القانون المطلق / 12 - الله مصدر القانون المطلق / الاستدلال الفلسفي على وجود الله

بتول قاسم ناصر

الحوار المتمدن-العدد: 6224 - 2019 / 5 / 9 - 01:34
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

القانون المطلق ..
12- الله مصدر القانون المطلق ..
الاستدلال الفلسفي على وجود الله ..

كنا قد ذكرنا في المقالات السابقة المبادىء الفلسفية التي يتضمنها القانون المطلق الذي هو النظام الجوهري للموجودات او المنهج الذي تسير عليه . وقلنا ان هذه المبادىء هي : التناقض الذي هو موجب للصراع وللحركة ثم التجاوز او النفي وان هذا الصراع ينتهي الى نتيجة هي الوجود المتعين وغير ذلك مما اوجزناه في المقالات السابقة .
والتناقض الذي نبدأ به التدليل الفلسفي هو بين الوجود و العدم وهو أول صور التناقض وأكثرها تجريدا .. ونقول : لقد ذكرنا ان لاوجود لأحد النقيضين إلا بالآخر أي لاوجود له الا (بعلاقة التناقض )التي تربطه به وهو خارجها عدم ، فالعدم هو أحد النقيضين خارج علاقته بالاخر . ومعنى هذا ان (العلاقة)علة وجود العدم وهي بهذا سابقة على وجوده لأن العلة سابقة على المعلول واذا كانت هي (اثنين) او نقيضين فأن اسبقيتها على وجود أحد طرفيها تعني اسبقيتها بأحد طرفيها وستكون صورتها في هذه الحالة السابقة - : وجود احد النقيضين والفراغ من الاخر أي بصورة نقيضين أحدهما موجود والاخر عدم او فراغ ، وجود خالص وعدم خالص ، وهذه هي الحالة الوجودية الأولى او الخطوة الاولى من خطوات الجدل بالنسبة الى الموجودات . وتنتقل هذه الحالة إلى الحالة الثانية او الخطوة الثانية حيث سيعمل (الوجود) الذي هو (علة فاعلة) الى خلق نقيضه الذي كان عدما وعندها سيوجد التناقض او (العلاقة) بين وجود خالق وعدم مخلوق . واذا كان وجود هذا النقيض يوجد التناقض فأن معنى هذا ان هذا النقيض مازال يمثل العدم لأنه يناقض الوجود . ما معنى وجوده اذن ؟ ان معنى وجوده هو ظهوره كما ذكرنا سابقا أي انه كان عدما كامنا وأصبح يمثل عدما ظاهرا . ونستطيع أن نمثل على حالة العدم الظاهر بوجود النار فهي وجود ظاهر إلا انها تعدم الوجود في داخلها . واذا كان التناقض (بعد وجود النقيض الاخر او ظهوره) يوجب الصراع فأن هذا النقيض السابق( الوجود) سينتصر على نقيضه وسيخرجه من العلاقة التي تربطه به وستنهي العلاقة التي هي الخطوة الثانية من خطوات الجدل إلى أحد النقيضين فقط الذي هو( الوجود) وهذه هي الحالة الوجودية الثالثة او الخطوة الثالثة من خطوات الجدل . هل معنى هذا اننا نقول بمراحل ثلاث يمر بها سير الجدل كما يقول هيجل ؟.. لا ، فالمراحل اربع وهذا ما سنشرحه ..
لقد ذكرنا ان التناقض يوجب الصراع والصراع حركة وهذه الحركة لها نهاية تتوقف عندها بعد انتصار هذا النقيض الذي هو (الوجود) . أن الصراع اذن حركة غائية وليست عشوائية اي لها غاية اذا بلغتها انتهت ، وهذا يعني أنها تنتهي من حيث تبدأ ، من حيث أحد النقيضين صاحب الغاية المنتصر لها ، أي ان نهايتها هي البداية التي بدأت منها أي ان نهايتها تلتحق بالبداية وبهذا يكون سير الحركة دائريا . واذا كانت نهاية السير هي أحد النقيضين فقط (الوجود) وهو المنتصر فهذا يعني ان البداية كانت (الوجود) فقط وهو الحالة الأولى التي لم يرد ذكرها في سير حركة الجدل وهي التي تجعل خطوات الجدل أربعا لاثلاثة . وهذه الحالة الأولى هي الوجود الأول الذي هو الله تعالى ، الذي هو مصدر هذا القانون الجدلي بخطواته الثلاث وبالصراع الموجه لحركته الدائرية وبالنتيجة التي ينتهي اليها ..
ان الحالات الوجودية اللاحقة للوجود الأول حالات متغيرة فهي تنتقل من حالة الى أخرى والوجود الأول هو علة ثابتة وليست متغيرة ، فهذه الحالات الوجودية الثلاث متغيرة تنتقل من حالة الى أخرى والمتغير يقابله الثابت فلابد من ثابت ، لابد من وجود حالة رابعة للوجود هي بالأحرى حالة أولى منفصلة وسابقة على هذه الحالات الوجودية الثلاث ومتعالية عليها ، والدليل عليها ان الحالة الثالثة تنتهي الى وجود (متعين)فقط وهذا يعني ان الحركة كانت موجهة بغاية هي ما انتهت إليه الحركة اي (الوجود) وان هذه الغاية هي علة الحركة وهي بدايتها وها قد بلغتها في النهاية فتوقفت الحركة .
ان ما تنتهي اليه الحركة هو ما بدأت منه وهو الوجود وحده كما قلنا . والفرق بين الوجود الأول والآخر ان الاول لم يكن وجودا متعينا ، كان وجودا جوهريا باطنا والوجود الأخير وجود متعين او ظاهري ..الوجود الأول هو وجود الله ( الواحد ) الذي لايرتبط بعلاقة ولا كفء له فيها وهو مصدر العلاقة وعلتها الخالقة والموجه لحركتها والمتحكم بنتيجة الحركة ..
لا يتوفر وصف للصورة.

#بتول_قاسم_ناصر (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات