبياء أنا المسيح عيسى بن مريم.

تسمر الناس فى أماكنهم بين قليل مهلل وكثير غير مصدق. فى دقائق معدودات تجمعت كاميرات وكالات الأنباء. كلهم جميعا هنا لم يتخلف أحد ، هاهى كاميرا الجزيرة والعربية والحرة ورويترز وآجانس برس والقدس والأسوشيتيدبرس والصينية وآيتارتاس وسى-أن-أن وإم-إن-بى-سى والمصرية الفضائية وخلق كثير لايمكن حصرهم ولاعدهم. وكالات الأنباء تناقلت الخبر حول العالم فتوقفت حركة المواصلات ، سكنت الطائرات على ممرات الإقلاع بعد ان تجمع المسافرون وأطقم الضيافة والملاحة لمتابعة الخبر على شاشات العرض العملاقة ، الحافلات أحتضنت جوانب الطرق ونزل عنها السائقون والركاب يتابعون أخبار هبوط المسيح فى ميدان التحرير بالقاهرة. وأذاعت السى-إن-إن من آتلانتا خبرا قالت فيه أنها حصلت على تسجيل مصور لإبن لادن وأيمن الظواهيرى مجتمعين قالوا فيه أنهم يعدون مفاجأة كبرى وأن دعم السماء فى الطريق. وقالت المذيعة أن المخابرات الأمريكية ، سى-آى-إيه ، أكدت صحة الشريط. وقالت الحرة أن البعثيين أتباع الرئيس العراقى المخلوع صدام حسين وراء الإشاعة ، وقطعت الجزيرة بثها وأذاعت حلقة خاصة من برنامج ماوراء الخبر استضافت فيه جمانة نمور محلل سياسى وسألته عن عدد الناس المتجمعين حول المسيح فى ميدان التحرير ، وأعلن راديو الفاتيكان أن بابا الكاثوليك إستقل طائرته البابوية المقدسة فى طريقه لقاهرة المعز للتحقق من هبوط المسيح على الأرض.

وردود الأفعال السياسية كانت على قدر الحدث ، فأول ردود الأفعال جاءت من اليبت الأبيض فقال المتحدث باسم البيت الأبيض أن على الحكومة المصرية أن تحترم قداسة المسيح وألا تعتقله كما فعلت بأيمن نور وإلا ستقطع عنها المعونة السنوية ، وقال وزير الدفاع الأمريكى فى لقاء صحفى فى البنتاجون أن حاملة الطائرات يو-أس-أس-لينكن تحركت للخليج العربى وأن آلاف من الجنود الأمريكين يتم نقلهم جوا من فنادق الخمس نجوم بالمحمية الألمانية فى طريقهم لوادى النيجر وحذر رامسفيلد هوجو تشافيز بأن الولايات المتحدة ستتخذ إجراءات صارمة لو ارتكب أى حماقات. وظهر الرئيس مبارك على قناة العربية وقال لمزة من مزز لبنان الشقيق أن الوحدة الوطنية متينة وهى خط أحمر لايتجاوزه أحد وبعد قليل خرج المتحدث باسم رئاسة الجمهورية ، السفير سليمان عواد ، يوضح أن الرئيس لم يقصد ماقال وأن تصريحه تم تفسيره بطريقة خاطئة. وأصدر الأقباط فى المهجر بيانا مشتركا أتهموا فيه الحكومة المصرية بالإضطهاد الدينى وسرقة الصلبان والأناجيل من الكنائس ، وأذاع صوت جيش الدفاع الإسرائيلى أن أرتال الدبابات أقتحمت قطاع غزة لتغلق الحدود المصرية. فى طهران قال الرئيس الأيرانى ، أحمدى نجاد ، أن إيران لن تتوقف عن تخصيب اليورانيوم حتى لو أرسلت وكالة الطاقة الذرية المسيح عيسى بن مريم عليه السلام مندوبا عنها.

لكن الوضع فى ميدان التحرير كان مختلفا ، لاندرى أهى ساعات مرت أم دقائق ، الجميع يتزاحم للوصول لمكان المسيح عليه السلام لتلقى شرف مصافحته ولكن وكالات الأنباء العربية والعالمية ضرت عليه طوقا منيعا يصعب إختراقه. حاملى الكاميرات يتصارعون من أجل الحصول على لقطة .. مندوبى الصحف والوكالات الأخبارية يسألون أسئلة عديدة فى نفس الوقت .. صخب شديد ولكنه لم يمنع مسئولين حكوميين من محافظة القاهرة من فرض كردون على المكان وطباعة تذاكر مشاهدة بمائة جنيه للمصرى وبمائه دولار للأعجمى. كل هذا والمسيح ينظر حوله يتصفح الوجوه حتى اطمئن الواقفين جميعا أن المسيح نظر إليهم جميعا لاريب وبدون إستثناء.

