إبراهيم حسين
الحوار المتمدن-العدد: 1401 - 2005 / 12 / 16 - 04:38
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أكاد أتفق مع أقباط المهجر أن حقوقهم مهضومة ولكن أكاد أن أكون محقا إذا قلت أن حقوق جميع الشعب المصرى بمسلميه ومسيحيه منهوبة وأن النظام الحاكم يؤمن بالفساد عقيدة وسلوك وأن الفساد لا دين له ولاقلب بل أنياب ومخالب تنهش خيرات مصر وتحرم منها الآخريين.
فى مؤتمر الأقباط الأخير والذى أقيم فى أحد فنادق العاصمة واشنطن طالبت القيادات القبطية فى الخارج بطلبات تشابه طلبات المعارضة ولكنها زادت بطلب حذف خانة الدين من هوية الأفراد. الواقع أن المطلب تافه ويعبر عن عقليات ضحلة صاغت قائمة المطالب. أليست دعوى الأقباط أن دينهم مضطهد وأنهم مستخفون وأنهم يريدون الحرية الدينية تتعارض مع حذف خانة الدين من بطاقات الهوية. أنا لا أدرى ماالعائد من حذف خانة الدين الذى يعتز الأقباط بالإنتماء إليه ، هل يعتقد أحد لو أن قبطيا يسمى جورج بطرس عبد الصليب فلتس سيتقدم لوظيفة ما أو يريد أن يقضى مصلحة ما أن الموظف المسلم المختص سيهرش فى رأسه ويخمن ماإذا كان صاحب الطلب مسلم أم قبطى.
أؤمن أن حكم الرئيس مبارك حكم ظالم ولكن أكاد أجزم أنه عادل فى توزيع ظلمة وفساده وفحشه على المواطنين كافه بغض النظر عن ديانتهم. حقوق المواطنة تقتضى أن يتكاتف الجميع من أجل الجميع ولهذا أتعجب من أقباط المهجر كيف ينسلخون عن باقى الطوائف وفصائل المعارضة وبأى حق يطالبون بحقوق لهم دون باق الناس؟ أليس هذا طلبا لإمتيازات؟ ألم يكفهم إمتيازهم على المسلمين بأن المناصب الشرعية الإسلامية كمنصب شيخ الأزهر والمفتى بالتعيين بينما كنائس الأقباط تنعم بالحرية الكاملة فى إختيار قادتها وألم يكفهم أن مساجد المسلمين تفتح فى اليوم خمسين دقيقة بينما يحق للكنائس أن تستقبل زوارها طوال اليوم بدون قيود. هل السماح ببناء الكنائس بدون قيود هو حل لصداع الأقباط أم رضاهم بالحصول على تمثيل رسمى عال هو الهدف حتى ولو جاء بالتزوير والنصب كما حدث فى دائرة الدكتور يوسف بطرس غالى المرشح الوحيد الذى الذى دخل مجلس الشعب بدون تعيين
أنا لست ضد تحزب الأقباط فى الداخل أو الخارج فتجمهرهم حول عقيدتهم عقد إجتماعى مقبول ، ولكن أنا عندى مشكلة عندما يختار الأقباط قادة لهم مثل عدلى أبادير والذى تشبه تصريحاته تصريحات إنسان مخمور أو عجوز خرف. قبيل أحداث محرم بيه الأخيرة عرجت على موقع الأقباط متحدون فوجدت حديثا مسجلا لعدلى أبادير يتحث فيه لمندوبة موقع سويس إنفو والذى إضطرت المندوبة إلى إنهائه بعد أن وصف عدلى أبادير المسلمين بأنهم كفار ، وبجرد إشتعال فتنة محرم بيه إختفى التسجيل من على الموقع.
