أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ميثاق بيات الضيفي - محاكمة الوعي الجماعي !!!














المزيد.....

محاكمة الوعي الجماعي !!!


ميثاق بيات الضيفي

الحوار المتمدن-العدد: 6223 - 2019 / 5 / 8 - 23:46
المحور: المجتمع المدني
    


الوعي الجماعي هو شكل محدد يتجلى في فترات ديناميكية مضطربة, ويعمل بمستوى يومي مشتملا على مكونات فردية لأنواع مختلفة وأنواع أخرى متأصلة في مجموعات محددة من الأفراد توحد ممثلي مختلف المجموعات والجماعات، فعادة ما يظهر على أنه وعي عادي وليس له علاقة اجتماعية واضحة ووفقًا لذلك فإن مظاهره تكون عشوائية إلى حد كبير وثانوية في طبيعتها وتعمل كإشارات لسيناريو تطوري عفوي مؤقت وغير مهم. كما ويعتبر ظاهرة مستقلة إلى حد ما وعبره يتعايش الإفراد في المجتمع جنبا إلى جنب مع وعي المجموعات الكلاسيكية التي تنشأ كتأمل وتجربة ووعي بالظروف التي تعمل على نطاق اجتماعي كبير بطريقة أو بأخرى، ويشترك فيها أعضاء الجماعات الاجتماعية المختلفة وبالتالي تجد نفسها في ظروف معيشية مماثلة وتتساوي بينها بعدة طريق، وبهذا النهج يتبين أن الوعي الجماعي هو تعليم أعمق وانعكاس لواقع النظام الأساسي الذي لا يكتسب إلا في وقت لاحق كالعلامات النفسية الضرورية لليقين الاجتماعي.
ونتيجة لقمع فكرة الحرية الإنسانية الحقيقية وعمق فكرة الوعي الشامل كهدف للتلاعب المستمر من قبل الحكومات ووسائل الإعلام، فأنها غالباً ما تفشل فيها آلية التأثير الموثوق ولذلك يمكن أن يطلق عليها التصرف ذو الشكل المختلف عن ما يوده الأيديولوجيين، وان تأملنا في مفهوم الوعي الشامل فسنجد انه نوع خاص ومميز من الوعي الاجتماعي الذي تتميز به الشعوب، ويعرف بأنه مصادفة في مرحلة ما للمكونات الرئيسية والأكثر أهمية في وعي عدد كبير من الجماعات والمجموعات المتنوعة في المجتمع والغير قابلة للاختزال كمجموعة تبرز نتيجة لعدم الاعتماد على الخصائص الموضوعية والقدرات المعرفية والخصائص التعبيرية. وهناك اعتقاد خاطئ وواسع الانتشار حول الوعي الجماعي فيعامل على أنه الجزء البدائي المنخفض الدرجة من الوعي العادي لجزء معين من السكان، بينما هو موجود ومتحقق في كتلة الوعي الفردي الغير القابل للاختزال مما يشكل حقيقة فائقة الفردية. وتتجلى خصوصيته في شموله المعرفة والأفكار والمعايير والقيم التي تعكس ظروف الوجود الاجتماعي والتي طورها الأفراد في عملية التواصل مع بعضهم البعض وإدراك مشترك للمعلومات الاجتماعية في عمليات التأثير الهادف.
مع إن الوعي العام قد لا يتطابق مع أي نوع من أنواع الوعي المعروفة لكنه يتداخل معها ولذا يكون تكوينه متعدد الطبقات ومتعدد القطاعات فيتناغم مع حدود جميع الطبقات والمجموعات السكانية الموجودة في المجتمع والتي يميز على أساسها موقفهم الموضوعي أي أنه وعي يدرك النوع الوحيد من المجموعات والجماعات وخصائصها المميزة، وكما يمكن أن يكون القوة الحقيقية التي تؤثر على إدراك العملية التاريخية وتشجع الناس مباشرة على العمل لأنه مفهوم جماعي يدل على وعي جزء كبير من الناس وينتمي إلى مختلف الفئات الاجتماعية والطبقات، ومع ذلك كله لكنه يتميز بالتحديد في الانقطاع والتنقل وعدم الاتساق وسرعة التقلب ومفاجئة التغييرات في بعض الحالات، وإذا نظرنا إلى محتواه فإننا سنجده يتضمن مجموعة واسعة من مسائل المعرفة والأفكار والأوهام والمشاعر والمزاجيات والتي تعكس تعددية اشكال وخصائص الحياة العامة بأكملها بكل ما يؤثر على الشعوب ويجعلها تستجيب لمبتغاة.
ولن يفوتنا إن نقول بأن الوعي الجماعي أيضا يتماثل بشكل شريحة اجتماعية تتغلغل في الوعي الحقيقي للأفراد والمجموعات الاجتماعية، وليس يسيرا اختزاله بمظاهر علم النفس الاجتماعي لأنه وفي ذات الوقت يعد انعكاسا لبعض الآراء والمواقف الإيديولوجية، ولذلك هناك اختلافات بينه وبين الإيديولوجيات التي تعكس الواقع الاجتماعي وتقيمه من وجهة نظر مصالح فئات اجتماعية معينة ليتم تطويره كقاعدة للتطلعات الاجتماعية للشعوب وآمالها وآرائها، أو بأخذها بعين الاعتبار بشكل هادف والذي غالبا ما يعارض وعي النخبة والمتمثلة بأنها طبقات اجتماعية ذات امتيازات أعلى لها سمات القوة والتأثير والثروة والمكانة وتتركز في أيديها أهم المناصب القيادية، وفي هذه الحالة يُنظر إلى صفوة الوعي على أنها ترابط بين الأفكار والآراء والمواقف عبر دائرة مختارة من المبدعين والخبراء والمتذوقين الحقيقيين. ونتيجة لتحليلنا خصائصه فأن الوعي الجماعي مدموجا مع الوعي العام يفرزان الوعي المجتمعي الشعبي والذي يعد كعنصر محدد في الوعي الاجتماعي تكمن خصوصيته بتضمنه الأفكار والآراء والمشاعر الاجتماعية التي تنتشر في المجتمع وهي متداخلة بين الوعي النفسي والنظري، ولأن المواقف غير الواعية والراسخة أثارت عوامل التلاؤم الناتجة عن التغيرات في ظروف الإنتاج والحياة وطبيعة الاحتياجات والإمكانيات لإشباعها وكذلك ديناميكية الحياة العامة المتزايدة والمحددة لسلوك وطبيعة ونوعية الوعي العام، فلذا تشكل ويتشكل انتهاجا للوعي الفعال لصنع السلوك المطلوب وذلك نتيجة لتأثيرات عدد من العوامل ولتأثر الظروف المعيشية المباشرة وللتأثير المستهدف عبر كلا من الأيديولوجيات والتكنولوجيات ووسائل الإعلام.