وقف المسيح فى المنتصف وخلفه تلاَ كبيرا من الصلبان عديدة الألوان والأحجام منها من هو مصنوع من الحديد ومنها من هو مصنوع من الخشب يتطابق عددها مع عدد الصلبان التى اختفت من الكنائس الساعات الماضية. التف الناس حوله ، كأن مصر المحروسة كلها خرجت عن بكرة أبيها لتلتقيه وتكرم وفادة مبعوث السماء فكان من بركاته أنه كان ظاهرا جليا للقاصى والدانى على كثرة عددهم. ثم شرع المسيح ينادى ، فأول من نادى عليه كان المستشار زكريا عبد العزير ثم البسطويسى ومكى فعانقهم عناقا حارا كأنه لايريد أن يبعد جسده عن أجسادهم الدافئة ثم استمر ينادى على أعضاء نادى القضاة الشرفاء ونحن متعجبين كيف خبر أسماءهم وبعد أن انتهى من تكريم القضاة نادى على الناشطين من النقابيين الذين يحاربون من أجل إستقلال مصر وحريتها واحدا واحدا يحتضنه كما تحتضن الأم رضيعها ويشد على أيديهم واحدا واحدا ثم نادى على الحركات والجماعات العاملة على الساحة يحتضنهم ويعانقهم ويشد على أيديهم وبعد أن كرم الشرفاء جميعا قال لاتضيع بلد فيها أمثالكم.

عاد المسيح عيسى بن مريم عليه السلام ينظر فى الجموع الحاشدة فنادى على اللواء حبيب العادلى ومساعده اللواء فؤاد علام وأخرج من تل الصلبان خلفه صليبان من الحديد القاسى فقرع بهما رأسيهما حتى تكسر الصليبان ثم فعل نفس الشئ مع لواءات وضباط وجنود مباحث أمن الدولة ، كل له صليب على قدر وحشيته وجبروته. ثم نادى على الأنبا شنودة بطريرك الكرازة المرقسية والشيخ سيد طنطاوى والدكتور حمدى زقزوق وأخرج صلبانا من صخر أسود شديد السواد فقرع بهم رؤوسهم جميعا وقال هذا جزاء من أضل عباد الله واستمر المسيح عليه السلام ينادى على الضلاميين المستبدين واحدا تلو الإخر يقرع رؤوسهم بالصلبان فتتكسر على رؤوسهم الواحد تلو الآخر حتى انتهى ولم يبقى غير صليب ضخم شديد الضخامة فنادى عليه السلام على الرئيس حسنى مبارك فتقدم ذليلا يبن يديه يطلب منه العفو والصفح الجميل ويعده ببرنامجا إنتخابيا أفضل الإنتخابات القادمة فرفض المسيح أعذاره ، لكن مبارك لم ييأس فعرض عليه حقيبة وزارية فكرر المسيح رفضه . ثم هم فأخرج أكبر الصلبان فكسره على ام رأسه وسط تهليل وتكبير الواقفين. وقال المسيح عيسى علية السلام موجها حلو كلامه للمحتشدين عذاباتى لم تكن قطا لمال أو سلطان .. عذاباتى كانت لقضية فلا تقبلوا بذل أو هوان .. لقد خلقنا الله أحرارا.

هم المسيح بالرحيل فتعلق الناس بلباسه البسيط ورجوه أن يبقى ليكون رئيسا للجمهورية فقال إن الله لم يأمرنى وهم بالرحيل فقال رجل: أيها المسيح فرصتك كبيرة فى الفوز! الدكتور أيمن نور مازل فى السجن فقال المسيح مشفقا لا سجن للشرفاء والأحرار بعد اليوم ، عهد عليكم ألا يسجن فى مصر نورا أو عريانا بعد اليوم. نظر المسيح للناس مودعا وانطلق للسماء كما جاء. رحل المسيح ولكن زرقة سماء القاهرة لم ترحل ولم يتلبدها الغيوم بعد رحيله.



مصريون بلا حدود
www.imbh.net



#إبراهيم_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكفاتسة الأقباط - الأقلية المختارة
- مطالب الكفاتسة الأقباط
- صنم قصر العروبة
- نور خلف القضبان
- تبديد أموال التأمينات الإجتماعية فى مصر علانية
- مواطنون وأربعة ريشة
- إرهاب دوت كوم - توصيل المفخخات للمنازل
- الرهان على أمريكا لتغيير الأوضاع فى مصر خسارة أم خسارة؟


المزيد.....




- مصر.. نجل وزير سابق يكشف تفاصيل خطفه
- ذكرى تحارب النسيان.. مغاربة حاربوا مع الجيش الفرنسي واستقروا ...
- لبنان.. لقطات توثق لحظة وقوع الانفجار بمطعم في بيروت وأسفر ع ...
- القبض على الإعلامية الكويتية حليمة بولند لاتهامها بـ-التحريض ...
- مصر.. موقف عفوي للطبيب الشهير حسام موافي يتسبب بجدل واسع (صو ...
- -شهداء الأقصى- التابعة لـ-فتح- تطالب بمحاسبة قتلة أبو الفول. ...
- مقتل قائد في الجيش الأوكراني
- جامعة إيرانية: سنقدم منحا دراسية لطلاب وأساتذة جامعات أمريكا ...
- أنطونوف: عقوبات أمريكا ضد روسيا تعزز الشكوك حول مدى دورها ال ...
- الاحتلال يواصل اقتحامات الضفة ويعتقل أسيرا محررا في الخليل


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - إبراهيم حسين - المسيح يهبط فى ميدان التحرير