مشكلة القيادة القبطية لا تنتهى عند هذا الحد وإنما تطول مايكل منير أيضا ، ففى مدينة جيرسى سيتى بولاية نيوجيرسى يقيم كثير من المصريين أصحاب المهن الوضيعة إجتماعيا وكذلك كثير من الأقباط ومنذ عدة شهور وقعت حادثة قتل أليمة أودت بروح أسرة قبطية ، مكونة من أربعة أفراد ، بكاملها . للأسف ، وأكرر للأسف ، دعى قادة الأقباط ، ومنها مؤسسة مايكل منير ، شبكات التليفزيون والصحف المحلية لتغطية تجمهرهم أمام أحد كنائسهم فى منطقة جورنال سكوير والتى كرروا فيها إتهاماتهم المشهورة والمعتادة بأن المسلمين قتلة لايريدون لهم أن يعيشون فى سلام حتى فى الولايات المتحدة. وبعد أسابيع قليلة من التحقيقات الرسمية تبين لشرطة المدينة أن القاتل هو جار الأسرة القبطية المقيم بالدور الأعلى وأن دافع القتل هو السرقة المحضة. خشعت الأصوات وإنزوى جميع الأقباط فلم نسمع منهم إعتذارا أو حتى همسا.
لقد أثارت حفيظتى زيارة مايكل منير للقاهرة ، ولايهم كثيرا ذهابه لقاهرة المعز بصفته أو ممثلا لمؤسسته الصغيرة أو الكبيرة ، فطبيعة التمثيل لا تغدو عن كونها أمرا ثانويا عندى. أكاد لا أتفق من بعض التحاليل التى ظهرت هنا أو هناك تفيد أن ثمة شقاق ظهرت على السطح بين مايكل منير من جهه وبين عدلى أبادير وجماعته من جهه أخرى **، أيضا هذا الإستنتاج ، إن وجد ، لايهمنى كثيرا ولكن مايهمنى هو طبيعة الزيارة وفحوى الرسالة التى طلب من مايكل منير توصيلها إلى أصدقائه فى واشنطن ولماذا أختير مايكل منير دون غيره. ربما الجزء الأخير من السؤال تسهل الإجابة عليه فمايكل منير بطئ البديهة بطبيعته ويسهل السيطرة علية مقابل أقل من الفتات. الخارجية المصرية تأكدت من مصادر موثوقة أن ما أشيع عن قرب فتح قنوات مع الإخوان أمسى واقع وأن ثمة خطط وترتيبات وصلت لتحديد أسماء من وقع عليه الإختيار من الإخوان لكسر جبل الجليد بين الخارجية الأمريكية والإخوان. وهنا كان حتما على الخارجية المصرية طلب عون أقباط المهجر بسبب تطابق آراء نظام مبارك والأقباط ومعارضتهما المشتركة لوصول الإخوان للحكم وطلب فيها من مايكل منير التعبير بوضوح لإصدقائه فى واشنطن من خطر هؤلاء وسواد عقليتهم وخطرهم المحيق بالأقلية المسيحية فى مصر.
على الرغم من إقامتهم فى الولايات المتحدة لسنين طويلة، مازال أقباط الولايات المتحدة يمارسون الإنعزالية المطلقة تماما كما عاشوها ومارسوها بمصر ولم يشفع عندهم إقامتهم بدولة يدين أكثرها بالمسيحية لكسر شوكة إنعزالهم. أعتقد أن الوقت قد حان لمناقشة وضع الأقباط بجدية ومن الأمور التى أقترح طرحها حرية الإعتقاد ورؤية الأقباط لوضعهم وتطلعهم للإستقلال وإقامة دولة مسيحية و حجم ثرواتهم ونسب البطالة والعنوسة والأمراص بينهم بالمقارنة بنسبتهم لعدد الشعب الإجمالى.
إبراهيم حسين
مصريون بلا حدود
______
(*) لايجب أن يختلط الأمر على القارئ الهاوى أو ضعيف البصر فعنوان المقال هو مواطنون وأربعة ريشة وأقصد به الأقباط على مفترق الطرق.
(**) أقرأ نص بيان أقباط المهجر تحت مشاركات
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