#ميثاق_بيات_الضيفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفساد... تحت المطرقة العلمية
- تسييس النقابات العمالية العربية
- في السياسة... كيف يصبح كل شيء... من كان دون شيء؟
- ادراك العدالة المرتبكة !!!
- غاية ميكافيلي... لا تبررها الوسيلة !!!
- لسنا مبالين... فهل ذلك يعقل؟؟؟
- تكنولوجيا... روج الضفادع !!!
- الثقافة... لماذا نحتاجها ؟؟؟
- قشة خلاصنا !!!
- هشاشة العمر الديمقراطي
- الابداع... كيف يتبادر ؟؟؟
- اليأس المهستر !!!
- الشفق الأحمر
- أخبروني مما تخافوه... لاخبركم من أنتم؟؟؟
- تكتكة أخلاق السياسة
- المذنبون الأبرياء... بين الوطن والوطنية
- الخوف المهين... سيف ذو حدين !!!
- لست عدوا للتكنولوجيا... ولكن ؟؟؟
- الحرية... من دون face makeup
- المقاومة الفكرية... هل هي ممكنة؟


المزيد.....




- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...
- يضم أميركا و17 دولة.. بيان مشترك يدعو للإفراج الفوري عن الأس ...
- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ميثاق بيات الضيفي - محاكمة الوعي الجماعي !!!